05-08-2006, 04:10 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Jan 2006 | العضوية: | 10 | المشاركات: | 1,412 [+] | بمعدل : | 0.21 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المنتدى العام المفتوح لماذا يكرهون أمريكا؟!! لماذا يكرهون أمريكا؟!!
محمود الهباش
بعد دقائق معدودات من هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 صدرت التقديرات والتصريحات الأمريكية تلقي باللائمة على العرب والمسلمين، ومع كل حادثة مشابهة نجد الأمر ذاته، بشكل يوحي بأن ثمة نية مسبقة لإلصاق كل جرائم الإرهاب بالعرب والمسلمين، وهي قضية لن نتطرق إلى بحثها هنا، لكننا سنحاول البحث في إجابة سؤال آخر طرحه الرئيس الأميركي جورج بوش، بعد أسبوع واحد فقط من هجمات 11 سبتمبر، وبعد أن أسهب بالطبع في التأكيد على مسئولية العرب والمسلمين عن تلك الهجمات، إذ قال "لا أستطيع أن أفهم لماذا يكرهوننا، لأني أعرف كمْ نحن أناس خيِّرون"، فأمريكا ذات الصورة المثالية هي "أمة مؤمنة وخيِّرة ومثالية" وأحيانا "أمة رحيمة وسخية"، بالطبع حسب تعبير الرئيس الأمريكي، وبالتالي فليس هناك أي مبرر لأحد أن يكره أميركا، أو يعترض على سياساتها الرامية إلى نشر السلام والديمقراطية والرخاء في كل ربوع الدنيا!!.
ربما يصدق الأمريكيون رئيسهم حين يتحدث بمثل هذا الخطاب النرجسي، الذي يحاول تبسيط الواقع الذي أوجدته السياسات الأمريكية في العالم، ويتهرب من التحليل الصحيح والعميق لفهم جذور وأسباب الكراهية التي تتمتع بها السياسة الأمريكية، ليس في المشرق العربي والإسلامي فحسب، بل على مستوى العالم أجمع، ولعلنا نحن الذين نعيش تحت مقصلة تلك السياسات، أكثر من يعلم يقينًا بكذب الرئيس الأمريكي في دعواه، لكن المشكلة أن كثيرًا من الأمريكيين أيضًا يعلمون الحقيقة ذاتها، ويعرفون الأسباب الحقيقية لتلك الكراهية التي تشعر بها شعوب الشرق الأوسط بالذات تجاههم وتجاه حكومتهم.
لقد اشترك عشرة من مراسلي صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية في إعداد تقرير، مفصل وعميق ودقيق، عن أسباب وجذور السخط العربي والإسلامي على أمريكا، وكان عنوان التقرير "لماذا يكرهوننا؟"، وقام هؤلاء المراسلون بإجراء دراسة ميدانية في كل من إسلام آباد وعمَّان ولندن والقدس وبكين وصنعاء وطوكيو وبيروت والقاهرة وجاكرتا، وفهموا الحقيقة قريبًا مما فهمها وعرفها أهل المشرق أنفسهم، وبشكل أصدق مما يحاول الرئيس الأمريكي تسويقه، ولذلك استطاعوا أن يقدموا تفسيرًا لسخط الشعوب المسلمة على الولايات المتحدة، مغايرا تماما لتفسير الرئيس الأمريكي وإدارته، انطلاقًا من أن شعوب المنطقة التي تئن تحت وطأة السياسات الأمريكية، أقرب إلى الحقيقة في تحليلها لجذور المشكلة وأسبابها من صناع القرار وقادة الرأي في الولايات المتحدة، فالسياسة الأميركية العدوانية التي ساندت العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، وقتلت مئات الآلاف من العراقيين، وأحكمت قبضة المستبدين من حلفاء أميركا وأصدقائها على رقاب الشعوب المسلمة، هي السبب وراء هذه الكراهية المتجذرة، وهي جوهر المشكلة وأساسها.
قد لا يكون الشعب الأمريكي في عامته عدوانيًا أو ظالمًا، لكن هذه الحقائق المرة التي تعايشها شعوب الشرق الأوسط، وبالأخص الشعب الفلسطيني، والتي ربما يدركها كثير من الأمريكيين، وربما لا يعرفها كثير منهم، هي التي تولد الإحساس بالظلم، وتخلق بالتالي شعورًا بالكراهية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية لدى الملايين من العرب والمسلمين، لأن من يشعر بالظلم والإجحاف، لا يمكن أبدًا أن يحب ظالمه، ولذلك فإن الأحرى بالرئيس الأمريكي وإدارته أن يعملوا على إطفاء نار الكراهية، بالكف عن الظلم في العراق وغيره، وبالتوقف عن المساندة العمياء للسياسات الإسرائيلية العدوانية على الشعب الفلسطيني، بدل البحث عن ذريعة أو شماعة يعلقون عليها أخطاءهم هم، أو البحث عن كبش فداء يبرؤون به أنفسهم من المسئولية عن كل ما يقع من ظلم أو سفك دماء هنا أو هناك.
لقد وضع البروفيسور جون أسبوزيتو رئيس مركز التفاهم الإسلامي المسيحي في جامعة جورج تاون الأميركية يده على لب الحقيقة، حين أجاب على سؤال عن السبب في عداء العرب والمسلمين لأميركا، وهل يرجع إلى الفشل في توصيل الرسالة الأميركية إلى هذه الشعوب، فقال: "إن الفلسطيني الذي يستيقظ على طائرة الأباتشي الأميركية، والدبابة الأميركية، وهي تقتل أبناءه وتهدم بيته، ليس بحاجة إلى دعاية ليتعرف على أميركا، فهو يعرفها ويفهمها، وهو لا يلام في مقت أميركا، فهذا هو الوجه الذي فضلت أميركا أن تقدم به نفسها إليه". mahabbash@yahoo.com
توقيع : بسمة بني هاشم | لا إله إلا الله محمد رسول الله | |
| |