08-07-2008, 08:14 AM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى :
نصرة القرآن والسنة ونبي الأمة إذا كان حر الصيف يؤذيك بسم الله الرحمن الرحيم الشيخ/ خالد بن عثمان السبت الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: يقول الله -تبارك وتعالى-: {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا* إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا* وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا* لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا} [(11-14) سورة الفرقان]. هذه الآيات تصف طرفاً مما أعده الله -عز وجل- للمكذبين الجاحدين الظالمين الكافرين من العذاب، وقد ذكر الله -عز وجل- في مواضع كثيرة من القرآن وصف العذاب والنكال والنار الذي ينتظر أعداءه. في مثل هذه الأيام يعاني الناس الحر، ولا يحتملون الوقوف بضع دقائق تحت الشمس، فكيف بعذاب الله -عز وجل- كيف بالنار؟ من يطيقها؟ ومن يحتملها؟ إذا كان هذا الوهج في وسط النهار لا ينطفئ، وكأن الإنسان على باب تنور، فهذا ينبغي أن يذكره بما أعده الله -عز وجل- للمكذبين، فالسلف -رضي الله تعالى عنهم- كانوا إذا رأوا شيئاً تذكروا به شيئاً آخر مما أخبر الله عنه في الدار الآخرة. كان بعض السلف في وليمة فقام غلمان يطوفون عليهم بالشراب والطعام، وكانت مناسبة يفرح الناس بها فبقي أحدهم يبكي، فلما سئل عن ذلك؟ قال: تذكرت قول الله -عز وجل-: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا} [(19) سورة الإنسان]، هكذا تذكر نعيم أهل الجنة. وفي المقابل بعض السلف يقدم له ما يفطر به وهو صائم من الماء البارد فلا يشرب، وجعل يبكي ثم يبكي ثم يبكي، فلما سئل ذكر أنه تذكر سؤال أهل النار حيث يستسقون ولا يسقون، يقولون لأهل الجنة: {أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} [(50) سورة الأعراف]، فهم يتمنون شربةً في النار. وفي هذه الآيات من سورة الفرقان يذكر الله -عز وجل- هذا السعير، هذه النار التي تسعر، وهي معدة جاهزة للمكذبين لأن التعبير بقوله: {أُعِدَّتْ} [(131) سورة آل عمران] و{أَعْتَدْنَا} [(102) سورة الكهف]، وما شابه ذلك يدل على وجودها، وأنها قد هيأت، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قد رأى النار، ووصف بعض ما رأى فيها من ألوان العذاب، ورأى فيها عمرو بن لحي بن قمئة الخزاعي الذي كان أول من غير دين إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- يجر قصبه في النار -يجر أمعاءه فيها- فالمقصود أن هذه النار لا يقادر قدرها؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر أنه يؤتى بها لها سبعون ألف زمام، كل زمان يقوده سبعون ألف ملك، تصور لو أن هذه يقودها أناس من البشر، بهذا المقدار الكبير والعدد الهائل ما مقدارها؟ فكيف بالملائكة؟ الملك الواحد عظيم الخلق لا نتصور خلقه، فالنار لها سبعون ألف زمام، لكل زمامٍ سبعون ألف ملك يجرونها فما مقدارها؟ إذا كانت الشمس كما يقول أهل الفلك: إنها أكبر من الأرض ملايين المرات، والنبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا أن الشمس والقمر يكوران، ثم يلقيان في النار، فما مقدار هذه النار؟ وما مقدار الأودية التي فيها؟ وما حجم العذاب؟ وما حجم الإنسان الذي يلقى فيها إذا كان من الكافرين؟ النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر أن ضرس الكافر في النار بمقدار جبل أحد، وجبل أحد حينما تطوفه ويقاس من جميع جوانبه فإنه يبلغ سبعة كيلو مترات. ضرس الكافر مقدار جبل أحد، ومقعد الكافر كما بين مكة والمدينة، وسماكة الجلد مسيرة ثلاثة أيام، كل ذلك من أجل أن يقاسي ألوان العذاب، وأن يصير العذاب إلى أكبر مساحة في جسده. فأقول: هذا أمر يحتاج أن يفكر فيه الإنسان، وأن يتأمل في مثل هذه المواعظ التي ساقها الله في القرآن، وأن ينظر فيما يلم به من الحر الشديد، وما يقاسيه الإنسان ولا يحتمله، وهو لا يكون