07-16-2008, 02:13 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Jan 2008 | العضوية: | 1662 | المشاركات: | 382 [+] | بمعدل : | 0.06 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
نصرة القرآن والسنة ونبي الأمة سيدي يا رسول الله سيدي يا رسول الله
أشهد أن الذين بهرتهم عظمتك لمعذورون ، وأن الذين افتدوك بأرواحهم لهم الرابحون يا للعجب ، أي إيمان ، وأي عزم ، وأي مضاء ، أي صدق ، وأي طهر ، وأي نقاء ، أي تواضع ، وأي حب ، وأي وفاء .
فيوم كنتَ طفلاً ، يا سيدي يا رسول الله ، عزفتَ عن لهو الأطفال ، وعن ملاعبهم ، وعن أسمارهم ، وكنت تقول لأترابك إذا دعوك إلى اللهو : أنا لم أخلق لهذا .
ويوم جاءتك رسالة الهدى ، وحُمِّلت أمانة التبليغ ، قلت لزوجتك وقد دعتك إلى أخذ قسط من الراحة : اِنقضى عهد النوم يا خديجة .
ويوم فُتِحت مكة ، التي آذتك وأخرجتك ، وكادت لك ، وأتمرت على قتلك ، وقد ملأت راياتك الأفق ظافرةً عزيزة ، قلت لخصومك بالأمس : اذهبوا فأنتم الطلقاء .
ويوم دانت لك الجزيرة العربية ، وجاء نصر الله والفتح ، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، صعدت المنبر ، واستقبلت الناس باكياً وقلت لهم : من كنت جلدت له ظهراً ، فهذا ظهري فليقتد منه ، ومن كنت أخذت له مالاً فهذا مالي فليأخذ منه .
ونحن نقول مع من قال ، يا سيدنا يا رسول الله ، ما أعقلك ، وما أرحمك ، وما أوصلك ، وما أحكمك ، جزاك الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته ، لقد كنت رحمةً مهداة ، ونعمةً مجزاةً .
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ، الهداة المهديين الذين اختارهم الله له تكريماً وتأييداً .
، إننا نرى في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الإنسان الحاني الرحيم ، الذي لا تفلت من قلبه الذكي شاردة من آلام الناس وآمالهم إلا لباها رعاها ، وأعطاها من ذات نفسه كل اهتمام وتأييد ، نرى فيه الإنسان الذي يكتب إلى ملوك الأرض طالباً إليهم أن ينبذوا غرورهم الباطل ، ثم يصغي في حفاوة ورضىً إلى أعرابي حافي القدمين يقول في جهالة : "اعدل يا محمد ، فليس المال مالك ، ولا مال أبيك " ، نرى فيه العابد الأواب الذي يقف في صلاته ، يتلو سورةً طويلةً من القرآن في انتشاء وغبطة لا يقايض عليها بملء الأرض تيجاناً وذهباً ، ثم لا يلبث أن يسمع بكاء طفل رضيع كانت أمه تصلي خلفه في المسجد فيضحي بغبطته الكبرى ، وحبوره الجياش ، وينهي صلاته على عجل رحمة بالرضيع الذي كان يبكي ، وينادي أمه ببكائه .
نرى فيه الإنسان الذي وقف أمامه جميع الذين شنوا عليه الحرب والبغضاء ، وقفوا أمامه صاغرين ، ومثلوا بجثمان عمه الشهيد حمزة ، ومضغوا كبده في وحشية ضارية ، فيقول لهم ، وهو قادر على أن يهلكهم : ((اذهبوا فأنتم الطلقاء)).
نرى فيه الإنسان الذي يجمع الحطب لأصحابه في بعض أسفارهم ليستوقدوه ناراً تنضج لهم الطعام ، ويرفض أن يتميز عليهم .
نرى فيه الإنسان الذي يرتجف حين يبصر دابةً تحمل على ظهرها أكثر مما تطيق .
نرى فيه الإنسان الذي يحلب شاته ، ويخيط ثوبه ، ويخصف نعله .
نرى فيه الإنسان ، وهو في أعلى درجات قوته ، يقف بين الناس خطيباً فيقول : ((من كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليقتد منه)) .
صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله ، نشهد أنك أديت الأمانة ، وبلغت الرسالة ، ونصحت الأمة ، وكشفت الغمة ، وجاهدت في الله حق الجهاد ، وهديت العباد إلى سبيل الرشاد .
