04-03-2009, 05:14 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى :
الإسلامي العام صور من حياة الصحابة حكيم بن حزام وليد الكعبة قالوا عنهرضي الله عنه وأرضاه إن بمكة لأربعة نفر أربأ بهم عن الشرك، و أرغب لهم في الإسلام : عتاب بن أسيد، و جبير بن مطعم، و حكيم بن حزام، و سهيل بن عمرو رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتق حكيم بن حزام في الجاهلية مائة رقبة وفي الإسلام مائة رقبة وحمل على مائة بعير عروة بن الزبير لحظات من حياتة رضي الله عنه و آلى على نفسه أن يكفر عن كل موقف وقفه في الجاهلية، أو نفقة أنفقها في عداوة الرسول – صلى الله عليه و سلم – بأمثال أمثالها. و قد بر بقسمه...من ذلك أنه آلت إليه دار الندوة و هي دار عريقة ذات تاريخ...ففيها كانت تعقد قريش مؤتمراتها في الجاهلبة، و فيها اجتمع سادتهم و كبراؤهم ليأتمروا برسول الله – صلى الله عليه و سلم - .فأراد حكيم بن حزام أن يتخلص منها – و كأنه كان يريد أن يسدل ستارا من النسيان على ذلك الماضي البغيض – فباعها بمئة ألف درهم، فقال له قائل من فتيان قريش: لقد بعت مكرمة قريش يا عم".فقال له حكيم: "هيهات يا بني، ذهبت المكارم كلها و لم يبق إلا التقوى، و إني ما بعها إلا لأشتري بثمنها بيتا في الجنة...و إني أشهدكم أنني جعلت ثمنها في سبيل الله عز و جل." حكيم بن حزام "إن بمكة لأربعة نفر أربأ بهم عن الشرك و أرغب لهم في الإسلام... أحدهم حكيم بن حزام" محمد رسول الله هل أتاك نبأ هذا الصحابي؟!.لقد سجل التاريخ أنه المولود الوحيد الذي ولد داخل الكعبة المعظمة...أما قصة ولادته هذه، فخلاصتها أن أمه دخلت مع طائفة من أترابها إلى جوف الكعبة للتفرج عليها...و كانت يومئذ مفتوحة لمناسبة من المناسبات.و كانت والدته آنذاك حاملا به، ففجأها المخاض و هي في داخل الكعبة، فلم تستطع مغادرتها...فجيء لها بنطع فوضعت مولودها عليه...و كان ذلك المولود حكيم بن حزام بن خويلد...و هو ابن أخي أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها و أرضاها. نشأ حكيم بن حزام في أسرة عريقة النسب، عريضة الجاه، واسعة الثراء. و كان إلى ذلك عاقلا سريا فاضلا، فسوده قومه، و أناطوا به منصب الرفادة. فكان يخرج من ماله الخاص ما يرفد به المنقطعين من حجاج بيت الله الحرام في الجاهلية...و قد كان حكيم صديقا حميما لرسول الله صلوات الله و سلامه عليه قبل أن يبعث.فهو و إن كان أكبر من النبي الكريم – صلى الله عليه و سلم - بخمس سنوات، إلا أنه كان يألفه، و يأنس به، و يرتاح إلى صحبته و مجالسته، و كان الرسول – صلى الله عليه و سلم – يبادله ودا بود، و صداقة بصداقة. ثم جاءت آصرة القربى فوثقت ما بينهما من علاقة، و ذلك حين تزوج النبي – صلى الله عليه و سلم – من عمته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها. و قد تعجب بعد كل الذي بسطناه لك من علاقة حكيم بالرسول عليه الصلاة و السلام إذا علمت أن حكيما لم يسلم إلا يوم الفتح، حيث كان قد مضى على بعثة الرسول صلوات الله و سلامه عليه ما يزيد على عشرين عاما!!.فقد كان المظنون برجل مثل حكيم بن حزام حباه الله ذلك العقل الراجح، و يسر له تلك القربى القريبه من النبي صلوات الله عليه، و أن يكون أول المؤمنين به، و المصدقين لدعوته، و المهتدين بهديه.و لكنها مشيئة الله...و ما شاء كان... و كما نعجب نحن من تأخر إسلام حكيم بن حزام، فقد كان يعجب هو نفسه من ذلك.