11-15-2007, 09:30 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | Nov 2007 | العضوية: | 1365 | المشاركات: | 22 [+] | بمعدل : | 0.00 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
كل ما يخص آل البيت كل شريف سيدا وليس كل سيد شريفا عجبا إن الناظر فيما كتب عن آل بيت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم سواء كان في سيرهم أو أنسابهم أو أقوالهم وما شابهها يجد مجموعة من الألقاب والأسماء والأوصاف الكثيرة والمتنوعة التي ربما تجد عددا منها يخص أحادهم أو يعمهم جميعا أو إن عددا منها رجل واحد أو لمكان واحد أو أنها تتفق وتفترق وتأتلف وتختلف مما يجعل المطلع في حيرة من أمره ويتشوق لمعرفة شيء عنها لكي يستوعب ما يقرأ وما يسمع عن آل البيت النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم .
لقد احتد النقاش وكثر المختلفون في أمر لو رجع إلي التاريخ ورأي الشخص الحقائق كما هي لما جزع لأحد الطرفين وكان منصفا وكان هذه الاختلاف والله أعلم إن الشخص يبحث عن ألرفعه لنفسه ولأهله والعصبية قد تعمي المتعلم والفاهم وهي أمر من الجاهلية النتنة التي نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها ولا فضل على ابيض ولا اسود ولا احمر إلا بالتقوى وقد قال الله تعلى (( إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير )) أي إن القياس الذي تقاس به درجات الناس في المجتمع الإسلامي هو درجة تمسك المؤمن بدين الله فان زادت صلته بالإسلام ارتفعت قيمته في المجتمع الإسلامي وان انحسرت صلته بالإسلام قلت منزلته وقال النبي صلى الله عليه وسلم (( إن الله قد اذهب عنكم عيبه الجاهلية وفخرها بالإباء مؤمن تقي وفاجر شقي انتم بنو ادم وادم من تراب ليدعن رجال فخرهم بأقوام إما هم فحم من فحم جهنم أو ليكون أهون من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن )) . ولا يفهم من قولي إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن حريصا على حفظ النسب بل كان حريصا على حفظ النسب بدون فخر ولا تقليل من شأن الغير وروي قتيبة إن رجلا قال للبراء بن عازب رضي الله عنهما : أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين . قال : لكن رسول اقال:لى الله عليه وسلم لم يفر لقد رايته وانه لعلي بغلته البيضاء وان أبا سفيان اخذ بلجامها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( إنا النبي لا اكذب إنا ابن عبدا لمطلب )) وكان صلى الله عليه وسلم يفخر بقومه فيقول (( ونحن بنو النضر بنو كنانة )) وأجاب الأمام ألحليمي عن الأحاديث التي وقع فيها الانتساب إلى الآباء انه صلى الله عليه وسلم لم يرد الفخر وإنما أراد تعريف منازل أولئك ومراتبهم وهي إشارة إلي نعم الله تعالى فهو من التحدث بالنعمة .
ومن هذه الألقاب والتسميات التي أصبحت مجال خلاف كبير أو اتفاق وخصوصا من يخصهم الأمر وهم آل البيت من آل حسن ومن آل حسين رضي الله عنهما وهي لقب السادة ولقب الأشراف .
فهل بينهم فرق ؟ ومتى بدأت التسمية بهما ؟ ومن أطلقها ؟ إلي غير ذلك مما ستقرؤه أن شاء الله العرب.فلكل واحدة منها أصل بالغة العربية .
عن أسامة بن زيد قال : طرقت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليله في بعض الحاجة وهو مشتمل على شي لا ادري ما هو فلم فرغت من حاجتي قلت : ما هذا الذي أنت مشتمل عليه ؟ فإذا حسن وحسين على وركيه فقال : (( هذان أبناي وأبنا أبنتي اللهم أني أحبهالعرب.هما وأحب من يحبهما ))وعن أنس قال : سؤل الرسول صلى الله عليه وسلم أي أهل بيتك أحب إليك قال (( الحسن والحسين )) عن ابن عمر قال : النبي صلى الله عليه وسلم (( هما ريحانتي من الدنيا )) يعني الحسن والحسين عن أبي سعيد ألخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )) الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة )) حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد على بن زيد عن الحسن عن أبي بكره قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إذ صعد إليه الحسن فضمه إليه فقال : (( إن ابني هذا سيد وان الله عله إن يصلح به بين فئتين من المسلمين عظيمتين )) .
