:: New Style ::
التسجيل البحث لوحة العضو دعوة اصدقاء تواصل معنا

الإهداءات

         
 
عودة للخلف   منتدى الهاشمية > منتديات إسلامية > نصرة القرآن والسنة ونبي الأمة
 
         

نصرة القرآن والسنة ونبي الأمة الصلاة والسلام عليك يا رسول الله (أشهد أنك قد بلغت الرسالة وأديت الأمانة)

رد
 
LinkBack أدوات الموضوع أنماط عرض الموضوع
قديم 02-05-2010, 11:50 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية السيد الغازي

السيد الغازي غير متصل

البيانات
التسجيل: Feb 2009
العضوية: 4890
المشاركات: 271 [+]
بمعدل : 0.05 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
السيد الغازي غير متصل
وسائل الإتصال:

المنتدى : نصرة القرآن والسنة ونبي الأمة
إفتراضي خطبه رسول الله في غدير (خم) بولايه علي بن ابي طالب وفضله


حديث الغدير
حجّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حجة الوداع، ويقال عنها أيضاً: حجة الاسلام، وحجة البلاغ، وحجة الكمال، وحجة التمام، ولم يحجّ غيرها منذ هاجر إلى أن توفّاه الله، فخرج صلّى الله عليه وآله وسلّم من المدينة مغتسلاً متدهّناً مترجّلاً متجرّداً في ثوبين صحاريين: إزارٍ، ورداء، وذلك يوم السبت لخمس ليالٍ أوستّ بقين من ذي القعدة، وأخرج معه نساءه كلّهنّ في الهوادج، وسار معه أهل بيته وعامّة المهاجرين والانصار، ومن شاء الله من قبائل العرب وأفناء الناس.
وعند خروجه صلّى الله عليه وآله وسلّم أصاب الناس بالمدينة جدريّ أو حصبة منعت كثيراً من الناس من الحج معه صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومع ذلك كان معه ـ على أقل الروايات ـ مئة ألف وأربعة عشر ألفاً، وأما الذين حجّوا معه فأكثر من ذلك، كالمقيمين بمكة، والذين أتوا من اليمن مع عليّ أميرالمؤمنين عليه السلام .
فلما قضى صلي الله عليه و آله و سلم مناسكه، وانصرف راجعاً الى المدينة ومعه من كان من الجموع المذكورة، وصل إلى غدير (خُمّ) من الجُحفة التي تتشعّب فيها طرق المدنيّين والمصريّين والعراقيّين. وذلك يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة؛ نزل إليه جبرئيل الأمين عن الله بقوله: (يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك). وأمره أن يقيم علياً علماً للناس، ويبلّغهم ما نزل فيه من الولاية وفرض الطاعة على كل أحد، وكان أوائل القوم قريباً من الجحفة، فأمر رسول الله أن يردّ من تقدّم منهم، ويحبس من تأخّر عنهم في ذلك المكان، ونهى عن سَمُراتٍ (شجر الطلح) خمسٍ متقاربات دوحاتٍ عظام أن لا ينزل تحتهنّ أحد، حتّى إذا أخذ القوم منازلهم، فقُمّ ما تحتهنّ، حتى إذا نودي بالصلاة ـ صلاة الظهر ـ عمد إليهنّ، فصلّى بالناس تحتهنّ، وكان يوماً هاجراً يضع الرجل بعض ردائه على رأسه، وبعضه تحت قدميه، من شدّة الرمضاء، وظُلِّلَ لرسول الله بثوب على شجرةِ سَمُرةٍ من الشمس، فلما انصرف صلّى الله عليه وآله وسلّم من صلاته، قام خطيباً وسط القوم على أقتاب الإبل، وأسمع الجميع، رافعاً عقيرته، فقال:
