06-29-2024, 06:41 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Jan 2006 | العضوية: | 10 | المشاركات: | 1,412 [+] | بمعدل : | 0.21 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المنتدى العام المفتوح الوصول الى القلب الوصول إلى القلب
عبد الله المغلوث
درست في مرحلة البكالوريوس بأمريكا مادة مميزة في تخصصي اسمها "الجماهير". تهدف المادة إلى تدريس طلاب الإعلام سيكولوجية الجماهير والعمل على وصول المواد الصحافية التي نعدها إلى أفئدتهم. كان للمادة محاور عديدة ومتشعبة أغلبها يحمل طابعا نفسيا صرفا. لكن هناك كلمة كان يرددها أستاذ المادة وهي "القصة" وما زالت ترافقني. فهو يرى أن القصة هي التي ترسخ في فؤاد الجمهور. أما الوعظ فيتبخر.
كلنا سبق لنا حضور محاضرات والاستماع إلى لقاءات أبدع فيها المتحدثون لكن سرعان ما أن تنتهي ننسى كل ما دار فيها. ربما نتذكر أننا سمعنا أشياء جميلة، بيد أننا لا نتذكر شيئا منها. حرص الأستاذ طوال محاضراته أن نغرس القصة في أي مادة نكتبها. يؤمن أن أي عمل صحافي يخلو من القصة عار من الدهشة. فحينما نروي أي شيء لابد أن نحقن فيه قصة مؤثرة تعلق في الذاكرة وتستقر في الصدر. كنا نبحث عن مدخل قصصي للخبر يزيده جاذبية وبريقا.
لم تكن القصة حاضرة في المواد الصحافية التي نعدها وإنما حتى في العروض التي نلقيها. فقد كان يطلب من كل واحد منا ألا يكتفي بعرض عمله الصحافي عليه وإنما يتحدث عنه في عرض مرئي على رؤوس الأشهاد. يجيب العرض على هذا السؤال: كيف أنجزت العمل ووصلت إلى هذه النتيجة؟ برع الزملاء في سرد قصصهم في إعداد محتواهم. أحد الزملاء كشف لنا النقاب عن كيفية إقناعه سائق الحافلة أن يبوح بالدوافع التي جعلته يبيع كليته لإنقاذ ابنته من الانسحاب من الجامعة إثر عدم قدرته على تسديد الرسوم الدراسية.
شرح لنا زميلنا كيف تكبد وعثاء السفر إلى مدينة تبعد عنه خمس ساعات بالسيارة ليقنع ابنة السائق أن ينشر قصة والدها عنها في صحيفة الجامعة. فقد رفض الأب النشر قبل الحصول على موافقتها. وشاركنا زميلنا صورة الهدية التي منحها لجاره الذي أخبره عن القصة وأوصله بالأب. مضت سنوات عديدة وما زالت هذه القصة محفورة في أعماقي هي وعديد من القصص التي نقلها زملائي بحب ومتعة وجهد.
يقول دانيال إتش بينك في كتابه "عقل جديد كامل": "في عصرنا الحالي نستطيع أن نصل إلى الحقائق بضغطة زر واحدة. تكمن أهمية القصة في إعادة صياغتها للحقيقة في قالب مسل وسهل الاستيعاب من الجميع. على مديري الأعمال والمسؤولين ونحن جميعا أن نتعلم كيف نسرد القصص لتصل إلى المتلقي ولا تزول". يقول روجر سي شانك: "البشر ليسوا مهيئين لفهم المنطق وإنما لفهم القصص".
توقيع : بسمة بني هاشم | لا إله إلا الله محمد رسول الله | |
| |