12-29-2008, 09:00 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى :
نصرة القرآن والسنة ونبي الأمة حدث في مثل هذا اليوم:-يوم الهجرة النبوية الشريفة بسم الله الرحمن الرحيم حدث في مثل هذا اليوم: *01 محرم 01 هجري *يوم الهجرة النبوية الشريفة *اليوم: 01 محرم 1430هجري *المدة الزمنية: 1429 سنة. إن مفهوم "الهجرة" اصطلاحا يعني الترك والتخلي عن الشيء , فالمهاجر من هجر ما نهى الله عنه كما في الحديث الشريف ، وهي بهذا المعنى مطلقة من قيود الزمان والمكان ، إذ بوسع كل مسلم أن يكون مهاجراً بالالتزام بأوامر الله والهجر للمعاصي، لكن حديثة الهجرة النبوية الشريفة تتعلق بترك الموطن والانخلاع عن المكان بالتحول عنه إلى موطن آخر ابتغاء مرضاة الله رغم شدة تعلق الإنسان بموطنه الأصلي و الأول وألفته للبيئة الطبيعية والاجتماعية فيه ، وقد عبّر المهاجرون عن الحنين إلى مكة بقوة وخاصة في أيامهم الأولى حيث تشتد لوعتهم، و لاشك أن الهجرة تحتاج إلى القدرة على التكيف مع الوسط الجديد في "المدينة المنورة" حيث يختلف مناخها عن مناخ مكة فأصيب بعض المهاجرين بالحمى ، كما يختلف اقتصادها الزراعي عن اقتصاد مكة التجاري ، فضلاً عن ترك المهاجرين لأموالهم ومساكنهم بمكة. لكن الاستجابة للهجرة كانت أمراً إلهياً لابد من طاعته ، واحتمال المشاق من أجل تنفيذه، فقد اختار الله مكان الهجرة ، كما في الحديث الشريف "رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل ، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر , فاذا هي المدينة يثرب"،وما أن بدأ التنفيذ حتى مضت مواكب المهاجرين تترى نحو الموطن الجديد دار الهجرة ، وقد شاركت المرأة في حدث الهجرة المبارك منهن أم سلمة هند بنت أبي أمية التي تعرضت لأذى بالغ من المشركين الذين أرادوا منعها من الهجرة ثم استلوا ابنها الرضيع منها حتى خلعوا يده،لكنها صممت على الهجرة ونجحت في ذلك رغم الأخطار والمصاعب، وخلدت أسماء بنت أبي بكر ذكرها في التأريخ وحازت لقب ذات النطاقين عندما شقت نطاقها نصفين لتشد طعام المهاجرَين ، رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبي بكر رضي الله عنه وقد تتابعت هجرة النساء في الإسلام حتى شرعت في القرآن { إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن} ، الممتحنة 10، ونزلت الآيات الكريمة تأمر بالهجرة وتوضح فضلها منذ السنة التي وقعت فيها لغاية سنة 8هـ عند أوقفت الهجرة بعد فتح مكة وإعلان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك بقوله:" لاهجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونيّة وإذا استنفرتم فانفروا". وقد حاز المهاجرون شرفاً عظيماً في الدنيا فضلاً عن ثواب الله ووعده الكريم ، فقد اعتبروا أهل السبق في تأسيس دولة الإسلام، فنالوا رضى الله والقربى منه "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم"، التوبة 100، وهكذا خلد الله ذكرهم في القرآن الذي يتعبد المسلمون بتلاوته إلى آخر الزمان، و من المهم بمكان أن نقول أن الهجرة من سنن الأنبياء عليهم السلام، ولم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أول نبي يهاجر في سبيل الله بل مرّ بهذا الامتحان كثير من الأنبياء، وقد أخبرنا الله تعالى بأن أب الأنبياء إبراهيم عليه السلام هاجر من موطنه إلى مصر وغيرها داعياً إلى التوحيد ، وأن يعقوب و يوسف عليهما السلام هاجرا من فلسطين إلى مصر وأن لوطاً هجر قريته لفسادها وعدم استجابتها لدعوته و كذلك فعل موسى عليه السلام حين هاجر بقومه من مصر إلى سيناء فراراً بدينه من طغيان فرعون، و هكذا يبين لنا أن الهجرة من سنن النبيين ، وقد كانت هجرة نبينا عليه الصلاة والسلام خاتمة لهجرات النبيين ، وكانت نتائجها عميقة شكلت منعطفاً تاريخياً حاسما. لقد أدت الهجرة النبوية الشريفة إلى قيام دولة الإسلام في المدينة ، والتي أرست ركائز المجتمع الإسلامي على أساس من الوحدة والمحبة والتكافل والتآخي والحرية والمساواة وضمان الحقوق ، وكان الرسول صلى الله عليه و آله وسلم هو رئيس هذه الدولة وقائد جيوشها وكبير قضاتها ومعلمها الأول ، وقد طبق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم شريعة الإسلام ، وكان القرآن الكريم ينزل بها منجماً ، فكان الصحابة يدرسون ما ينزل ويطبقونه على أنفسهم ، ويتعلمون تفسيره وبيانه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتكون جيل رباني تمكن من الجمع بين عبادة الله وعمران الحياة، وفي خلال عقد واحد توحدت معظم الجزيرة العربية في ظل الإسلام ، ثم انتشر في خلال عقود قليلة تالية ليعم منطقة واسعة امتدت من السند شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً حيث آمن الناس بالإسلام ، واستظلوا بشريعته العادلة وأقاموا حضارة زاهرة آتت أكلها قروناً طويلة في حقول التشريع والتربية وعلوم الكون والطبيعة. إن الهجرة النبوية الشريفة لم تكن فرارا كما يتصوره بعض الحاقدين على الإسلام و خاصة المستشرقين، بل كانت انتصارا وظهورا لدين الله وعزة لرسوله وللمؤمنين وأن عواملها و دوافعها التي اعتملت في نفس النبي صلى الله عليه و آله و سلم صارت موجبة محتمة لها وهي عوامل خاصة بمصلحة الدعوة الإسلامية ترجع إلى البحث عن جو متفتح لسير الرسالة تجد فيه متنفسا فسيحا لمنطلقها العالمي كي تحقق أهدافها الإصلاحية روحيا وماديا وعوامل اجتماعية تتعلق بتنمية المجتمع الإسلامي الذي تنسم نسائم الوجود في مهاد الدعوة الجديدة ومحاضن الرسالة الخالدة والحفاظ على عناصر تكوين هذا المجتمع في إطار من الضوابط القوية المنتزعة من طبيعة الدعوة وعوامل اقتصادية تصون تركيب المجتمع الوليد في المدينة حتى يشب وتشتد قناته ويبلغ رشده في الحياة العملية الحرة لإقامة البناء الاقتصادي يقوم على أساس ما جاءت به الرسالة الجديدة من حب للعمل ودأب عليه وعدل في المعاملة وبذل من أجل نشر الدعوة وتوفير حياة كريمة للأفراد و الجماعات وإعداد الوسائل الصالحة لتوجيه المجتمع توجيها متعاونا متوازيا. ولعلنا ونحن في ذكرى الهجرة النبوية الشريفة نريد أن ننظر إلى أنفسنا، وأن نسطر مساوئنا وما علق في نفوسنا من شوائب و رذائل فنسعى إلى تصحيحها، وننشد الأصلح لها، وهذا الملمح احسبه واحداً من أوجه التجديد الديني الذي يجب الانتباه له وإن كنا ندعو إلى هجرة الرذائل في الأخلاق والسلوك، فإننا أيضا في حاجة إلى هجرة الرذائل فيما يخص شؤون حياتنا عامة، وأن نأخذ من هجرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ما ينفعنا في مسيرتنا، فنهجر العشوائية في تسيير أمورنا، ونهجر الجدال الذي لا يراد به حق، ونهجر تضييع الوقت بغير شيء نافع، ونهجر عدم إتقان العمل، وغير ذلك مما يعرفه كل إنسان عن نفسه. إن الهجرة النبوية الشريفة لم تكن مجرد هجرة أو خروج للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأتباعه قليلي العدد فراراً من اضطهاد قريش وظلمها لهم، لكنها كانت انتقالاً بالدين إلى بلد أراد الله تعالى أن تقام فيه دولة الإسلام وتثبت أركانها ودعائمها، ويكون مركزاً لانطلاق الدين الإسلامي إلى شتى بقاع الأرض،فقد كانت هجرة من الضعف إلى القوة، وكانت بداية مرحلة العز والتمكين، إنها ذكرى الاعتبار والاتعاظ ، إنها الذكرى التي علمت المؤمنين فن صناعة الأمل،هذا الأمل الذي و بكل صراحة فقدناه في هذه الآونة الحالية و نحن نرى أحفاد " القردة و الخنازير" يحصدون الأرواح بالجملة في "غزة الجريحة و الصامدة" و لكن ثقتنا في الله كبيرة و كبيرة جدا ،و الأمل و إن تزعزع في بعض الأحيان، تبقى أبصرنا معلقة في مستقبل مشرق، الأمل في الفرج بعد الشدة، والعزة بعد الذلة، والنصر بعد الهزيمة ما أحوجنا في هذا الزمن أن نستحضر روح الهجرة النبوية المباركة ونعتبر بما فيها من دروس وعبر وعظات علنا نفيق من غفلتنا، وننهض من كبوتنا، ونعيد لأمتنا عزها ومجدها و الله و لي التوفيق. منقول وكل عام وانتم بخير
| ||||||||||||||||||||||||||||||
العلامات المرجعية |
يشاهد الموضوع حالياً: 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
| |
المواضيع المتشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | المشاركة الأخيرة |
الحجرة النبوية الشريفة | ابراهيم العشماوي | كل ما يخص آل البيت | 2 | 04-11-2010 02:57 AM |
صور للروضة النبوية الشريفة - الروضه في مسجد رسول الله في المدينه | samira22 | نصرة القرآن والسنة ونبي الأمة | 1 | 02-11-2009 10:06 PM |
حوار صحيفة الاقتصادية مع الدكتور فالح بن محمد الصغير | صريح للغاية | المنتدى العام المفتوح | 0 | 05-09-2008 09:56 PM |
فضل آل البيت في السنة النبوية الشريفة 1 | هاشمي و افتخر | كل ما يخص آل البيت | 3 | 01-18-2008 10:18 PM |
الآثار النبوية بالمدينة المنورة | قفل الفتنة | نصرة القرآن والسنة ونبي الأمة | 2 | 12-22-2006 11:41 PM |