"الحمد لله ونستعينه ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن أضلّ، ولا مُضلّ لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: أيها الناس قد نبّأني اللطيف الخبير: أنه لم يُعَمّر نبيّ إلاّ مثلَ نصفِ عمر الذي قبله. وإني أوشك أن أدعى فأجيب. وإني مسؤول، وأنتم مسؤولون. فماذا أنتم قائلون؟
قالوا: نشهد أنك قد بلّغتَ ونصحتَ وجهدتَ، فجزاك الله خيراً.
قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنّته حقّ وناره حقّ، وأن الموت حقّ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور؟
قالوا: بلى نشهد بذلك. قال: أللهمّ اشهد، ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون؟
قالوا: نعم.
قال: فإني فرَط على الحوض، وأنتم واردون عليّ الحوض، … فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين.
فنادى منادٍ: وما الثقلان يا رسول الله؟
قال: الثقل الأكبر كتاب الله طرفٌ بيد الله عز ّوجلّ وطرف بأيديكم، فتمسّكوا به لا تضلّوا، والآخر الأصغر عترتي، وإن اللطيف الخبير نبّأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فسألت ذلك لهما ربّي، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا.
ثم أخذ بيد عليّ فرفعها حتى رؤي بياض آباطهما وعرفه القوم أجمعون، فقال: أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فعليّ مولاه، يقولها ثلاث مرات ـ وفي لفظ أحمد إمام الحنابلة: أربع مرّات ـ ثم قال: اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وأحبّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحقّ معه حيث دار، ألا فليبلّغ الشاهد الغائب. ثم لم يتفرقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) الآية. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ألله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الرب برسالتي، والولاية لعليّ من بعدي".
ثم طَفِقَ القوم يهنّئون أميرالمؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ وممن هنّأه ـ في مقدّم الصحابة ـ الشيخان ـ أبوبكر وعمر كلّ يقول: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة. وقال ابن عباس: وجبت ـ والله ـ في أعناق القوم.
فقال حسّان بن ثابت: إئذن لي يا رسول الله أن أقول في عليّ أبياتاً تسمعهنّ.
فقال: "قُل على بركة الله".
فقام حسان، فقال: يا معشر مشيخة قريش أتبعها قولي بشهادةٍ من رسول الله في الولاية ماضية، ثم قال:


