05-20-2006, 11:10 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى :
المنتدى العام المفتوح التيار الترابي في البلاد العربية والمراجعات المفقودة التيار الترابي في البلاد العربية والمراجعات المفقودة لمحة عن النموذج الترابي التونسي بقلم نوفل بن إبراهيم ـ باحث تونسي مقيم في النرويج محمد جلال القصاص mgalkassas@hotmail.com أثارت تصريحات الترابي الأخيرة زوبعة في السودان وصلت إلى حد مطالبة علماء السودان في "الرابطة الشرعية لعلماء ودعاة السودان" باستتابته, بعد أن وثقوا تصريحاته في إباحة الخمر مدة معينة, وإنكار الحجاب الشرعي وأن شعر المرأة ليس بعورة, وأن اليهود والنصارى مؤمنين وليسوا كفارا, وأن للمرأة أن تؤم الرجال في الصلاة, وأن شهادتها ليست نصف شهادة الرجل وإنكار نزول المسيح, وأن من يقول بذلك جاهل! إلى غير ذلك من الشطحات التي عرف بها.. والتي لا يستغربها من عرف الترابي في مجالسه الخاصة ومن عرف متطرفي الترابيين. وقد وصلت أصداء زوبعة تصريحات الترابي القديمة المتجددة إلى الأوساط الدعوية والإعلامية خارج السودان, ربما بحثا عن أضواء افتقدها, أو انتقاما من العلماء والدعاة الذين قاوموه في السودان وخارجها وفرحوا بإبعاده عن الحكم في السودان, إلا أن المشكلة هي أن الردود تحصر الأمر في شخص الترابي, الذي لم تعد له قيمة في حد ذاته بعد أن فقد نفوذه وأهميته في السودان, وانفض من حوله أغلب أتباعه, غافلة أو متغافلة عن التيار الترابي في البلاد العربية, الذي يظل بعيدا عن المراجعات مطالبا غيره بها، وهو الأحوج إليها، خاصة وهو بصدد التحول, إن لم يتدارك عقلاء الإخوان المسلمين وعلماءهم الأمر, إلى طابور خامس داخل الحركة الإسلامية, ينظر إلى التدخل الأمريكي في البلاد العربية, كأمر مفروض لا مفر منه باسم الواقعية واستيعاب المرحلة. ففي حين تشن حملات إعلامية ممنهجة وإرهاب فكري منذ سنوات على بعض التيارات الإسلامية مطالبة إياها بالمراجعات, وهي مراجعات مطلوبة من الجميع بلا شك، وخاصة ممن تورطوا في مسارات ومناهج خاطئة خالفت مقاصد الشريعة وأضرت بمصالح المسلمين.. فمتى يؤوب الترابيون أيضا إلى المراجعات, بعد أن وصلت الأمور إلى افتئات واضح على بعض أحكام الشريعة، وملامح بدايات تنظير للاستقواء بالأمريكان "لتغيير" الأوضاع الراكدة في البلاد العربية؟! * الترابي والترابيون: التيار الترابي أو الترابيون، كما يسميهم الشيخ الدكتور محمد عبد القادر أبو فارس, أحد قيادات الإخوان المسلمين في الأردن، الذي هاله ما أحدثه الترابي وأتباعه في إخوان الأردن, فكتب عن الظاهرة يقول: "الترابي والترابيون: هم جماعة فتنوا بأفكار حسن أحمد عبد الله الترابي, وهو سوداني النشأة والحياة, درس القانون وتخرج من الجامعة الفرنسية "السربون" حاصلا منها على درجة الدكتوراه. والترابيون هم الذين فتنوا به وأعجبوا به من السودان ومن غير السودان, فله معجبون في الأردن وفي اليمن و في الجزائر وفي سوريا وفي لبنان وفي تونس .. ومن أكثر البلاد تأثرا به, نفر من الاخوان المسلمين الأردنيين ...". * توطئة: لقد أحدث الترابي شرخا كبيرا وفادحا في الحركة الإسلامية في البلاد العربية لا يزال قائما إلى اليوم, وخاصة في جماعات