11-16-2008, 09:39 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى :
القسم الطبي الأساليب الوراثية لإثبات النسب الأساليب الوراثية لإثبات النسب إن العلم يتقدّم تقدمًا مذهلاً في السنوات الحالية، حتى يمكن أن يُقال: إنه تقدم في ربع القرن الحالي بما يعادل تقدم البشرية في تاريخها الطويل كله. وفي مجال الوراثة.. تقدم هذا العلم تقدمًا يثير الإعجاب، وتبنى عليه الآمال الكثيرة في مستقبل الإنسان. إنها -الوراثة- عالم قريب من عالم الأسرار والألغاز، عالمٌ الإبحارُ فيه كالإبحار في محيط بالغ الاتساع، أو وسط غابة كثيفة الوراثة -كما عرفها ستيفر جونز- كاللغة كيان من المعلومات ينتقل عبر الأجيال، لها مفرداتها (الجينات)، ولها أجروميتها (الطريقة التي تنظم بها المعلومات الوراثية)، ولها أدبياتها (آلاف التعليمات اللازمة، كي يصبح بشرًا). وتعتبر قضايا إثبات البنوة مشكلة اجتماعية خطيرة تشغل اهتمام كثير من العلماء في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن أنها مشكلة قضائية تستغرق سنوات طويلة أمام المحاكم. ويخطئ من يظن أن عملية الحسم في هذه القضايا تتمّ بسهولة بمجرّد عمل تحليل طبي، فهناك فحوص، وكشوفات طويلة على ثلاثة أطراف؛ الأم والأب والطفل؛ للتأكد من قدرة كل من الزوجة والزوجة على الإنجاب خلال فترة إنجاب الطفل، أو ادعاء الحمل فيه، وكذلك شخصية وسن الطفل، بعد ذلك.. يأتي دور التحاليل الطبية، وتشمل فصائل الدم الرئيسية والفرعية، واختبارات مصلية تتعلق بمستحضرات (أنتيجينات) خلايا الدم البيضاء وهي ما يطلق عليه HLAS))، ولكن هذه التحاليل لا تعطي أكثر من 40% فقط، وهي نسبة تثير الشك أكثر من اليقين في مسائل إثبات البنوة. على الرغم من مرور وقت قصير على اكتشاف بصمة الجينات.. إلا أنها استطاعت عمل تحوّل سريع من البحث الأكاديمي إلى العلم التطبيقي الذي يستخدم حول العالم، وخصوصًا في الحالات التي عجزت وسائل الطب الشرعي التقليدية التي لا نجد لها حلاً مثل قضايا إثبات البنوة، والاغتصاب،. وجرائم السطو، والتعرف على ضحايا الكوارث. (1) وراثة فصائل الدم: نتيجة للتجارب التي قام بها الطبيب النمساوي "لاندستينر" عام 1900م.. تم وضع الأساس الكيميائي الذي على أساسه صنّف الدم البشري إلى الفصائل الأربعة المعروفة O، AB، B، A وهو: - وجود موادّ مولدة (أنتيجينات) Antigens على أسطح كرات الدم الحمراء. - وجود أجسام مقابلة للمواد المولدة، وهي (الأجسام المضادة) Antibodies في بلازما الدم. يتضح من الجدول الآتي هذه الفصائل وما يقابلها من أنتيجينات وأجسام مضادة وتراكيب جينية. الفصيلة المواد المولدة الأجسام المضادة التراكيب الجينية A A B AA (نقي) AO (هجين) B B A BB (نقي) BO (هجين) AB A,B - AB O - A,B OO § كيف تُنْفى البنوة بناء على معرفة فصائل الدم؟ (أ) تحدد فصيلة دم كل من الطفل والرجل والأم والتراكيب الجينية المحتملة لكل من هذه الفصائل. (ب) يُقارن التركيب الجيني لفصيلة الطفل مع فصيلة الرجل: * إذا كان هناك احتمال مشاركة أحد جيني فصيلة الرجل في التركيب الجيني لفصيلة الطفل - فإنه في هذه الحالة تحتمل البنوة، وذلك لوجود أكثر من رجل يحمل هذه الفصيلة. مثال: الطفل الذي فصيلته O فيكون التركيب الجيني لفصيلة دمه OO والأم التي فصيلتها A فيكون التركيب الجيني لفصيلة دمها AA أو AO. والرجل الذي فصيلته B فيكون التركيب الجيني لفصيلة دمه BB أو BO. واضح أن الأم لا بد أن تكون فصيلتها AO وحتى لو كان الرجل فصيلة دمه BO فهذا لا يثبت البنوة بل يحتملها لنفس السبب السابق. * أما إذا كان هناك استحالة مشاركة التركيب الجيني للرجل في التركيب الجيني لفصيلة الطفل، في هذه الحالة تُنفَى البنوة تمامًا. مثال: في المثال السابق.. إذا كانت فصيلة الرجل AB تُنْفى البنوة تمامًا لعدم وجود الجين O الثاني للطفل في فصيلة الرجل. (2) بصمة الجينات: وبينما لا تزال البشرية في حالة من الدهشة والانبهار مما آلت إليه نتائج تقنية تطويع الجينات.. فاجأنا العالم الإنجليزي "إليك جيفرس" باكتشافه بعض طلاسم الجينات ليعرفنا من أنا ومن أنت ومن هم الآخرون؟! وذلك بما نحمله من جينات، أو بمعنى أدق بصمة الجينات. فما هي بصمة الجينات؟ وما هي القضايا التي تستطيع حسمها، وعجزت الوسائل التقليدية للطب الشرعي أن تجد لها حلاً؟ § الأساس الجزيئي الجينات التي تنقل الرسالة الوراثية من جيل لآخر، وتوجه نشاط كل خلية، هي عبارة عن جزيئات عملاقة تكوّن ما يشبه الخيوط الرفيعة المجدولة تسمى الحمض النووي الريبوزي المختزل DNA, وتحتوي هذه الرسالة الوراثية على كل الصفات الوراثية، بداية من لون العينين حتى أدق التركيبات الموجودة بالجسم. وتترتب الجينات في خلايا الإنسان على 23 زوجًا من الكروموسومات في نواة الخلية، والكورموسومات مركبة من الحمض النووي وبروتينات، وهذه البروتينات تلعب دورًا مهمًا في المحافظة على هيكل المادة الوراثية، وتنظم نشاط تعبير الجينات الذي يؤدي إلى تكشف وتكوين الفرد الكامل من خلية الزيجوت. وتوجد بعض الجينات في "الميتوكوندريا"، وتورث عن طريق الأم. وتكمن المعلومات الوراثية لأي خلية من تتابع الشفرة الوراثي (تتابع القواعد النيتروجينية الأربعة التي وهبها الله للحياة، وهي الأدينين (A) والجوانين (G) والسيتوزين (C) والثيامين (T)) التي تكون المادة الوراثية في صورة كلمات وجمل تقوم بتخزين المعلومات الوراثية في لوح محفوظ مسئول عن حياة الفرد. حديثًا تمكن "إليك جيفرس" في جامعة لستر بالمملكة المتحدة من اكتشاف اختلافات في تتابع الشفرة الوراثية في منطقة "الأنترون Intron" متمثلة في الطول والموقع. وقد وجد أن هذه الاختلافات ينفرد بها كل شخص تمامًا مثل بصمة الإصبع، لذلك أطلق عليها بصمة الجينات، باستثناء نوع نادر من التوائم المتطابقة الناشئة عن انقسام بويضة مخصبة واحدة MZT. وبحساب نسبة التمييز بين الأشخاص باستخدام بصمة الجينات.. وجد أن هذه النسبة تصل إلى حوالي 1: 300 مليون؛ أي أن من بين 300 مليون شخص يوجد شخص واحد فقط يحمل نفس بصمة الجينات. وقد وجد أيضًا أن بصمة الجينات تورث طبقًا لقوانين مندل الوراثية. - المقصود ببصمة الجينات: بصمة الجينات هي اختلافات في التركيب الوراثي لمنطقة "الإنترون"، وينفرد بها كل شخص تمامًا وتورث، أي أن الطفل يحصل على نصف هذه الاختلافات من الأم، وعلى النصف الآخر من الأب، ليكون مزيجًا وراثيًا جديدًا يجمع بين خصائص الوالدين، وخصائص مستودع وراثي متسع من قدامى الأسلاف. وقد وجد أيضًا أن بصمة الجينات تختلف باختلاف الأنماط الجغرافية للجينات في شعوب العالم. فعلى سبيل المثال.. يختلف الآسيويون (الجنس الأصفر أو المغولي) عن الأفارقة. § تعيين بصمة الجينات كل ما هو مطلوب لتعيين بصمة الجينات هو عينة صغيرة من الأنسجة التي يمكن استخلاص الحمض النووي الريبوزي المختزل DNA منها. فعلى سبيل المثال نحتاج: * عينة من الدم في حالة إثبات بنوة . * عينة من الحيوان المنوي في حالة اغتصاب * قطعة جلد من تحت الأظافر أو شعيرات من الجسم بجذورها في حالة وفاة بعد مقاومة المعتدي. * دم أو سائل منوي مجمد أو جاف موجود على مسرح الجريمة. * عينة من اللعاب. وحديثًا تمكن العالمان الأستراليان "رولند فان" و"ماكسويل جونز" في عام 1997 من عزل المادة الوراثية من الأشياء التي تم لمسها مثل المفاتيح والتليفون والأكواب بعد استخلاص المادة الوراثية، حيث يتم تقطيعها باستخدام إنزيمات التحديد Restrection enzymes, ثم تفصل باستخدام جهاز الفصل الكهربائي Electrophoresis ثم تنقل إلى غشاء نايلون، ثم باستخدام مسابر خاصة Probes يتم تعين بصمة الجينات على فيلم أشعة. § بصمة الجينات كدليل جنائي نسبة النجاح التي تقدمها الجينات تصل إلى حوالي 96%، مما شجع الدول المتقدمة مثل أمريكا وبريطانيا على استخدامها دليلاً جنائيًا. بل إن هناك اتجاهًا لحفظ بصمة الجينات للمواطنين مع بصمة الإصبع لدى الهيئات القانونية. وقد