04-27-2008, 03:32 PM | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى :
ملوك - علماء - قادة - عظماء ((الفارسة الملثمة التي أربكت جنود الروم وزعزعت صفوفهم)).. خـــولة بنت الأزور خولة بنت الأزور الأسدي: شاعرة كانت من أشجع النساء في عصرها، وتشبه خالد بن الوليد في حملاتها. وهي أخت ضرار ، توفيت أواخر عهد عثمان رضي الله عنه سنة 35هـ. تمهيــــد : خولة بنت الأزور امرأة ليست ككل النساء، تميزت عنهن بالكثير من الصفات والمواصفات، تربت في البادية العربية مع أبناء قبيلتها بني أسد، ولازمت أخاها ضراراً ، فكانا دوماً معاً ، ودخلت الإسلام مع من دخل من أبناء العروبة في ذلك الزمن الأول للإسلام، وشاء الله أن تكون وأخوها ضرار مع الكتائب الطلائعية المتقدمة للجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الحق والدين…فشاركت بكل قوة وببسالة نادرة بين الرجال وبين النساء وعلى مر العصور في الكر والفر ،في حمل الرماح ورمي السهام ، وضربت بالحسام خاصة عندما وقع أخوها ضرار في الأسر بعد أن أبلى بلاءً منقطع النظير . خولة بنت الأزور مضت في زمن قديم لنا ، تستحق منا نظرة دراسة ، نظرة مراجعة ، نظرة إعزاز وإكبار وتعظيم… إنها قدوة لبنات العرب والمسلمين في زماننا وعلى مر العصور، قدوة للرجال وقدوة للنساء صغاراً وكباراً ، قدوة في الشجاعة والبسالة وفي التعاون والتآزر مع الأهل والأخوة. إنَّ ما عُرض عنها هو أهم ما ذكرته المراجع المتوفرة ، وهو نزر يسير ، رويت فيه بعض أشعارها وأخبارها بعدما كبرت واشتهرت، والسبب معروف… فهي بنت من البادية العربية التي لم تعرف الكتابة ولا التدوين في أيامها الأولى، لذا قل التنوع والتنويع لدى الكتاب والباحثين القدامى والمحدثين عنها وعن غيرها .إنها نموذج رائع للنساء المسلمات تستحق منا الإكبار وتستحق منا الدراسة. من مواقفها البطولية لإنقاذ أخيها خولة من ربات الشجاعة والفروسية ، خرجت مع أخيها ضرار بن الأزور إلى الشام وأظهرت في المواقع التي دارت رحاها بين المسلمين الروم بسالة فائقة خلد التاريخ اسمها في سجل الأبطال البواسل، فأسر أخوها ضرار في إحدى الموقعات فحزنت لأسره حزناً شديداً. وقالت : فكيف ينام مقروح الجفــــون أعز علي من عيني اليميــــن لهان عليّ إذ هو غير.هــــون وأعلق منه بالحبل المتــــــين فليس يموت موت المستكيـن لبـاكـية بـمـنـسـجم هــتون أما أبكي وقد قطعوا وتيني أبعد أخي تلذ الغمض عينــي سأبكي ما حييت على شقيـق فلو أني لحقت به قتيــــلاً وكنت إلى السلو أرى طريقا وإنا معشر من مات منــــاً وإنـي إن يقـال مضى ضرار وقالـوا لـم بكـاك فقـلت مهلاً وقالت أيضا : فمن ذا الذي يا قوم أشغلكم عنا لكنا وقفنــا للوداع وودعنا فهـل بقــدوم الغائبين تبشرنـا وكنا بهــم نزهو وكانوا كما كنا وأقبــحه ماذا يريد الـنوى مــنا ففـرقنا ريــب الزمـان وشتتـنا لثمنــا خفافـاً للمطايـا وقبلنـا تركنـاه فــي دار العـدو ويممــنا وما نحن إلاّ بمـثل لفظ بلا معنى إذا ما ذكرهم ذاكر قلبي المضنى وإن بعدوا عنا وإن منعوا منـا ألا مخـبـر بـعد الــفراق يخبرنا فـلو كـنت أدري أنـه آخــر اللقـا ألا يا غـراب البـيـن هـل أنت مخـبري لقــد كـانـت الأيـام تزهو لقربهم ألا قاتـل الله الـنوى ما أمـرّه ذكرت ليلي الجـمع كـنا سـويـة لئن رجعوا