04-11-2008, 10:37 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | Oct 2006 | العضوية: | 397 | المشاركات: | 1,531 [+] | بمعدل : | 0.23 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
الإسلامي العام من أسرار الحروف المقطعة في القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
فائدة:
(( تأمل سر ( ألم ) كيف اشتملت على هذه الحروف الثلاثة :
فالألف : إذا بدئ بها أولاً كانت همزة ، وهي أول المخارج من أقصى الصدر .
واللام : من وسط مخارج الحروف ، وهي أشد الحروف اعتمادا على اللسان .
والميم : آخر الحروف ومخرجها من الفم .
وهذه الثلاثة هي أصول مخارج الحروف أعني : الحلق واللسان والشفتين ، وترتبت في التنـزيل من البداية إلى الوسط إلى النهاية .
فهذه الحروف تعتمد المخارج الثلاثة التي يتفرع منها ستة عشر مخرجا ، فيصير منها تسعة وعشرون حرفا عليها مدار كلام الأمم الأولين والآخرين مع تضمنها سرا عجيبا ، وهو :
أن الألف : البداية واللام التوسط ، والميم النهاية .
فاشتملت الأحرف الثلاثة على البداية والنهاية والواسطة بينهما.
وكل سورة استفتحت بهذه الأحرف الثلاثة ، فهي مشتملة على بدء الخلق ونهايته وتوسطه ، فمشتملة على تخليق العالم وغايته، وعلى التوسط بين البداية والنهاية من التشريع والأوامر .
فتأمل ذلك في البقرة وآل عمران وتنـزيل السجدة وسورة الروم .
وتأمل اقتران الطاء بالسين والهاء في القرآن ، فإن الطاء جمعت من صفات الحروف خمس صفات لم يجمعها غيرها وهي : (( الجهر والشدة ، والاستعلاء ، والإطباق ، (والقلقة) )) ، والسين (( مهموس ، رخو مستفل ، صفيري ، منفتح )) فلا يمكن أن يجمع إلى الطاء حرف يقابلها كالسين والهاء ، فذكر الحرفين اللذين جمعا صفات الحروف .
وتأمل السور التي اشتملت على الحروف المفردة ، كيف تجد السورة مبنية على كلمة ذلك الحرف ، فمن ذلك ( ق ) والسورة مبنية على الكلمات القافية من ذكر القرآن ، وذكر الخلق ، وتكرير القول ومراجعته مرارا ، والقرب من ابن آدم ، وتلقي الملكين قول العبد ، وذكر الرقيب ، وذكر السائق والقرين ، والإلقاء في جهنم ، والتقدّم بالوعيد ، وذكر المتقين ، وذكر القلب والقرون والتنقيب في البلاد ، وذكر القبل مرتين ، وتشقق الأرض وإلقاء الرواسي فيها ، وبسوق النخل والرزق ، وذكر القوم ، وحقوق الوعيد ، ولو لم يكن إلا تكرار القول والمحاورة .
وسر آخر : وهو أن كل معاني هذه السورة مناسبة لما في حرف القاف من الشدة والجهر والعلو والانفتاح .
وإذا أردت زيادة إيضاح هذا فتأمل ما اشتملت عليه سورة ( ص ) من الخصومات المتعددة ، فأولها خصومة الكفار مع النبي وقولهم : (( أجعل الآلهة إلها واحداً )) إلى أخر كلامهم ، ثم اختصام الخصمين عند داود ، ثم تخاصم أهل النار ، ثم اختصام الملأ الأعلى في العلم وهو الدرجات والكفارات ، ثم مخاصمة إبليس واعتراضه على ربه في أمره بالسجود لآدم ، ثم خصامه ثانيا في شأن بنيه وحلفه ليغوينهم أجمعين ، إلا أهل الإخلاص منهم ، فليتأمل اللبيب الفطن : هل يليق بهذه السورة غير ( ص ) ، وبسورة ( ق ) غير حرفها ، وهذه قطرة من بحر من بعض أسرار هذه الحروف ، والله أعلم . )) انتهــى .
من كتاب ( بدائع الفوائد 3/1119 ) لابن قيم الجوزية – رحمه الله تعالى- .
والحمد لله رب العالمين.
|
| |