بسم الله الرحمن الرحيم

دراسة مختصرة في
آثار تفرق الجماعات على مسيرة الجهاد في العراق


عرف الجهاد في العراق تطورا وزخما متزايدا مع تزايد قوة الحملة الصليبية ، وحققت المسيرة الجهادية مكتسبات عظيمة على دماء وأشلاء أبناء الإسلام من أهل العراق ومن خارجه الذين أتوا ليحققوا حلمهم في الجهاد وليدافعوا عن المسلمين الذين تفتك بهم الآلة العسكرية الصهيوصليبية بتواطؤ ومساهمة من حكومات المنطقة وبالأخص الحكومة السعودية والأردنية والكويتية ، إضافة لمساهمات متعددة واستراتيجية لدول أخرى كقطر ، ولا ننسى الأطماع الصفوية لإيران في المنطقة والتي ساهمت بشكل أساسي في سقوط العراق وفي تحوله إلى الحالة الراهنة حيث يعيش أهل السنة بين مطرقة الأمريكان وسندان إيران وحكومتها في العراق وميليشياتها

لكن ، وبسبب عدم توحد المجاهدين ، ظهرت عدة أعراض مرضية وأخذت تنمو لتظهر آثارها على الساحة العراقية ويتضرر منها أهل السنة على الخصوص ، ومن هذه الأعراض :

- توجه الجماعات نحو التفكك إلى وحدات صغيرة بدل التكتل
- ظهور اجتهادات تشرع للتفكك وتبرر له (شرعية أو عسكرية)
- أزمات بين الجماعات وعداوات بسبب تنقلات بعض الكتائب بين الجماعات
- ظهور رموز وقدوات سيئة تمت مباركتها من العلماء القاعدين المشهورين
- تحول بعض الجماعات إلى ممارسة "العمل اليومي" والتخطيط لـ "اليوميات" بدل التخطيط البعيد المدى والسعي لتطوير الجهاد
- انحراف بعض الجماعات عن الجهاد وتحولها إلى : العملية السياسية أو عصابات تقاتل تحت راية أمريكا أو مليشيات لا تدري فيم تقتُل وفيم تقتَل سعيا وراء لقمة العيش


ونأخذ كمثال على تراجع المسيرة الجهادية وتعثرها ، تطور عدد العمليات للجماعات العراقية خلال أربع أسابيع : 1) قبل سنة ونصف 2) قبل سنة 3) قبل ستة أشهر 4) قبل أسبوع







ما معنى هذا التراجع ؟
- ضعف مساحة العمل وتزايد الضغوطات الأمنية على الجماعات ، فتحولت العمليات من الكم إلى الكيف وأصبح تنفيذ أي عملية خطوة استخباراتية بالدرجة الأولى
- توقف العمليات في عدة ولايات كانت مركز قوة الجماعات ورافدا لباقي المناطق

ما أسبابه ؟
1 - الأسباب الحقيقية :
- الاختلاف والأطماع الشخصية لقادة الجماعات العراقية
- خذلان الفصائل لبعضها في الأزمات والصمت على ما تعرضت له القاعدة رهبا وطمعا ، ثم أصبح الجميع يتلظى من نفس النار
- الانحراف عن معاني الجهاد الحقيقي إلى اجتهادات مؤقتة بدعوى المصلحة ، مما قد يخرج القتال عن غايته { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه }
- طلب النصر من عند غير الله ، باتباع الطرق الديمقراطية أو التكنوقراطية أو الاستعانة بالحكومات العربية المرتدة
2 - الأسباب العرضية :
- تعلم الأمريكان واستفادتهم من تجربة السنوات الماضية وتأقلمهم مع أساليب الجماعات الجهادية
- ظهور مشاريع عراقية مناهضة للجهاد تحت دعاوى الحرب ضد الإرهاب القاعدي

ما علاجه ؟
- عمل ميثاق تنخرط فيه كل الجماعات الجهادية ويضم الخطوط العريضة للمواقف الأساسية التي يجب على الجميع الالتزام بها : 1) الموقف من الاحتلال 2) الموقف من العملية السياسية 3) الموقف من إيران
- التعاون العسكري بين الجماعات وعقد اتفاقات نصرة وأحلاف توجب المناصرة بالقول والفعل ضد كل من يخرج على الخط الجهادي سواء من الصحوات أو المجاهدين السابقين
- إحياء العمل بمشاريع مجالس الشورى بين المجاهدين
- الأخذ على أيدي المفسدين من قادة الجماعات أو أخذ موقف واضح وصريح -على الأقل- من كل الجماعات التي تخرج عن نهج الجهاد وتنضم للعملية السياسية

