01-02-2011, 03:39 PM
|
المشاركة رقم: 21 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | Apr 2010 | العضوية: | 7451 | المشاركات: | 22 [+] | بمعدل : | 0.00 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | كاتب الموضوع :
المتفائل2012 المنتدى :
الثقافة والتاريخ رد: مجلة النجاح في الثمانينات.. ما ترصده اقلام الجامعيين في تلك الفترة في ذكرى المرحوم الدكتور قدري طوقان
بقلم: د. شوكت الكيلاني
عضو مجلس الأمناء
يطالعك وأنت تخطو في رحاب مدخل جامعتنا الشامخة تمثال نصفي متواضع مبتسم للإنسان الكبير الذي
1971 العلامة الدكتور قدري طوقان رحمه الله. /2/ افتقدته الأمة في 26
ولد المرحوم في نابلس عام 1910 وتلقى فيها علومه الابتدائية والثانوية وتلقى تعليمه العالي في الجامعة
الأميركية ببيروت تخرج منها في سنة 1929 بدرجة بكالوريوس في الرياضيات، وكان قد تقدم ببحث عن أثر
العرب في الرياضيات تمهيدًا لحصوله على البكالوريوس ولعل هذا البحث قد أثر فيما بعد بإنتاجه الفكري
والعلمي حيث ألف خمسة وعشرين كتابًا عن تراث العلوم العربية وأثر العلم عند العرب وعليهم وتقدم علم
الفلك عندهم ومقام العقل عند العرب وعن الأسلوب العلمي في الحياة وكان أخر كتبه العلم مع الحياة،
بالإضافة إلى عشرات المحاضرات العلمية عن الخالدين العرب والمسلمين من أمثال ابن الهيثم وابن سيناء
والبيروني وابن حمزة وجمال الدين الأفغاني ومئات المقالات في السياسة والأدب والأخلاق والعلوم.
ولقد عمل الفقيد بعد تخرجه مدرسًا في كلية النجاح الوطنية بنابلس وتولى إدارتها لمدة خمس وعشرين سنة
. حتى وفاته في عام 1971
كان شغوفًا بالعلم والثقافة والبحث العلمي والإنتاج الفكري فأنشأ في بيته مكتبة ضخمة تضم آلاف المراجع
العلمية والأدبية والتاريخية العربية والإنجليزية والمخطوطات العربية النادرة أهديت بعد وفاته إلى مكتبة بلدية
نابلس لينتفع بها الدارسون والباحثون من أبناء وطننا الغالي.
انتخب عضوًا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة والمجمع العلمي العربي بدمشق والمجمع العلمي لدول البحر
الأبيض المتوسط ومجلس الاتحاد العلمي بالقاهرة ومجلس البحث العلمي في الأردن، والمجلس العلمي العربي
المشترك لأبحاث الذرة واللجنة القومية لليونسكو في الأردن ومجلس أمناء الجامعة الأردنية.
وقد أسس وترأس اللجنة الأردنية للتعريب والترجمة والنشر عام 1961 والتي كان المرحوم يرنو أن تصبح
مجمع اللغة العربية الأردني.
شارك في الحركة الوطنية منذ صباه وقد اعتقل مع عدد كبير من أحرار الفلسطينيين في الجفر وصرفند في
عام 1936 ، وكان يشارك في الاجتماعات الوطنية والاحتفالات القومية والمظاهرات الشعبية وانتخب نائبًا عن
نابلس في المجلس النيابي الأردني الأول سنة 1950 وعمل وزيرًا للخارجية عام 1964 حيث بذل جهودًا
كبيرة لتحسين العلاقات مع مصر وبقية الدول العربية واعترف الأردن في عهده باليمن الجمهوري.
كان المرحوم مربيًا ومفكرًا وعالمًا ولغويًا ومؤرخًا ومناض ً لا في سبيل المثل الإنسانية التقدمية، وضد
الاستعمار والتخلف.
وأما عن جهوده في حقل التربية من خلال عمله أكثر من ثلاثين عامًا في حقل التدريس وتربية الجيل وإدارة
كلية النجاح ودفع المئات من تلاميذه في طريق الطموح والاستزادة من العلم لخدمة الأمة ودأبه أن يحقق حلمه
الكبير في أن تصبح النجاح جامعة وطنية شامخة تخدم قضايا العلم والتقدم الحضاري لأبناء الوطن العربي،
كان يؤمن بالشباب المجد الطامح ويسعى لتقديم كل عون مادي وأدبي لمن كان منهم متفوقًا وتقعده الحاجة عن
تحقيق طموحه العلمي، وكان يحثهم على التسلح بسلاح العلم والأخلاق حتى يتمكنوا من تخليص أوطانهم من
نير الاستعمار والتخلف.
"لن يقدر لمواهبكم أن تتحرك ولا لقابليتكم أن تتم وتنجح ولا لأمانيكم أن تتحقق ولا لبلادكم أن تتقدم إلا إذا
زال كابوس الاستعمار عنكم وتحررتم من أغلاله ومعاهداته وقروضه ونقطه".
