04-21-2008, 12:01 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | Mar 2006 | العضوية: | 32 | المشاركات: | 835 [+] | بمعدل : | 0.12 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
لحياة اجتاعية أفضل معلمات السعودية.. وعيش الارتحال معلمات السعودية.. وعيش الارتحال
الرياض/ منيرة السيف 13/4/1429
19/04/2008
تطالعنا الصحف اليومية من حينٍ لآخر بأخبار باتت للأسف مألوفة لدى الأسماع، فانعدمت حولها ردّات فعل القرّاء - كعادتنا حيال الحدث - فمن بكاءٍ وكتابة ونشر، إلى سكوتٍ وإطراقٍ وتأسّف حتى أجزتنا الحوقلة وما ذاك إلى ألفة الخبر..!!
موت المعلمات مسلسلٌ دموي بغيض مستمر النزف، ولا أظن أن الجفاف سيكون حليفه مادامت الوزارة تكتفي بإرسال التعازي لأهالي المفقودات وذويهن - إن أرسلت - وكيف لا تكتفي بذلك وزارة التعليم، وقد أخلت مسؤوليتها، وألقتها على طرف آخر، والآخر نقلها إلى غيره..!! فما بين التعليم، والنقل، والمرور، والخدمة المدنية، ونمو السكان، والمالية، توزع دم الضحية.
وفي ظل اختفاء المتهم ترتفع طردياً نسب الحوادث حتى تصل من مجمل الحوادث العامة (2,6) لكل مائة معلمة متنقلة خلال السنوات الثلاث الماضية، وهي أكبر من النسبة الوطنية للحوادث والبالغة (4) حوادث لكل مائة فرد خلال نفس المدة.
وإذا ما استقصينا الدقة في النسب بتفصيل أكبر مرتبةً حسب أكثرها؛ فبلغت حوادث المعلمات في قلب المملكة الرياض17.5%، تلتها منطقة عسير في المرتبة الثانية بنسبة 14.2%، ثم منطقة مكة المكرمة بنسبة 13.3%، والباحة بنسبة 7.1% ، والمنطقة الشرقية بنسبة 3.3%، وأخيراً جاءت منطقة حائل بنسبة 2.5%. وهكذا لا تكاد تخلو منطقة من مناطق المملكة من نسبة معينة من الحوادث ندفعُ ثمنَها أيتاماً في البيوت، أو بيوتاً بأكملها كانت تعولهم معلمة عرّضت حياتها للخطر من أجل بعض اللقيمات تهديها لهم.
وفي دراسة نفّذها المقدم علي الرشيدي من إدارة المرور أوضحت أن كثرة الحوادث المرورية لنقل المعلمات تختلف أسبابها باختلاف المناطق؛ ففي الرياض تعود إلى طول الطريق حيث يبلغ مجموع أطوال الرحلات اليومية التي تقوم بها ما يقارب من (561) معلمة من المعلمات إلى خارج الرياض (59802.6) كلم يومياً، ومتوسط المسافة المقطوعة للرحلة المفردة للمعلمة يومياً (106.6) كيلومتر، وفي منطقة عسير تعود الأسباب إلى طبيعتها الجبلية الوعرة وطول رحلات العمل اليومية.
بين رمضاء التقليص ونار الترك
"إن التضحيات التي تبذلها المعلمة تضحيات جسيمة لا يدفعها أي رجل منتدب، ومع ذلك لا يُضاف إلى راتبها أدنى زيادة. فلا بدل نقل، ولا سفر، ولا خطر، ولا بيت ولا ...ولا ..ولا..." كما تقول أم محمد (معلمة متقاعدة) وتضيف قائلة: "إن من الأمور التي أقعدتني عن التعليم على الرغم من ارتفاع مستواي التعليمي التعيين الخارجي، والذي أرى أن أطفالي وأسرتي أثمن منه بكثير".
