05-08-2006, 10:36 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | Mar 2006 | العضوية: | 32 | المشاركات: | 835 [+] | بمعدل : | 0.12 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
الإسلامي العام الأمة الإسلاميّة والتحدي الكبير الأمة الإسلاميّة والتحدي الكبير
د. علي بن عمر بادحدح * 9/4/1427
07/05/2006
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فإننا اليوم في عالم القرية الصغيرة التي يعلم الجميع ما يجري في أي جزء من
أجزائها في لحظة وقوع الحدث؛ لأن وسائل الإعلام والاتصال كسرتْ القيد،
وقرّبتْ البعيد، ويُضاف إلى ذلك أن أصحاب القوة في عالم اليوم - وبالذات بعد أحداث سبتمبر - أصبحوا أكثر وضوحاً في مواقفهم، وأكبر جرأة في ممارستهم، وإن شئت فإنهم أكثر صَلَفاً في عدوانهم، وأشد قبحاً في بغيهم، وإن أبرز مواطن إجرامهم، وأوسع ميادين ظلمهم أرض الإسراء فلسطين الحبيبة، فمنذ وعد بلفور- الذي مُنح به مَن لا يملك ما لا يستحق- إلى مساعدة العصابات الصهيونية القتالية المجرمة، ومروراً بدعم وتسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين، إضافة إلى الإعتراف بالدولة المحتلة المعتدية، وانتهاء بالدعم اللا محدود سياسياً واقتصادياً وعسكرياً في تحالف معلن يُوجه السياسة، ويُسخّر الاقتصاد، ويُوفر الإمداد، وفي مقدمة الدول المتولية كِبْرَ ذلك كله أمريكا وبريطانيا ويجرّان خلفهما الدول المؤثرة من الدول الأوروبية.
وإن قضية فلسطين كانت ولا تزال وستظل قضية المسلمين الأولى لا لكونها قضية وطن مُغْتصب، أو شعب مُضْطهد بل لأنها -مع ذلك بل قَبْله- قضية إسلام وإيمان؛ فهي تُمثّل بؤرة الصراع العقديّ، وميدان المواجهة الحضارية بين الإسلام وأعدائه في أوضح وأقسى صورها؛ فالمسجد الأقصى أول مسجد بُني بعد البيت الحرام، وكان قبلة المسلمين الأولى، وأُسري بالنبي -صلى الله عليه وسلم- إليه، ومنه عرج به إلى السماء، وخُصَّ مع الحرمين الشريفين بشدّ الرحال، ومضاعفة أجور العبادة، وبشّر المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بفتحه بعد موته، وغير ذلك مما ثبت لبيت المقدس من الفضائل والخصائص التي وردت في آيات القران وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم .
والآن يظهر التحدي الكبير بين أمة الإسلام وأعدائها الألدّاء المتمثلين في الصهاينة المعتدين وحلفائهم من الصليبين الإنجيليين المتطرفين، وتتلخص حلقات الجريمة الكبرى فيما يلي:
1- أمريكا وأوروبا أزعجت العالم كله والعالم الثالث على وجه الخصوص بالمطالبة بالديمقراطية والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، والتأكيد على حق الشعوب في اختيار حكامهم، وعندما فازت في الانتخابات التشريعية الفلسطينية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قلبوا ظهر المِجَن، وانقلبوا على ديموقراطيتهم
المزعومة، وصادروا حق الشعب الفلسطيني في اختياره، وأعلنوا بكل صفاقة وبجاحة معارضتهم لتولي (حماس) السلطة، وأخيراً أعلنوا قطع المساعدات الدولية من أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي في حصار جائر يُذكر بفعل أسلافٍ لهم مثلهم من
كفار قريش في حصار النبي -صلى الله عليه وسلم- وبني هاشم في الشِّعْب بمكة، ويجدّدون أهداف أعداء الدعوة الإسلامية في عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم
(هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ). [المنافقون:7]. 2- تنادي أمريكا وأوروبا بالحرية وحماية حقوق الإنسان، ثم تُعلن مصادرة حرية
الشعب الفلسطيني بالمقاطعة والحصار الاقتصادي، وتتعدى على حق الإنسان
الفلسطيني في الحياة الكريمة، وذلك بسياسة التجويع والإفقار؛ إذ أمهلت
الحكومة الأمريكية مواطنيها وشركاتها مدة شهر واحد فقط لإيقاف جميع تعاملاتهم التجارية مع فلسطين بشكل عام، وعلى الرغم من ادعاءات الإنسانية والمناداة بمساعدة الشعوب المحتاجة ومحاربة الفقر وغير ذلك من الشعارات إلا أن الموقف في فلسطين يدلُّ وبوضوح على عكس ذلك، فقد تعرّت الحضارة الغربية، ونُزعت ورقة التوت، وكشفت تلك الحكومات عن مكنونات حقدها، وحقيقة خوفها وعدائها للإسلام والمسلمين.