فهو ما كاد يدخل الإسلام و يتذوق حلاوة الإيمان، حتى جعل يعض بنان الندم على كل لحظة قضاها من عمره و هو مشرك بالله مكذب لنبيه.فلقد رآه ابنه بعد إسلامه يبكي، فقال: "ما يبكيك يا أبتاه؟!."قال: "أمور كثيرة كلها أبكاني يا بني: أولها بطء إسلامي مما جعلني أسبق إلى مواطن كثيرة صالحة حتى لو أنني أنفقت ملء الأرض ذهبا لما بلغت شيئا منها.ثم إن الله أنجاني يوم "بدر" و "أحد" فقلت يومئذ في نفسي:لا أنصر بعد ذلك قريشا على رسول الله – صلى الله عليه و سلم – و لا أخرج من مكة، فما لبثت أن جررت إلى نصرة "قريش" جرا. ثم إنني كنت كلما هممت بالإسلام، نظرت إلى بقايا من رجالات قريش لهم أسنان و أقدار متمسكين بما هم عليه من أمر الجاهلية، فأقتدي بهم و أجاريهم...و ياليت أني لم أفعل..فما أهلكنا إلا الاقتداء بآبائنا و كبرائنا...فلم لا أبكي يا بني؟!!." و كما عجبنا نحن من تأخر إسلام حكيم بن حزام، و كما كان يعجب هو نفسه من ذلك أيضا، فإن النبي صلوات الله و سلامه عليه كان يعجب من رجل له مثل حلم حكيم بن حزام و فهمه، كيف يخفى عليه الإسلام و كان يتمنى له و للنفر الذين هم على شاكلته أن يبادروا إلى الدخول في دين الله. ففي الليلة التي سبقت فتح مكة قال عليه الصلاة و السلام لأصحابه: إن بمكة لأربعة نفر أربأ بهم عن الشرك، و أرغب لهم في الإسلام قيل: "و من هم يا رسول الله؟". قال: (عتاب بن أسيد، و جبير بن مطعم، و حكيم بن حزام، و سهيل بن عمرو). و من فضل الله عليهم أنهم أسلموا جميعا... و حين دخل الرسول صلوات الله و سلامه عليه مكة فاتحا، أبى إلا أن يكرم حكيم بن حزام فأمر مناديه أن ينادي:من شهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله فهو آمن...و من جلس عند الكعبة فوضع سلاحه فهو آمن.. و من أغلق عليه بابه فهو آمن...و من دخل دار أبي سفيان فهو آمن...و من دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن..."و كانت دار حكيم بن حزام في أسفل مكة، و دار أبي سفيان في أعلاها.أسلم حكيم بن حزام إسلاما ملك عليه لبه، و آمن إيمانا خالط دمه و مازج قلبه...و آلى على نفسه أن يكفر عن كل موقف وقفه في الجاهلية، أو نفقة أنفقها في عداوة الرسول – صلى الله عليه و سلم – بأمثال أمثالها.و قد بر بقسمه...من ذلك أنه آلت إليه دار الندوة و هي دار عريقة ذات تاريخ...ففيها كانت تعقد قريش مؤتمراتها في الجاهلبة، و فيها اجتمع سادتهم و كبراؤهم ليأتمروا برسول الله – صلى الله عليه و سلم - .فأراد حكيم بن حزام أن يتخلص منها – و كأنه كان يريد أن يسدل ستارا من النسيان على ذلك الماضي البغيض – فباعها بمئة ألف درهم، فقال له قائل من فتيان قريش:لقد بعت مكرمة قريش يا عم". فقال له حكيم: "هيهات يا بني، ذهبت المكارم كلها و لم يبق إلا التقوى، و إني ما بعها إلا لأشتري بثمنها بيتا في الجنة...و إني أشهدكم أنني جعلت ثمنها في سبيل الله عز و جل." و حج حكيم بن حزام بعد إسلامه، فساق أمامه مئة ناقة مجللة بالأثواب الزاهية ثم نحرها جميعها تقربا إلى الله...و في حجة أخرى وقف في عرفات، و معه مئة من عبيده و قد جعل في عنق كل واحد منهم طوقا من الفضة، نقش عليه:عتقاء لله عز و جل عن حكيم بن حزام.ثم أعتقهم جميعا... و في حجة ثالثة ساق أمامه ألف شاة – نعم ألف شاة – و أراق دمها كلها في "منى"، و أطعم بلحومها فقراء المسلمين تقربا لله عز و جل. و بعد غزوة "حنين" سأل حكيم بن حزام رسول الله – صلى الله عليه و سلم – من الغنائم فأعطاه، ثم سأله فأعطاه، حتى بلغ ما أخذه مئة بعير – و كان يومئذ حديث إسلام – فقال له الرسول صلوات الله و سلامه عليه(يا حكيم: إن هذا المال حلوة خضرة...