01-26-2006, 02:55 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | صاحبة الموقع | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Jan 2006 | العضوية: | 3 | المشاركات: | 5,550 [+] | بمعدل : | 0.80 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
صحتكم بالدنيا أبحاث طبية عن الصوم وتأثيراته الصحية أبحاث طبية عن الصوم وتأثيراته الصحية
عوامل متعددة تحدد إجابة الأطباء حول إمكانية صيام المريض
الرياض: د. حسن محمد صندقجي
تكثر هذه الأيام الحالات الطارئة في أقسام الإسعاف بالمستشفيات للأشخاص الذين يعانون من تأثير الصوم على حالتهم الصحية، كما يعاني الكثيرون من أعراض مرتبطة بالصوم، ومما يطرح نفسه كتساؤل مهم ويحتاج إلى إجابة ملحة هو: هل تناسب الحالة الصحية لإنسان ما أن يتقرب إلى مولاه بصيام أيام شهر رمضان، أم أن الصوم بكل تكاليفه وأثاره على صحة الإنسان أمر سيعرض المريض للضرر وسيجعل من الصعب على العلاج أن يحقق الغاية المرجوة منه، بما قد يؤدي إلى مضاعفات آنية أي في أثناء وقت الصيام أو في أوقات لاحقة على المدى المتوسط أو البعيد على العضو المريض أو أعضاء أخرى؟
صوم المريض
* بعيداً عن كل ما يخرج عن نطاق الطب وتخصص الأطباء في مواضيع الصيام والأمراض، متى يقول الطبيب للمريض لا تصم ومتى يترك الاختيار للمريض ومتى لا يرى أي مانع طبي من ذلك؟ سؤال يطرحه كل مريض في كل عام. وهو ما يجب أن يكون، فالأمراض حالات تختلف فهناك مرض مزمن وهناك ما يصيب المرء بشكل مفاجئ فيسمى مرضاً حاداً. كما أن حالة كل مريض تختلف من عام إلى آخر فقد تكون منتكسة في وقت ومستقرة في وقت آخر.
من هنا فإن التقسيم العقلي للأمر لدى الأطباء والمرضى يفرض النظر إلى ست حالات في العرض والنقاش بينهما، أولاً هناك حالة المريض المصاب بمرض طارئ على درجات تأثر الصحة بذلك، وثانياً هناك من هو مصاب بمرض مزمن بكل تفاصيل وضع الجسم ووسائل العلاج المطلوبة، وحالة ثالثة هي المرضى ممن يحتاجون إلى إجراءات علاجية ملحة كالفحوصات الطبية أو العمليات الجراحية. ورابعاً هي الأدوية التي يجب أن يتناولها المريض ومراجعة الطبيب والمريض ومدى حاجته إليها بشكل يقيني أو يغلب على ظنه فائدة تناولها وأوقات تناولها، إضافة إلى الوسائل العلاجية الأخرى من غسيل الكلى والعلاج الطبيعي وغيره. والأمر الخامس حاجته إلى الماء وأثر انقطاع المريض عن تناوله طوال النهار أياً كان نوع مرضه أو علاجه، والسادس هو الغذاء ومحتوياته من ناحية حاجة جسمه له وأثر انقطاعه عنه لساعات ثم تناوله بعد ذلك وكيف يجب أن يكون التناول بعد الانقطاع وأثر سوء التصرف في هذا الشأن من قبل بعض المرضى.
الصيام بالأصل هو مشقة ناتجة عن منع الجسم من تناول ما تعود عليه، فالماء والغذاء والدواء هي أمور ارتبطت لدى المريض بأوقات وبكميات وبأنواع معينة منها، والانقطاع عن تناولها له أثر، كما أن العودة إليها وكيفية ذلك بعد انقطاع أيضاً له أثر، لأن الصيام بالنسبة للجسم هو تغير في عادة الأكل والشرب والمجهود البدني.
أساس النظر إلى المرضى هو معرفة ما هو المرض الذي أصابه، ومدة الإصابة ومدى تأثر جسم المريض به وجميع جوانب العلاقة بينهما من حسن تعامل المريض مع حالته وتقبل العلاج وحرصه على ذلك.