من جهتها تقول سارة س. وهي معلمة في مدرسة أهلية: "إن المدرسة الأهلية أحب إليّ بكثير من السفر للتعليم على الرغم من سوء المعاملة والراتب الذي لا يغطي بعض مستلزماتي، وأقترح لحل هذه المشكلة أن تصرف الوزارة ألفي ريال للمعلمات في المدارس الأهلية مع ما تصرفه المدرسة نفسها للمعلمة. وهذا خيار أفضل بكثير من السفر والتغرب".
وتقول رنا السالم وهي معلمة في مدرسة نائية: "أضطر إلى تقليص السنة إلى عدة أسابيع فقط فراراً من المغامرة اليومية، على الرغم من حاجة المدرسة لي، ولا خيار أفضل من هذا بالنسبة لي ولأهلي؛ فأمي تحتاجني لكبر سنها، وأنا أحتاج الوظيفة فاتخذت بينهما سبيلاً، ولست الوحيدة فهناك الكثير مثلي".
من ذلك الاستعراض البسيط لآراء المعلمات نجد أن الطالبة هي الخاسر الأول في القضية؛ فالمعلمة المعينة خارج منطقتها لا تخرج عن ثلاث حالات: إما أن تكون مغتربة عن مدينتها، ولكم أن تتصوروا شعور الغربة واللوعة على الأبناء إن كانت أماً، أو تكون مغامرة تذهب صباحاً وتعود مساء، ونحن لا نبالغ إذا وصفنا النفسية (بالصفر المعنوي)!! فأي نفسية ستصحبها على طريق وعرٍ ومخيف ومظلم إذا كانت ممن يخرج قبيل الفجر؟! وأي إرهاق تُقلّهُ على ظهرها وهي عائدة والطفل المسكين يقاسم الطالبة الثمن؟! أو أن تكون مدرسة حاضرة للشرف فلا تتواجد إلاّ بداية السنة للتقدم بطلب الإجازة فقط وفي أوقات المراقبة على الاختبارات نهاية كل فصل، وهنا تخسر الطالبة معلمة بأكملها، وما يتبع ذلك من خسران للمادة؛ فمعلمتها إحدى ثلاث حالات سابقة لا رابع لها.
حلول بديلة
إن التعليم يخسر طاقات هائلة في شريحة كبرى من المجتمع، وهي الشريحة النسائية بسبب مشكلة التعيين الخارجي، ناهيك عن انعدام العدل، فمعلمة تعمل ست ساعات، وأخرى تعمل تسع أو عشر ساعات، في حين يمكن حل المشكلة بأشكال عدة:
- احتساب السنة بسنتين. ولها الاختيار بالتقاعد المبكر بعد عشر سنوات.
- إعطاء حوافز مالية على المناطق النائية والبعيدة عن المدن لا يقل عن 60%.
- المناوبة بالدوام، وذلك أن تقوم المعلمة بالعمل ثلاثة أيام بالأسبوع بدل خمسة أيام.
- التغاضي عن بداية الدوام للقادمات من خارج المنطقة. على أقل تقدير يكون الساعة الثامنة.
- تحديد سنوات معينة لا تزيد عن ثلاث، يتم بعدها التعيين في مدينة الزوج أو الولي.
وبعد هذا الاستعراض للحلول نجد أن المعلمة المعينة خارجياً لا تكاد تجني من راتبها شيئاً؛ فهي إن استوطنت البلاد التي عُيّنت بها فعليها أن تدفع الإيجار وغيره، وإن لم تفعل فما من بد من الدفع المتواصل للناقلات؛ وبهذا تخرج المعلمة بعد جهد جهيد بأقل القليل من المال. إنها الوظيفة ذات المسميات؛ فهي وظيفة (فاشلة) لا ترد من مجهود صاحبها سوى العرق، ويمكن تسميتها بالوظيفة (العاطلة) فيوجد اسم الموظفة في الديوان، وتختفي ذاتها في الميدان، وهي الوظيفة (المضنية) التي تقل لها الأسفار ليلَ نهارَ وصاحبها في كل يوم هو في سفر.
|
| |