03-07-2008, 12:22 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Jul 2007 | العضوية: | 1060 | المشاركات: | 197 [+] | بمعدل : | 0.03 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
نصرة القرآن والسنة ونبي الأمة نسائم السكينة في استقبال أهل المدينة نسائم السكينة في استقبال أهل المدينة
هجران القلوب أعظم من هجران البلدان ، و جمـعتها روح ُسيد ولد عدنان ، فهو وإن كان قلبه من قبل قد غسلته الملائكة من كل درَن ْ ، حتى عاد كصفحة الذهب بلا فـَنـَن ، فقد هاجر إلى ربه العظيم ، بقلب نشهد بالله أنه سليم ، ولذا غفرت له ذنوبه أولها وآخرها ، وباطنها وظاهرها .
فهو الذي ترك مكـة وقد نشأ على ترابها صغيرا ، وشابا ً بها وعمه بها كان له ظهيرا ً ، وخديجة صاحبة القصب ِ في الجنة كانت له نصيرا ، تركها ليهاجر َ إلى المدينة بصحبة الصديق ، ليخرج َ من الضيق ، إلى نصرة الأخ والصديق .
فاتجه إلى حراء جنوب ِ مكة على خلاف العادة ، وهذا من التخطيط فدع عنك البلادة ، فإني ذاكر لك في هذه المقامة ، ماجرى لأهل المدينة من السلامة ، في ايوائهم لحبيب القلب ِ ـ أعني ـ محمدا ، وبايعوه على النصرة والجهاد مابقوا أبـدا .
وقد طال انتظار الأنصار له في المدينة ، وكانت حالتهم يرثى لها من اشتياقهم إلى السكينة ، والتي ينتظرونها بقدوم الهادي البشير ، والسراج المنير ، فقد أسكنوه في قلوبهم ، وهم العارفون بصدق نبوته بعقولهم .
فانظر لمن جـّربَ الحبَ وهو مشتاق ، إذا قيل له قد دنى التلاق ، فكم للقلب من ضربات ٍ تنساق ، وكلمات ٍ تفقد ـ لعشقها ـ كل اتساق ، فكيف إذا رأيت العيون َ من له تشتاق ؟ هنا تغادرُ الدمعات ُ بلـدها ، ولربما الروحُ جسدها .
فآه ٍ يوم دخل إلى المدينة ابن عبدالله ، محمد ٍ رسول ِ الله ، ويالتني كنت ُ هناك فأوّاه أوّاه ، حتى أرو ِ عيوني من النظر إليه ، والاستماع إلى كلماته من بين شفتيه ، وأنظر إليه وهي يمشي على الأرض ْ ، فيمنعُ حبه ُعيني من الغمض ْ .
فهناك بنى لله المسجدا ، وصلى فيه من لله تعبدا ، وبها الأمن بدخوله قد حلّ ، والكفرُ قد ارتحل ، حتى الأحقاد من قلوبهم انسـلّـت ، وخدودهم من القرآن وماسمعوه قد ابتـلـّت ، ولذا كانت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار بعدها ، فصار المسلمون أمة لاأحد يقف ضـدها ،
ويبقى لأهل الهجرة فضلهم محفوظ ، وإن كان للأنصار بإيثارهم في القرآن محفوظ ، وجاء عن المختار ، أن الانصار دثار والناس شعار ، اللهم اغفر للأنصار وابناء وابناء وابناء الانصار ، هكذا كان الدعاء ، من خاتم الأنبياء ، فكيف وقد خيرهم يوم حنين بأن يرجعو بالسراج المنير ، والناسُ ترجع بالشاة والبعير ، فاختضلت لذلك لحاهم بالدموع ، وعادت قلوبهم له في خشوع ..
وأتركُ أناملي قليلا لترتاح ، فقد عصرت عيوني ، وأتعبت جفوني ، وقد أخذ علينا في الميثاق ، أن من عظيم الأخلاق ، ان يكون الاتزان ، حاضرا ً في كل زمان ، ومنه لعينك حق عليك ، فأغلق هذه المقامة وماعليك .
عاشق الحجاز.
|
| |