ينـاديهم يـوم الغدير نبيّهم
بخمّ، وأسمع بالرسول مناديا
فقال فمن مولاكمُ ونبيّكم
فقالوا، ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت نبيّنا
ولم تلق منّا في الولاية عاصيا
فقال له قم يا عليّ فإنني
رضيتك من بعدي إماماً وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليّه
فكونوا له أتباع صدقٍ مواليا
هناك دعـا اللهم والِ وليّه
وكن للذي عادى علياً معاديا
وقد أقرّه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على ما فهمه من مغزى كلامه، وقرّظه بقوله: "لا تزال يا حسّان مؤيداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك".
وقد أصفقت الأمة على هذا، وليست في العالم كله واقعة إسلامية غديرية غيرها، ولوأطلق يومه فلا ينصرف إلاّ إليه، وإن قيل محلّه فهوهذا المحل المعروف القريب من الجُحفة.
هذا مجمل القول في واقعة الغدير. وفقنا الله وإياكم لنسير على خطى صاحب الغدير ومن المتمسكين بولايتهم، راجين شفاعته لنا عند الله عزّ وجلّ يوم لا ينفع مال ولا بنون.

رواة حادثة الغدير
هذه الواقعة الخالدة المعروفة بـ(واقعة الغدير) من أشهر الوقائع التاريخية ومن أبرز الأحداث في حياة النبي صلى الله عليه وآله وقد شهد بها 110 من الصحابة الذين حضروا الواقعة بأنفسهم، منهم: أبو بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص، وأبو هريرة، وأبو قدامة الأنصاري، وسمرة بن جندب، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وحذيفة بن اليمان وأبو سعيد الخدري، والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله، والعباس ابن عبد المطلب واسامة بن زيد، وأبي بن كعب، والبراء بن عازب وأنس بن مالك وجابر بن سمرة، وحبة بن جرير العرني، وحسان بن ثابت وأبو ايوب الأنصاري وخالد بن الوليد وخزيمة بن ثابت وزيد بن ثابت وسعد بن عبادة وسهل بن سعد الساعدي وقيس بن سعد بن عبادة والمقداد بن عمروا الكندي وعبد الله بن العباس وعبد الله بن عمر وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر والإمامان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وغيرهم.
وأما النساء اللائي حضرن الواقعة وشهدن بها فهن أيضاً كثيرات أبرزهن: الصديقة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله والسيدة أم سلمة زوجة النبي، والسيدة فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب والسيدة أم هاني بنت أبي طالب، واسماء بنت عميس وعائشة بن أبي بكر وغيرهن من السيدات.
ولا تجد كاتباً او مؤلفاً كتب او يكتب عن حياة النبي أو حياة الإمام علي إلا ويتعرض لذكر هذه الواقعة مجملاً أو تفصيلاً، إلا إذا كان الكاتب والمؤلف مبغضاً للحق، أو عدواً لآل محمد، أو عميلاً لبعض السلطات المنحرفة أو منكراً لفضائل أهل البيت، أو ما شابه ذلك، فإنه يتجاهل أو يتغافل عن ذكر هذه الواقعة..
أما الواقعة ـ بحد ذاتها ـ فليس هناك أي مجال للإنكار والتشكيك في صحتها والمناقشة في سندها، لأن العلماء العظماء والحفاظ والمحدثين والمؤرخين القدامى أثبتوا صحتها وحقيقتها واعتمدوا عليها... منذ مئات السنين وحتى هذا اليوم.
إن واقعة الغدير ليست واقعة عابرة وبسيطة، حتى يمكن تجاهلها بل لا بد ان يأتي ذكرها والإشارة إليها في مختلف المجالات العلمية كاللغة والتاريخ والتفسير والحديث والأدب وغيرها.
فاللغوي ـ إذا كان منصفاً أيضاً ـ لابد ان يذكر واقعة الغدير ولو اجمالاً ـ في تاريخ الإسلام لكونها واقعة اسلامية هامة، وفي تاريخ نبي الإسلام صلى الله عليه وآله لوقوعها في حجة الوداع وقبل وفاة النبي بسبعين يوماً، وفي تاريخ الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام لارتباطها به.
والمفسر ـ إذا كان متحرراً من العصبية ـ لابد ان يذكر واقعة الغدير ـ ولو اجمالاً ـ عند تفسيره للآيات النازلة فيها، مثل آية التبليغ وآية إكمال الدين وآية نزول العذاب، وغيرها من الآيات المتعددة المرتبطة بخلافة الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام وإمامته، كآية الإنذار.
والمحدث لابد ان يذكرها، في مقام ذكره للأحاديث النبوية الشريفة، كقولـه صلى الله عليه وآله لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وكقوله صلى الله عليه وآله ـ مشيراً إلى علي ـ (هذا أخي ووصي وخليفتي ووارثي من بعدي فاسمعوا له واطيعوا) وكقولـه صلى الله عليه وآله : (من كنت مولاه فعلي مولاه)، وغير ذلك من مئات الأحاديث الصحيحة المروية عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في خلافة الإمام علي وإمامته.