3- العدالة والمساواة أبرز شعارات الحضارة الغربية المعاصرة، ولكن الممارسة -
في شأن قضية فلسطين - على عكس ذلك تماماً، فالاعتراف بالكيان الصهيوني واجب على الفلسطينيين وعلى حكومة(حماس)، والكيان الغاصب لا يُطالب حتى بتعيين حدود للأرض التي اغتصبها، وعلى الفلسطينيين التزام الشرعية الدولية وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، أما الدولة الـمُدَللة فتدوس على تلك الشرعية المزعومة ولا تعنيها القرارات الدولية المتتالية، وتأتي قمة العدالة حينما تُمارِسُ
الدولةُ المحتلة كل أنواع الجرائم من القتل وتدمير المنازل ومصادرة الأراضي
وتجريفها، وبعد كل ذلك ترفض أمريكا مجرد صدور قرار يُطالب الصهاينة بترك
الإفراط في استخدام القوة، وأما إذا دافع الفلسطيني المظلوم عن حقه، وانتقم
ممن اعتدى عليه، فهذا إرهاب وعمليات إرهابية تتسابق الدول على إدانتها.
وكل ما سبق متوقع من الأعداء بل لا يُنتظر غيره، إلا أن الأسف والألم يتعاظم
من مواقف بعض بني جلدتنا المتكلمين بألسنتنا الذين يُوافقون بل يُسابقون
الأعداء في تلك المواقف والمطالب، وقد شهدنا – للأسف الشديد – المواقف
المتخاذلة المخزية لبعض الدول العربية، ليس بالتخلي عن الشعب الفلسطيني وترك مساعدته بل بالمظاهرة لأعدائه في حصاره، وزيادة معاناته، وتلفيق التهم
الباطلة لحكومته، والأسوأ من ذلك كله موقف أقطاب (حركة فتح) وكثير من
مسؤوليها الذين يعملون جاهدين على إفشال حكومة (حماس) المنتخبة، في مواقف وممارسات دنيئة، وصلت إلى حد وصف العمليات الاستشهادية بأنها حقيرة.
وما ذُكر غيض من فيض، وصور من معاناة عظيمة شاملة دامت أكثر من سبعين عاماً، وهي الآن تبلغ مداها في أبلغ صور البغي والعدوان التي لا تقتصر على فلسطين بل تشمل جميع المسلمين، وما فلسطين إلا ميدان المعركة فحسب، وما أهلها ومجاهدوها الأبطال إلا طلائع الأمة التي تُمثل صفوفها الأولى، وتقوم بالواجب نيابة عن البقية، وإن أمريكا وحلفاءَها يُعلنون اليوم التحدي الكبير للأمة الإسلامية،
ويقولون بلسان الحال والمقال: سنهزم حكومة (حماس) الإسلامية وسنسقطها وسنصادر رغبة وخيار الشعب الفلسطيني، ونحن على ذلك قادرون، فماذا أنتم فاعلون؟
أيها المسلمون الغيورون، إن الأمر ليس مجرد إطعام جائع أو علاج مريض أو إغاثة ملهوف، كلا بل هو نصر الإسلام وتثبيت المسلمين، إن الموقف هو:
أن نكون أصحاب غيرة إيمانية وحمية إسلامية أو نكون أصحاب دنيا وشهوات وملذات،أن نكون أصحاب عزة وكرامة أو أصحاب ذلة ومهانة !
أن نكون أصحاب قوة وشجاعة أو أصحاب ضعف وجبن !
أن نكون أو لا نكون!
إن إسقاط حكومة (حماس) المنتخبة إسقاط للخيار الإسلامي الذي أعلنه الشعب
الفلسطيني، وإلغاء لخيار المقاومة الذي صوّت عليه الفلسطينيون، وهو بكل
المقاييس إظهار لقدرة أعدائنا على هزيمتنا، وكأنهم يعلنون هزيمة (1300) مليون مسلم وليس خمسة ملايين مسلم في فلسطين.
إذا أدركنا هذا الوضع فإنه يجب علينا أن نقوم بواجبنا، وأن نتحمّل أمانتنا
ومسؤوليتنا التاريخية، وذلك من خلال :
1- مطالبة الدول العربية والإسلامية بالقيام بواجبها في مساندة الشعب
الفلسطيني ودعم حكومته المنتخبة، والعمل على الدفاع عن فلسطين والإسهام في فك الحصار الجائر عنها بكل الوسائل السياسية والاقتصادية والإعلامية الممكنة.
2- مطالبة منظمة المؤتمر الإسلامي بالتحرك السريع في الأوساط الدولية لمواجهة هذا الحصار الجائر، والعمل على إنهائه، والاتصال بجميع الدول الإسلامية لممارسة دورها الواجب في نصرة فلسطين والدفاع عنها.
