07-18-2009, 02:40 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Jul 2008 | العضوية: | 2886 | المشاركات: | 300 [+] | بمعدل : | 0.05 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
الإسلامي العام سبحــــــــــــــــــــــــــــــــانك " سبحانك " لماذا لا تقال كلمة " سبحانك " إلا الله ؟ سبحانك لأنك حق وخلقت الأرض والسموات بالحق ووضعت لها قوانينها ونواميسها بالحق , فوجب أن نستقبل هذا الكون المخلوق بحق , بشكر الحق ( ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك ) - آل عمران : 191 - وسبحانك لا تقال إلا لله - سبحانك وتعالى - عند ذكر أي نعمة منسوبة إلى الله , لم يقلها " سبحانك " بشر لبشر , ولن يقولها بشر لبشر حتى قيام الساعة , وإنما تقال للحق الأعلى في كل نعمة وكل أمر خارق أو معجز , تقول : ( سبحان الله ) هذه هي عظمة الحق , فرغم أن الحق جعل الإنسان مختارا فإنه ليس اختيارا مطلقا , فأنت مختار أن تتمرد على الله ولكن هناك أشياء أنت خاضع فيها لإرادة الحق ولا تستطيع أن تتمرد عليه فيها , فمثلا اسم " الله " هل تجرأ أحد وأطلقه على أحد من أبنائه ؟ لم يجرؤ أي كافر في أي عصر , ولن يجرؤ كافر في العصور المقبلة إلى قيام الساعة أن يطلق اسم " الله " على إنسان , لأنه يعرف أن الله حق , مع أنه يعاند ويكابر . ولو لم يعلم أن الله حق لتجرأ على اسمه وأطلقه على ولد من أولاده , ولكن لأنه يعرف أن مصيبة سوف تقع له لم يفعلها كذلك كلمة " سبحانك " لم يقلها بشر لبشر " فسبحان في سبحان " كما قال أحد الصالحين , فإن كلمة " سبحان " تتأملها وتقول فيها " سبحان الله " الذي لم يجعلها لأحد غيره , فسبحانه وتعالى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا خلفه , ولذلك لم يخلق شيئا باطلا قط , فحق شكرا الله قولا وعملا وتأملا وتفكرا في عظمة الخالق . والتفكير والتأمل هما أساس الشكر وعين العبادة . إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر كما جاء في قول الحق لرسوله : ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما ) - الفتح : 1:2 رغم هذا فإنه صلى الله عليه وسلم كان يقول في جوف الليل يبكي ويثني على الله وبحمده ويبكر حتى تبتل الأرض من بكائه فيجيئه " ابن أم مكتوم " ينبهه إلى وقت الصلاة قد حان , فيراه وهو يبكي , فيقول له : ما يبكيك يا رسول الله ؟ ألم يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فيقول له صلى الله عليه وسلم : إلا أكون عبدا شكورا وهذا أبو بكر الصديق الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم إنه لو وضع إيمان أمة محمد في كفة ميزان , ووضع إيمان أبي بكر في الكفة الأخرى , لرجحت كفة أبي بكر , وأبوبكر في مكانته ومنزلته تلك يقول : والله لو أن إحدى قدمي في الجنة والأخرى خارجها ما أمنت مكر الله , لأنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الكافرون . أبو بكر يقول هذا متذكرا قدرة الله عليه غير مغتر أو راكن إلى شهادة رسول الله له . فما أجدرنا ألا تنسينا الصحة يوما نمرض فيه , وألا تنسينا النعمة يوما يصيبنا الفقر فيه , وما أجدرنا بالعودة إلى الحق نعيش في نعمه غير منفصلين عنه سبحانه , لأنه المنعم الذي كما أعطى يأخذ وكما منح يمنع , فهو الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء فلا يظن أحد أنه خارج عن إرادة الله أبدا ولكن قد يسأل سائل : ولماذا يرزق الله الكافر ؟ لأن الله خلق الناس جميعا كافرهم ومؤمنهم , وما دام الله قد استدعى الناس جميعا إلى الوجود , فهو متكفل برزقهم , لأنهم لم يستدعوا أنفسهم , وكون هذا إنسانا كافرا فكره لنفسه, والمؤمن أيضا إيمانه لنفسه , والله قد خلق الأسباب ومن يأخذ بها ينفعل معها , تنفعل معه وتعطه , بصرف النظر عن كفره أو إيمانه ولذلك حينما قال خليل الله إبراهيم فيما جاء في قول الحق : ( وإذا قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر ) - البقرة : 126 - نجد أن الحق نبه إبراهيم إلى أنه لا يرزق المؤمن فقط , ولكن أيضا يقول الحق : ( ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير ) - البقرة : 126 - فالكافر يستمتع بخيرات الله ونعم الدنيا , ولكنه متاع قليل بالقياس إلى ما أعده الله للمؤمنين به من نعم الآخرة , في جنة فيها ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , لأن متعة الدنيا مؤقتة ومتعة الآخرة أبدية , ومتعة الدنيا تكتنفها الآلام ولن تضمن استمرارها . أما متعة الآخرة فبلا آلام , والله يضمن لك استمرارها . وحتى يتحقق ذلك فإن الله يريد أن يعطيك مناعة بالإسلام , إن جاءتك نعمة شكرتها , وإن زالت صبرت على زوالها , وهكذا يعلمك الله استدامة صلتك به من كتاب الشعراوي في رحاب الكعبة /
توقيع : ابراهيم العشماوي | الشريف: ابراهيم العشماوي.. (ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون) | |
| |