أيها الإخوة الأكارم ، من ومضات رحمته صلى الله عليه وسلم أنه قال عن نفسه : ((إنما أنا رحمة مهداة ونعمة مجزاة)) ، وقد روى عن ربه في الحديث القدسي : ((إذا أردتم رحمتي فارحموا خلقي)) .
وبين صلى الله عليه وسلم أن الراحمين يرحمهم الله ، وأرشد المؤمنين إلى التزام الرحمة فقال لهم : ((ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)) .
وبين أيضاً أن الرحمة خير من الإفراط في العبادة ، فقد خرج صلى الله عليه وسلم عام الفتح إلى مكة في رمضان ، حتى بلغ موضعاً يدعى كراع الغنيم فصام ، وصام الناس ، ولما رأى بعض الناس قد شق عليهم الصيام بسبب وعثاء السفر دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ، ثم شرب ، ولما قيل له : إن بعض الناس لا يزال صائماً ، قال : ((أولئك العصاة)) .
رجل يسرع الخطى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يغشاه الفرح الكبير ، تغمره الفرحة العارمة ليبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الهجرة معه ، وعلى الجهاد في سبيل الله تحت رايته ، يقول له " يا رسول الله جئت أبايعك على الهجرة والجهاد ، وتركت أبواي يبكيان فيقول له عليه الصلاة والسلام : ((ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما)) .
إن بسمة تعلو شفتي أبٍ حنون ، وتكسو وجه أمٍ متلهفة لا تقّدر عند محمد صلى الله عليه وسلم بثمن حتى حينما يكون الثمن جهاداً في سبيل الله ، يثبت دعوته ، وينشر في الآفاق البعيدة رايته ، وحينما تتم العبادة على حساب رحمة الوالدين تتحول إلى عقوق ، ، هؤلاء المساكين الذين تسوقهم ضرورات العيش إلى الدين ، ثم تعجزهم ضحالة الدخل عن السداد فيعانون من أجل الديون هم الليل وذل النهار ، هؤلاء يأسو جراحهم النبي صلى الله عليه وسلم ، إنه لا يملك أن يقول للدائن : تنازل عن حقك ، فمحمد صلى الله عليه وسلم خير من يصون الحقوق ، لكنه يهب الدائن شفاعته ، وقلبه ، وحبه إذا هو أرجأ مدينه ، وصبر عليه حتى تحين ساعة فرج قريب ، فقال عليه الصلاة والسلام : ((من أنظر معسراً أو وضع له ، أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله)) .
وقال عليه الصلاة والسلام أيضاً : ((من أراد أن تستجاب دعوته ، وأن تكشف كربته فليفّرج عن معسر)) .
ويجعل النبي صلى الله عليه وسلم الرحمة فوق الفضائل الإنسانية كلها ، فيجعل كل عمل رحيم عبادةً من أزكى العبادات ، فعند النبي صلى الله عليه وسلم أن أعمالنا الرحيمة التي نسديها للآخرين إنما يراها الله قُربات توجه إليه سبحانه وتعالى ، فإذا زرت مريضاً فأنت إنما تزور الله ، وإذا أطعمت جائعاً فكأنما تطعم الله ، يقول عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه : ((يا ابن آدم مرضت ولم تعدني ، قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ، قال أما علمت أن عبدي فلان مرض فلم تعده ، أما علمت أنك لوعدته لوجدتني عنده ، يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني ، قال يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين ، قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه ، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي)) .. الحديث .
ويصور النبي صلى الله عليه وسلم رحمة الله بصورة باهرة أخَّاذة حينما رأى أماً تضم طفلها إلى صدرها في حنان بالغ ، ورحمة بالغة فالتفت إلى أصحابه وقال لهم : ((أترون هذه طارحةً ولدها في النار ؟ قال أصحابه : لا والله يا رسول الله ، قال لَله : أرحم بعبده من هذه بولدها)) .
أيها الإخوة الكرام في دنيا العروبة والإسلام ، ذات يوم تقدم منه أعرابي في غلظة وجفوة ، وسأله مزيداً من العطاء ، وقال : اعدل يا محمد ، ويبتسم عليه الصلاة والسلام ، ويقول له : ((ويحك يا أعرابي من يعدل إن لم أعدل)) .
أيها الإخوة الكرام إن الطمأنينة التي دفعت هذا الأعرابي إلى هذا الموقف المسرف في الجرأة ، هذه الطمأنينة وحدها تصور عدل النبي صلى الله عليه وسلم ، فما كان هذا الأعرابي قادراً على أن يقول مقالته تلك لو كان النبي صلى الله عليه وسلم أقام بينه وبين الناس حجباً ، وبث في نفوسهم الخشية والرهبة ، لكن هذا النبي الكريم حطم كل معالم التمايز بينه وبين الناس ، وحينما دخل عليه رجل غريب يختلج ، بل يرتجف من هيبته ، إستدناه وربت على كتفه في حنان وتواضع ، وقال له قولته الشهيرة : ((هون عليك فإني ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد)) .