هل الوضع سيء لهذه الدرجة ؟
هذا الموضوع في التنبيه على أمور ، ولغة الأرقام لا تكذب ، فإذا تأخر النصر فيجب علينا أن نسأل أنفسنا أين أخطأنا !
فالله العليم الحليم لا يظلم عنده أحد مثقال ذرة ، وإذا أصلحنا من أنفسنا وعملنا بمقتضى ما شرعه لنا من الأخوة الإيمانية وتوحيد الصف وترك الخلاف فسيتنزل علينا النصر وتثبت أقدامنا ، وإلا فإننا على خطر .. وأخشى ما أخشاه أن يتحول انتصارنا في العراق من نصر لأمة إلى نصر لأفراد !
نصر الأفراد هو ما نراه الآن ، فالمجاهد يخرج يقاتل فيقتل فيدخل الجنة وهذا هو النصر الفردي
أما نصر الأمة فهو علو كلمة الله تعالى ونزول كلمة الكفر ، ولا يكون ذلك إلا بشوكة للمسلمين ، ولا تكون الشوكة إلا بالاجتماع
أما إن كانت كل جماعة تظن أنها الأحق ولا تسعى في الاجتماع سعيا حقيقيا بالتنازل عن الشروط المعجزة التي وضعتها بعض الجماعات وبترك الأعذار القبيحة لعدم الاجتماع ، فنسأل الله الرحمة .



ويجب على كل مجاهد أن يعلم أن الاحتلال في العراق لم يكن ليستمر لولا تفرق المجاهدين فعلى كل واحد أن يسعى بما يستطيع للم الشمل وتوحيد الكلمة ومحاربة الأفكار التي تهدم الجهاد مثل العصبية للقبيلة أو للجماعة ،
وليعلم كل قائد أنه مسؤول عما استرعاه الله من أمانة ستسأله الأمة كلها غدا عنها ، ماذا عملت لننتصر ؟ هل تركت آكد الواجبات بتوحيد الصف بينما سهرت الليالي من أجل التخطيط لعملية تظنها تجلب النصر ؟!

النصر بيد الله سبحانه وتعالى ومخطئ وضال من يحسب أنه يجلب النصر بعملية يقوم بها أو بخطة يعدها ، فنحن مطالبون بالأسباب والله الناصر
قال تعالى : { وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } . أي أن الله يؤتي النصر من يشاء وليس النصر بكثرة الجند أو العدة
وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } . وكيف ننصر الله ونحن لا نلتزم أهم أوامره ونترك ما يحبه ؟!
قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ } . جاء في تفسير الجلالين : ( { إن الله يحب } ينصر ويكرم { الذين يقاتلون في سبيله صفا } حال، أي صافين { كأنهم بنيان مرصوص } ملزق بعضه إلى بعض ثابت. )

ومن أعظم المزالق أن يظن المجاهد أنه خير من عدوه فلا ينتصر عليه ، بل قد يسلط اللهُ تعالى الكفارَ على خيار المسلمين بذنوبهم ومعاصيهم وتركهم بعض الواجبات كما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " ولا تقولوا إن عدونا شر منا، فلن يسلطوا علينا وإن أسأنا، فرب قوم سلط عليهم شر منهم، كما سلط على بني إسرائيل لما عملوا بمعاصي الله كفرة المجوس "
ولا أرى واجبا في حق المجاهدين في العراق آكد من قوله تعالى : { وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }
( { وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا } تختلفوا فيما بينكم { فتفشلوا } تجبنوا { وتذهب ريحكم } قوتكم ودولتكم { واصبروا إن الله مع الصابرين } بالنصر والعون . ) [تفسير الجلالين]



هذا وإني أعلم أن المبتدئين من المجاهدين يعلمون هذه الأمور لكني أذكرهم بأن العلم للعمل ، فلا تعملوا ببعض ما علمتم وتتركوا آكده إن كان شاقا أو فيه ترك هوى

اللهم انصر المجاهدين في كل مكان
الله أقم علم الجهاد واقمع سبيل الغي والفساد
اللهم ألف قلوب المجاهدين وأنزل عليهم السكينة ورحمة بها يتراحمون
والحمد لله رب العالمين

أخوكم/ درع لمن وحد
__________________


لو أن الدموع تعيد البعيد *** لكنت ذرفت دماء الوريد
لو أن الدموع تعيد البعيد *** لكنت بكيت بكاء الشريد
لو أن الدموع تعيد البعيد *** رجوت إلـهي ردّ الشهيـد

السلام عليكم



شكرا اخي على المشاركه

مع اني ماقريت موضوعك


دمت بخير