10-25-2008, 10:28 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى :
المنتدى العام المفتوح الحوار الحوار والنقاش كلمة جميلة رقيقة تدل على التفاهم والتفاوض والتجانس ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم في قوله: (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ) [الكهف: 37]، ويوم أن تحاور عليه الصلاة والسلام مع المرأة الضعيفة المسكينة التي تشكو من زوجها، قال سبحانه: (وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا) [المجادلة: 1]؛ فسمع الله هذا الحوار – وسع سمعه السموات والأرض جل في علاه- ونَصّ عليه في كتابه العزيز رِفعة لشأن الحوار وإثباتاً لأهميته. وقد ميّز الله الإنسان عن غيره من المخلوقات بصفة الكلام والحوار، وأثنى على ذلك في آيات كريمات: ففي التحاور مع الأبناء: (يَا بُنَيَّ) [لقمان: 13] كما قال لقمان عليه السلام لابنه، وفي التحاور مع أهل الكتاب (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ) [آل عمران: 64] وفي التحاور مع المشركين: (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ) [التوبة: 6] وثمرة الحوار هو الوصول إلى الحق، فمن كان طلبه الحق وغرضه الحق وصل إليه بأقرب الطرق، وألطفها وأحسنها، والطريق الواضح هو طريق الحوار الذي سلكه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يحمل السيف، قال سبحانه: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ) [الحديد: 25]، فقبل أن يرسلهم بالسيوف القاطعات والرماح المرهفات، أرسلهم بالآيات والبينات، وكما يقول ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: "إن الأنبياء بعثوا بالحجج والبراهين، والخلاف واقع في الأمة"، قال سبحانه: (وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) [هود: 118، 119] قيل (اللام) هنا ليست للقصد ولا للسبب عند بعض المفسرين وإنما للصيرورة، وقيل: إن الله – سبحانه وتعالى- خلقهم، فنوع في مفاهيمهم ومواهبهم، فوقع الخلاف في ذلك.. والخلاف في الأمة على قسمين: أ- خلاف تنوع: وهو الذي يُسلك في الفروع لا في الأصول، وفي الجزئيات لا في الكليات. ب- خلاف تضاد: وهو المذموم، قال سبحانه وتعالى: (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [آل عمران: 105]، وهم الذين يخالفون في القطعيات، وثوابت الأمة، وأصول الملة، فهذا خلاف مذموم. آداب الحوار: أعرض هنا ثلاثة عشر أدباً من آداب الحوار: 1- الإخلاص والتجرد:على المحاور أن يتجرد من التعصب؛ فلا يعقد التعصب لفرقته أو مذهبه أو فكرته، ثم لا يقبل منك، ويريد أن تسلم وتقر له دون أن يناقشك. 2- إحضار الحجة:فإن صاحب الحجة قوي، قال الشافعي: "من حفظ الحديث قويت حجته"، وأما أن يأتي إنسان بكلام فضفاض وعاطفي وإنشائي ويقول بأنه يحاور الناس ويجادلهم، فهذا ليس صحيحاً. والحجة إما أن تكون عقلية قاطعة، أو نقلية صحيحة. 3- السلامة من التناقض:فإن من الواجب على المحاور أن لا يناقض كلامه بعضه بعضاً؛ لأن بعض الناس -لقلة بصيرته-, يأتي بكلام ليس مترابطاً في موضوع واحد وإنما يتعارض مع بعضه. 4- الحجة لا تكون هي الدعوى:كأن يقول أحدهم: ما دام أني قلت هذا القول، فقولي هذا حجة ودليل. ويزكي نفسه، وبعضهم يحسب قوّته بطول عمره. 5- الاتفاق على المسلّمات:فالأصول لا يُناقش فيها ولا يُحاور. ففي الملة ثوابت لا ينبغي أن نضيع أوقاتنا بالجلوس لمناقشة الأصول الثابتة؛ كألوهية الباري سبحانه وتعالى، واستحقاقه للعبودية جل في علاه، وأن محمداً -صلى الله عليه وسلم- رسول الله، وأن أركان الإسلام خمسة. فهذه أمور مسلّمات ومقررات مجمع عليها، وفي مناقشتها تشويش على الناس، وتضييع لوقتك وأوقات الآخرين. ويجب الانتباه إلى أن هذه المسلّمات قد تختلف باختلاف المحاوَر كأهل الكتاب أو الكفار أو المشركين. 6- أن يكون المحاوَر أهلاً للحوار:فلا تأتِ برجل مشهور عنه الجهل والنزق والطيش وتحاوره، لأن أذاه أكثر من نفعه. 7- نسبة القرب والبعد من الحق: فالأمر نسبي، إذ لا يشترط دائماً أن يكون مئة بالمئة: فإن وافقني في كل شيء فهو أخي أتولاه وأدعو له في أدبار الصلوات، وإن خالفني فهو عدوي أتبرأ منه وأدعو عليه.. لا! ورحم الله ابن قدامة إذ يقول في كتابه "المغني": "وأهل العلم لا ينكرون على من خالفهم في مسائل الاختلاف". 8- التسليم بالنتائج :فإذا توصل المتحاورون في حوارهم إلى أمور، فعلى المغلوب أن يسلم للغالب، وهذا من طلب الحق، يقول عبد الرحمن بن مهدي: "إن أهل الخير وأهل السنة يكتبون ما لهم وما عليهم". 9- المحاورة بالحسنى:يقول العلماء –كأبي حامد الغزالي في الإحياء-: أن تحاوره فلا تتعرض لشخصه، ولا لنسبه وحسبه وأخلاقه، وإنما تحاوره على القضية. 10- الإنصاف في الوقت: فإذا حاورت إنساناً فلا بد أن تتفق معه، وتقول له: تصبر لي وتسمع مني حتى أنتهي، وأصبر وأسمع منك حتى تنتهي، لك خمس دقائق ولي خمس دقائق –مثلاً- أو لك نصف ساعة ولي نصف ساعة، لا تقاطعني ولا أقاطعك. 11- حسن الإنصات:فكما تطلب من محاورك أن يُحسن الإنصات، والاستماع إليك -وهو من الأدب- فعليك أن تستمع له إذا حاورك؛ لأن بعضهم ينقصه حسن الإنصات، وحسن الإنصات من حسن الخلق. وصدق الله العظيم إذ يقول: ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [النحل 125].