لقد هيأه تفوقه صلى الله عليه وسلم ليكون واحداً فوق الناس ، فعاش واحداً بين الناس ، يسأله أعرابي يوماً ، في بداوة جافة ، يا محمد هل هذا المال مال الله أم مال أبيك ؟ ويبتدره عمر يريد أن يؤنبه ، فيقول عليه الصلاة والسلام : ((دعه يا عمر إن لصاحب الحق مقالا)) .
وانطلاقاً من قيم العدل التي آمن بها صلى الله عليه وسلم ، ودعا إليها ، يبين عليه الصلاة والسلام ويقول : ((كل المسلم على المسلم حرام ماله ودمه وعرضه)) ، وأن ((زوال الدنيا جميعاً أهون على الله من دم سفك بغير حق)) ، و((إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإن سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)) .
لو أن إنساناً استطاع بطلاقة لسانه وقوة حجته أن ينتزع من فم النبي صلى الله عليه وسلم حكماً ، ولم يكن محقاً فيه لا ينجو من عذاب الله يقول عليه الصلاة والسلام : ((إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له بنحو ما أسمع ، فمن قضيت له بحق أخيه فإنما أقطع له قطعةً من النار)) .
، إلى ومضات من محبته صلى الله عليه وسلم .
محمد صلى الله عليه وسلم محب ودود ، أطاع الله كثيراً ، لأنه أحبه كثيراً ، بر الناس كثيراً ، لأنه أحبهم كثيراً ، أحب عظائم الأمور ، وترك سفسافها ، أحب عظائم الأمور ، ومارسها في شغف عظيم ممارسة محب مفطور ، لا ممارسة مكلف مأمور ، لقد سجد ، وأطال السجود ، وسُمع وجيبُ قلبه ، ونشيج تضرعه وبكائه ، لأنه في غمرة شوق جارف ، ومحبة أخَّاذة ، كان ينتظر الصلاة على شوق ، فإذا دخل وقتها قال : ((أرحنا بها يا بلال)) ، أرحنا بها لا أرحنا منها ، وهذا هو الفرق بين الحب والواجب .
ذات يوم كان في الطائف يدعو قومها إلى الله ، فقابلوه بالتكذيب والسخرية والإيذاء ، أغروا به سفهاءهم ، ألجؤوه إلى حائط ، رفع رأسه إلى السماء ، وناجى ربه فقال : ((إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي - أي إنه لا يخشى العذاب والألم إلا إذا كان تعبيراً عن تخلي الله عنه .
ثم أدرك صلى الله عليه وسلم أنه لا ينبغي للمحب الصادق أن يشغله استعذاب التضحية عن رجاء العافية ، فيستدرك ويقول : ((لكن عافيتك هي أوسع لي)).
، ذات يوم أقبل على محمد صلى الله عليه وسلم رجل فظ غليظ لم يكن رآه من قبل غير أنه سمع أن محمداً يسب آلهة قريش والقبائل كلها ، فحمل سيفه ، وأقسم بالله ليُسَوِّيَنَّ حسابه مع محمد ، ودخل عليه ، وبدأ حديثه عاصفاً مزمجراً ، والنبي صلى الله عليه وسلم يبتسم ، وتنطلق مع بسماته أطياف نور آسر ، وما هي إلا لحظات حتى انقلب المَغِيظُ المتجهم محباً يكاد من فرط الوجد والحياء يذوب ، وانكفأ على يدي محمد صلى الله عليه وسلم يقبلهما ودموعه تنحدر غزيرةً ، ولما أفاق قال : يا محمد والله لقد سعيت إليك وما على وجه الأرض أبغض إلي منك ، وإني لذاهب عنك وما على وجه الأرض أحب إلي منك .
ما الذي حدث ، لقد أحب محمد الرجل من كل قلبه ، فخر جبروت هذا الرجل صريع حب وديع ، قلب محمد صلى الله عليه وسلم مفتوح دائماً لكل الناس ، الأصدقاء والأعداء ، وحينما اقترب الرجل من رسول الله صلى الله عليه وسلم مسَّته شعاعة من فيض قلبه الكبير ..! معذورة قريش حينما لم تدرك هذا السر ، فقالت إن محمداً لساحر .