الإخوان المسلمين والتيارات القريبة منها, والبلد الذي حقق فيه التيار الترابي أكبر اختراق بعد السودان طبعا, هو تونس، حيث استحوذ التيار الترابي منذ 1981 على زمام "حركة الاتجاه الإسلامي" التي تحولت فيما بعد إلى حركة النهضة, فقد تبنت قيادة الحركة وعلى رأسها قائدها ومنظرها راشد الغنوشي, فكر ومنهج الترابي تبنيا كاملا منذ وقت مبكر, ولكنها حافظت في نفس الوقت بخلاف الترابي, على ارتباطها بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين, مجتهدة في تسويق منهج الترابي وفكره داخل صفوف تنظيمات الإخوان المسلمين, فهاهو الغنوشي يسافر برفقة عزام التميمي إلى الأردن في الثمانينات للدعوة لمبايعة إخوان الأردن للترابي زعيما للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين! وإذا كان هناك حديث كبير في الكتابات الإسلامية عن ما يسمى بالتيار العصراني أو ما يسميه البعض بالتيار التغريبي داخل الحركة الإسلامية, واختراقه للفكر الإسلامي وللإخوان المسلمين والجماعات المشابهة لهم, والجذور العلمانية للكثير من رموزه الذين قدموا من تجارب يسارية قومية, لينقلبوا بعد تدينهم بين عشية وضحاها إلى منظرين للفكر الإسلامي ودعاة للتنوير والتجديد الإسلامي!, يعني ليفصلوا لنا إسلاما على مقاسهم!...فإن هنالك غفلة عن أن الاختراق الترابي للإخوان المسلمين كما أحسب, هو الذي مهد الأرضية لتقبل هؤلاء المفتئتين على الشريعة القادمين من تجارب علمانية ويسارية مثل محمد عمارة وغيره. ولذلك كان من الخطأ اعتبار الترابي مجرد عصراني من العصرانيين وعدم التأكيد على أنه صاحب مدرسة هي الأخطر في هذا المجال, مدرسة تجمع بين العمل الفكري المخالف في عدد من جوانبه لمنهج التلقي والاستنباط والعمل الحزبي والكفاح السياسي, بل والعسكري إن لزم الأمر... وهكذا انتشر الترابيون منذ الثمانينات كالنار في الهشيم في تنظيمات الاخوان المسلمين والجماعات القريبة منها, أو المشابهة لها, في الأردن واليمن, حيث تمكنوا من محاصرة الشيخ عبد المجيد الزنداني, وفي الجزائر والمغرب وموريتانيا وغيرها من البلاد... واختلط المؤثر الترابي بالمؤثر الإيراني الشيعي في تنظيمات إسلامية نظرا للعلاقات الوطيدة بينهما, كما هو الشأن في حركة النهضة التونسية, وتنظيم "حركة الاختيار الإسلامي" في المغرب سابقا, الذي انقسم منذ سنوات, لينضم الشق الأكثر "راديكالية في ترابيته وإيرانيته" إلى التحالف مع اليسار الماركسي المتطرف في المغرب اليوم ضد إخوانه المسلمين, وهو ما يعرف باسم حزب "حركة البديل الحضاري". وبما أن التفصيل في تجليات وامتدادات التيار الترابي في البلاد العربية يطول، سأكتفي في هذا المقال, بتناول التيار الترابي في تونس, حيث حقق حتى بداية التسعينات ـ قبل انهياره الشامل هناك ـ أكبر اختراق للحركة الإسلامية بعد السودان ... حتى صار اسم الغنوشي يقرن بالترابي في العقل الجمعي للنخبة الإسلامية, وخاصة أن الغنوشي لا يكف عن وصفه بالعلامة والإمام المجدد الترابي! وقد سبق أن نشرا كتابا مشتركا بينهما حمل عنوان "الحركة الإسلامية والتحديث"، كما أن الغنوشي أهدى أهم كتبه وهو "الحريات العامة في الدولة الإسلامية" إلى شيخه حسن الترابي, واصفا إياه بالإمام