فلفظ التشريف تطلق على الرجل الماجد النبيل أو من كان كريم الآباء من جميع العرب .
ولفظ التسيد تطلق على الرجل الماجد النبيل وهو حق لكل عربي من ساد قومه وفاقهم بمكارم الأخلاق من جميع العرب.
وكانوا في حين من الزمن يذهبون إلى إن كل حسني شريف وكل حسيني سيد يريدون إن يجعلوا السيادة وقفا على ذرية الحسين دون غيرهم وقد جرى الفقهاء في حقبة من الزمن على الأخذ بهذا الاصطلاح في كثير من أبواب الفقه كالوقف والوصية وما جرى مجراهما فخصوا نسل كل سبط منهما بلقب وما ترتب على ذلك من الإحكام فكانوا مثلا إذا أوصى احد (( لسادة )) أهل البيت النبوي الشريف من ذرية السبطين أوصى ((للأشراف )) فلا يعطى الأشراف وهم ابنا الحسن ما وأوصى به إلى السادة وهم ابنا الحسين ولا يعطى السادة ما أوصي به إلى الأشراف مع إن الموصى ربما استعمل هذه الصفة وهو يقصد ذرية السبطين معا وقد جرس الخلفاء الفاطميون على هذا التفريق فقصروا اسم الشريف على ذرية الحسن فقط دون غيرهم من بني هاشم مع إن العباسيين جروا على الشريف لقب كل عباسي والواقع إن لقب الشريف وان كان من حق كل نبيل كريم شهم عربي غير انه اختص بأولاد فاطمة رضي الله عنها عرفا مطلقا ومثله لقب السيد فهو حق كل عربي من ساد قومه وفاقهم بمكارم الأخلاق غير انه في العرف المطرد اختص أبناء فاطمة .
قال ابن السكيت عن لفظ الشريف (( ولا يكون إلا لمن له أباء يتقدمونه في الشرف )) بغض النظر عن قبيلته أو عشيرته أو بلده شريطة أن يكون من العرب . ففي كتابات السابقين عن بعض الأفخاذ أو الفصائل يقولون فلان و فيهم والشرف و العدد يقصدون المجد والكرم له ولإبائه حتى إن بعض علماء النسب ألف كتابا سماه (( انساب الأشراف )) وقد ذكر فيه انساب العرب جميعا وابن منذر النيسابوري (( ت 318 هــ )) ألف كتابا سماه (( الإشراف على مذاهب الأشراف )) وهو في الفقه على المذاهب الاربعه وغيرها وألف المزي كتابا في الحديث سماه ((تحفة الأشراف )) يقصد طلاب العلم الشرعي أو طلاب الحديث وكل هذا يدل على إن لفظة (( الشريف )) يخص بها طائفة من بني البشر لهم ميزة بين البشر لنسب وحسب ومنزله وسيادة أو علم و فضل .
يدور في زمننا هذا كلام بين الناس إن هناك فرق بين السادة والأشراف فمن قائل إن الأشراف أبناء الحسن رضي الله عنه و السادة أبناء الحسين رضي الله عنه وقول أخر إن الأشراف لقب يطلق على من أصبح أميرا على مكة وهم ابنا الحسن رضي الله عنه والسادة من لم يكن كذلك وقول أخر إن لقب (( الشريف )) يطلق على من كان أبواه من آل البيت و (( السيد )) من كان والده من آل البيت :
أني وأن كنت من يدنيه أبطحه إلى الفخار وتنمية اخاشبه
حتى تعليه طورا فواطمه إلى النبي وأطوارا زيا نبه
لعبد أنعمك اللاتي ملأن يدي طولا وميزني عمن أناسبه
ولا يخفى على المطلع ضعف هذه الأقوال التي تصادم الحقائق التاريخية والعلمية فالحسن رضي الله عنه لقبه النبي صلى الله عليه وسلم بالسيد فلو صح القياس لقلنا السادة أبناء السيد لكن لا ننسى إن الحسين كذلك لقبه النبي صلى الله عليه وسلم بالسيد وهم أبناء الحرة المطهرة ألسيده فاطمة ثم إن الفاطميون الذين خصصوا لقب (( الأشراف )) لم يفرقوا بين الحسنين والحسينيين وان من أوائل من أشتهر بــ (( الشريف )) كان من أبناء الحسين إما بالنسبة لإمرة مكة فصحيحا أنها كانت فتره طويلة بيد أبناء الحسن رضي الله عنه مع حدوث بعض المنازعات الخفيفة مع أبناء عمهم الحسين رضي الله عنه وتغلبهم فترات يسيره لا كن كان أماره المدينة فتره طويلة بيد أبناء الحسين رضي الله عنه ويقال لهم الأشراف .