، من توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم في الحب والود ، ((والذي نفس محمد بيده ، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا)) ، ((وإذا آخى الرجلُ الرجلَ ، فليسأله عن اسمه واسم أبيه وممن هو فإنه أوصل للمودة)) ، ، ((وشرار الخلق هم الذين لا يقيلون عثرةً ولا يقبلون معذرة ولا يغفرون ذنباً)) ، ((صل بين الناس إذا تفاسدوا ، وقرب بينهم إذا تباعدوا)) .
هناك في الإنسان جهاز خاص للشفاء الذاتي ، لم تأت على ذكره فهارس كتب الطب أو قواميسه ، فهناك حالات مرضية مستعصية شفيت بشكل غامض ودون سبب واضح ، وهذا الجهاز المسؤول عن الشفاء الذاتي هو جهاز المناعة ، وهو من الأجهزة التي أبدعها الخالق جل وعلا ، ليس لهذا الجهاز مكان تشريحي ثابت ، بل هو جهاز جوال مبرمج على أن يتعرف على أية خليلة غريبة عن خلايا الجسد ليقوم بتميزها ، وأهم ما في هذا الجهاز ذاكرته العجيبة ، فهو لا ينسى أبداً أي سلاح واجه به عدواً من أمد طويل ، ولولا هذه الذاكرة العجيبة لما كان هناك من فائدة إطلاقاً من التلقيح ضد الأمراض ، تُصنع عناصر هذا الجهاز في نقي العظام ، ويتم إعدادها القتالي في الغدة الصعترية التيموس ، معهد إعداد المقاتلين ، وعناصر هذا الجهاز موزعة بين مهمات الاستطلاع وتصنيع المصل المضاد والقتال والخدمات ، لكن فيروس الإيدز ، يدخل إلى الجسم متخفياً بشكل مشابه لعناصر هذا الجهاز ثم يقضي عليها تماماً ، لكن من بين عناصر هذا الجهاز فرقة المغاوير ، ذات كفاءة عالية جداً ، وقد اكتُشفت في أواخر السبعينات ، وتستطيع عناصر هذه الفرقة التعرف على الخلايا السرطانية ، وتتجه إليها وتدمرها ، أخطر ما في هذا الجهاز أن القوة التي تشكله وتطوره وتأمره ليست من داخل الجسم بل من خارجه ، إنه الله جل جلاله وأخطر ما في هذا الجهاز أيضاً ، ( دققوا هنا ) أن الاكتئاب ، والحزن ، والتوتر ، والقلق ، والحقد ، والغيظ تضعف من قوة هذا الجهاز ، وأن الأمل ، والحب ، والهدوء ، والتفاؤل ، تقوي إمكانات هذا الجهاز ، ومن هنا يعد التوحيد صحةً بالمعنى الدقيق للكلمة ، ويعد الشرك سبباً للخوف والقلق ، والخوف والقلق سبب لإضعاف جهاز المناعة الذي أبدعه الله من أجل الشفاء الذاتي ، قال الله تعالى :- وإذا مرضت فهو يشفين -
أيها الإخوة ، ابحثوا عن علاقة الراحة النفسية الناتجة عن التوحيد بالشفاء ، وعن علاقة الشدة النفسية الناتجة عن الشرك الخفي بالوباء .