^^ أعلى الصفحة


عيد الغدير الأغر.. الإمامة والخلافة الربانية
قال الله الحكيم في كتابه الكريم: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته، والله يعصمك من الناس، إن الله لا يهدي القوم الكافرين}[المائدة: 67].
وقال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} [المائدة: 3].
وقال عز وجل: {ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون} [المائدة: 56].
الكتابة عن الأئمة المعصومين تجلب الرزق وتبيض الوجه وتنير القلب وتحبب الانسان للناس, لأن الناس بفطرتها تحب الأئمة وأهل بيت الرسالة لقربهم من النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولأن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم على لسان نبيه المصطفى صلى الله عليه وآله : {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}.
ونحن لا نمتلك شيئا نقدمه غير ذكر محاسن أهل البيت وكلامهم الذي هو نور وأمرهم رشد . والإمام الصادق عليه السلام يقول: "لو عرف الناس محاسن كلامنا لأتبعونا".
والكتابة في موضوع الإمامة والخلافة الربانية لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ضرورية لتعريف الناس بما أمر الله به رسوله الكريم في يوم غدير خم الذي أصبح أفضل أعياد المسلمين والشيعة على وجه الخصوص، لأنه عيد الولاية والإمامة، عيد إكمال الدين وإتمام النعمة كما جاء في الآية القرآنية الكريمة والشريفة: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.
ولو تدبرنا في هذه الآية الشريفة لاستوحيا بأن الله سبحانه وتعالى في يوم الغدير قد أكمل دينه وأتم نعمته بإعلان الولاية والخلافة والوصاية للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام الذي سوف يأتي تفصيل الحديث عنه، ورضي للمسلمين الإسلام دينا في ذلك، لذلك فصراط علي بن أبي طالب هو الصراط المستقيم، ومن أراد الإسلام فليقصد علي ويتبع علي ويسير على خط علي، وهذا ما أمر به الله رسوله في ذلك اليوم الأغر الذي هو يوم غدير خم، والذي نحن في انتظار حلوله بعد فصل الحج الأكبر هذه الأيام وبالتحديد في 18ذي الحجة.
وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}.
وفي تفسير هذه الآية قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله فضل الله هو أنا ورحمته هو علي بن أبي طالب.
فلماذا لا نفرح ما دام عندنا الفضل وهو النبي والرحمة الإلهية وهو الإمام علي بن أبي طالب ويجب أن نفرح وتستبشر قلوبنا وهو خير مما يجمع الآخرون.. فنحن لدينا النبوة والإمامة وهو فضل كبير ونعمة ورحمة لا تحصى، نشكر الله على ما أنعم وأجاد علينا.
فما معنى الإكمال والإتمام والرضا؟
ولكي نعرف ما هو الدين، وما هو الإسلام، الذي رضيه الله لنا دينا في هذا اليوم، ينبغي أن ننظر في الآيات التي تحدثت عن الدين والإسلام، من أول آية إلى آخر آية. ينبغي أن نعرف أن الإسلام الذي قال الله تعالى عنه: {إن الدين عند الله الإسلام... ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}[آل عمران: 85].
هو الإسلام الذي صار الجانب التنفيذي منه ركنا في بنائه، من يوم جدد إبراهيم عليه السلام بناء البيت ودعا ربه كما أمره، أن يكون نبي الأمة المسلمة خاتم الأمم، وأئمتها، من ذريته: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم}[البقرة: 127].. فبعد أن أتم إبراهيم بناء قبلة الحق للعالم، طلب من ربه ما وعده به، فقال الهي أنا معمار بيتك وهذا ابني العامل معي في بناء بيتك .. فاجعل أجر بنائنا ما وعدتنا {ربنا واجعلنا مسلمين ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا انك أنت التواب الرحيم}[البقرة: 128].
هذا الإسلام الذي أسس قبلته وأساسه إبراهيم عليه السلام، ثم بعث الله به سيد المرسلين من ولد إبراهيم عليه السلام فأشاد صرحه، وبنى أمته، بجهاد وجهود مباركة مقدسة طيلة ثلاث وعشرين سنة، وكان عامل البناء معه بدل إسماعيل: علي بن أبي طالب عليه السلام.
هذا الإسلام الذي أنزله الله تعالى، بقي إلى أواخر عمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ناقصا، وبالذات في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، فأعلن الله إكماله.