الماء والجسم
* الماء أحد مكونات الجسم الحيوية، يحتاج توفره بنسبة معينة في الجسم طوال الوقت. وكمية الماء في الجسم ليست شيئاً ثابتاً لأنه يخرج ويدخل، والتوازن بين العمليتين أساس في قدرة الجسم على الحياة واستطاعة الأعضاء المختلفة فيه على أداء وظائفها وأدوارها بكل كفاءة. وبعيداً عن تشتيت الحديث فإن السؤال المهم هو كم من الماء يحتاج الجسم، إذْ المطلوب من الإنسان هو تأمين كمية ما يحتاجه الجسم ويدع الباقي على النظام الذي يسير عليه جسمه ليتولى الأمر.
الأصل هو تعويض النقص، والنقص يحصل بالخروج من الجسم لا باستهلاكه كما هو الحال في السكريات أو البروتينات أو الدهون، بل ان الجسم ينتج الماء من استهلاك هذه الأمور بقدر قد يبلغ 600 مليلتر يومياً، أي كناتج عن عمليات حرق السكريات والدهون والبروتينات أسوة بإنتاج ثاني أوكسيد الكربون والنواتج الحمضية الأخرى أثناء عمليات إنتاج الطاقة. والإخراج يتم عبر أربعة طرق، البول، فضلات الجهاز الهضمي، عرق الجلد سواء المرئي أو غير المرئي والرابع مع هواء الزفير الخارج من الرئتين أثناء التنفس.
وهنا يحرص الصائم بعد تناول كميات كافية من الماء على ألا يفقد الكثير منه أثناء الصوم، فالمجهود البدني العنيف أو ممارسة الجهد سواء كان عملاً أو رياضة في أجواء مناخية حارة أو رياح شديدة أو رطوبة متدنية تؤدي إلى فقد الماء بسهولة وبقدر أكبر. كما ان ارتفاع درجة حرارة الجسم وتسارع التنفس أثناء ذلك تفقد الجسم كثيراً من الماء. واضطرابات السكر، خاصة ارتفاعه تزيد من كمية فقد الماء عبر زيادة كمية البول وتكرار التبول. وكذلك حالات الإسهال المتكرر سواء لدى من أصيبوا بنزلات معوية أو لديهم أمراض مزمنة في الأمعاء مصحوبة بالإسهال كذلك تؤدي إلى فقد الماء، وتناول الأدوية المدرة للبول التي توصف لكثير من مرضى القلب أو ارتفاع ضغط الدم وغيرهما من الحالات المرضية كذلك تفعل نفس الشيء.
وتختلف الأبحاث في كمية الماء الواجب تناوله يومياً لأن الناس يعيشون في مناطق مختلفة الأجواء المناخية ويمارسون درجات مختلفة من المجهود البدني في العمل أو الرياضة وحالاتهم الصحية أيضا مختلفة، والكثير يشير إلى أن الضابط هو الشعور بالعطش كجهاز تنبيه للإنسان كي يشرب الماء والبعض الأخر يراه تنبيها متأخراً، لكن تناول حوالي ثمانية أكواب برغم عدم وجود أساس علمي له إذا ما بحثنا الأمر فإنه قد يؤمن قدراً كافياً من حاجة الجسم.
المهم هو أن الانقطاع عن شرب الماء لأيام أمر بالإمكان أن لا يضر الجسم السليم متى ما عرف المرء كيفية القيام بذلك، لكن حالات مرضية عدة تتأثر بذلك بسهولة مما يعرض الجسم للضرر.
وهنا أمر مهم يجب ذكره بشيء من الاستطراد وهو يمس المرضى والأطباء، فوصف الأطباء للعلاجات الدوائية للأمراض المختلفة مبني في جانب كبير منه على اتباع المرضى للنصائح والإرشادات الطبية، إذْ حينما يصف الطبيب لمريض ما مصاب بارتفاع ضغط الدم أو هبوط في أداء عضلة القلب نتيجة لضعفها مقداراً معيناً من الأدوية المدرة للبول فهو في الغالب يكون بناء على استجابته، وقد يرفع الطبيب مقدارها لأن راحة المريض لم تتحقق، وأحد أهم أسباب عدم تحقق الفائدة أن المريض بالأصل يسرف في شرب الماء.