يـوماً إلـى دار عـزهــم ولـم أنـس إذ قالوا ضـرار مقيد فمـا هذه الأيام إلاّ مـعارة أرى القلب لا يختار في الناس غيرهم سلام على الأحباب في كل ساعـــة ومن مواقفها الجهادية: أجنادين: وهي قرية تقع شرقي القدس في فلسطين ، وفيها أن خالد بن الوليد نظر إلى فارس طويل، وهو لا يبين منه إلا الحدق والفروسية ، تلوح من شمائله، وعليه ثياب سود وقد تظاهر بها من فوق لامته ، وقد حزم وسطه بعمامة خضراء وسحبها على صدره، وقد سبق أمام الناس كأنه نار. فقال خالد: ليت شعري من هذا الفارس؟ وأيم الله إنه لفارس شجاع. ثم لحقه والناس وكان هذا الفارس أسبق إلى المشركين .فحمل على عساكر الروم كأنه النار المحرقة، فزعزع كتائبهم وحطم مواكبهم ثم غاب في وسطهم فما كانت إلا جولة الجائل حتى خرج وسنانه ملطخ بالدماء من الروم وقد قتل رجالاً وجندل أبطالاً وقد عرّض نفسه للهلاك ثم اخترق القوم غير مكترث بهم ولا خائف وعطف على كراديس الروم. فقلق عليه المسلمون وقال رافع بن عميرة: ليس هذا الفارس إلاّ خالد بن الوليد ، ثم أشرف عليهم خالد ، فقال رافع : من الفارس الذي تقدم أمامك فلقد بذل نفسه ومهجته ؟ ، فقال خالد: والله أنني أشد إنكاراً منكم له، ولقد أعجبني ما ظهر منه ومن شمائله، فقال رافع : أيها الأمير إنه منغمس في عسكر الروم يطعن يميناً وشمالاً ، فقال خالد: معاشر المسلمين احملوا بأجمعكم وساعدوا المحامي عن دين الله، فأطلقوا الأعنة وقوموا الأسنة والتصق بعضهم ببعض وخالد أمامهم ونظر إلى الفارس فوجده كأنه شعلة من نار والخيل في إثره، وكلما لحقت به الروم لوى عليهم وجندل فحمل خالد ومن معه ، ووصل الفارس المذكور إلى جيش المسلمين ، فتأملوه فرأوه وقد تخضب بالدماء، فصاح خالد والمسلمون: لله درك من فارس .. بذل مهجته في سبيل الله وأظهر شجاعته على الأعداء .. اكشف لنا عن لثامك، فمال عنهم ولم يخاطبهم وانغمس في الروم ، فتصايحت به الروم من كل جانب وكذلك المسلمون وقالوا: أيها الرجل الكريم أميرك يخاطبك وأنت تعرض عنه، اكشف عن اسمك وحسبك لتزداد تعظيماً . فلم يرد عليهم جواباً ، فلما بعد عن خالد سار إليه بنفسه وقال له: ويحك لقد شغلت قلوب الناس وقلبي بفعلك ، من أنت ؟ فلما ألح خالد خاطبه الفارس من تحت لثامه بلسان التأنيث وقال: إنني يا أمير لم أعرض عنك إلاّ حياءً منك لأنك أمير جليل وأنا من ذوات الخدور وبنات الستور، فقال لها: من أنت ؟ فقالت: خولة بنت الأزور وإني كنت مع بنات العرب وقد أتاني الساعي بأن ضراراً أسير فركبت وفعلت ما فعلت، قال خالد: نحمل بأجمعنا ونرجو من الله أن نصل إلى أخيك فنفكه. قال عامر بن الطفيل: كنت عن يمين خالد بن الوليد حين حملوا وحملت خولة أمامه وحمل المسلمون وعظم على الروم ما نزل بهم من خولة بنت الأزور ، وقالوا: إن كان القوم كلهم مثل هذا الفارس فما لنا بهم طاقة. وجعلت خولة تجول يميناً وشمالاً وهي لا تطلب إلاّ أخاها وهي لا ترى له أثراً، ولا وقفت له على خبر إلى وقت الظهر. وافترق القوم بعضهم عن بعض وقد أظهر الله المسلمين على أعدائهم وقتلوا منهم عدداً عظيماً. أسر خولة مع النساء: ومن مواقفها الرائعة موقفها يوم أسر النساء في موقعة صحورا( بالقرب من مدينة حمص السورية ) . فقد وقفت فيهن ، وكانت قد أسرت معهن، فأخذت تثير نخوتهن، وتضرم نار الحمية في قلوبهن، ولم يكن من