06-13-2006, 02:15 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Feb 2006 | العضوية: | 22 | المشاركات: | 1,376 [+] | بمعدل : | 0.20 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
الحكواتي طائرة ورقية طائرة ورقية
زيارة واحدة في الأسبوع هو المتبع ، ولكنه كان يراه كل يوم ـ أباه ـ لم تحجبه أسوار السجن عنه ، ارتفاعها غير كبير ، الأسوار منخفضة على الطريق المطلّ على الجزء الخلفي من مبنى السجن ، غير أنها ذات أرضية عميقة من الداخل حيث مزرعة السجن ؛ بعدها البناء ذو الطوابق الأربعة يمتلئ بالنوافذ الحديدية ، يستطيع أن يميز شباك أبيه ، ربط أبوه عليه قطعة من القماش الزرقاء ، يمر كل يوم في موعد تم الاتفاق عليه ، يصرخ بأعلى صوته ، يبلّغه أخبارهم ، يطمئنه على حالهم ، في البداية لم يكن هناك غيره ، بعدها زينت عشرات الشبابيك بقطع من القماش الملونة الصفراء والحمراء والخضراء ، كل من له قريب جاء لزيارته ، تداخلت الأصوات ، يسأله أباه شيئا ويرد شخص آخر ، ويسأل الشخص الآخر شيئا ويجيبه هو ، يدرك بعد فترة من الحديث أن تلك الأسماء والأخبار التي يسأله عنه لا تربطه بها صلة،يعاود المحاولة مرة أخرى .
أصبح لا يميز شباك أبيه ، كان هناك عشرات من الشبابيك التي تحمل قطعا من القماش زرقاء ، حتى كان ذلك الوقت الذي لم يستطع فيه أن يرى القطع الزرقاء ، كان السور كما هو عندما بدأ يرتفع قليلا قليلا .. قالب فوق قالب .. وقتها وقف الجميع في حالة وجوم ، ارتفعت الأيدي بالحجارة ترجم البنائين ، ظل السور يرتفع رغما عنهم حتى حجب الحجارة ، أصابت الناس خيبة أمل كبيرة ، حينئذ صنع الولد طائرة ورقية زرقاء ، ارتفعت من فوق الأسوار ، عبرت فوق المزرعة ، وصلت حتى البناء الشاهق ، عانقت القضبان ، وقتها صفق الناس وهللوا للصبي وحملوه فوق الأعناق ، بعدها كانت هناك طائرات ورقية بعشرات الألوان تحلق في أجواء السجن .
قصة : محمد إبراهيم قشقوش
|
| |