01-21-2006, 02:47 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | Jan 2006 | العضوية: | 9 | المشاركات: | 13 [+] | بمعدل : | 0.00 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
الإسلامي العام دعوة وداعيات قطر نموذج دعوة وداعيات قطر نموذج
داليا الحديدي
المرأة التي تهز المهد بيدها اليمنى.. تهز العالم بيدها الأخرى، وترسخ الدعوة الإسلامية بكل جوارحها.. هذا لا شك فيه، ولكن يشك المجتمع الإسلامي ويشتكي وربما يشكك في إمكانية أن يكون للمرأة دور دعوي رائد وفعال.
ويبدو أن كثيرات من اللاتي يتشدقن بمناصرة قضايا المرأة وتحررها يريدون لها أن تقتحم كل مجال، وأن ترتقي أعلى المناصب، وأن تتبوأ ذروة القيادات في شتى الميادين إلا في ميدان واحد، هو مجال الدعوة النسائية للإسلام.
فالشاهد أن هذا المجال يُعد ثاني أكبر قضية لاقت هجوما إعلاميا من الصحافة ومن كافة القائمين في المجال الإعلامي بعد قضية الإرهاب.
لذا نجد أن سياط الصحافة الصفراء -أو إن شئت قل السوداء- لا تتورع عن جلد وتشويه أي محاولة دعوية تقوم بها الأخوات الفاضلات سواء من هداهن الله بالالتزام بشريعة الله أو من يُقمن دروسا دينية في المساجد أو في المنازل أو غيرها.. فحرية التعبير مكفولة لكل حي في أي موضوع يهرطق كيفما يشاء، ولكن إذا قالت إحداهن: "ربي الله".. صارت مستشيخة، وحديثة عهد بالدين، وتتصدى للفتوى بدون علم، ثم تجد كبريات الصحف تتسابق للتشنيع عنهن.
لذا فقليلة هي الأسماء المعروفة في الدعوة، وقليلات هن الداعيات اللاتي يستطعن الصمود أمام الهجمات الشرسة حتى قالت إحداهن:
ألأني قلت الله أُهان؟!
ألأني أعتنق القرآن أُهان؟!
ولكن من الليل يشرق فجر جديد بنور ساطع يضيء سماء الإسلام. ولقد بانت بشائر هذا الفجر الجديد في الجزيرة العربية وتحديدا في قطر؛ فالجزيرة مهد الدين، ومنها انتشر، ومنها سيعود ويزدهر.. وأقول هذا بسبب حادثة بسيطة، فلقد لاحظت وأنا أذهب مع زوجي أسبوعيا لصلاة الجمعة بجامع أبو بكر الصديق بالدوحة ازدياد عدد الداخلين في دين الله بشكل لافت وكبير. والشاهد أن غالبيتهم من النساء، وتقصيت فعرفت أن ذلك بفضل الله هو ثمار جهد العاملات في الدعوة بمركز قطر للتعريف بالإسلام، والغريب أن كثيرا من العاملات في المركز من الأجانب، وفي الحقيقة أنه لا وجه للغرابة في ذلك؛ فالشواهد من القرآن والسنة تؤكد على أن فضل الدعوة يحفز العباد كل العباد على اختلاف ألوانهم وأوطانهم على الجهاد وحمل الدعوة؛ فالدعوة لا تقتصر على الأبيض دون الأسود، ولا على العرب دون العجم، ولا على الرجال دون النساء.
ويقال ضمن ما يقال عن أسباب انهيار وتدهور أمة الإسلام في هذا العصر إنها بعُدت عن الله، فقيل لها: بعداً بعداً، سحقا سحقاً.. ولكن تبقى بعض النفوس عامرة بالإيمان تعمل على جلاء القلوب الغافلة {كلا بل ران على قلوبهم}، فيعود معدن المسلم القوي، ويقول الشاعر الباكستاني "علموا الأسد جفلة الظبي" لذا فمهمة الدعاة رجالا ونساءً إعادة الروح الإيمانية، أو كما يقول مالك بن نبي -رحمه الله-: "العقيدة تتجرد من فاعليتها أحياناً؛ لأنها فقدت الإشعاع الاجتماعي؛ فأصبحت جاذبية فردية، وصار الإيمان إيمان فرد متحلل من صلاته بوسطه الاجتماعي، وعليه فليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، وإنما المهم أن نرد إلى هذه العقيدة فاعليتها وقوتها الإيجابية وتأثيرها الاجتماعي، وفي كلمة واحدة: إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم على وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده، ونملأ به نفسه؛ باعتباره مصدراً للطاقة".