يا لله، ما هو قدر ذلك اليوم، الذي ظل الإسلام يفتقد كماله حتى وجده؟.. فأي قضية قيلت للبشر في هذا اليوم فلم يفهموها، والى يومك هذا؟
أي يوم كنت يا يوم الغدير الأغر، حتى جاء الخطاب الرباني فيك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الحسم غير المعهود في خطابه له: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته، والله يعصمك من الناس، إن الله لا يهدي القوم الكافرين}[المائدة: 67]. فنحن نعرف أن خطاب الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله أرق خطاب وأحناه: {طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى}[طه: 2].. {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}[الأنبياء: 107 ].. بل نراه أقسم بعمر نبيه الحبيب: {لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون}[الحجر:72]. لكنه في هذا اليوم خاطب بحسم خاص فقال: {بلغ ما أنزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته}.
يقول له بذلك إن هذا اليوم هو يوم مركزي ورئيسي وتاريخي في تبليغ الرسالة، والعمل الذي ستقوم به، يكمل الدين، وبدونه يبقى ناقصا وتضيع فائدة جهودك في تبليغه.
نعم إن الرحمة التي تنزلت يوم الغدير أكبر من أن يعقلها بشرا والسبب أن الله تعالى إنما خلق هذا العالم، لأنه أراد أن يوجد موجودا ويودع فيه جوهرين نادرين، هما العقل والنفس، ولابد لهذين الجوهرين أن يصلا إلى مرحلة الإثمار.
إن مشروع بعثة الأنبياء عليهم السلام إنما كان من أجل إيصال جوهر العقل إلى درجة الكمال النظري، وجوهر الإرادة إلى درجة الكمال العملي.. وكانت بعثتهم مقدمات لكي تبلغ هدفها وأوجها ببعثة نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين}[آل عمران: 164].
قوله تعالى: {لقد من الله} رمز لقوله: {وأتممت عليكم نعمتي}. فبعثة خاتم الأنبياء والرسل صلى الله عليه وآله وسلم لا تتم بتعليم الكتاب والحكمة فقط، بل لابد من الغدير! ذلك أن تعليم الكتاب هو الجانب العملي وبناء الوعي البشري، وتعليم الحكمة هو الجانب العملي وبناء الإرادة البشرية، وتكميل هذين الجانبين يحتاج إلى مفسر رباني وحكيم رباني، يواصل المهمة بعد النبي محمد صلى الله عليه وآله فجاء الإمام علي ليكون بأمر الله الإمامة والخلافة الربانية بعد الرسول.. مفسر رباني، يستطيع تفسير الكتاب الإلهي الذي قال عنه منزله عز وجل: {ألر. كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بأذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد}[إبراهيم: 1]، وقال فيه: {ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين}[النحل: 89].
إن هذا الكتاب العظيم، كان ولا يزال بحاجة إلى معلم رباني يعلمه للأمة وللبشرية، ومعلم هذا الكتاب العظيم بعد النبي صلي الله عليه و آله هو فقط من يقول: سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني عما دون العرش. إن البشرية لم ترَ بعد النبي صلي الله عليه و آله من قال: سلوني، ولم يعين حدا لما يسأل عنه في الأرض ولا في السماء! فهذا الشخص فقط يستطيع أن يفسر كتاب الله الذي فيه تبيان كل شيء!
اليوم أكملت لكم دينكم .. لأنا إن اكتفينا بتنزيل الكتاب عليكم، ولم نجعل له مفسرا له بعد رسولنا، فقد جعلنا الكتاب خزائن قفلة! لا يوجد أحد يستخرج منها ما تحتاجه عقول البشر في كل جيل، فالنعمة العملية على البشر لا تتم إلا بمفسر للكتاب الإلهي.
وكذلك النعمة العملية في بناء الإرادة البشرية وتحقيق عدالة الكتاب الإلهي لا تتم إلا بمن يجسدها ويعلمها للناس.
قد نجد من يدعي أنه يستطيع تحقيق العدالة الإلهية التي نزل بها القرآن! لكن الواقع أن تحقيق العدالة القرآنية النظرية والعملية، الفردية والاجتماعية .. إنما يستطيع تطبيقها من وصل في تحقيق العدالة مع نفسه إلى أن يقول: والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعير ما فعلت! فمثل هذه الإرادة، هي التي تستطيع أن تحقق الحكمة العملية للقرآن، وتعلمها للبشرية!
اليوم أكملت لكم دينكم.. أكمله بهذا العالم الرباني الذي يستطيع أن يتناول خزائن القرآن! وبهذا الإنسان الكامل الذي يستطيع أن يطبق عدالة القرآن! أما الآخرون، فهم مساكين، من أين لهم هذا العلم، وهذه الإرادة؟!