قال:لقلقشندي (( أمراء الأشراف من بني حسين الذين منهم الأمراء المستقرون في أمارتها إلى ألان وقد توفي القلقشندي (( 821 هــ )) وذكر أنها بأيديهم من عام (( 276 هــ )) ثم إن المطالع لتاريخ آل البيت وسلالات أنسابهم يجد من يطلق عليه لقب (( نقيب الأشراف )) من أبناء الحسن ومن أبناء الحسين رضي الله عنهما وقد ذكرت مهمة (( النقيب )) آل البيت النبوي ولقد أستغل هشام بن عبد الملك فرصة التهوين من نسب زيد بن على بن الحسين لكون أمه أمه حيث قال له : لقد بلغني يا زيد انك تذكر ألخلافه وتتمناها ولست هنا لك وأنت ابن أمه ! قال زيد : لك جوابا . قال : فتكلم . قال : أنه ليس أحدا أولى بالله ولا أرفق.ة عنده من نبي ابتعه وقد كان إسماعيل أبن أمه و أخوه أبن صريحة فختاره الله عليه وأخرج منه خير البشر وما علا أحد من ذلك أذا كان جده رسول الله وأبوه على بن أبى طالب كنت أمه .
قرأت في ( ملحق التراث ) في جريدة ( المدينة ) العدد 12236 وتاريخ 28/5/1417هـ مقالاً بقلم السيد / عبد الكريم بن إبراهيم آل غضية ، بعنوان " ما الفرق بين اللقبين: السادة والأشراف " وذكر ملخصاً لما كتبه في الأعداد السابقـة وخلاصته ومن الواضح إن لقب السيد والشريف يطلقان على إفراد آل البيت مجتمعه أو مفرده فخرجنا من مضى بما يلي.:
1_ إن إطلاق لقب سيد وشريف على أفراد من آل البيت كان قديماً .
2_ إن تخصيص لقب الأشراف على أبناء الحسن والحسين – رضي الله عنهما – كان في نهاية القرن الرابع الهجري .
3_ إن تدوين لقب الشريف أو السيد أمام أسماء آل البيت لم يكن معروفاً إلاّ في المتأخرين.
بقي أن نعرف هل هناك فرق بين هذين اللقبين إذا أطلقا على أبناء الحسن أو الحسين .
وانتهى المقال بتعليق من الكاتب بقوله : أما الذي أقوله في التفريقيلي:ما أنه لا فرق ، غير أن الفاطميين لما بسطوا سلطتهم على البلاد الإسلامية مثل : مصر ، والمغرب ، والحجاز ، وفلسطين ، وأجزاء من أرض الشام ، والعراق ، فرضوا تلقيب من وقع في هذه البلاد بالأشراف حسنياً أم حسينياً ومن كان خارج هذه البلاد ممن لم يقع تحت سلطتهم كأهل اليمن وبعض الشام والعراق وبلاد السند والهند وخراسان وما وراءها وسواحل إفريقية من آل البيت فكان الناس يطلقون عليهم السادة أو الأشراف وغالباً ما اشتهروا به لقب السادة وخصوصاً في اليمن لذلك نجد أن غالب من يعرف بالسادة في الحجاز أو مصر أو غيرهما مما كان تحت تسلط الفاطميين قد نزح من اليمن أو من البلاد التي لم يحكموها.
وكنت أود لو تفضل الكاتب فذكر المراجع التي استند إليها في قوله هذا والثابت تاريخياً خلاف ما ذكر وهذا الموضوع قد شغل حيزاً كبيراً من أطروحة علمية ( رسالة دكتوراه ) تقدم بها السيد سليمان عبد الغني مالكي في عام 1401هـ – 1981م بعنوان ( بلاد الحجاز منذ بداية عهد الأشراف حتى سقوط الخلافة العباسية في بغداد من منتصف القرن الرابع الهجري حتى منتصف القرن السابع الهجري )وبإشراف الأستاذ الدكتور محمد أمين صالح أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب بجامعة القاهرة وقد نال عليها درجة ( الدكتوراه ) وقد أوضح الدكتور سليمان عبد الغني مالكي في هذه الرسالة ما ذكره المؤرخون عن هذا الموضوع .
