08-11-2008, 07:06 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | Jul 2008 | العضوية: | 2911 | المشاركات: | 75 [+] | بمعدل : | 0.01 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
نصرة القرآن والسنة ونبي الأمة حقاً ﴿فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ﴾ إن الله تعالى بوأ عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم منزلة تقصر عنها جميع منازل الخلق الله فضله على كل الورى فهو الخليل وفضله مشهور فقد بلغ بأبي هو وأمي، بل بنفسي ومالي وولدي، أعلى منازل الولاية وأرفع مقامات العبودية. قال حسان بن ثابت: وفينا رسول الله يتلو كـتابه إذا انشق معروف من الفجر ساطع أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا به مـوقنات أن ما قال واقــع ببيت يجافي جنبه على فراشه إذا استثقلت بالكافرين المضاجـع والله تعالى لا يخذل أولياءه، بل ينصرهم ويذب عنهم وينتقم من خصومهم والمستهرئين بهم، هذا وعده وعهده لأوليائه، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ (الحج: 38). وفي صحيح البخاري (6502) من طريق عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قال من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب)). فكيف بسيدهم وإمامهم ومقدمهم صلى الله عليه وسلم: له من تلك النصرة والمدافعة النصيب الأوفى والقدح المعلى، والله لا يخلف الميعاد. وإن مما يبهج نفوس المؤمنين ويسر قلوبهم ويطمئن أفئدتهم أن نصر الله لرسوله؛ وانتقامه من أعدائه والمستهزئين به حاصل على كل حال، قال تعالى: ﴿إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ﴾ (التوبة: 40). وقد تكفل الله بكفايته: ﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ﴾ (الحجر: 95)، وقطع كل من عابه أو ذمه بشيء: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾ (الكوثر: 3). فكل ذلك يدل على أن الله قد تولى نصرة رسوله وكفايته خصومه وأعدائه: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾(يوسف: 21). إن نصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والغضب لما تعرض له من استهزاء الأراذل من الكافرين من لوازم الإيمان به صلى الله عليه وسلم، وهو من لوازم محبته صلى الله عليه وسلم. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (16/343): (وكذلك حب الله ورسوله موجود في قلب كل مؤمن لا يمكنه دفع ذلك من قلبه إذا كان مؤمناً. وتظهر علامات حبه لله ولرسوله إذا أخذ أحد يسب الرسول ويطعن عليه أو يسب الله ويذكره بما لا يليق به، فالمؤمن يغضب لذلك أعظم مما يغضب لو سب أبوه وأمه). فنصرة المؤمنين لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم زيادة في أجورهم، وحط لسيئاتهم، وبرهان صدق إيمانهم ومحبتهم لنبيهم الذي أخرجهم الله به من الظلمات إلى النور، وهو دليل صلاحهم، قال تعالى: ﴿وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾ (التحريم: 4). فالواجب على أهل الإسلام أن ينفعوا أنفسهم ببذل وسعهم في نصرة رسولهم ونبيهم الكريم صلى الله عليه وسلم بكل وسيلة ممكنة، قال الله تعالى: ﴿لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً﴾ (الفتح: 8-9). فتعزيره صلى الله عليه وسلم اسم جامع لنصره وتأييده ومنعه من كل ما يؤذيه. ومما يدخل في تعزير النبي صلى الله عليه وسلم ونصرته ما قام به جمهور أهل الإسلام من مقاطعة منتجات الدنمارك، الدولة التي تتذرع بالحرية! في تبرير موقفها من إقرار الإساءة إلى خير الأنام رسول رب العالمين محمد الأمين صلى الله عليه وسلم، وهذا فيما أرى أدنى الوسائل في نصرته صلى الله عليه وسلم والغضب له صلى الله عليه وسلم، وذلك ممكن لكل أحد من المسلمين. ومما يجب التنبه له أن واجب نصرته والذب عنه يتفاوت بتفاوت منازل الناس بما مكنهم الله منه: فما يجب على الدول والحكومات أعظم مما يجب على الأفراد وعموم الناس، وما يجب على أهل العلم والرأي والفكر وأهل الإعلام بشتى وسائله المرئي والمسموع والمقروء أعظم مما يجب على سائر المسلمين. وإن من نصر الله لرسوله وخليله محمد صلى الله عليه وسلم هذه الغضبة المشهودة من جماهير المسلمين في نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم والذب عنه، علماً أنها غضبة جماهيرية شعبية لم تنشأ عن ترتيب أو تنظيم، فلم يتبنها أحد أو تدعُ إليها جهة، بل هي غضبة عفوية ذاتية، وما جاء من بيان أو تشجيع أو إقرار إنما هو رجع صدى لما قذفه الله في قلوب المسلمين من نصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم، فصدق الله ومن أصدق من الله قيلاً: ﴿إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ﴾ (التوبة: 40). فنسأل الله الكريم أن يكرم سائر شرائح المسلمين من قادة السياسية والإعلام والعلم والفكر بمواصلة النصرة وتفعيلها والرقي بها إلى المستوى اللائق بمقام خير البريات وسيد الناس نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم: يفديك بالنفس صبٌ لو يكون له أعز من نفسه شيء فداك به أعاننا الله وإياكم على نصرة رسوله والقيام بشيء من حقوقه، والذب عن سنته، والعمل بشريعته، فإن ذلك من أعظم وسائل نصرته، وصلى الله وسلم على البشير النذير والسراج المنير إمامنا وقدوتنا وحبيبنا وسيدنا محمد عبد الله ورسوله وعلى آله وصحبه وعلى من نصره وذب عنه وعلى كل من اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين.
|
| |