وأعظم من يقوم بهذه المهمة هو "المرأة" نصف المجتمع الذي يلد ويربي النصف الآخر. فلابد من توظيف الصحوة النسائية بشكل أعمق وأوسع، حتى لا تصبح مجرد طاقة كامنة معرضة للاضمحلال أو الانحصار في زوايا معينة. فمهمة الدعوة ليست "رجالية" فحسب، ألم يحمل عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- كثير من العلم الشرعي، كما أن كثيراً من دواعي الإصلاح في المجتمعات تتحمله النساء، ولا يسد الرجال تلك المهمة.
والعمل الدعوي النسائي ضحية إهمال الدعاة والمصلحين، وبالتالي فإن أي عمل في بداياته لا شك سيكون من أهم سلبياته نقص الداعيات المؤهلات، وعدم وجود القيادة الدعوية النسائية القادرة على تنظيم الجهود، ودراسة الأولويات، ومن السلبيات ضعف اهتمام الدعاة -حتى هذه اللحظة- بإيجاد معاهد تربوية تخرج للمجتمع المصلحات المؤهلات، كذلك من أبرز السلبيات في ندرة وجود مؤسسات دعوية نسائية متخصصة توفر كل ما تحتاجه المرأة من استشارة اجتماعية وفقهية، وللأسف قليلات هن المعروفات في مجال الدعوة، لكنهن يعملن كالجنود المجهولين.
ولكن في قطر الوضع مختلف كما تقول "جنيفر دودير" (مسلمة أمريكية الأصل، وتعيش بقطر منذ عدة سنوات، وكانت قبل الإسلام ناشطة في كثير من المنظمات النسائية، ويبدو أن إدارة الدعوة آمنت بهذا المبدأ، وسعت لتحقيقه من خلال إنشائها فرعًا نسائيًّا لقسم الجاليات ورعاية المسلمين الجدد في 16-11-1996).
إن نشاط الداعيات من خلال مركز قطر للتعريف بالإسلام متعدد؛ فهو يتمثل في إقامة فصول لتدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها للجاليات الإسلامية، بالإضافة لدورات شرعية في العقيدة والفقه والحديث للجاليات باللغات الإنجليزية والأوردية والفليبينية والملبيارية، كما تقوم الداعيات (نحو 10) بعمل محاضرات لبعض المناسبات الدينية كرمضان والعيدين والحج. وهناك أيضا برنامج إفطار الصائم السنوي لعموم المسلمين والمسلمات الجدد.
الخدمات الثقافية أحدث وسائل الدعوة
أما عن وسائل الدعوة لغير المسلمين فتقول جنيفر: نحن نعمل على التعريف بالإسلام، وإبراز شموليته ومحاسنه لغير المسلمين، ودعوتهم إليه عن طريق تقديم الخدمات الثقافية للأجانب على شكل فصول دراسية للغة العربية باللهجات المحلية، وفصول أخرى تهتم بتقديم معلومات عن مظاهر البيئة القطرية وأهم سماتها؛ فلا يخفى على أحد أن المجتمع القطري مجتمع محافظ، وقد يقيم المواطن الأجنبي لفترات طويلة في قطر دون أن تتاح له فرصة التعرف بالمجتمع القطري وتراثه. وتضيف جنيفر أن هذه الفصول تتوجه لغير المسلمين أو للمسلمين الأجانب الذين يريدون أن يتعرفوا عن كثب على تراث قطر وعاداتها وتقاليدها؛ لذا تقوم المشرفة على الدورة بتقديم نماذج من التراث أو التقاليد القطرية، ومنها استخدام السواك ومميزاته مع ذكر فائدته للفم والأسنان، مع الإشارة لوجود حديث نبوي عن هذا الموضوع أو تعريفهم بكيفية حرق العود لتعطير ملابس السيدات كعادة القطريات، مع الإشارة إلى أن السيدة القطرية لا تستطيع أن تخرج إلى الشارع بالملابس المعطرة مع ذكر الحديث النبوي الخاص بذلك، وهكذا تفتح مجال الحوارات بشكل غير مباشر عن العادات القطرية المستمدة من القرآن والسنة، وتضيف جنيفر: نحن لا نستخدم وسائل الدعوة المباشرة؛ فقد ثبت فشلها؛ فهي منفرة وغير مجدية، ولا نقحم معلومات دينية بل نشير بلطف إلى الدين كأحد عناصر التراث القطري وننتظر الأسئلة، وعندها نجيب بإعطاء التفاصيل عن أصل الشريعة.