المجدد, إضافة إلى إهداءه إلى الإمام المجدد الخميني! ونموذج حركة النهضة التونسية هو أكثر النماذج تعبيرا عن التوجه الترابي في غير السودان, ولذلك ظل العديد من الباحثين الغربيين مثل فرنسوا بورغا, الباحث الفرنسي المتخصص في الحركات الإسلامية وبعض الأتباع من الباحثين العرب أيضا, يؤكدون على تميز فكر حركة نهضة الغنوشي عن بقية التيارات والحركات الإسلامية في البلاد العربية، وهو ما يعتز رموز الحركة به ويستشهدون به باستمرار, حتى إن بعض الباحثين الغربيين يصف الغنوشي بـ"الليبيرو إسلامي". ومما تميزت به الحركة في نظري هو الانشقاق الذي شهدته في وقت مبكر من نشأتها في أواسط السبعينات، وهي لا تزال تخطو خطواتها الأولى بحثا عن موطئ قدم لها في الساحة, ذلك الانشقاق الذي سوف يلعب دورا رئيسا في توجهاتها اللاحقة, إذ إنه رغم محاصرة المنشقين تنظيميا, بعد أن عزلوا أنفسهم برفضهم تكوين تنظيم لحركة الصحوة, فقد تمكنوا من اختراق الحركة بفكرهم ومنهجهم, عبر بعض عناصرهم التي بقيت مع تيار الأغلبية مثل بن عيسى الدمني، الذي تولى عضوية أول مكتب سياسي للحركة بعد إعلان تأسيسها في حزيران ـ جوان 1981, عبر ضغطهم على الحركة بحواراتهم مع مثقفيها وتكثيفهم للنشر عبر "مكتبة الجديد" التي كان يملكها أحدهم, والتي تحولت فيما بعد إلى "دار البراق"، وكانت تنشر كتبهم وتبيع ما يخدم فكرهم, عبر مجلتهم التي سموها مجلة الفكر الإسلامي المستقبلي, التي كانت تنشر لمنظريهم مثل صلاح الدين الجورشي وحميدة النيفر، إضافة إلى كتابات أركون وحسن حنفي وأنطونيو غرامشي, وعلي شريعتي وحتى بعض كتابات "لاهوت التحرير" في أمريكا اللاتينية" الذي كانوا معجبين به!.... ومما ميز ذلك الانشقاق كما يرى بعض الدارسين، هو أن المنشقين على الحركات الإسلامية عادة ما يجنحون إلى ما يسمونه باليمين, فيعيبون على الحركة التميع والتساهل ويدعونها إلى التمسك بالأصول, إلا أن الانشقاق المبكر الذي قام به دعاة ما يسمى باليسار الإسلامي الذين سرعان ما اختاروا تسمية "الإسلاميون التقدميون"، كان يدعو إلى عكس ذلك، فقد كان انشقاقا إلى اليسار مشبعا بالتحامل على منهج أهل السنة، الذي كرس الانبطاح للحاكم، حسب زعمهم، والحرفية والماضوية...وكان همهم منصبا على نقد حركة الإخوان المسلمين، التي كانت تمثل في ذلك الوقت حسب اطلاعهم التعبير السياسي الحركي عن منهج أهل السنة, وينقمون عليها تمسكها به كما يرون, و"أخلاقويتها"، وهو مصطلح طلعوا به على الساحة، ويعنون به استغراقها في نقد المسائل الأخلاقية والاهتمام بها, على حساب الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للإسلام, ويدعون إلى الانفتاح الواسع على اليسار وإعادة الاعتبار إلى الفرق التي همشتها القراءة السنية الرسمية حسب قولهم. وتجدر الإشارة إلى أن المنظرين الأساسيين، كانا حميدة النيفر الذي درس في الأزهر إلى مستوى الماجستير, وحمل عداء شخصيا لسيد قطب..., وصلاح الدين الجورشي، الذي انضم إلى شباب الصحوة شابا عصاميا بعد أن انقطع عن الدراسة قبل السنة الأخيرة في الثانوية! وهو اليوم من ألمع الصحفيين في تونس. وقد تميز هؤلاء اليساريون بدعوتهم إلى إعادة النظر في موقع ودور المرأة في العمل