3- مراسلة البرلمانات ومؤسسات المجتمع المدني وجمعيات حقوق الإنسان في أمريكا وأوروبا، وكذلك الأمم المتحدة لاستنكار هذا الحصار، وبيان عدوان الصهاينة
والدعم اللا محدود الذي يجدونه من الحكومات الغربية، وذلك لتوعية الشعوب،
وللضغط على الحكومات، والتأثير على الرأي العام بما يخدم القضية الفلسطينية.
4- مخاطبة العلماء وهيئات الإفتاء والمجامع الفقهية لإصدار الفتاوى والبيانات
التي توضح خطورة الوضع والواجب الشرعي على المسلمين حكاماً ومحكومين تجاه نصرة فلسطين ومواجهة أعداء الإسلام والمسلمين .
5- مخاطبة أئمة وخطباء المساجد؛ ليقوموا بدورهم في توعية وتعبئة المسلمين
ليقوموا بدورهم وواجبهم الشرعي تجاه إخواننا في أرض الإسراء.
6- التعريف بالقضية الفلسطينية عموما،ً والأوضاع الحالية خصوصاً للأسرة
والأبناء وفي كل الأوساط الاجتماعية، وتكثيف ذلك ليكون الهمّ المشترك الأول
لجميع المسلمين من خلال كل الوسائل المتاحة.
7- التحرك لإطلاق حملة إعلامية واسعة النطاق على مستوى العالم العربي
والإسلامي تشمل الصحافة والقنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية؛ للدفاع عن
أرض الإسراء، وفضح مؤامرات الأعداء، وذلك بالكتابة والمطالبة والتأثير على تلك الوسائل الإعلامية على غرار ما حصل في النصرة العظيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
8- إطلاق حملة شعبية واسعة النطاق لجمع التبرعات العاجلة على مستوى العالم
العربي والإسلامي، وحثّ الجميع إلى المبادرة ببذل أقصى ما يستطاع لتثبيت إخواننا في أرض الرباط، وإفشال حصار المجرمين المستكبرين، والتعاون مع الجهات والمؤسسات الخيرية الموثوقة لتحقيق ذلك .
9- دوام التضرع والدعاء عموماً، وفي أوقات الإجابة خصوصاً بأن يثبّت الله
إخواننا في فلسطين، وأن يمكّن لحكومتهم الإسلامية حتى تتجاوز محنتها وتؤدي
رسالتها.
10- العمل على التنسيق والتكامل بين الجهود المختلفة في نصرة إخواننا في أرض الإسراء.
وينبغي أن نعلم أن نصرة أهل فلسطين وكفايتهم بالمال حتى يستغنوا عن الحاجة
لغير المسلمين يُعدّ واجباً شرعياً، وهو من أنواع الجهاد؛ إذ المعلوم أن الجهاد
بالنفس والمال، وقد أخبرنا الله عن أعدائنا فقال: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّه)، وقد أمرنا الله إزاء ذلك ببذل المال لنصرة دينه، وإبطال كيد أعدائه، وجَعلَ ذلك من الجهاد في سبيله فقال: (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)، وقال صلى الله عليه وسلم : "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم". رواه النسائي وأبوداود. والْحَدِيث دَلِيل عَلَى وُجُوب الْجِهَاد بِالنَّفْسِ وَهُوَ بِالْخُرُوجِ وَالْمُبَاشَرَة لِلْكُفَّارِ, وَبِالْمَالِ وَهُوَ بَذْله لِمَا يَقُوم بِهِ مِنْ النَّفَقَة فِي الْجِهَاد وَالسِّلَاح وَنَحْوه" « عون المعبود »،
وعلى هذا فالبذل والتبرع ليس فضلاً ولا مِنَّة، بل أداء واجب وإبراء ذمة.
وإن من الواجب شكر الحكومات العربية التي أعلنت موقفها الرافض لهذا الحصار
الجائر، وقامت بتقديم المساعدات المالية للحكومة والشعب الفلسطيني، وفي
مقدمتها المملكة العربية السعودية وقطر والجزائر، ومع هذا الشكر نطالب
بالاستمرار والزيادة، مع مطالبة بقية الدول العربية والإسلامية بمثل هذه
المواقف.
واللهَ نسأل أن يثبت إخواننا في أرض الإسراء، أرض الرباط والجهاد، وأن يدفع
عنهم كيد الأعداء، ويكفيهم شر المنافقين والمخذلين، وأن ينصر الإسلام
والمسلمين، والحمد لله رب العالمين.
توقيع : صريح للغاية | ولقد دعتني للخلاف عشيرتي.. ... ..فعددت قولهم من الإضلال
إني امرؤٌ فيَّ الوفـــــاء سجيـة.. ... .وفعــال كل مهـذب مفضـال
| |
| |