07-04-2024, 06:21 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | Aug 2009 | العضوية: | 6472 | المشاركات: | 128 [+] | بمعدل : | 0.02 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
الإسلامي العام اللهم يسر لي جليسا صالحا اللهم يسّر لي جليسًا صالحًا 🤲🏼
في صحيح البخاري: أن عَلْقَمَةَ بن قيس النخعي لمّا ذهب إِلَى الشَّام دَخَلَ الْمَسْجِدَ وصلّى ركعتين و قَالَ: (اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا).
فاستجاب الله دعاءه، وساقَ اللهُ إليه الصحابيَ الكريم أَبا الدَّرْدَاءِ.. فجلس إليه وتعلُّم منه، ونهل من معين علمه وعقله، حتى أصبح علقمة ببركة صحبة أبي الدرداء من خير التابعين ومن كبار فقهاء الأمة.
وروى الترمذي والنسائي عن حريث بن قبيصة قال: قدمت المدينة فقلت : (اللهم يَسِّر لي جليساً صالحًا) قال: فجلست إلى أبي هريرة.
ونستفيد من هذين الأثرين:
ـ أن من أعظم أنواع الهدايات أن يهديك الله إلى جليس صالح، وعلامة هذا الجليس أن يُذكرُك بالله، وتتعلمُ منه أو تُعلّمه، وتتعاونان على البِر والخير، و تقوم من مجلسه وأنت تنوي خيرًا تفعلُه، ويعينك على معالي الأمور.
وقل مثل ذلك في الشيخ أو العالم، فإذا أراد الله بعبده خيرًا هداه في بداية طلبه للعلم إلى عالم أو شيخ مسدد يأخذ بيده في طريق العلم، ويفتح له ما استغلق منه، ويغرس فيه الأخلاق العالية والآداب الرفيعة، ويتعلّم من هديه وسمته قبل علمه. قال أيوب السختياني:" إن من سعادة الحَدَث والأعجميّ أن يوفقهما الله لعالمٍ مِنْ أهل السنة".
وكم رأينا أشخاصًا نالوا السعادة في علمهم ووفقهم الله بسبب صحبة العلماء العاملين، وآخرين ما زالوا يتخبطون في الضلالات والفتن بسبب ما تلقّوه في النشأة الأولى.
ـ تأمّل في نفسك وحالك، تجد أن كثيرًا من المفاهيم الطيبة والمعاني الحميدة، بل والأعمال الصالحة تسرّبت إليك من جلسة عابرة أو لقاء مع شخص مبارك، فانتفعت به، وأصبحت تتفيأ ظلال تلك الجلسة وذلك اللقاء طيلة عمرك، وعندي من ذلك قصصًا كثيرة لأشخاص تغيرت أحوالهم إلى الأفضل بسبب الجليس الصالح ومجالس العلماء النافعة.
فهل وعينا أثر ذلك وحرصنا عليه؟
ـ من يتحرّ الخيرَ يُعطه، ومن يطلب الجليس الصالح يجدْه، أخذنا ذلك من دعوات أولئك القوم ، فعلقمة وحريث بن قبيصة رحمهما الله لجؤوا إلى الله وسألوه الجليس الصالح فأكرمهم المولى بالجلوس إلى كبار الصحابة ومن يكون كأبي الدرداء وأبي هريرة علمًا وعملًا رضي الله عنهم.
وجميل بنا أن نحذوا حذو هؤلاء الكبار، ونسأل الله أن يوفقنا للجليس الصالح والعالم المسدد الذي يعيننا على طاعة الله ويقربنا إليه، ويدلنا إلى ما فيه صلاح ديننا ودنيانا، ونتعلم من أخلاقه وهديه.
د. طلال الحسان
توقيع : أم فهد | آتيةٌ لا تعرف نفسي كيف تكون نهاية دربي ... واثقةٌ لن أصل لبري إلا إن أرضـيتـك ربـي | |
| |