وأشارت "بسمة" -داعية فرنسية الأصل- إلى أن هناك وسائل أخرى منها وضع الكتيبات والنشرات والأشرطة السمعية والمرئية بلغات متعددة في مكان ظاهر من المركز، ولكننا لا نوزعها لكي لا تشعر إحداهن بأي ضغط عليها، وتضيف بسمة: "أنا أفهم كيف يفكرن فقد كنت مثلهن، وكنت أيضا أكره وسائل الضغط، وأفهم الابتسامة الحقيقية من الزائفة؛ فليس المهم أن تلقى الآخرين بوجه مبتسم فحسب، ولكن لا بد أن تكون هذه الابتسامة صادقة ومن القلب؛ فالناحية الإنسانية هامة للغاية، وهم كغير مسلمين -وتحديدا المجتمعات الغربية- يعانون من مشاكل جسيمة من انحراف وتدهور بل سقوط مجتمعي، ويبحثون عن الحقيقة، ومهمتنا أن نحسن تقديم الإسلام"، وهنا قاطعتها جنيفر قائلة: أستشعر أننا في أكبر مؤسسة في العالم، بل أكبر وأهم من Microsoft العالمية؛ لذا فعلينا أن نكون متمكنين جدا من كل شيء، لذلك فالمركز حريص أن يوفر بيئة جذابة من ناحية المظهر؛ ولذلك نهتم بأن يكون المركز مكيفا ونظيفا، كما نهتم أيضا بديكورات المركز ليس بشكل مبالغ، ولكن بشكل معقول ولائق.
من ناحية أخرى تقول جنيفر: من أهم الجوانب التي نهتم بها هو الجانب الشخصي الإنساني؛ فنتصل بالمترددات على المركز، ونقيم علاقة طيبة معهن؛ فالاتصالات والزيارات الإنسانية عامل هام يشعر الآخرين أن هناك من يهتم به دون سبب مادي.
وعن أهم أساليب الحوار في الدعوة تقول إحدى الداعيات: "لا بد أن يكون الهدف من الحوار هو الوصول للحقيقة، دون المناقشة لفرض الرأي".
لذا يجب أن تكون لدى الداعية المعلومات الكافية عن الموضوع الذي تتحدث فيه. كما أنه من غير اللائق رفع الصوت، والأفضل أن تكون المسافة بين الداعية ومن تتحدث معها قريبة لكي لا يكون الحوار شاقا، ومن الضروري معرفة مستوى التفكير بالنسبة للمحاوَر، ومراعاة انتقاء الكلمات المناسبة لقدراته الذهنية. أيضا يجب أن تراعي الوقت المناسب والمكان المناسب.
كما أنه من الضروري استخدام الأسلوب العلمي للحوار كي لا يغلب على طرحك للموضوع الظن والشك. فمثلاً تقولين: "أظن أن كذا..." "زعموا..." فإن ذلك لا يعتبر دليلاً علميًّا صحيحاً لدى المحاور. وعلى الداعية أن تترك فرصة لمن تحاورها حتى تبدي رأيها. مع إعطاء درجة الانتباه الكاملة للحديث. كما أن الصبر على المحاورة المنفعلة عامل مهم يجب مراعاته.
دورات شرعية وترفيهية
أما بالنسبة للمسلمات الجدد فالداعيات بمركز قطر للتعريف بالإسلام يقمن لهن دورات شرعية مفصلة، بالإضافة للأنشطة الرياضية والترفيهية، كما يقوم المركز بدعوة كبار الدعاة من المسلمين الجدد، مثل: "يوسف إسلام"، و"بلال فيليب" الداعية الكندي، ومن جانبها أشارت "رائدة" إلى أن المركز قد زاره أكثر من 80 عالما وداعية، كما زاره 1600 شخص من الجاليات المختلفة، وقد دخل في الإسلام نحو 1500 شخص منذ تأسيس المركز، وقد تم توزيع نحو 6000 شريط بلغات مختلفة. بالإضافة لتوزيع ما يقرب من 59463 كتيبا، ونشرات بلغة مختلفة، وإقامة نحو 91950 درسا بلغات شتى منها (الإنجليزية والليبارية والأوردية).
|
| |