فمن أخذ بسخاوة نفس بورك له فيه...و من أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، و كان كالذي يأكل ولا يشبع...و اليد العليا خير من اليد السفلى).فلما سمع حكيم بن حزام ذلك من الرسول عليه الصلاة و السلام قال:يا رسول الله، و الذي بعثك بالحق لا أسأل أحدا بعدك شيئا...و لا آخذ من أحد شيئا حتى أفارق الدنيا..."و بر حكيم بقسمه أصدق البر.ففي عهد أبي بكر دعاه الصديق أكثر من مرة لأخذ عطائه من بيت مال المسلمين فأبى أن يأخذه... و لما آلت الخلافة إلى الفاروق دعاه إلى أخذ عطائه فأبى أن يأخذ منه شيئا أيضا... فقام عمر في الناس و قال:أشهدكم يا معشر المسلمين أني أدعو حكيما إلى أخذ عطائه فيأبى."و ظل حكيم كذلك لم يأخذ من أحد شيئا حتى فارق الحياة... ********************************************* أبو أيوب الأنصاري انفروا خفافا وثقالا رضي الله عنه وأرضاه رحمك الله يا أبا أيوب... رحمك الله يا أبا أيوب... رسول الله صلى الله عليه وسلم لحظات من حياتة رضي الله عنه وهكذا، لم يكد يبصر جيش الاسلام يتحرك صوب القسطنطينية حتى ركب فرسه، وحمل سيفه، وراح يبحث عن استشهاد عظيم طالما حنّ اليه واشتاق..!!وفي هذه المعركة أصيب.وذهب قائد جيشه ليعوده، وكانت أنفاسه تسابق أشواقه الى لقاء الله..فسأله القائد، وكان يزيد بن معاوية: ما حاجتك أبا أيوب"؟ترى، هل فينا من يستطيع أن يتصوّر أو يتخيّل ماذا كانت حاجة أبا أيوب..؟ كان الرسول عليه السلام يدخل المدينة مختتما بمدخله هذا رحلة هجرته الظافرة، ومستهلا أيامه المباركة في دار الهجرة التي ادّخر لها القدر ما لم يدخره لمثلها في دنيا الناس..وسار الرسول وسط الجموع التي اضطرمت صفوفها وأفئدتها حماسة، ومحبة وشوقا... ممتطيا ظهر ناقته التي تزاحم الناس حول زمامها كل يريد أن يستضيف رسول الله.. وبلغ الموكب دور بني سالم بن عوف، فاعترضوا طريق الناقة قائلين:يا رسول الله، أقم عندنا، فلدينا العدد والعدة والمنعة".. ويجيبهم الرسول وقد قبضوا بأيديهم على زمام الناقة:خلوا سبيلها فانها مأمورة". ويبلغ الموكب دور بني بياضة، فحيّ بني ساعدة، فحي بني الحارث بن الخزرج، فحي عدي بن النجار.. وكل بني قبيل من هؤلاء يعترض سبيل الناقة، وملحين أن يسعدهم النبي عليه الصلاة والسلام بالنزول في دورهم.. والنبي يجيبهم وعلى شفتيه ابتسامة شاكرة: خلوا سبيلها فانها مأمورة.. لقد ترك النبي للمقادير اختيار مكان نزوله حيث سيكون لها المنزل خطره وجلاله.. ففوق أرضه سينهض المسجد الذي تنطلق منه الى الدنيا بأسرها كلمات الله ونوره.. والى جواره ستقوم حجرة أو حدرات من طين وطوب.. ليس بها من متاع الدنيا سوى كفاف، أو أطياف كفاف!! سيسكنها معلم، ورسول جاء لينفخ الحياة في روحها الهامد. وليمنح كل شرفها وسلامها للذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا.. للذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم.. وللذين أخلصوا دينهم للله.. للذين يصلحون في الأرض ولا يفسجون.أجل كان الرسول عليه الصلاة والسلام ممعنا في ترك هذا الاختيار للقدر الذي يقود خطاه.. من اجل هذا، ترك هو أيضا زمام ناقته وأرسله، فلا هو يثني به عنقها ولا يستوقف خطاها.. وتوجه الى الله بقلبه، وابتهل اليه بلسانه: اللهم خر لي، واختر لي"..