12-14-2006, 06:50 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | Dec 2006 | العضوية: | 497 | المشاركات: | 21 [+] | بمعدل : | 0.00 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
الإسلامي العام أخي... أختي .... هل تتفكرون ...؟؟؟ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هناك فرق شاسع وواضح بين معنى التفكير والتفكر :
فالتفكير هو : ما يخطر على بال الإنسان في كل لحظة من لحظات حياته فبالكاد تمر دقيقة يكون عقل الإنسان فيها خالياً، باستثناء ساعات النوم. لكن معظم هذه الأفكار عديمة الفائدة ولا طائل تحتها وغير ضرورية؛ فهي لا تنفع في الآخرة ولا تؤدي إلى أي مكان ولا تقدم أية منفعة. أما التفكر فهو ما سنخوض الحديث فيه هنا :
معظم الناس يظن أن "التفكر العميق" يقتضي من الإنسان أن يعتزل المجتمع ويقطع علاقاته بالناس ثم ينسحب إلى غرفة خالية ويضع رأسه بين يديه ..و إنهم يصنعون من التفكر العميق قضية صعبة جداً، تجعلهم يخلصون إلى القول بأن الأمر سمة خاصة بالفلاسفة فقط.. مع أن القضية أبسط من ذلك بكثير.
قال تعالى : { أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى، وإن كثيراً من الناس بلقاء ربهم لكافرون } الروم:8 وهناك أسئلة مهمة لا بد أن نمر عليها أولاً :
• هل تفكرت يوماً في حقيقة وجودك، كيف حملتك أمك ثم ولدتك، فجئت إلى هذا العالم ولم تكن من قبل شيئاً..؟
• هل تأملت يوماً كيف تنبت تلك الأزهار المزروعة في أحواض غرفة الجلوس من قلب تراب أسود فاحم موحل بألوان زاهية وشذىً عطر..؟
• هل شغلك انزعاجك من طيران البعوض حولك عن التفكر كيف إنها تحرك أجنحتها بسرعة فائقة تجعلك غير قادر على رؤيتها..؟
• هل تفكّرت يوماً بأن قشور الفاكهة المهملة هي في حقيقتها أغلفة حافظة عالية الجودة، وبأن هذه الفاكهة - كالموز والبطيخ والبرتقال مثلاً- موضبة في داخلها بطريقة تحفظ طعمها وشذاها..؟
• هل تدبّرت يوماً كيف يمضي العمر حثيثاً، فتذكرت أنك سوف تشيخ وتصبح ضعيفاً وتفقد جمالك وصحتك وقوتك؟
• هل تفكرت في ذلك اليوم الذي سوف يرسل الله فيه ملائكة الموت لترحل معهم عن هذا العالم؟
• هل تساءلت يوماً لماذا يتعلق الناس بدنيا فانية فيما هم بحاجة ماسة إلى المجاهدة من أجل الفوز بالآخرة؟ فالإنسان هو المخلوق الذي أنعم الله عليه بملكة التفكر، ومع ذلك فإن معظم الناس لا يستخدمون هذه الملكة المهمة كما يجب، حتى أن بعض الناس يكاد لا يتفكر أبداً!..
وفي الحقيقة أن كل إنسان يمتلك قدرة على التفكر هو نفسه ليس على دراية بمداها، وما أن يبدأ الإنسان باستكشاف قدرته هذه واستخدامها، حتى يتبدى له الكثير من الحقائق التي لم يستطع أن يسبر أغوارها من قبل. وهذا الأمر في متناول أي شخص، وكلما استغرق الإنسان في تأمل الحقائق، كلما تعززت قدرته على التفكر. ولا يحتاج الإنسان في حياته سوى هذا التفكر الملي والمجاهدة الدؤوبة من بعده.. وفيما يلي بعض العوامل التي تمنع الناس من التفكر:
• اتباع الأكثرية يؤدي الى الجمود العقلي.
• التكاسل الذهنيِ.
• مقولة : كثرة التفكــــر مضــرة .
• تفادي المسؤولية التي تترتب على التفكر.
• عدم التفكر بسبب الانجراف في تيار الحياة اليومية .
• النظر الى كل شيء بعين العادة وبالتالي عدم رؤية أية حاجة للتفكر فيها .
اذاً على كل إنسان أن يتفكر في الغاية من خلقه لأن ذلك له علاقة مباشرة به أولاً، وبكل ما يراه حوله في الكون وكل ما يعرض له في حياته تالياً. ان الإنسان الذي لا يتفكر، لا يدرك الحقائق الا بعد الموت حين يقف بين يدي ربه ليلقى حسابه، وحينها يكون الأوان قد فات. والله تعالى يذكر في محكم كتابه إن كل الناس سوف يتفكرون عندما يعاينون الحقيقة في يوم الحساب { وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنّى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي } (الفجر: 23-24 ). خلاصة:
الانسان الذي يتفكر يحيط بأسرار الخلق وبحقيقة هذه الحياة الدنيا وبوجود الجنة والنار وببواطن الأمور، ويحصل على فهم أعمق لأهمية كونه انساناً مرضياً عند الله، فيعيش الدين كما يجب ويتعرف الى صفات الله في كل ما يراه. ثم يبدأ بالتفكير بالطريقة التي تطالب بها اغلبية الناس ولكن كما يأمر الله سبحانه وتعالى. ونتيجة لذلك فإنه يستمتع بالجمال أكثر بكثير مما يستمتع به غيره ولا تسبب له المخاوف التي لا أساس لها أو الأطماع الدنيوية الكرب.
يقول ربنا سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: { فمن شاء ذكره } .المدّثر:55 تحياتي
توقيع : ابو احمد2006 | !i!i!i! لاتقل يارب عندي بلاء عظيم بل قل يا بلاء عندي رب عظيم !i!i!i! | |
| |