وإيضاحاً مني للالتباس الذي وقع في مقال السيد عبد الكريم أوضح ما يلي :
1_ من هم آل البيت ؟ لقد اختلف الفقهاء والعلماء في أهل البيت وأرجح الأقوال أن أهل البيت هم العلو يون آل الحسن وآل الحسين ولدي علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه – من زوجته فاطمة الزهراء ابنة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وجاء في التفسير أنه لما نزلت الآية الكريمة ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) أية 33 سورة الأحزاب ، دعا الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم - علياً وفاطمة وولديهما الحسن والحسين وأدخلهم تحت عباءته وقال – صلى الله عليه وسلم ( اللهم هؤلاء أهل بيتي ) ، أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
واستقرت أسرة آل الحسن وآل الحسين في مكة والمدينة واستطاعت بمناصرة الفاطميين الاستقلال بإمارة مكة والمدينة وحينما تولتا أمر مكة والمدينة أطلق عليهما الأشراف لتشريفهم إمارة مكة أو المدينة ، وأما الأسر التي لم تتول منها حكم مكة أو المدينة فيسمونهم السادة آل البيت.
2_ ذكر ابن فهد في إتحاف الورى :"فما أن تم الفتح الفاطمي لمصر عام 358هـ حتى أعلن كبير الأشراف الحسنين جعفر بن محمد بن الحسن من بني سليمان من آل الحسن بن علي بن أبي طالب استقلاله بإمارة مكة والدعوة للخليفة الفاطمي في خطبة الجمعة " .
وذكر الفاسي في شفاء الغرام الجزء الثاني " وما لبث أن حذا آل الحسين القاطنين المدينة المنورة حذو بني الحسن بأن أعلن طاهر بن مسلم الحسيني استقلاله بإمارة المدينة عام 360هـ وخطب أيضاً للخليفة المعز الفاطمي ".
3_ وذكر البرادعي في كتابه الدرة السنية ( وتولى السادة من آل البيت إمارة المدينتين المقدستين بالحجاز وأصبح يطلق لقب الأشراف على العائلة التي تحكم مكة أو المدينة نسبة إلى تشرفهم بإمارة مكة أو المدينة تمييزاً لبقية الأسرات العلوية التي لم تتول الإمارة) .
4_ وذكر الجزيري في كتابه درر الفوائد فرق.رت بوادر الخير بالنسبة لأهل الحجاز عندما بدأت الخلافة الفاطمية بإرسال الأموال والخلع إلى أشراف الحجاز وأسرهم وكذلك شحنات من الحبوب والبقول لسكان مكة والمدينة والقرى المجاورة لهما )
5_ نخلص مما ذكر أن لقب ( الشريف ) يطلق على كل من تولى إمارة مكة المكرمة أو المدينة المنورة وهو من أهل البيت السيد ويروي التاريخ أن الصحابي الجليل عتاب ابن أسيد تولى إمارة مكة المكرمة في عهد الرسول – صلى الله عليه وسلم – وهو أول أمير يتولى إمارة مكة المكرمة ولم يكن من أهل البيت سيداً لذلك لم يلقب بـ الشريف .
ومن ذلك يتبين أن إمارة هاتين المدينتين عندما تكون في أهل البيت السادة وعندما يتولى السيد هذه الإمارة يضاف إليه لقب الشريف نسبة إلى تشرفه بإمارة مكة أو المدينة وأيضاً أشار إلى ذلك معالي الدكتور محمد عبده يماني في كتابه " علموا أبناءكم محبة آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم . والذي أقوله في التفريق بينهما أنه لا فرق . غير أن الفاطميين لما بسطوا سلطتهم على البلاد الإسلامية مثل مصر والمغرب والحجاز وفلسطين وأجزاء من ارض الشام والعراق فرضوا تلقيب من وقع في هذه البلاد (( بالأشراف )) حسني كان أم حسينيا. ومن كان خارج البلاد ممن لم يقع تحت سيطرتهم وتسلطنهم كأهل اليمن وبعض الشام والعراق وبلاد السند والهند وفرسان وما وراءها وسواحل افريقية من آل البيت فكان الناس يطلقون عليهم (( السادة )) أو (( الأشراف )) وخصوصا في اليمن . لذلك نجد أن غالب من يعرف (( بالسادة )) في الحجاز أو مصر أو غيرهما مما كان تحت تسلط الفاطميين قد نزح من اليمن أو من البلاد التي لم يحكموها وهناك بعض الأقوال التي توضح باديتا من هم آل البيت لقد اختلف الفقهاء والعلماء من أهل البيت هم العلويين آل الحسن وال حسين ولدي علي بن أبي طالب كرم الله وجه من زوجته فاطمة الزهراء ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم وجاء في تفسير انه لما نزلت الآية الكريمة (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )) الآية ((33 سورة الأحزاب )) دعا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وولديهما الحسن والحسين وأدخلهم تحت عباءته وقال صلى الله عليه وسلم (( اللهم هؤلاء أهل بيتي )) أو كما قال عليه الصلاة والسلام واستقرت أسرة آل الحسن وال حسين في مكة والمدينة واستطاعت بمناصرة الفاطميين الاستقلال بأمارة مكة والمدينة أطلق عليهما الأشراف لتشريفهم إمارة مكة والمدينة وإما الأسر التي لم تتول منها حكم أو مكة المدينة فيسمونهم السادة آل البيت .