تم الحسم في كثير من القضايا بناء على استخدام بصمة الجينات كدليل جنائي. فعلى سبيل المثال: * في أمريكا عام 1988 تم الحكم على "راندل جونز" بعقوبة الموت، لاتهامه باغتصاب وقتل امرأة من ولاية فلوريدا. * تمكن العلماء الأمريكان من التعرف على 5 أشخاص تم قتلهم منذ 11 عامًا باستخدام جينات الميتوكوندريا المعزولة من الهياكل العظمية المأخوذة من مقبرة جماعية في "جواتيمالا". * تم الحكم على مواطن بريطاني بالسجن لمدة 8 سنوات، لاتهامه بالسرقة والاغتصاب. * تم الحكم على مواطن بريطاني بالسجن لمدة 13 عامًا لاتهامه بسرقة بنك. الجدير بالذكر أنه تم عمل بصمة جينات للسارق من لعابه الموجود على شاشة الأمن. * عام 1985 في المملكة المتحدة تمكن أحد العلماء من إثبات ادعاء طفل من غينيا أنه بريطاني الجنسية. وهذه القضية أبرزت دور الجينات في حل مشاكل الهجرة. ولكن الخطورة تكمن في أن اعتماد بصمة الجينات أشاع جوًا من التسليم بأن الأدلة المقرونة بالمعلومات العلمية معصومة من الأخطاء، وبالتالي أخذت الأحكام الناجمة عن ذلك صفة القطعية التي لا تأبه بتوسلات المتهمين الذين يصرون على الصراخ الاحتجاجي والشكوى من الظلم. وفي بريطانيا.. تنبه بعض الحقوقيين لإمكانية أن تكون بعض الأحكام القضائية قد صدرت بطريق الخطأ، وأصدر قضاة محكمة الاستئناف مؤخرًا حكمًا بتبرئة شخص قد أدين في عام 1990 بجريمة الاغتصاب وجاء الحكم بعد إعادة دراسة حيثيات القضية الأولى التي تم الحكم فيها اعتمادًا على تقارير الطب الشرعي التي أثبتت تطابق البصمة الجينية وفصيلة الدم عند المتهم مع تلك الموجود في عينات تم انتزاعها من موقع الجريمة. ويستند القضاة عادة في مثل تلك الحالات إلى الدراسات العلمية التي تقول: إن احتمال وجود تشابه بين البصمة الجينية لشخص بريء مع البصمات الجينية المنتزعة من موقع الجريمة هو واحد في كل 300 مليون. وبالنتيجة العلمية.. فإن التشابه يعني التجريم، ومن ثم فإن ما ينبغي القيام به من جانب المحلفين هو محاولة تبيان ما إذا كان الشخص بريئًا، مع الأخذ في الاعتبار التشابه الحاصل في البصمة الجينية، والذي أثبتته تقارير الطب الشرعي. ولتبدد الغموض على القارئ.. يمكن النظر إلى المثال التالي: إن احتمال وجود بقع على جلد شخص ما إذا ما تأكدت إصابته بالحصبة يكون واردًا جدًا؛ حيث إن الحصبة تؤدي إلى بقع جلدية، ولكن النظر إلى الأمر بصورة عكسية يؤدي إلى التباس، فمن غير المعقول أن يكون الاستنتاج من وجود بقع جلدية على جسم شخص ما دالاً على أن ذلك الشخص مصاب بالحصبة؛ إذ إن أعراضًا كثيرة تؤدي إلى إمكان معرفة إصابة الشخص بالحصبة، شريطة أن يوافق ذلك الاستدلال قرائن أخرى تصبّ في اتجاه تأكيد الإصابة بالمرض. وبحسب المنطق العلمي.. فإن الشيء نفسه ينطبق في حالة البصمة الجينية، فدون إيجاد "أعراض" أخرى.. لا يمكن التأكد من أن المتهم مذنب، لمجرد وجود التشابه السالف الذكر. وقد استند القضاة في مراجعتهم القضية إلى هذا المنطق، مما أوصلهم إلى تبرئة المتهم. وتبنَّى الحكم انتقادًا للمنطق العلمي السابق الذي يضع الاستنتاج في إطار المسلمات التي لا تقبل الجدل. منقول
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
العلامات المرجعية |
يشاهد الموضوع حالياً: 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
| |
المواضيع المتشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | المشاركة الأخيرة |
تحذير أهل النجابة والحسب، من مغالطات الدكتور حاتم العوني ومُحْدَثَاتِهِ في النسب | الشريف الحسني | كل ما يخص آل البيت | 2 | 06-04-2010 03:21 AM |
طرق وشروط ثبوت النسب الشريف | الشريف مجدي الصفتي | كل ما يخص آل البيت | 5 | 04-05-2010 04:09 PM |
مصطلح شجرة النسب: آدابه وأحكامه | فاطمة الهاشمية | كل ما يخص آل البيت | 1 | 06-01-2008 11:06 AM |
شجرة النسب | الشريف العماري | كل ما يخص آل البيت | 15 | 04-20-2008 11:34 AM |