08-08-2008, 12:43 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | Oct 2006 | العضوية: | 397 | المشاركات: | 1,531 [+] | بمعدل : | 0.23 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
علم - ثقافة - تطوير ذات العلم والثقافة عند رسول الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
ملئ السموات ، وملئ الأرض ، وملئ ما شاء من شيئ بعد
وأشهد أن لا اله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك
وله الحمد ، يحيى ويميت ، وهو على كل شيئ قدير .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وصفيه من خلقه وحبيبه
أدى الأمانة ، ونصح الأمة ، فكشف به الله الغمة
وتركها على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك
أللهم صلى وسلم وبارك على ذالكم النبي الأمي الكريم
وعلى آله وصحبه ومن استن سنته إلى يوم الدين
أما بعد
فان ما نسيمه اليوم " ثقافة " ، كان يسمى في الماضي " الفقه "ليس ذلك الفقه بمعناه الإصطلاحى ؛ أي العلم الذي يتحدث عن أصول العبادات والمعاملات ..... بل الفقه بمعناه الموسوعي ، أي البصيرة التي تكونها المعرفة الواسعة والتجربة الرشيدة .
فإذا كانت الثقافة تعنى " البصيرة العارفة " التي تهدى العقل ، وتقود السلوك
وتضيئ الشخصية ، فان الفقه كما نراه في كثير من أحاديث الرسول هو ذات الشيئ الذي نسميه اليوم " الثقافة " .
يقول عليه السلام :
" رب حامل فقه ...... لا فقه له
ورب حامل فقه ...... إلى من هو أفقه منه "
أي بمعنى : كم من عالم غير مثقف .
يقول عليه الصلاة والسلام :
" إنما العلم ...... بالتعلم
وإنما الفقه ..... بالتفقه "
فإذا كان العلم يتطلب معاناة التحصيل ، فان الثقافة تتطلب معاناة النظر والفحص
والتأمل الوثيق والتمثل العميق .....
أي أن جوهر العلم في تقديره عليه السلام يتمثل في الفقه ...
بمعناه الذي نتحدث عنه الآن .................!!
بل أن العلم لا ينفصل عن الفقه ، فهو مادته التي منها يجيئ ، وتتشكل البصيرة والثقافة .
وإذا كان الفقه يرفع من شأن العلم الذي يرادف مفهومه مفهوم الثقافة .
فيجب أن يعكس جلاله وبهاءه ونوره على تفكيرنا وعلى ضمائرنا ومسلكنا .
ومن ثم ؛ فان الرسول عليه الصلاة والسلام لا يعرف العلم منفصلا عن العمل .
ولا يعرفه إلا موصولا بغايته وأهدافه ........
وغاية العلم ... خلق الإنسان المتكامل تفكيرا ، وشعورا ، وضميرا ، وإرادة .
ونسوق لكم هذا الحديث الشريف الذي يرويه " أبو مسعود البدرى " رضي الله عنه ، ويبين فيه مكانة العلم والعلماء في أهم مناسك الإسلام " الصلاة " :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ـ يسوى الصفوف بيده ـ ويقول :
استووا ولا تختلفوا ، فتختلف قلوبكم .. ليليني منكم ألوا الأحلام والنهى ـ أي ذوو العقول الراجحة المتميزة بالعلم والحكمة و المعرفة ـ ثم الذين يلونهم ..
ثم الذين يلونهم ............"
إن أمره عليه السلام أن يليه في الصلاة العلماء والحكماء والعارفين لا يعنى تكريم مقامهم وإعلاء شأنهم فحسب ... بل يعنى تبيان مكانهم الحق .
ووضعهم الصحيح في الجماعة والأمة .
فمكانهم دائما أمام الناس ، يهدونهم للحق ، ويرتادون لهم الطريق ،
ويشيعون على الجموع بنور ما معهم من حكمة وعلم وتجربة .
وهو عليه السلام إذ يجعل مكانتهم في الصلاة أقرب المصلين إليه وأولاهم به
إنما يؤكد في نفس الوقت ما يعنيه بالعلم وبالحكمة وما يعنيه بالعلماء والحكماء.