وذكر ابن فهد في إتحاف الورى (( فما أن تم الفتح الفاطمي لمصر عام 358 هـ حتى أعلن كبير الأشراف الحسنين جعفر بن محمد من بني سليمان من آل الحسن بن على بن أبي طالب استقلاله بأمارة مكة والدعوة للخليفة الفاطمي في خطبة الجمعة .
وذكر الفاسي في شفاء الغرام ج2 ( وما لبث إن حذا آل الحسين بأن أعلن طاهر بن مسلم الحسيني استقلاله بأمارة المدينة عام360 هـ وخطب أيضا للخلفية المعز الفاطمي .
وذكر البرادعي في كتابه الدره السنية (( وتولى السادة من آل البيت إمارة المدينتين المقدستين بالحجاز وأصبح يطلق لقب الأشراف على العائلة التي تحكم مكة أو المدينة نسبتا إلى تشرفهم بأمارة مكة أو المدينة تمييزا لبقية الأسر التي لم تتولى الإمارة وذكر الجز يري في كتابه درر الفوائد ((وظهرت بوادر الخير بالنسبة للأهل الحجاز عندما بدأت ألخلافه الفاطمية بإرسال الأموال والخلع إلى أشراف الحجاز وأسرهم وكذلك شحنات من الحبوب والبقول لسكان مكة والمدينة والقرى المجاورة لهما نلخص مما ذكر إن لقب ( الشريف ) يطلق على كل من تولى أماره مكة المكرمة والمدينة المنورة وهو من أهل البيت ( السيد )) ويروي التاريخ إن الصحابي الجليل عتاب بن أسيد رضي الله عنه تولى إمارة مكة المكرمة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أول أمير يتولى إمارة مكة المكرمة ولم ين من أهل البيت (( سيدا )) لذلك لم يلقب بــ ((الشريف )) ومن ذلك يتبين إن إمارة هاتين المدينتين عندما تكون في أهل البيت (( السادة )) وعندما يتولى السيد هذه الأمارة يضاف إليه لقب (( الشريف )) نسبة إلى تشرفه بأمارة مكة أو المدينة وأيضا أشار إلى ذلك معالي الدكتور محمد عبده يماني في كتابه (( علموا أبنائكم محبة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم )).
ذكر إن لقب (( الشريف )) تم فرضه من قبل خلفاء الدولة الفاطمية على من هم تحت سلطتهم في مصر والمغرب والحجاز وفلسطين وأجزاء من ارض الشام والعراق وخرج من ذلك أهل اليمن وبعض الشام والعراق وغيرها من الدول التي لم تصلها سلطة الفاطميين و هولاء يطلق عليهم السادة غالبا .وقال ( خصوصا في اليمن )وهذا صحيح لكن ليس على كل اليمن ففي الجبال يطلق على العالم منهم ذو الرئاسة والمنعة لقب (( الأمام )) وعلى من هو دونه (( الشريف )) وهي الغالبة كذا (( السادة )) .
