11-14-2008, 04:42 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | زائر | البيانات | العضوية: | | المشاركات: | n/a [+] | بمعدل : | 0 يوميا | اخر زياره : | [+] | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
الحكواتي ماقيل عن جبل كبكب ماقيل عن جبل كبكب كبكب : بالفتح والتكرير . علم مرتجل لاسم جبل خلف عرفات ... وهو لهذيل . قال الأصمعي : ولهذيل جبل يقال له كبكب ، وهو شرف على موقف عرفه . وقال ساعدة بن جؤية الهذلي : كيدا وجمعا بآناس كأنهم *** أفناد كبكب ذات الشث والخزم وقال الزمخشري : كبكب : جبل لهذيل مشرف على موقف عرفه ذلك الجبل الذي جاء ذكره في شعر امرؤ القيس أقدم الشعراء الجاهليين ؛ وغيره من الشعراء الجاهليين ؛ مما يعني أن اسمه الحالي موغل القدم في التاريخ ، كما يعني : أن هذيل تتسم بالمحافظة على أصالة نسبها ، وأسماء مواطنها قال امرؤ القيس : فريقان منهم جازع بطن نخلة *** وآخر منهم قاطع نجد كبكب وقال الأعشى : وتدفن منه الصالحات وإن يسئ *** يكن ماأساء النار في رأس كبكبا وقال أوس بن حجر : حلفت برب الداميات نحورها *** وماضم أجماد اللبين وكبكب فهؤلاء عمالقة الشعر الجاهلي ... وماورد في شعر غيرهم عن كبكب أكثر مما يتسع له المقام . كما ورد ذكر كبكب في الشعر الإسلامي ؛ في شتى عصوره المختلفة : صدر الإسلام والعصر الأموي ، والعصر العباسي ، والعصر العثماني ، وعصر المماليك ؛ ومن ذلك : قال الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب : هيهات منك قعيقعان وبلدح *** فجنوب أثبرة فبطن عساب فالهاوتان فكبكب فتجارب *** فالبوص فاأقرع من أشقاب وقال أحد بني بكر بن عبدالله بن مصعب يبكي مصعب بن عبدالله بن مصعب : فلو كان من رضوى لسهل ووعرها *** ومن كبكب أنحى إلى السهل كبكب وقال الأحوص : أمن آل سلمى الطارق المتأوّب *** إلىّ وبيشٌ دون سلمى وكبكب وقال كثير عزة : عفا السفح من أم الوليد فكبكب *** فنعمان وحش فالرّكي المثقب وقال ابن الرومي يمدح شخصا حلّت به النوائب : حتى نراه جالسا بينهم *** أجل من رضوى ومن كبكبا ويتضح من هذا أن كبكب كان مضرب المثل في المهابة والإجلال ، والعزة والشموخ . يدل على ذلك ماورده الذخيرة في محاسن أهل السيرة لأحدهم يخاطب قاضيا ويستعطفه : ( طال الله بقاء الشيخ القاضي ، علم عصره ، وإنسان عين مصره ، في رتبة شمخت فكأنها كبكب .) وقال السيد الحميري : لعلوه زار الزائر المتأوب *** ومن دون مسراها الصفاح فكبكب وفي الروض المعطار في خبر الأقطار : حلفت بأيدي البدن تدمى نحورها *** نهارا وماضم الصفاح وكبكب وقال أبو القاسم بن هانئ يصف أسطول المعز بالله : وليسوا بأعلى كبكبٍ وهو شاهقٌ *** وليس من الصفاح وهو صلود وهكذا ... كان كبكب موضوعا للمسامرة بين الأدباء والعلماء ، ومتعة في الحديث ،. لا؛ بل يُفهم منه أن كبكب كان معظما عند البدو الحضر . ومما يستحسن ذكره : ماورده الفاكهي في أخبار مكة ؛ قال : ( حدثنا محمد بن أبي عمر قال ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن ابيه عن رجل من هذيل قال قلت لعبيدالله بن عمير أنا في هذا الجبل يعني كبكب وإنه شق علينا الصعود فيه ونحن نريد أن نتحول منه فقال عبيد لاتفعلوا فإنه جبل مبارك يكثر فيه غبار الحاج ) والحديث عن هذا الجبل المبارك شيق لايكاد ينتهي ؛ فقد سارت الركبان بذكره في الأقطار ، وتوالى التنويه به على مدى الأزمان والأعصار ، وطارت بأنبائه الكتب وأهل السيرة والأخبار .. تحفه المجالس ، ومتعة المجالس .. إن شئت أن تمضي في الحديث عنه فلن تعدم له ذكرا في كل كتاب ؛ فهو جار الحرم ، والمشرف على موقف الأمم ، وموطن الشجعان ، ومأوى الأبطال الفرسان .. موئل النجابة ، وموطن نجباء الصحابة.. أعلاه العسل ، وفي سفحه الأسل ، وفي قاعدته خير من نزل ..ماتشتهي من شعرٍ وحكمة ومثل .. لقوم حدت بأشعارهم العربان ، وعجب من جراءتهم وشجاعتهم الأقران ، ونزل بلغتهم القرآن ، وأودعوا صحائفهم لغةٍ وخير بيان.. في هذا الجبل مآثر العزة والكرامة ، وشخوص السيادة والزعامة ، ومواطن الجد والصرامة ، ستبقى شامخة – بإذن الله - إلى يوم القيامة .
|
| |