الإسلامي والمجتمع وإعادة قراءة النصوص في ضوء ما سموه بمقاصد الشريعة وحركة التاريخ، وهنا أدخلوا القراءة الماركسية أي المادية التاريخية وقراءتها لأنماط الإنتاج عبر التاريخ, واستفادوا في ذلك من المنظر الإيراني الشهير علي شريعتي، الذي يدخل الصراع بين أنماط الإنتاج حتى في الخلاف بين ابني آدم، باعتبار أحدهما يعبر عن نمط الإنتاج الرعوي والآخر يعبر عن نمط الإنتاج الزراعي...! وهكذا وصل منظرو التيار إلى القول بإلغاء الحدود والمساواة بين الجنسين في الميراث، إن لم يطالب بعضهم بإلغائه. ويوجد اليوم ثلة من هؤلاء في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي بقيادة أحمد نجيب الشابي, وهو تجمع يساري يضم يساريين من مشارب شتى قومية وماركسية و"إسلامية تقدمية"، وينسق مع حركة النهضة. لقد أثارت في حينها أطروحات هذا التيار زوبعة كبيرة في صفوف الصحوة الإسلامية اليانعة, وكان الغنوشي على رأس محاربيهم متهما إياهم بالمروق عن الدين, بل إنه كان يطالبهم بمراجعة إيمانهم, ومن ذلك ما حدثني به الأخ الحبيب, لطفي السنوسي, وهو سجين اليوم ومحكوم بالمؤبد ـ وقد كان من رافضي المنهج الترابي ـ أنه عندما كان حميدة النيفر يطالب بإنكار حد الردة, كان الغنوشي يقول له: "راجع إيمانك". ومضت الأمور على هذا المنوال بسبب تمسك الجماعة بالخط التقليدي لجماعة الإخوان المسلمين الموافق في عمومه لمنهج أهل السنة والجماعة...إلى أن عاد الغنوشي من زيارته للسودان سنة 1981، حيث مكث هناك فترة في ضيافة الترابي, وبعد عودته ألقى محاضرة بين قيادات الصحوة انقلب فيها كما يروي الشيخ خميس الماجري مقاله" قصة الإعلان"، 180 درجة على منهجه السابق, حتى قال حميدة النيفر: "لو كنت أحسن الزغردة لزغردت". ومن وقتها والحركة تشهد تحولات عميقة في منهجها الفكري والعقدي والتربوي، بعد أن اعتنق منظرها وقائدها المنهج الترابي, فهمشت التربية والدراسات الشرعية وعظمت الفلسفة والكتب الفكرية, وصار العمل الإسلامي هو العمل السياسي.
| ||||||||||||||||||||||||||||||||
05-20-2006, 11:13 PM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع :
صريح للغاية المنتدى :
المنتدى العام المفتوح رد على: التيار الترابي في البلاد العربية والمراجعات المفقودة
| ||||||||||||||||||||||||||||||||
العلامات المرجعية |
يشاهد الموضوع حالياً: 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
| |
المواضيع المتشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | المشاركة الأخيرة |
فنادق المدينة المنورة من 5 نجوم إلى نص نجمة | بسمة بني هاشم | رياضة وسياحة | 1 | 01-30-2011 12:44 PM |
دوريات تنشر أبحاثاً لغوية | معشي الذيب | علم - ثقافة - تطوير ذات | 1 | 08-06-2009 01:45 AM |
هل تريد ان تتعلم كيف تكتب وتنطق اللغه العبـريه | بلقيس الهاشمية | علم - ثقافة - تطوير ذات | 10 | 06-16-2008 09:10 PM |
تقرير " Rand 2007 " خطير جدا .. تفاصيل خطيرة عنه يجب معرفتها ! | صريح للغاية | المنتدى العام المفتوح | 8 | 06-30-2007 05:41 AM |
*^* ألفاظ أجنبية مستخدمة في حياتنا اليومية *^* | *^*علياء*^* | المنتدى العام المفتوح | 1 | 10-19-2006 01:38 PM |