قال تاج الدين عبد الباقي في تاريخ اليمن وفي سنة (( 697 هـ )) توجه الملك مؤيد إلى البلاد العليا وذلك عد امتناع الإشراف ن الصلح ودخ صنعاء لخمس مضين من ذي لقعده وفي تهامة يطلق عليهم (( السادة )) إما في حضرموت فيقال لهم (( السادة )) غالبا . وكذا (( الأشراف )) وكثير ما يقرن لفظا (( السيد )) و (( الشريف )) في الصفات والكنيات فيقال (( السيد الشريف فلان )) إما من بلغ درجه وقيمه من العلم فيطلق عليه (( الشيخ والأمام والفقيه )) على ما جرت به العادة أما في عصرنا الحضر فغلب عليهم لقب (( الحبيب )) ويجمع على (( حبايب )) وبه عرفوا وشهورا في بلادهم وفي غيرها مع إضفاء لقب (( الشريف )) و (( السيد )) أيضا عليهم .
قلت وإما لقب (( الشريف )) فهو المشهور علما على آل البيت النبوي في الأقطار كافه فبه يعرفون ويميزون وان من يطلق عليه هذا اللقب فهو من آل البيت غالبا سواء تقدم الاسم أو أتى بعده وقرن بلفظ (( السيد)) أولم يقرن.
وهذا اللقب معروفا في مصر قبل دخول الفاطميين إلى القطر وأورد الدكتور محمد ماهر حمادة في كتاب الوثائق السياسية والإدارية يقول عبارة عن كتاب جوهرة قائد المعز لدين الله الفاطمي إلى الشريف أبي جعفر مسلم بن محمد بن عبيدا لله الحسيني والأكيد إن لقب (( الشريف )) في مصر من قبل بسط ألدوله الفاطمية سلطتها على القطر وعلى بقية الأقطار الإسلامية التي انضوت تحت رايتها ولنا وقفه هنا وهي إن بلاد اليمن قد انضوت تحت سلطة الفاطميين المباشرة وغير المباشرة في عهد دولة علي ابن محمد الصليحي (( 439 هــ )) .
قال تاج الدين عبد الباقي اليماني في كتابه بهجة الزمن (( تاريخ اليمن )) وفي ليلة الاثنين ثالث جماد الأخر سنة تسع وثلاثين واربعمئه ظهر علي بن محمد الصليحي واستولى على اليمن في اقرب مده داعيا إلى الدولة العبيديه وبقية الدعوة في آل الصليحي ثم انطلقت إلي بني زوبع الهمدانيين وانحصرت الدعوة في (( عدن )) حتى قدوم الملك نوران شاه الأيوبي ((569هــ )) فأزال دولتهم وقطع دعوتهم وكانت حضرموت من ضمن البلاد التي انضوت تحت لواء الصليحيين الفعلي ولواء الزربعيين الاسمي ولم تغني شيئا مقامة الأمام الأباظي أبي إسحاق إبراهيم بن قيس إمام دولة الأباضيه الثانية في حضرموت لداعي علي بن محمد الصليحي .
فقلب الشريف عرف في اليمن بل انه ظهر وانتشر في عهد دعة الدولة العبيديه الفاطمية ((439- 569 هــ )) ولهذا لما كان لقب (( الشريف )) علما على آل البيت النبوي وبما جرت به عادة الناس في بلاد العرب بخاصة وبلاد المسلمين عامة .
أقول إذا صحت فراتي لهذا النص من الكاتب الكريم فأنه يلزم إن كل شريف سيد وليس كل سيد شريفا وهذا ينافي الواقع وما تعارف عليه الناس خواصهم وعوامهم وبيدنا صورة وثيقة أثبتها محقق كتاب (( شمس الظهيرة )) مرسله من سلطان المغرب الشريف محمد بن عبدا لله بن إسماعيل العلوي الحسني المتوفى ((1204 هـ )) مع صله للسادة الأشراف آل باعلوي في مكة والمدينة وخاطبهم فيها بــ (كافة الشرفاء أولاد عمنا أهل بيت باعلوي ) وإذا أثبتنا القاعدة التي تقول إن كل شريف سيد وليس كل سيد شريفا فهذا ينافي لقب التشريف عن السادة آل باعلوي وليس الأمر كذلك فخطاب سلطان المغرب الشريف الحسني لهم بلقب التشريف لا يلزم كونهم من حكام الحرمين الشريفين .
وعلى ذلك فكلا الفريقين سادة إشراف لا فرق بينهما لانتمائهما إلي جد واحد هو سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وبهذا فكل من ينتسب إلى الحسن أو الحسين رضي الله عنهما شريف سيد وسيد شريف في آن معا .
أخر تعديل بواسطة الهاشمي الاهدل ، 11-15-2007 الساعة 09:55 PM |
| |