| ||||||||||||||||||||||||||||||
10-25-2008, 07:23 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع :
الحسام المنتدى :
المنتدى العام المفتوح رد على: الحوار إقتباس:
موضوع جميل شكراً لك أخي الحسام فعلاً الحوار مع المتعصبين والجهلة ومن حيلته القص واللصق فقط مشكلة كبيرة كان الشافعي رحمه الله يصف جدله مع الجاهلين أنه: "ما جادلت عالما إلا غلبته وما جادلني جاهل إلا غلبني" ثمة أصناف من الناس لا تحاورهم ولا تجدي المجادلة معهم أذكر منهم: 1- الجاهل: لا شك إنك متى حاورت جاهلا ظن لجهله إن الحق معه وحصل له ضرر تكون أنت سببه. فقد قال تعالى { واعرض عن الجاهلين } صدق الله العظيم 2- السفيه: ليس من الحكمة أن تحاور السفهاء, لأن السفيه لا رشد في أقواله ولا أفعاله فكيف يرجى تلمس الحق في محاورته ومناظرته. 3- الغضبان: عليك أخي المحاور أن تسكت إذا غضب من تحاور , حتى تهدأ أعصابه وتبرد مشاعر الغضب وتسكن إضطرابات النفس فمتى واجهته وهو بهذا الحال كنت كعاقل واجه مجنوناً ! 4- الثقيل: إذا رأيت محاورك لا يحسن الحوار فيفيدك ولا الإستماع فيستفيد منك فإياك وإياه . 5- المتعنت: والمتعنت قد يكون أحد الرجلين: إما جاهل جهل مركب, أو أحمق لئيم لا دواء له إلا بالإعراض عنه ! فإنه إن وافقته خالفك, وإن خالفته عارضك, وإن أكرمته أهانك, وإن أهنته أكرمك, وإن تبسمت له كشر لك, وإن أعرضت عنه اغتمّ, وإن أقبلت عليه اغتر, وإن حلمت عنه جهل عليك, وإن جهلت عليه حلم عنك. 6- المبتدع: وهذا الصنف لا يعرفه إلا من أتاه الله الحكمة والبصيرة بحال البدع وأهلها, فلا بد التفقه في هذا المقام, فكم من أشخاص استعمل الحوار معهم فلم يحصد غير الأحقاد والشنآن. 7- المغرور: لانه سوف يتحدث عن نفسه فقط ولا يلقي بال لما تقول ولا يريد سوى أن نسمع كلامه فقط
أخر تعديل بواسطة الهاشمية القرشية ، 10-25-2008 الساعة 07:26 PM | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
10-25-2008, 09:57 PM | المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع :
الحسام المنتدى :
المنتدى العام المفتوح رد على: الحوار استمتعت واستفدت جزاكم الله خير . . ت ق د ي ر ي
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
10-26-2008, 11:58 AM | المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع :
الحسام المنتدى :
المنتدى العام المفتوح رد على: الحوار جزاك الله خيرا على الموضوع
| ||||||||||||||||||||||||||||||||
10-27-2008, 11:23 PM | المشاركة رقم: 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع :
الحسام المنتدى :
المنتدى العام المفتوح رد على: الحوار إقتباس:
الأخت الكريمه الهاشمية القرشية مرورك العاطرعلى متصفحي زاده جمالاً والمداخلة القيمة والإضافة الجميله لقد زاده بهاء ورونق تقبلي شكري وتقديري
| |||||||||||||||||||||||||||||||
10-27-2008, 11:25 PM | المشاركة رقم: 6 | ||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع :
الحسام المنتدى :
المنتدى العام المفتوح رد على: الحوار أوراق الورد بارك الله فيكِ اسعدني مرورك على موضوعي الله يعطيك العافية
| ||||||||||||||||||||||||||||||
10-27-2008, 11:27 PM | المشاركة رقم: 7 | ||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع :
الحسام المنتدى :
المنتدى العام المفتوح رد على: الحوار أخي الصليعي شكراً على المرورالطيب بارك الله فيك وتسلم
| ||||||||||||||||||||||||||||||
العلامات المرجعية |
يشاهد الموضوع حالياً: 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
| |
المواضيع المتشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | المشاركة الأخيرة |
سته اشخاص لاينفع معهم الحوار | ريحانة الوادى | علم - ثقافة - تطوير ذات | 1 | 01-07-2011 12:01 AM |
هل تملكين فن الحوار وإدارته ؟ | قفل الفتنة | المنتدى العام المفتوح | 10 | 11-30-2006 06:48 PM |
أدب الحوار وآفاقه في السنة المطهرة | الهاشمية القرشية | المكتبة الهاشمية | 0 | 03-08-2006 03:03 AM |
الحوار في القرآن الكريم آدابه وفضائله | الهاشمية القرشية | المكتبة الهاشمية | 2 | 03-08-2006 02:58 AM |