06-14-2009, 11:46 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى :
ملوك - علماء - قادة - عظماء الأميرة الحسناء..جميلة الجميلات إخواني وأخواتي السلام عليكمورحمة الله يستهويني البحث والتنقيب عن اسرة الخلافة العثمانية وما آلت اليهبعد الاطاحة بها والى اين ذهبا وماذا حل بها وفوجئت بما سأنقله لكم ان آخر الخلفاءالعثمانين وهو السلطان عبدالمجيد الثاني قد دفن بالدينة المنورة سة 1954 أي بعدعشرة سنوات من وفاته حيث ابقي جثمانه بأحد المساجد في باريس وخلال هذه الفترة كانتابنته الاميرة درُّ الشهوار تحاول اقناع الحكومة التركية بدفنه بتركيا, وطبعاً باءتمحاولاتها بالفشل! 5 مارس 1924 دخل الشاعرعبد الحق حميد طارهان حجرة الخليفة عبد المجيد الالثاني في قصر دولما بهشة فوجدهمطرق الرأس مهموماً. رفع الخليفة رأسه ناظراً بعينين غائرتين إلى صديقه الشاعروأبلغه قرار المجلس الوطني الكبير بإلغاء مقام الخلافة وإعطائه مهلة حتى العاشرةمساءً لمغادرة البلاد وأخرى قدرها ثمانية وأربعين ساعة لباقي أفراد الأسرةالعثمانية المالكة. فوجئ الشاعر عندما وجد أن الخليفة قد حزم فعلاً بعض الحقائب. ولما رأى الخليفة علامات الدهشة على وجه صديقه الشاعر سأله قائلاً " ماذا افعل؟وماذا تعتقد سيكون موقف جدي السلطان سليم لو واجه نفس هذا الموقف؟!" أجاب الشاعربلا تردد " أمّا جدك السلطان سليم فسيكون له بالتأكيد موقف آخر .. لكنني أنصحكبإتمام حزم الأمتعة ومغادرة البلاد!!" كان هذا اليوم هو الأخير والخاتم الأكثرحزناً لأسرة آل عثمان التي بدأت نسج خيوطها في ثياب الزمن قبل ستة قرون .. ومن يدري .. هل دار بخلد أحد أجداد هذا الخليفة العظام كمحمد الفاتح أو سليم أو سليمانالقانوني وهم في ذرى مجدهم بيوم يأتي ليطرد أحفادهم من بلادهم على يد بعض من أفرادشعبهم؟! قبل هذا اليوم بأقل من سنتين ألغى المجلس الوطني الكبير السلطنة تمهيداًلإعلان الجمهورية كنظام حكم .. لذا فعندما اختير عبد المجيد خليفة كان محروماً منأي سلطة سياسية ، بل بات رمزاً دينياً لا غير. لم يدرك الخليفة عبد المجيد عمقالتغيير الذي أصاب مقام الخلافة فخلع رداء الحيطة والحذر وبدأ في استقبال العديد منكبار الشخصيات وأمعن في تزيين موكبه أثناء مغادرته القصر للصلاة في المسجد بأبهةتركها حتى السلاطين في أواخر عهدهم واعتقد أنه بهذا سيضفي على الخلافة أبهةافتقدتها بفقدان عصا السلطنة. كانت الحكومة التي انتخبت من قبل المجلس الوطنيالكبير تراقب بريب من العاصمة الجديدة أنقرة تحركات الخليفة عبد المجيد في عاصمةالسلاطين المجيدة ومظاهر الأبهة التي تلف موكبه عند الذهاب والإياب وتذكر الناسبأيام السلطنة التي يحن إليها الكثيرون. أخذ الجمهوريون تحركات الخليفة عبدالمجيد محمل الجد وباتوا يخشون على جمهوريتهم الوليدة فجاءت ضربتهم قاضية عندمااتخذ المجلس الوطني الكبير قراره التاريخي بإلغاء الخلافة وترحيل الخليفة المخلوعوكافة أسرة آل عثمان إلى خارج البلاد. ومن سخريات القدر أن بعض النواب فيالمجلس اعتقد أن مصطفى كمال أول رئيس للجمهورية يريد الاستحواذ على منصب الخليفةفاقترحوا عليه قبل إلغاء مقام الخلافة أن يتم تعيينه خليفة بدلاً من عبد المجيدفأجابهم أن البرلمان هو من سيمثل مقام الخلافة في هذا العصر!! للخليفة عبدالمجيد جوانب إنسانية يجب ذكرها فهو لم يولد سياسياً بل تربى في القصر كغيره منأمراء آل عثمان في العهد الأخير المشحون بالنوائب لكن عبد المجيد كان يملك موهبةالرسم. وبإمكان كل من يزور قصر دولما بهشة مشاهدة بعض قطع الرسم الرائعة التي رسمهاهذا الخليفة غير أن إحداها تختلف عن البقية كونها تمثل ابنته المحبوبة إلى قلبهوأجمل فتيات عصرها التي لا تفارقه أبداً وهي الأميرة درُّ الشهوار .. أو درّةالملوك! كانت الأميرة درُّ الشهوار في العاشرة من عمرها عندما صدر قرار ترحيلأباها وأسرتها من البلاد.. وهي تستعيد تلك الساعات الحزينة في مذكراتها التي دونتهاقائلة : " إلى أين نحن ذاهبون؟ ربما إلى مأساة غير متوقعة وربما إلى أيام غربةمملوءة بالجفاء والألم.. بهذه الضربة تحطمت جميع آمالي وانطفأت جميع أنوارسعادتي". حط الخليفة عبد المجيد وعائلته الرحال في مدينة نيس بفرنسا. وبعد سنواتقليلة من ضيق العيش غادر وعائلته إلى الهند ضيفاً على نظام الدين حاكم مقاطعة حيدرأباد الذي كان أغنى حاكم في العالم. وفي العام 1931 تزوجت درُّ الشهوار من ابن ذلكالحاكم وباتت تحمل لقب أميرة برار. في العام 1944 توفي الخليفة عبد المجيد ومنأجل سعي درّ الشهوار لدفن والدها في تركيا قامت بصفتها أميرة برار بزيارة تركياومقابلة رئيس الجمهورية عصمت إينونو. وعلى الرغم من مقابلته وحرمه لها لكنها لمتستطع إقناعه بدفن والدها هناك وخرجت كسيرة الجناح والخاطر لكنها عاقدة العزم علىالسعي من أجل ذلك مستقبلاً. لذلك تم حفظ جثمان الخليفة عبد المجيد في أحد مساجدباريس. وفي العام 1954 قامت بزيارة ثانية لتركيا وأقنعت عدنان مندريس رئيسالحكومة آنذاك الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي الجديد بدفنه في تركيا. لكن المجلسالوطني التركي علّق البت في هذه المسالة بعد معارضة بعض نواب حزب الشعب الجمهوري ،فتحطمت آمال درُّ الشهوار بدفن والدها في بلاد أجداده. ويأبى القدر إلاّ أن يخطنهاية لهذه القصة الحزينة لجثمان آخر خليفة فقد قامت درُّ الشهوار بالسعي أخيراًلدفنه في المملكة العربية السعودية ونجحت حتى ووري الثرى في المدينة المنورة وبهذاتكون قد أوفت بأمانتها ومحبتها لوالدها وإن كان بعيداً عن أرض أجداده لكنه قريبوجار لخير الأنام. لم تغفر درُّ الشهوار لبلدها الذي رفض عودة والدها ولو بلاروح .. لذا لم تستعد الجنسية التركية بعد السماح لعائلة آل عثمان بذلك بل بقيت تحملجواز سفر إنجليزي ، وإن قامت برحلات نادرة لزيارة إحدى قريباتها في تركيا .. بيدأنها لم تستقر هناك رغم الدعوات الكثيرة لها. في السابع من فبراير الماضي توفيتدرة الملوك وجميلة جميلات عصرها في مدينة لندن عن عمر يناهز الثانية والتسعون .. وقد أوصت ولديها اللذين يقيمان في حيدر أباد بالهند بدفنها بمقبرة المسلمين في لندنالمسماة برووك وود وليس في بلاد أجدادها. وبهذا أثبتت هذه الأميرة حبهاوإخلاصها لوالدها بتمسكها بموقفها في عتابها على بلد آبائها وأجدادها .. على الرغممن أنها عند مغادرتها وطنها عام 1924 وهي طفلة في العاشرة قد أثبتت تعلقها وعمقمحبتها لبلدها عندما التقطت وهي درّة الملوك حصاة صغيرة لتذكرها بوطنها في الغربة .. هي بالنسبة إليها أغلى من كل الدرر!!
| ||||||||||||||||||||||||||||||
العلامات المرجعية |
يشاهد الموضوع حالياً: 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
| |
المواضيع المتشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | المشاركة الأخيرة |
هل انتى امراة جميلة | الهاشمى القنائى | الهاشميات | 6 | 08-26-2008 06:07 AM |
مقارنة جميلة بين الرجل و المرأة | وفاء الشريف | لحياة اجتاعية أفضل | 4 | 12-23-2006 12:04 AM |
لشفاة جميلة | بلقيس الهاشمية | الهاشميات | 0 | 09-08-2006 03:09 AM |