وأمام دار بني مالك بن النجار بركت الناقة.. ثم نهضت وطوّفت بالمكان، ثم عادت الى مبركها الأول، وألأقت جرانها. واستقرت في مكانها ونزل الرسول للدخول.. وتبعه رسول الله يخف به اليمن والبركة.. أتدرون من كان هذا السعيدالموعود الذي بركت الناقة أمام داره، وصار الرسول ضيفه، ووقف أهل المدينة جميعا يغبطونه على حظوظه الوافية..؟؟انه بطل حديثنا هذا.. أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد، حفيد مالك بن النجار.. لم يكن هذا أول لقاء لأبي أيوب مع رسول الله.. فمن قبل، وحين خرج وفد المدينة لمبايعة الرسول في مكة تلك البيعة المباركة المعروفة بـ بيعة العقبة الثانية.. كان أبو أيوب الأنصاري بين السبعين مؤمنا الذين شدّوا أيمانهم على يمين الرسول مبايعين، مناصرين. والآن رسول الله يشرف المدينة، ويتخذها عاصمة لدين الله، فان الحظوظ الوافية لأبي أيوب جعلت من داره أول دار يسكنها المهاجر العظيم، والرسول الكريم.ولقد آثر الرسول أن ينزل في دورها الأول.. ولكن ما كاد أبو أيوب يصعد الى غرفته في الدور العلوي حتى أخذته الرجفة، ولم يستطع أن يتصوّر نفسه قائما أو نائما، وفي مكان أعلى من المكان الذي يقوم فيه رسول الله وينام..!! وراح يلح على النبي ويرجوه ان ينتقل الى طابق الدور الأعلى فاستجاب النبي لرجائه.. ولسوف يمكث النبي بها حتى يتمّ المسجد، وبناء حجرة له بجواره..ومنذ بدأت قريش تتنمّر للاسلام وتشن اغاراتها على دار الهجرة بالمدينة، وتؤلب القبائل، وتجيش الجيوش لتطفئ نور الله..منذ تلك البداية، واحترف أبو أيوب صناعة الجهاد في سبيل الله.ففي بدر، وأحد والخندق، وفي كل المشاهد والمغازي، كان البطل هناك بائعا نفسه وماله لله ربو العالمين..وبعد وفاة الرسول، لم يتخلف عن معركة كتب على المسلمين أن يخوضوها، مهما يكن بعد الشقة، وفداحة المشقة..!وكان شعاره الذي يردده دائما، في ليله ونهاره.. في جهره واسراره.. قول الله تعالى: انفروا خفافا وثقالا..مرة واحدة.. تخلف عن جيش جعل الخليفة أميره واحدا من شباب المسلمين، ولم يقتنع أبو أيوب بامارته.مرة واحدة لا غير.. مع هذا فان الندم على موقفه هذا ظل يزلزل نفسه، ويقول: " ما عليّ من استعمل عليّ"..؟؟ثم لم يفته بعد ذلك قتال!!كان حسبه أن يعيش جنديا في جيش الاسلام، يقاتل تحت رايته، ويذود عن حرمته..ولما وقع الخلاف بين علي ومعاوية، وقف مع علي في غير تردد، لأنه الامام الذي أعطي بيعة المسلمين.. ولما استشهد وانتهت الخلافة خعاوية وقف أبو أيوب بنفسه الزاهدة، الصامدة التقية لا يرجو من الدنيا سوى أن يضل له مكان فوق أرض الوغى، وبين صفوف المجاهدين..وهكذا، لم يكد يبصر جيش الاسلام يتحرك صوب القسطنطينية حتى ركب فرسه، وحمل سيفه، وراح يبحث عن استشهاد عظيم طالما حنّ اليه واشتاق..!! وفي هذه المعركة أصيب.وذهب قائد جيشه ليعوده، وكانت أنفاسه تسابق أشواقه الى لقاء الله..فسأله القائد، وكان يزيد بن معاوية: " ما حاجتك أبا أيوب"؟ترى، هل فينا من يستطيع أن يتصوّر أو يتخيّل ماذا كانت حاجة أبا أيوب..؟كلا.. فقد كانت حاجته وهو يجود بروحه شيئا يعجز ويعيي كل تصوّر، وكل تخيّل لبني الانسان..!!لقد طلب من يزيد، اذا هو مات أن يحمل جثمانه فوق فرسه، ويمضي به الى أبعد مسافة ممكنة في أرض العدو، وهنالك يدفنه، ثم يزحف بجيشه على طول هذا الطريق، حتى يسمع وقع حوافر خيل المسلمين فوق قبره، فيدرك آنئذ أنهم قد أدركوا ما يبتغون من نصر وفوز..!! أتحسبون هذا شعرا..؟ لا.. ولا هو بخيال، بل واقع، وحق شهدته الدنيا ذات يوم، ووقفت تحدق بعينيها، وبأذنيها، لا تكاد تصدق ما تسمع وترى..!! ولقد أنجز يزيد وصيّة أبي أيوب.. وفي قلب القسطنطينية، وهي اليوم اسطانبول، ثوى جثمان رجل عظيم، جدّ عظيم..!!