و إليكم قصة جابر بن عبد الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه القصة تصور مودة النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه ورفقه بهم واهتمامه بمشكلاتهم وتواضعه ومؤانسته لهم :
عن جابر بن عبد الله ، قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع ، مرتحلاً على جمل لي ضعيف ، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت الرفاق تمضي ( أي تسبقني ) وجعلت أتخلف ( لأن جمله ضعيف ) حتى أدركني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال ما لك يا جابر ، قلت يا رسول الله أبطأ بي جملي هذا قال فأنِخْهُ ، وأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم جمله ، ثم قال أعطني هذه العصا من يدك ، ففعلت ، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخس بها الجمل نخسات ( أي وخزه بها ) خفيفة ، ثم قال : اركب ، فركب ، فانطلق جملي ، والذي بعثه بالحق صار جملي يجاري ناقة رسول الله ، وتحدث معي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : أتبيعني جملك هذا يا جابر ؟ قلت يا رسول الله ، بل أهبه لك ، قال لا ولكن بثمنه، قلت فسُمْني به ، قال أخذته بدرهم ، ( هكذا قال عليه الصلاة والسلام ) ، قلت : لا إذاً يغبنني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ( درهم قليل ) قال : فبدرهمين ، قلت لا ، فلم يزل يرفع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم الثمن حتى بلغ الأوقية ، فقلت : قد رضيت ، قال : قد رضيت ، قلت : نعم هو لك ، قال : قد أخذته ، ثم قال لي : يا جابر هل تزوجت ، قلت : نعم يا رسول الله ، قال أثيباً أم بكراً ، قلت بل ثيباً ، قال أفلا تزوجت بكراً ؟ قلت : يا رسول الله إن أبي أصيب يوم أحد ، وترك بنات له سبعاً ، فتزوجت امرأة جامعةً تجمع رؤوسهن ، وتقوم عليهن ، فقال : قد أصبت إن شاء الله ، قال أما إنا لو جئنا ..... قال أخبرت امرأتي الحديث ، وما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت سمعاً وطاعة ( يعني بع جملك لرسول الله ) قال فلما أصبحت أخذت برأس الجمل فأقبلت به حتى أنَخْته على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم جلست في المسجد قريباً منه ، قال وخرج النبي عليه الصلاة والسلام ، فرأى الجمل ، قال ما هذا ، قالوا هذا جمل جاء به جابر ، قال فأين جابر فدعيت له ، فقال : تعال يا ابن أخي خذ برأس جملك فهو لك ، ودعا بلالاً فقال : اذهب بجابر ، وأعطه أوقية ، فذهبت معه ، وأعطاني أوقي، ة وزادني شيئاً يسيراً ، قال : فوالله ما زال ينمو هذا المال عندنا ونرى مكانه في بيتنا .
أرأيتم إلى ملاطفته ، إلى رقته ، إلى رفقه بأصحابه ، إلى تواضعه لهم ، هكذا كانت أخلاق النبي عليه الصلاة والسلام ،
إلى ومضات من حرصه على أصحابه .
كان من بين أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام صحابي جليل هو عثمان بن مظعون ، وكان عثمان متبتلاً غير مشفق على نفسه ، حتى لقد هم ذات يوم أن يتخلص كلياً من نداء غريزته ، وذات يوم دخلت زوجته على السيدة عائشة رضي الله عنه فوجدتها عائشة رثَّة الهيئة مكتئبة المحيى ، فسألتها عن أمرها ، فقالت أن زوجي عثمان صوام قوام ، يعني يصوم النهار ، ويقوم الليل ، فأخبرت السيدة عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم بحال هذه المرأة ، امرأة عثمان بن مظعون فالتقى النبي عليه الصلاة والسلام بعثمان وقال : له يا عثمان ، أما لك بي من أسوة ، قال عثمان بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، وماذا ، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم تصوم النهار وتقوم الليل ، قال عثمان إني لأفعل ، قال عليه الصلاة والسلام لا تفعل ، إن لجسدك عليك حقاً ، وإن لأهلك عليك حقاً ، فأعط كل ذي حق حقه .
وفي صبيحة اليوم التالي ذهبت زوجة عثمان إلى بيت النبوة عطرة نضرة ، كأنها عروس ، واجتمع حولها النسوة اللاتي كانت تجلس بينهن بالأمس رثة بائسة ، وأخذن يتعجبن من فرط ما طرأ عليها من بهاء وزينة ، قلن لها : ما هذا يا زوج بن مظعون ، قالت وهي مغتبطة : أصابنا ما أصاب الناس .
إنسانية النبي عليه الصلاة والسلام لم تحتمل حال زوجة يؤرقها هجر زوجها ، فذكَّر زوجها بما لها عليه من حق ، كان عليه الصلاة والسلام أرحم الخلق بالخلق ، فمن أقواله المؤكدة لهذه الحقيقة ، لأن أمشي مع أخ في حاجته أحب إلي من أن أعتكف في مسجدي هذا شهراً .
سئل صلى الله عليه وسلم : ((يا رسول الله أي الناس أحبهم إلى الله ؟ قال : أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس)) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ((إن لله خلقاً خلقهم لحوائج الناس ، يفزع الناس إليهم في حوائجهم ، أولئك الآمنون من عذاب الله)) .
ويقول أيضاً : ((من كان وصلةً لأخيه إلى ذي سلطان في مبلغ برٍ أو إدخال سرور ، أو تيسير عسير أعانه الله على إجازة الصراط يوم القيامة)) .
هذا جانب من جوانب شخصيته صلوات الله عليه الرحمة المهداة والنعمة المزجاة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . وأجمل منك لم تر قط عيني وأكمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرّءاً من كل عيــب كأنك قد خلقت كما تشاء
________________________________
|
| |