وكذلك الحال في مرضى السكري وعلاجهم، فنرى مثلاً أحد المرضى يتناول كميات أعلى من الأدوية مقارنة بمريض آخر وأحد الأسباب هي التزام مريض بالحمية على الوجه المطلوب وآخر لا يلتزم بها فيفرض الحال هذا على الطبيب أن يصف له حبوب خفض السكر وإبر الأنسولين، لكن لو كان المريض متبعاً للإرشادات والنصائح الطبية فإنه ربما لا يحتاج إلا إلى كمية قليلة من الحبوب وحتى دون الأنسولين. فحينما لا يرى الطبيب أن الصوم مناسب لحالة المريض فإن الأمر لا علاقة له بالمرض وعلاجه السليم بل هو إهمال المريض، فيكون المريض سبباً في عدم استطاعته الصيام. وقس على ذلك حالات كثيرة. لذا فإن انضباط العلاج والمتابعة الطبية قبل فترة من حلول الشهر الكريم هو أساس في قرار مناسبة الصوم، خاصة قدرة التحمل لانقطاع شرب الماء.
الطعام والمرض
* الطعام بالأساس مصدر للطاقة وللمواد التي ليس بمقدور الجسم إنتاجها، لكن حاجة الجسم ليست مرتبطة بوقت معين أو مدة بين الوجبات في حالة الشخص السليم. لذا فإن بمقدوره أن ينقطع لساعات بل لأيام وأسابيع عن تناول الطعام. من هنا فإن تأثير صوم نهار رمضان من ناحية عدم الأكل هو تأثير محدود جداً والجسم قادر بكفاءة كبيرة على تحمله. والحقيقة هي أن الجسم بحاجة إلى الصيام وهذا الأمر لن أستطرد فيه هنا.
لكن المصابين بأنواع معينة من الأمراض أو من يمرون بأوقات نقاهة من عوارض صحية طارئة أو النساء في مراحل الحمل أو الرضاعة هم من بحاجة إلى توضيح الأمر. ولا يقال لهؤلاء المرضى أن عليهم عدم الصيام لساعات عن تناول الطعام، فليس هناك حالة واحدة في الطب تستدعي ذلك مهما كانت خطورة الحالة خارج نطاق الحالات المرتبطة بنسبة السكر في الدم، ولا أقصد أيضاً شرب الماء بل تناول الطعام تحديداً. فمن المعروف أن أخطر حالات المرض كالإصابة بالجلطة القلبية أو الدماغية أو تسمم الدم نتيجة التهابات ميكروبية وغيرها يستطيع الطبيب منع المريض من تناول الطعام لضرورات علاجية. لكن المرضى المصابين بأمراض طارئة أو من لديهم نقص أحد العناصر المهمة للجسم أو من لديهم أمراض مزمنة مرتبطة بارتفاع أو انخفاض سكر الدم كمرضى السكري أو بعض أنواع الأورام فهؤلاء تقدر حاجة تناول الطعام على حسب حالة كل منهم. والغالب أن تناول الماء والأدوية هو ما يتحكم في قرار الطبيب السماح للمريض بالصوم من عدمه.
والسبب أن التغيرات الفسيولوجية في الجسم لا تحصل بشكل واضح لدى الصائم، بمعنى أن بعد تناول السحور فإن الانقطاع لساعات عن الأكل تحديداً لن يخل كثيراً بنظام الجسم ولن يكون ذا مفعول ضار على الجسم.
مرضى السكري يحتاجون لعناية طبية، والمقصود هو تنظيم تناول الطعام من عدة جوانب، وكذلك يحتاجون تنظيم تناول العلاجات من إبر الأنسولين وحبوب خفض نسبة سكر الدم.
|
| |