سحاب ومطر ودمع وانهمر ( قصة )
مرت بي سحابة صيف ذات يوم ، فقلت لها : إليك عني فلستُ منك ولست مني .
فذهبتت وكأن لها أنفاً ترفعه من مقدمتها ،
حتى جاء الصباح مرة أخرى وأشرقت الشمس لترسل الضياء على أنحاء المعمورة ،
وقد خرجت أستقبلُ عملي مثل كل الناس .
وفي تمام الساعة الحادية عشر ونصف بدأت الرياحُ الغربية تهب من جانب شمال المدينة ، وأصبحَ الجوُ بعد صفائه متكدرا ، واختلط الغبار بزخات المطر ،
فما أصبحت أميزُ ترابتها من مطرها ،
واشتد علي الأمر وأوقفت سيارتي .
وشعرتُ بالوحدة .
وأظملت السماء حتى كأننا في منتصف الليل .
وسمعتُ رعدا صادرا من الأعماق .
ورايت برقاً لامعاً في الآفاق .
وغاب عن ذهني كل من أعرفه .
حتى اختلفت لدي الأضلاع .
وارتجفت على الرغم من كوننا في ( أغسطس ) .
نظرتُ للسماء .. يالله اختفت النجوم .. والقمر .
لعبت بي المشاعر حتى كأنها محيط يتلاطمُ أمواجه .
اقشتعر جلدي
ضاعت الكلمات والجمل والحروف حتى أبيات الشعر والمقامات
في لحظات ضاع العقل وسيطر القلب
ومن شدة الهواء تحركت سيارتي وهي ساكنة وقلبي قد هوى
وتمر قطع السحاب قريبة مني ..
وسقطت زخات المطر ..
وبدأ الجو يصفو..
وبدأت النجوم تظهر ..
وزانَ كبد السماء ظهور القمر ..
هنا دمعت العيون
وانعكست على صفحة الخد صورة القمر لامعاً على تلك الدموع
فضحكت عندها وبكيت
ثم ضحكت وبكيت
ثم ضحكت وبكيت ..
أصابني الإرهاق ..
وفجأة سمعتُ صوتا من بعيد
ولم يكن على الأرض
بل كان من اعماق القلب
والعقل اللاوعي ..
وعندها زاد البكاء ..
أما من خلاص مما حل بي ؟
هل كانت الرياح أقوى مني
وهل نورُ القمر بغيابه عني قد أثر علي ؟
آه .. عندم تضيق بك الحال .
تشعر بالضعف .
والركود .
والرغبة في البكاء .
عاشق الحجاز.