11-24-2007, 07:08 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | Nov 2007 | العضوية: | 1408 | المشاركات: | 7 [+] | بمعدل : | 0.00 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
كل ما يخص آل البيت شناعة من انتسب إلى غير أبيه شناعة من انتسب إلى غير أبيه
محمد الراشد
النسب لحمة شرعية بين الأب وولده، تنتقل من السلف إلى الخلف، حيث إذا استقر النسب، التحق المنتسب بقرابته وتعلقت به سائر الأحكام الشرعية المرتبطة بهذا النسب بما في ذلك من ترتب الآثار المنوطة به، من تحديد الأرحام، والمحارم، والولاية، والعقل، والإرث، والنفقة، وغير ذلك مما له علاقة مباشرة بهذا النسب.
ولما كان استقرار النسب استقراراً للمعاملات في المجتمع، فلا غرو أن وجدنا الإسلام حصنه وحماه حسماً لمادة العبث به من كل ما من شأنه أن يقوض أركانه أو يزلزل بنيانه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : -الولاء لحمة كلحمة النسب لا يباع، ولا يوهب، ولا يورث- -رواه الحاكم والبيهقي وصححه الألباني-.
بل ولم يكتف بذلك حتى زاد النبي صلى الله عليه وسلم فلعن من انتسب إلى غير أبيه بقوله صلى الله عليه وسلم : -ليس من رجل ادعى لغير أبيه - وهو يعلمه - إلا كفر ومن ادعى قوماً ليس له فيهم نسب، فليتبوأ مقعده من النار- -متفق عليه- وقال صلى الله عليه وسلم : -من ادعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً- -متفق عليه- وفي رواية لأبي داود: -فعليه لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة-قال الألباني: إسناده صحيح.
وقد قال جل وعلا في كتابه الحكيم: -وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفوراً رحيما- -الأحزاب: 4 - 5-.
وعليه فإن ما يقوم به بعضهم هنا وهناك بين الفينة والأخرى من تغيير الواحد لاسم أبيه أو عائلته أو قبيلته في الغالب بقصد تحقيق مصالح دنيوية نتنة، أو لكسب وجاهة مزعومة، أو بغية الترفع عن الانتساب إليهم، فما ذاك إلا من الكذب والزور القبيحين مع ما يحمل في ثناياه من احتقار لأبيه وعائلته وقبيلته بالتبرؤ من الانتساب إليهم، مما يجعله ذنباً في مصاف أكبر الكبائر والعياذ بالله، فضلاً عما يترتب على تغيير الأنساب من تحريم لما أحل الله وإحلال لما حرم الله، وذلك من الفساد الكبير في الأرض والشر المستطير الذي قلما يحصل التخلص منه نظراً للالتباس الفاحش الناجم عنه والفوضى العارمة المترتبة عليه.
وقد قال صلى الله عليه وسلم : -لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر- -متفق عليه-.
- ومن العجب العجاب أنك ترى أحدهم يقسم بالله العلي العظيم بين يدي القاضي بأنه يلتزم بقول الحق ولا يحيد عنه، ثم إذا بشهادته كلها لا تخرج عن كونها زوراً وكذباً وبهتاناً، والأدهى والأمر من هذا كله أنه يصطحب معه شاهدي زور ليشهدا له أمام القاضي بأنه من قبيلة معينة - والله يعلم أنه ليس منها والله يشهد أن المزورين لكاذبون - بل تجد أحدهم يحللها في نفسه أو يوري بما يريد أمام القاضي، معتلاً في نفسه بأنه قصد التورية لا الكذب، متجاهلاً متناسياً أن اليمين في هذا الموطن تكون على نية المستحلف قولاً واحداً، هذا فضلاً عن النصوص الواردة في سياق التوعد لمن اقترف هذه الجناية العظمى واجترح هذه الكبيرة النكراء، قال جل وعلا: -والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما- -الفرقان27- وقوله تعالى: -ستكتب شهادتهم ويسألون- -الزخرف: 91- وقول النبي صلى الله عليه وسلم : -ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، ثلاث؟- قالوا: بلى يارسول الله، قال: -الإشراك بالله، وعقوق الوالدين-، وجلس وكان متكئاً، فقال: -ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور-، فمازال يكررها حتى قلنا ليته سكت.
ثم فوق هذا فإن الشهادة يشترط فيها العلم وقول الحق، فلم يبق فيها من مجال لتورية متور واللعب بالألفاظ، قال جل وعلا: -إلا من شهد بالحق وهم يعلمون- -الزخرف: 68-، وقال تعالى: -وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين- -يوسف: 18-.
كما أن فيه أيضاً مع الأسف صنفاً آخراً من الناس ليس بأقل جناية من هؤلاء يشهدون لآخرين من أقاربهم من جهة الأم وليس الأب كالأخوال ومن كان في معناهم بأنهم من أقاربه، وهذا أيضاً هو من قبيل التبديل لشرع الله المستحق فاعله العقوبة البليغة التي تردعه وأمثاله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فيا من تورط في شيء من هذا الزور من الأقوال والرجس من الأعمال أوصيك بالإقلاع عنه وأن تتوب إلى الله وتستغفره مما ارتكبت من معاص واقترفت من مناكر.
فالفخر والمجد عند العقلاء ليس سبيل اكتسابهما الانتماء العرقي الصرف ولا الانتساب القبائلي المحض، ولكن الشأن الفعل كما قال الشاعر:
كن ابن من شئت واكتسب أدباً
يغنيك محموده عن النسب
فليس يغني الحسيب نسبته
بلا لسان له ولا أدب
إن الفتى من يقول ها أنا ذا
ليس الفتى من يقول كان أب
- وبناء على هذا فلا جرم أن دين الإسلام رفض التفاخر بالأنساب، كما نهى أيضاً عن الطعن فيها، فعن أبي بن كعب قال: انتسب رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال أحدهما: أنا فلان بن فلان بن فلان، فمن أنت لا أم لك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : -انتسب رجلان على عهد موسى عليه السلام، فقال أحدهما: أنا فلان بن فلان - حتى عد تسعة - فمن أنت لا أم لك؟ قال: أنا فلان ابن فلان ابن الإسلام، قال: فأوحى الله إلى موسى عليه السلام: أن قل لهذين المنتسبين، أما أنت أيها المنتمي - أو المنتسب - إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم، وأما أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة، فأنت ثالثهما في الجنة- -أخرجه الإمام أحمد في مسنده وصححه الألباني-.
توقيع : كاشف الكذابون | ليس من رجل ادعى لغير أبيه – وهو يعلمه – إلا كَفَرَ ، ومن ادعى قوماً ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار . http://saaid.org/Doat/Althahabi/18.htm | |
| |