وانه يزيد المعنى وضوحا حين يقول :
" أفضل العبادة ..... الفقه "
وقوله :
" من سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله به طريقا إلى الجنة "
ومن أجل هذا يجعل عليه السلام طلب العلم فرضا
" طلب العلم فريضة على كل مسلم "
ويجعل المعاناة في تحصيله جهادا ينتهي ساعة ينتهي بالاستشهاد
" من خرج في طلب العلم ، فهو في سبيل الله حتى يرجع "
" من جاءه أجله وهو في طلب العلم .....
لقي الله ولم يكن بينه وبين النبيين إلا درجة النبوة "
" إذا جاء الموت طالب العلم وهو يتعلم ... مات وهو شهيد "
ويخبرنا أن كل أمجاد الدنيا كاذبة وزائلة إلا مجد الإستقامة والعلم .
" الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها ـ إلا ذكر الله ، وما والاه.. وعالما ومتعلما "
ومن أجل هذا فان التنافس الذكي السديد ليس هو الذي يدور حول أي من مغريات الدنيا ومضلاتها ... بل هو ما كان موضوعه الخير والعلم .
" لاحسد إلا في اثنتين .....
رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق ....
ورجل آتاه الله الحكمة ، فهو يقضى بها ويعلمها ..."
إن عظمة العلم ماثلة في أنه نور الحياة ونور الأحياء .
فحتى العبادة والدين ، يظل العلم نورهما
" فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد "
" فضل العالم على العابد ، كفضلى على أدناكم "
أي تكريم للعلم والعلماء يفوق أو حتى يقارب هذا التكريم ؟
قال تعالى :
" إنما يخشى الله من عباده العلماء "
والآيات التي تحث على التفكير والتدبر والبحث كثيرة ووفيرة قال تعالى :
" يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا ، وما يتذكر إلا أولوا الألباب "
وهكذا تحدث عليه السلام عن العلماء فقال :
" إن العلماء ورثة الأنبياء ....
وان الأنبياء لم يورثوا دينارا ودرهما .....
ولكن ورثوا العلم .. فمن أخذه أخذ بحظ وافر "
ومن يعرف في تكريم العلم والعلماء أروع من هذا فليأتنا به...!!
ولنقرأ هذا أيضا :
" إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع "
ومن هنا أراد عليه الصلاة والسلام للعلم أن ينتشر عن سعة ، وألا يبخل به أهله
وفى هذا يقول :
" مامن رجل يحفظ علما فيكتمه إلا أتى يوم القيامة ملجوما بلجام من نار "
حقا فان الجزاء من جنس العمل ، فكما ألجم هذا نفسه حين بخل بعلمه على الناس ؛ يلجم بنفس اللجام يوم يقوم الناس لرب العالمين .
والعلم ينبغي أن يكون دعوة إلى الخير وتأييدا له وتوكيدا ، أما تسخيره للشر ومشايعته الباطل فإثم يحذر منه الرسول :
" من دعا إلى هدى ... كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا .
ومن دعا إلى ضلالة ... كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا ."
إن مسؤلية العلم والعلماء ذات خطر عظيم .. وكل علم يهتف بالخير ويدعم الفضيلة والسلام والحق .. ينتشر نوره ، وتعظم عند الله مثوبته .
وكل علم يسخر لخدمة الباطل فان عقابه يكون وبيلا .
ومن أجل هذا يرسل الرسول فينا هذا النداء الجليل :
" تناصحوا في العلم .....
فان خيانة أحدكم في علمه أشد من خيانته فى ماله ......
وان الله مسائلكم ..........."
وأخيرا إليك أخي المسلم وأختي المسلمة خلاصة ما نحيا به وله
يقول عليه الصلاة والسلام :
" لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع :
عن عمره ........ فيما أفناه .
وعن شبابه ......فيما أبلاه .
وعن ماله ...... من أين اكتسبه ، وفيما أنفقه .
وعن علمه ... ماذا عمل فيه ................."
أللهم أنى أعوذ بك من علم لا ينفع
|
| |