06-20-2023, 12:27 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Dec 2008 | العضوية: | 4144 | المشاركات: | 428 [+] | بمعدل : | 0.07 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
علم - ثقافة - تطوير ذات لماذا نفرط في التفكير ؟! لماذا نفرط في التفكير ؟
د عبدالله الحريري
اليوم كلنا نمر بأحداث تسبب لنا القلق أو التوتر.. فالقلق والتوتر والإفراط في التفكير جزء من التجربة الإنسانية، ولكن عندما يترك دون توجيه أو تحكم يمكن أن يؤثر سلبا على صحتنا النفسية.. ويتحول إلى أفكار كارثية مزعجة تثير المخاوف والقلق وتمنعنا من الدخول في النوم أو ممارسة حياتنا بشكل طبيعي. اليوم الشكوى من الإفراط في التفكير السلبي يعاني منها غالبية البشر وخاص أصحاب سمات الشخصية القلقة نوع "a" وهذا النوع من الإفراط في التفكير الكلاسيكي هو التفكير في شيء أكثر من اللازم بطريقة قلقة وخائفة لفترة طويلة جدًا إلى درجة عندها لا نستطيع إيقاف مخاوفنا.. وعندما نفكر كثيرًا نصاب بالشلل فنصبح غير قادرين على اتخاذ قرار أو اتخاذ أي إجراء.
اليوم يفضل أن نحاول أولا مراجعة محتوى تلك الأفكار وما تحتويه من تشوهات معرفية وتكتشف كيف تؤثر على مزاجنا ومشاعرنا.. وما هي المشاعر الأساسية وراء أفكارنا، وهذه الطريقة يطلق عليها المزيد من الوعي والاستفسار وهي المفتاح لتغيير طريقة التفكير.. فالحقيقة نحن نضع تنبؤات كارثية حول أحداث غير محتملة لم تحدث بعد، وهذا يجعلنا غير قادرين على الاستمتاع بالحاضر ونضغط على أنفسنا بشأن ما يجب أن يكون لدينا ونعود إلى اجترار الماضي ولا يمكننا التخلي عن الماضي والمضي قدمًا.. وإذا كنا نعيد عرض كل تفاعل وموقف اجتماعي في عقلنا، فقد يكون القلق الاجتماعي هو الذي يسبب لنا الإفراط في التفكير.
اليوم قد نترك السلبية تتراكم في عقلنا من خلال حديثنا الداخلي مع أنفسنا حيث إن الحديث السلبي مع النفس هو أحد أعراض الإفراط في التفكير. وقد نصاب بشلل في طريق تحليلنا للأحداث والمواقف الحياتية لأننا نخاف من اتخاذ أي قرار أو إجراء خاطئ ثم نتوقف عن اتخاذ أي قرار أو إجراء.. كما إن الإفراط في التفكير في قرار صعب علينا اتخاذه يمكن أن يتسبب في كثير من الأحيان في مشكلات أكثر مما يحلها.. ولكن يجب أن نتذكر أنه حتى اتخاذ القرار الخاطئ أفضل من عدم اتخاذ قرار.. فيمكننا التعلم من الفشل، لكن لا يمكننا التعلم من عدم القيام بأي شيء. اليوم قبل أن نتعلم كيفية التوقف عن التفكير الزائد في كل شيء، يجب أن نصل إلى الجذور الحقيقية للمشكلة.
غالبًا ما يكون الإفراط في التفكير نتيجة ثانوية للقلق أو الاكتئاب. إذا كانت هذه هي الحالة، يمكننا علاج القلق أو الاكتئاب لتقليل الإفراط في التفكير.. وقد نجد أيضًا أن الإفراط في التفكير لا يتحقق إلا عندما نحتاج إلى اتخاذ قرار صعب في حياتنا أو عندما نتعامل مع مخاوفنا ويبدو هذا النوع من الإفراط في التفكير مفيدًا لنا فهو نوع من الجري في سيناريوهات مختلفة في رأسنا للبحث عن طريقة جيدة لاتخاذ قرارات صعبة، وتصور أهداف ضرورية لتحقيقها. لكن هذه الاستراتيجية في التفكير يفضل استخدامها فقط عندما نريد الوصول إلى اهدف محددة.. ومع ذلك عندما نفرط في التفكير فهذا ليس عقلانيًا، وليس جزءًا من استراتيجية أكبر فيمكن أن يسبب نشاطًا في عقلنا يمكن أن يكون ضارًا.
|
| |