شيئاً بالنسبة لعذاب الله -عز وجل- والنار التي أعدها الله -تبارك وتعالى- لبعض خلقه. فأقول: ينبغي للإنسان أن يعتق رقبته، وأن يفكها من مثل هذا العذاب وهذا الضيق، وهذا الهوان الذي يكون لمن لم يرض الله -تبارك وتعالى- عملهم، فليكن عملنا مرضياً، ولنصبر قليلاً على طاعة الله -عز وجل- ولنصبر على شيءٍ من حرارة الجوع في سبيل الصيام الذي نرضي به المعبود -سبحانه وتعالى- ولنصبر على من الخروج إلى المسجد، ولو كان الجو حاراً، فالذين قالوا: {لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ} قال الله لهم: {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ* فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [(82) سورة التوبة]. فالحاصل أن مثل هذه الأمور يصبر عليها الإنسان قليلاً، ثم تفضي به إلى روحٍ ولذةٍ وانشراحٍ وسعادةٍٍ يكون في قبره، ويكون بعد بعثه ونشوره، أما إذا لم يصبر الإنسان على شيءٍ من الضيق والحرارة التي تحصل بسبب صبره على طاعة الله -عز وجل- فإن ذلك قد يفضي به إلى خسارةٍ محققةٍ لا ينقطع ألمها وحسراتها. الناس لربما يحصل لهم وفاة، لربما تحصل لهم مصيبة فيتألمون ويبكون، ثم بعد ذلك ما يلبث الواحد منهم أن يسلو، أما في النار فإن شقوتهم لا تنقضي، {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا} [(13) سورة الفرقان]، فقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه سئل عن هذه الآية فقال: ((والذي نفسي بيده، إنهم ليُسْتَكرهون في النار، كما يستكره الوتد في الحائط))[1]، فنسأل الله العافية. يجد المجرم كل ذلك من أجل أن يقاسي أشد العذاب من ضيق وحرارة وألم، فيدعون بالثبور على أنفسهم، ، وا ثبوراه وا ثبوراه، ولا ينفعهم ذلك إلى ما شاء الله من السنين، بل ملايين السنين بل مما لا يقادر ذلك بآلاف الملايين من السنين، فهو شيء دائم لا ينقضي، فصبر قليل على طاعة الله -عز وجل- يفضي بنا بإذن الله إلى جنته ونعيمه الذي لا ينقضي. فالسعيد من وفق إلى أن يغتنم هذا الوقت القليل ليفضي به إلى النعم الطويل، أما اللذات المتقضية العاجلة التي تمضي على الجميع، فإنها تفضي مع انقضائها إلى عذابٍ ونكالٍ ووجعٍ وإيلامٍ دائمٍ لا ينقضي. نسأل الله -عز وجل- أن يرحمنا برحمته، وأن يلطف بنا، وأن يجعل الجنة مثوانا، وأن يرحم موتانا ويشفي مرضانا، وأن يعافي مبتلانا، وأن يجعل آخرتنا خيراً من دنيانا، وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين. ____________________
| ||||||||||||||||||||||||||||||
08-07-2008, 10:55 AM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع :
المسلم المنتدى :
نصرة القرآن والسنة ونبي الأمة رد على: إذا كان حر الصيف يؤذيك اللهم إنا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار اللهم اجرنا وإياك من عذاب جهنم اللهم اجرنا وإياك من عذاب جهنم اللهم اجرنا وإياك من عذاب جهنم قال صلى الله عليه وسلم : من استجار من النار ثلاثا قالت النار : اللهم أجره مني ومن سأل الجنة ثلاثا قالت الجنة : اللهم ادخله فيَّ) صححه البغوي ” من صام يوما في سبيل الله بعّد الله وجهه عن النار سبعين خريفا ” جزاك الله خير أخي
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
العلامات المرجعية |
يشاهد الموضوع حالياً: 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
| |
المواضيع المتشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | المشاركة الأخيرة |
سيوف المصطفى (صلى الله عليه وســـــــــــلم) | مشعل فهيدالجودي | نصرة القرآن والسنة ونبي الأمة | 4 | 11-23-2009 08:26 PM |
جمالك في الصيف.... | الشريفة الخيراتية | صحتكم بالدنيا | 0 | 03-23-2009 10:02 PM |
سيوف النبي صلى الله عليه وسلم التسعة | saqr al7ejaz | نصرة القرآن والسنة ونبي الأمة | 9 | 10-26-2006 10:48 PM |
أقنعة وجة لفصل الصيف | بسمة بني هاشم | الهاشميات | 1 | 06-10-2006 09:25 PM |