"إن الخلق من النفحات الإلهية به يكتب التوفيق وعليه تقام دعائم النجاح"، "العلم إذا دخل دائرة الخلق اتجه
نحو الخير والبناء والنمو والإثمار وإذا خرق نطاقها ولم يتقيد بها أصبح أداة شر وهدم وتدمير".
"إن المثقف هو من يحاول إدراك الأشياء التي تحيط به والوقوف على ما يجري حوله بسرعة ولا يتأتى ذلك
إلا بالسعر لزيادة المعلومات وتوسيع أفق التفكير وهو المثل العالي للإنسان وما علينا إلا أن نسعى لنكون
ونوحد الرغبة في الناشئ ليكونه أيضًا، وخلاصة القول أن المثقف هو المهذب المستقيم الذي يجعل ضميره
رائده وعقله قائده ومعاملة الناس بالحسنى شعاره".
"الحياة لا تكون غزيرة مثمرة إذا لم تتسم بسمة السخاء والتفاؤل إنني أحترم الحياة وهذا إحساس أصيل في
نفسي يحفزني إلى الكفاح في سبيل حياة فاضلة كما يدفعني إلى التعاون مع الآخرين في النضال في سبيل
تحرير المجتمع العربي من الاستعمار والرجعية وإذابة رواسب التقاليد والعادات وإزالة العراقيل التي تعوق
الحركة والتقدم".
"أنا أدرس الماضي من أجل الحاضر والمستقبل".
"إن عدم الشعور بالمستقبل وترك هذا المستقبل للأقدار والطبيعة إنما هو مصدر من مصادر تخلف البشر".
كان يؤمن ويدعو دائمًا للأخذ بالأسلوب العلمي لأنه طريقنا للتحرر والتقدم والعلم عنده غير منفصل عن هدفه
الإنساني وكل علم يوجهه أصحابه ضد الإنسان فهو علم مبتور، إن العلم عنده صنو للقيم الإنسانية والأخلاقية
عامة أما المعلم الذي يساند العدوان والرجعية "فإنه ينزل إلى الحضيض في دنيا المعنويات ودنيا المبادئ
والأخلاق".
"والعلم عند قدري طوقان غير منفصل عن العمل الاجتماعي فلا علم بغير التزام ولا علم بدون ارتباط
بمسؤولية اجتماعية ولا علم ما لم يكن مسخرًا لخدمة التقدم الاجتماعي والقيم الإنسانية عامة".
لقد آمن قدري طوقان بالأصالة الفكرية في التراث العربي الإسلامي ولعل أبرز مجالات الأصالة والإبداع هو
مجال الكشف العلمي التجريبي الذي سبق ابن الهيثم واضع المنهج العلمي الحديث يتكون في وضع أسسه
وبداياته ولا سيما في مكتشفات ابن الهيثم العظيم في كثير من قوانين البصريات التي سبق بها إسحق نيوتن.
ولقد كان من أخلص من كرس نفسه للتراث القديم وبعث ما فيه من كنوز فكرية وعلمية أصيلة حتى يكون
الماضي هاديًا ومرشدًا لمستقبل زاهر ومجيد بني على النهضة العلمية والفكرية الحديثة.
ويهمني وأنا أختتم هذه العجالة عن حياة فقيدنا الكبير وأعماله أن أذكر أسماء مؤلفاته:
1. تراث العرب العلمي 1941
2. نواح مجيدة من الثقافة الإسلامية 1936
3. الكون العجيب
4. الأسلوب العلمي عند العرب 1946
5. بين العلم والأدب 1946
6. جمال الدين الأفغاني 1947
7. العيون في العلم
8. بعد النكبة 1950
9. وعي المستقبل 1953
10 . الخالدون العرب 1954
11 . تراث العرب العلمي طبعة ثانية مزيدة ومنقحة 1954
12 . بين البقاء والفناء
13 . النزعة العلمية في التراث العربي 1955
14 . العلوم عند العرب 1956
15 . ابن حمزة والتمهيد إلى اللوغريتمات 1958
16 . مقام العقل عند العرب 1960
17 . أثر العرب في تقدم علم الفلك 1961
18 . العلوم عند العرب والمسلمين 1964
19 . الروح العلمية عند العلماء العرب والمسلمين
20 . تراث العرب العلمي مزيدة 1963
21 . نشاط العرب العلمي في مائة عام 1964
22 . التعاون العلمي للباحثين والعلماء في البلاد العربية 1963
23 . حيوية العقل العربي في نقد الفكر اليوناني
24 . أبو الريحان البيروني 1966
25 . العلم مع الحياة
هذه الشوامخ وشامخته الكبرى "النجاح" قد خلدت اسم العلامة الفلسطيني العبقري قدري طوقان وقدرته على
الإبداع والإسهام في الحضارة الإنسانية والعربية وأرجو أن يتوفر الباحثون والدارسون على دراسة فكر
وأدب قدري و أن نترجم جميعًا على ذكراه الخالدة.
* * * * * * * * *
أما كنت بالأمس ملء العيون فكيف مضيت كحكم عبر
لعمري لئن خطفتك المنايا ووارتك تحت ظلام الحفر
فما زلت في كل نفس تعيش عبيرًا زكا وضياء غمر
سقت رحمة الله قبرًا طواك يا سيرة من كبار السير
|
| |