عرض البوم صور السيد الغازي   رد مع اقتباس
قديم 02-06-2010, 06:37 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية السيدة خلود

السيدة خلود غير متصل

البيانات
التسجيل: Dec 2008
العضوية: 4144
المشاركات: 428 [+]
بمعدل : 0.07 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
السيدة خلود غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : السيد الغازي المنتدى : نصرة القرآن والسنة ونبي الأمة
إفتراضي رد: خطبه رسول الله في غدير (خم) بولايه علي بن ابي طالب وفضله

قال: فإني فرَط على الحوض، وأنتم واردون عليّ الحوض، … فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين.
فنادى منادٍ: وما الثقلان يا رسول الله؟
قال: الثقل الأكبر كتاب الله طرفٌ بيد الله عز ّوجلّ وطرف بأيديكم، فتمسّكوا به لا تضلّوا، والآخر الأصغر عترتي، وإن اللطيف الخبير نبّأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فسألت ذلك لهما ربّي، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا.



جزاك الله خير على الموضوع ونفع بكم الأمة












توقيع : السيدة خلود

عرض البوم صور السيدة خلود   رد مع اقتباس
قديم 02-06-2010, 08:51 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية السيد الغازي

السيد الغازي غير متصل

البيانات
التسجيل: Feb 2009
العضوية: 4890
المشاركات: 271 [+]
بمعدل : 0.05 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
السيد الغازي غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : السيد الغازي المنتدى : نصرة القرآن والسنة ونبي الأمة
إفتراضي رد: خطبه رسول الله في غدير (خم) بولايه علي بن ابي طالب وفضله

بارك الله فيك اختنا الفاضله وشكرا لمروركم الطيب












عرض البوم صور السيد الغازي   رد مع اقتباس
قديم 04-04-2010, 05:00 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو

القدس غير متصل

البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 7402
المشاركات: 5 [+]
بمعدل : 0.00 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
القدس غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : السيد الغازي المنتدى : نصرة القرآن والسنة ونبي الأمة
إفتراضي رد: خطبه رسول الله في غدير (خم) بولايه علي بن ابي طالب وفضله

باركـ الله فيكـ












عرض البوم صور القدس   رد مع اقتباس
رد

العلامات المرجعية


يشاهد الموضوع حالياً: 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code هو متاح
الإبتسامات نعم متاح
[IMG] كود متاح
كود HTML معطل
Trackbacks are متاح
Pingbacks are متاح
Refbacks are متاح


المواضيع المتشابهة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات المشاركة الأخيرة
ماقيل في آل البيت بالتدرج التاريخي الهاشمية القرشية كل ما يخص آل البيت 13 12-18-2010 09:19 PM
تربية النفس ع العبادة ريحانة الوادى مناسبات دينية 0 08-10-2010 02:00 AM
التوازن النفسي والسلوكي في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم saqr al7ejaz نصرة القرآن والسنة ونبي الأمة 11 09-16-2008 01:54 AM
قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم1 صريح للغاية نصرة القرآن والسنة ونبي الأمة 1 07-06-2007 03:22 AM
100 سنة ثابتة عن الرسول فراشة الحجاز نصرة القرآن والسنة ونبي الأمة 1 06-05-2006 02:59 AM



كل الأوقات هي بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 09:42 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009

تشغيل بواسطة Data Layer