06-02-2009, 12:40 AM
|
المشاركة رقم: 2 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Feb 2006 | العضوية: | 22 | المشاركات: | 1,376 [+] | بمعدل : | 0.20 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | كاتب الموضوع :
محمد العطية العلواني المنتدى :
المنتدى العام المفتوح رد على: حقيقة على أرض الواقع يشهدها جميع الناس لاحول ولا قوة إلا بالله من غير أحوال بلد العلم والعلماء
كانت سامراء أغلب ساكنيها من أهل السنة ومن آل البيت السادة الأطهار
والآن صارت لكلاب النصارى وأذنابهم الروافضة ممن يقدسون القبور والأضرحة أصل الانحرافات وأخطرها:
من الصعب على الباحث أن يحصر آثار تقديس القبور والأضرحة، ولكن هناك آثاراً يمكن إبرازها، لخطورتها، ولكونها تعتبر أمهات لانحرافات أخرى نتجت عن هذا الداء، ويقف عـلـى رأس هذه الآثار : أظلم الظلم : الشرك بالله - تعالى -، فالراصد لأحوال القبوريين يلـحـظ بوضوح انتشار الشرك بينهم بجميع أنواعه وصوره ودرجاته.. شرك في الربوبية، وشرك في الألوهية، وشرك في الأسماء والصفات.. شرك أكبر، وشرك أصغر... وما أدراك ما يحدثه الشرك من آثار نفسية واجتماعية على الفرد والمجتمع!
فمن شــرك الربوبية ظهر واضحاً اعتقاد القبوريين في الأضرحة وأصحابها : أنهم يسمعون ويبصرون ويجيبون من يتوجه إليهم، وأنهم يعلمون الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وأن لهم قدرة فـي التـصـرف والتأثير في الكون بما ليس في طاقة البشر : كالخلق والإفناء، والإحياء والإماتة، وشـفـاء الأمراض، والنفع والضر، والعطاء والمنع، والإغناء والإفقار، وتحويل الأشياء عن حقيقتها...
كما زعم القبوريون أن فـي الأضرحة وأصحابها القدرة على الرفع والوضع في الدنيا والآخرة، وتفريج الكربات، وقضاء الحاجات، ومحو الذنوب وغفرانها...
وبناءً على هذا التصور المنحرف في الربوبية نشأ شرك الألوهية، حيث توجه القبوريون إلى الأضرحة وأصحابها بالعبادات والتقربات التي لا يصح صرفها إلا لله - عز وجل -، ففضلاً عن تبركهم بها على وجه غير مشروع وجعلهم إياها عيداً ومنسكاً حتى إنهم ليحجون إليها... فإنهم عظموها كما لو كانوا يعظمون الله - سبحانه -، فاقسمـوا بها، واستشفوا، واستنصروا، ولاذوا.. وأيضا: فإنهم دعوها، واستغاثوا بها، وذبحوا لها، ونذروا، وطافوا حولها، وسيّبوا لها السوائب، وساقوا إليها الهدي...
فإذا بدأنا بأقل الصور الشركية، وهو ما يحتمل أن يكون ذريعة إلى الشرك أو يكون شركاً أكبر نجد أن التبرك بالقبور والأضرحة من أبرز هذه الصور؛ فلقد اعتاد القبوريون على "أنهم بزيارتهم لهذه الأضرحة ستأتيهم البركة ويشفون من مرضهم أو يفكون عقم نسلهم... وكانوا يَمَسُّون عمامة صاحب الضريح - بعد الولائم - أملاً في شفاء أوجاع الرأس، ويَمَسّون قفطانه للعلاج من الحمى، ولحس الحجر لفك عسر اللسان، وتقديم العرائض طلباً لرفع الظلم، وتمسح النساء في الضريح أملاً في إنجاب الذكور.. "(1)، ولم يستحي القبوريون في طلبهم المنهوم للبركة المزعومة أن يستسيغوا المعاشرة الزوجية في هذه الأضرحة، فهذا الشعراني صاحب أكبر سجل لخرافات القبوريين يذكر من (كرامات) البدوي أنه دعاه إلى فض بكارة زوجته فوق قبة قبره " فكان الأمر! "(2)، وفي السودان "وصل الأمر - في العصر الحاضر- عند بعض الرجال المخرفين إلى مجامعة زوجاتهم عند أضرحة الأولياء، بدعوى نيل البركة"(3).
وبالطبع فإن هذا التبرك يفتح باب الرقى والتمائم الشركية على مصراعيه. من الأصغر إلى الاكبر :
فإذا ما تركنا التبرك وقصدنا بيان الشرك الصريح في أقوال المعتقدين في الأضرحة وأفعالهم، فإننا نكاد ألا نستطيع الفصل بين أنواع الشرك في هذه الممارسات؛ فالشرك في الربوبية مصاحب للشرك في الأسماء والصفات، وينبني عليه باعتباره نتيجة حتمية : الشرك في الألوهية.. وإليك بعض نماذج لهذا الشرك أو ذاك:
من النماذج الصارخة التي تحوي أنواع الشرك كله (ربوبية - وألوهية - وأسماء وصفات) ما أورده أبوبكر العراقي عن أحد القبوريين "وهو إمام وخطيب في أحد مساجد ديالى المهمة، يقول : دعوت الله ست سنوات أن يرزقني الولد فلم أرزق، وذهبت إلى شيخي مصطفى النقشبندي في أربيل فما أن استغثت به وطلبت منه الولد حتى رزقت بطفلين توأمين!"(4) تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
فهذا (الإمام) أشرك في الربوبية لاعتقاده أن لشيخه النقشبندي القدرة على التصرف والتأثير في الكون بالنفع والعطاء من دون الله، ومن ثم فإنه : أشرك في أسماء الله الحسنى : النافع الضار، والوهاب، والرزاق.. وأشرك في الألوهية لصرفه عبادة لغير الله؛ وذلك بدعائه لشيخه النقشبندي أن يرزقه الذرية. فالانحراف في توحيد الربوبية عند القبوريين يتبعه دوماً انحراف في توحيد الألوهية، وإليك إيضاحاً آخر :
يقول عرفة عبده علي : "وقد احتشدت مؤلفات مناقب السيد البدوي بكرامات أسطورية غريبة لا تحصى، منها - على سبيل المثال -: إحياء الموتى، وانقاذ الأسرى في بلاد الفرنجة، وقوله للشيء كن فيكون بإذن الله!".. فماذا ترتب على هذا الاعتقاد في البدوي؟..
يقول الكاتب نفسه : "وكثير من أتباعه يجعلونه في منزلة أسمى من مرتبة الأنبياء!(5).. فما هذه المنزلة؟ استمع إلى شهادة أحد العلماء : فقد رأى الشيخ رشيد رضا جماعة من هؤلاء القبوريين "تطوف حول قبر السيد البدوي، الذي تحول إلى كعبة ثانية، وكانت هذه الجماعة تطلب من السيد، لما شاع بينها من القصص والحكايات حول مقدرته العجيبة في قضاء الحوائج "(6)، فإذا كان ذلك في أحد القبور، فهل يختلف الحال في الأضرحة الأخرى؟
|
| |