السلاح شيء معهن. فقالت: خذن أعمدة الخيام، وأوتاد الأطناب، ونحمل على هؤلاء اللئام، فلعل الله ينصرنا عليهم ، فقالت عفراء بنت عفار: والله ما دعوت إلاّ إلى ما هو أحب إلينا مما ذكرت. ثم تناولت كل واحدة منهن عموداً من عمد الخيام، وصحن صيحة واحدة. وألقت خولة على عاتقها عمودها، وتتابعن وراءها، فقالت لهن خولة: لا ينفك بعضكن عن بعض ومن كالحلقة الدائرة. ولا تتفرقن فتملكن ، فيقع بكن التشتيت، واحطمن رماح القوم، واكسرن سيوفهم. وهجمت خولة وهجمت النساء من ورائها، وقاتلت بهن قتال المستيئس المستميت، حتى استنقذتهن من أيدي الروم، وخرجت وهي تقول: نحن بنـات تبـع وحمير وضربنا في القوم ليس ينـكر لأننا في الحرب نار تستعر اليوم تسقون العذاب الأكبر الخاتمة في هذه السيرة البطولية عرضت نماذج مشهورة ومذكورة في الكتب عن خولة بنت الأزور وكيف شاركت في المعارك الإسلامية الكبيرة في فتوح بلاد الشام .والحقيقة تقال أن المعلومات المتوفرة عنها قليلة ، ولعل السبب واضح ،حيث عاشت مثل غيرها من بنات البادية العربية عيشة متواضعة وبسيطة لم تتيسر لها وسائل التدوين والتسجيل المتناسق والمتكامل مثلما قد يتيسر لغيرها من المشاهير. ونخلص من هذا البحث القصير إلى أن خولة بنت الأزور تعد نموذجاً إنسانياً رائعاً يحتذى به في الدفاع عن النفس والوطن والعقيدة فرضت نفسها بقوة وبصلابة على كل شخص حضر صولاتها وجولاتها في ميادين الفروسية . "من كتاب نساء فاضلات"
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||
04-27-2008, 08:01 PM | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||
| كاتب الموضوع :
""بنت الزهراء"" المنتدى :
ملوك - علماء - قادة - عظماء رد على: ((الفارسة الملثمة التي أربكت جنود الروم وزعزعت صفوفهم))..
| ||||||||||||||
04-27-2008, 10:54 PM | المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع :
""بنت الزهراء"" المنتدى :
ملوك - علماء - قادة - عظماء رد على: ((الفارسة الملثمة التي أربكت جنود الروم وزعزعت صفوفهم)).. نموذج رائع لامرأه فعلاً ليست ككل النساء
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||
04-28-2008, 01:33 AM | المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع :
""بنت الزهراء"" المنتدى :
ملوك - علماء - قادة - عظماء رد على: ((الفارسة الملثمة التي أربكت جنود الروم وزعزعت صفوفهم)).. أخواتي طيف سلطانة الدلال سررت بمشاركتكن مع خالص شكري وتقديري
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||
العلامات المرجعية |
يشاهد الموضوع حالياً: 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
| |
المواضيع المتشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | المشاركة الأخيرة |
الطريق الروحي إلى مكة | الهاشمية القرشية | الحكواتي | 2 | 05-25-2011 10:38 PM |
أعلام بني خالد من قريش | شيبة الحمد | قريش | 7 | 07-20-2009 08:22 PM |
ضرب الزوجة .. عنف وخنوع | صريح للغاية | لحياة اجتاعية أفضل | 1 | 04-18-2008 12:13 AM |
المقاطعة والصناعة | صريح للغاية | المنتدى العام المفتوح | 1 | 06-04-2006 11:47 AM |
الجغرافيا و أسماء الأمصار في اللغة العربية | فراشة الحجاز | المكتبة الهاشمية | 2 | 04-22-2006 06:49 PM |