وحتى قبل أن يغمر الاسلام تلك البقاع، كان أهل القسطنطينية من الروم، ينظرون الى أبي أيوب في قبره نظرتهم الى قدّيس...وانك لتعجب اذ ترى جميع المؤرخين الذين يسجلون تلك الوقائع ويقولون: " وكان الروم يتعاهدون قبره، ويزورونه.. ويستسقون به اذا قحطوا"..!!وعلى الرغم من المعارك التي انتظمت حياة أبي أيوب، والتي لم تكن تمهله ليضع سيفه ويستريح، على الرغم من ذلك، فان حياته كانت هادئة، نديّة كنسيم الفجر..ذلك انه سمع من الرسول صلى الله عليه وسلم حديثا فوعاه واذا صليت فصل صلاة مودّع..ولا تكلمن الناس بكلام تعتذر منه..والزم اليأس مما في أيدي الناس"...وهكذا لم يخض في لسانه فتنة..ولم تهف نفسه الى مطمع..وقضى حياته في أشواق عابد، وعزوف مودّع.. فلما جاء أجله، لم يكن له في طول الدنيا وعرضها من حاجة سوى تلك الأمنية لتي تشبه حياته في بطولتها وعظمتها: " اذهبوا بجثماني بعيدا.. بعيدا.. في ارض الروم ثم ادفنوني هناك"...كان يؤمن بالنصر، وكان يرى بنور بصيرته هذه البقاع، وقد أخذت مكانها بين واحات الاسلام، ودخلت مجال نوره وضيائه..ومن ثمّ أراد أن يكون مثواه الأخير هناك، في عاصمة تلك البلاد، حيث ستكون المعركة الأخيرة الفاصلة، وحيث يستطيع تحت ثراه الطيّب، أن يتابع جيوش الاسلام في زحفها، فيسمع خفق أعلامها، وصهيل خيلها، ووقع أقدامها، وصصلة سيوفها..!!وانه اليوم لثاو هناك..لا يسمع صلصلة السيوف، ولا صهيل الخيول..قد قضي الأمر، واستوت على الجوديّ من أمد بعيد..لكنه يسمع كل يوم من صبحه الى مسائه، روعة الأذان المنطلق من المآذن المشرّعة في الأفق..أن:الله أكبر..الله أكبر..وتجيب روحه المغتبطة في دار خلدها، وسنا مجدها:هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله.... ودمتم بخير سالمين مع تحيات سمورة
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
04-04-2009, 03:31 AM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع :
samira22 المنتدى :
الإسلامي العام رد على: صور من حياة الصحابة ما أروع سيرتهم وما ألذ الحديث عنهم جزيتي خير الجزاء ولا حرمك أجرها دمتي بووود
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
04-04-2009, 02:15 PM | المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع :
samira22 المنتدى :
الإسلامي العام رد على: صور من حياة الصحابة الله يعطيكي الف عافيه على مجهودك
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
العلامات المرجعية |
يشاهد الموضوع حالياً: 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
| |
المواضيع المتشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | المشاركة الأخيرة |
بعض الأحاديث الثابته في فضائل بعض الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين | الهاشمى القنائى | الإسلامي العام | 1 | 09-15-2007 01:39 AM |
تبرك الصحابة بشرب "بول" النبي ؟؟!! | قفل الفتنة | الإسلامي العام | 1 | 05-18-2007 07:40 AM |
من قتل الحسين رضي الله عنه ؟ | الشريف العماري | كل ما يخص آل البيت | 12 | 04-24-2007 04:15 PM |
فضل الصحابة رضوان الله عليهم | عبدالله هاشم | الإسلامي العام | 2 | 03-15-2007 05:04 PM |
إجماع أهل السنة على وجوب السكوت عما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم | صريح للغاية | الإسلامي العام | 2 | 11-20-2006 10:29 AM |