01-03-2009, 04:08 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | Nov 2008 | العضوية: | 3744 | المشاركات: | 93 [+] | بمعدل : | 0.02 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
الإسلامي العام مايقال عند المصائب أخي المسلم أختي المسلمة : كرب الزمان وفقد الأحبة خطب مؤلم, وحدث مفجع, وأمر مهول مزعج, بل هو منأثقل الأنكاد التي تمر على الإنسان نار تستعر, وحرقة تضطرم تحترق به الكبد ويُفت بهالعضد إذ هو الريحانة للفؤاد والزينة بين العباد, لكن مع هذا نقول: فلربأمـر محـزن لك في عواقبه الرضا ولربمـا اتسع المضيق وربما ضاقالفضـا كم مسرور بنعمة هي داؤه, ومحروم من دواء حرمانه هو شفاؤه, كم من خيرمنشور وشر مستور, ورب محبوب في مكروه, ومكروه في محبوب قال تعالى:" وَعَسَى أَنتَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَشَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُون" لو استخبر المنصف العقل والنقل لأخبراه أن الدنيا دار مصائبوشرور, ليس فيها لذة على الحقيقة إلا وهي مشوبة بكدر, فما يُظن في الدنيا أنه شرابفهو سراب, وعمارتها وإن حسنت صورتها خراب, والعجب كل العجب في من يده في سلةالأفاعي كيف ينكر اللدغ واللسع؟ هل رأيت؟بل هل سمعت بإنسانٍ على وجه هذه الأرض لم يصببمصيبة دقت أو جلت؟ الجواب معلوم : لا وألف لا, ثمانية لا بـد منها علىالفتى ولا بد أن تجري عليه الثمانية سرور وهم, واجتماع وفرقة وعسر ويسر, ثمسقم وعافية أخي وأختي إن مما يكشف الكرب عند فقد الأحبة التأمل والتملّيوالتدبر والنظر في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم, ففيهما ما تقر به الأعين, وتسكن به القلوب وتطمئن له تبعاً لذلك الجوارح مما منحهالله, ويمنحه لمن صبر ورضي واحتسب من الثواب العظيم والأجر الجزيل, فلو قارنالمكروب ما أخذ منه بما أعطى لا شك سيجد ما أعطي من الأجر والثواب أعظم من فوات تلكالمصيبة بأضعاف مضاعفة ولو شاء الله لجعلها أعظم وأكبر وأجل، وكل ذلك عنده بحكمةوكل شيء عنده بمقدار فلنقف مع آيات من كتاب الله عز وجل ، وفي ثاني سورالقرآن الكريم، وكفى بها واعظاً، وكفى بها مسليةًً، وكفى بها كاشفةًً للكروب،ومذهبة للهموم. قال الله عز وجل :" وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْوَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِالصَّابِرِينَ ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِوَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ، أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْوَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ
" إِنَّا لِلّهِوَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ " علاج من الله عز وجل لكل من أصيب بمصيبة دقيقة أوجليلة, بل إنه أبلغ علاج وأنفعه للعبد في آجله وعاجله، فإذا ما تحقق العبد أن نفسهوماله وأهله وولده ملك لله عز وجل قد جعلها عنده عارية فإذا أخذها منه فهو كالمعيريأخذ عاريته من المستعير فهل في ذلك ضير؟ لا؛ والذي رفع السماء بلاعمد ثم إن ما يؤخذ منك أيها العبد المصاب المبتلى محفوف بعدمين, عدمقبله فلم يكن شيئاً في يوم من الأيام, وعدم بعده فكان ثم لم يكن, فملكك له متعةمستودعة في زمن يسير ثم تعود إلى موجدها ومعيرها الحقيقي سبحانه وبحمده :" ثُمَّرُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُالْحَاسِبِينَ) فمصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحق, لا بدأن يخلِّف الدنيا وراء ظهره يوماً ما, ويأتي ربه فرداً كما خلقه أول مرة بلا أهلولا عشيرة ولا مال، ولكن بالحسنات والسيئات نسأله حسن المآل، هل علمت هذا أخيالمصاب المكروب؟ فمن امتثل أمر الله ـ تعالى ـ بالصبر على البلاءكانت مثوبة الله عز وجل له:" أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْوَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " فعن أم سلمةـ رضي الله عنها ـ قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (ما من عبدٍتصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراًمنها, إلا آجره الله في مصيبته، وأخلف له خيراً منها " قالت: فلما توفي أبو سلمة؛قلت: ومن خيرٌ من أبي سلمة؟ صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, ثم عزم اللهعلي فقلتها؛ فما الخلف؟! قالت: فتزوجت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن خيرمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرةـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ما يصيب المؤمن مننصب ولا وصب ولا همٍ ولا حزن ولا أذىً ولا غم, حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بهاخطاياه) روى الإمام أحمد من حديث معاوية بن قرة عن أبيه أنه كان رجل يأتيالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعه ابن له, فقال النبي صلى الله عليه وآلهوسلم:"أتحبه؟" فقال: يا رسول الله, أحبك الله كما أحبه؛ فتفقده النبي صلى الله عليهوآله وسلم فقال: "ما فعل ابن فلان؟" فقالوا: يا رسول الله مات, فقال النبي صلى اللهعليه وآله وسلم لأبيه:"أما تحب أن تأتي باباً من أبواب الجنة إلا وجدته عليهينتظرك؟" فقال رجل: يا رسول الله, أله خاصة أم لكلنا؟ فقال صلى الله عليه وآلهوسلم: "بل لكلكم ") قال أبوالعتاهية: اصـبر لكـل مصيبة وتجلـدِ واعلم بأن المـرء غير مخلـــد أومـا ترى أن المصـائب جمة وتـرى المنية للعبـاد بمـرصـد من لم يصب ممـن ترىبمصيبة هـذا سبيل لسـت عنه بأوحـد فإذا ذكرتَ محمـداً ومصـابه فاجعـل مصابكبالنبي محمــدِ واعلم يا أخي الكريم: أن البلاء يصيب المؤمن على قدر إيمانه،فإن كان في إيمانه صلابة زيد في بلائه، وإن كان في إيمانه رقة خُفف في بلائه، حتىما يتجلى عنه البلاء، ويذهب إلا وقد حطت خطاياه كلها، ويمشي على الأرض ليس عليهخطيئة. وفي سنن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسولالله صلى الله عليه وآله وسلم ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله, حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة)
توقيع : بنت الاشراف | | |
| |