11-08-2007, 10:00 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | Oct 2006 | العضوية: | 397 | المشاركات: | 1,531 [+] | بمعدل : | 0.23 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
مشاهير من آل البيت سكينة بنت الحسين رضي الله عنها
جاء اهل الكوفة يعزونها في مقتل زوجها، فقالت لهم: الله يعلم اني ابغضكم، قتلتم جدي عليا، وقتلتم ابي الحسين، وزوجي مصعبا فبأي وجه تلقونني؟ يتمتوني صغيرة، وأرملتموني كبيرة!
خرجت مع ابيها الحسين بن علي، رضي الله عنه، وعمرها آنذاك اربعة عشر عاما، وعلى بعد ثلاثة اميال من كربلاء ظهر جيش عدده الف مقاتل امر بتجهيزه عبيد الله بن زياد بأمر من يزيد بن معاوية، وكان الحسين قد خرج متوجها الى العراق في ركب قليل كانت معه ابنته، فجمع اهله وقال لهم: يا ام كلثوم وانت يا زينب وانت يا سكينة وانت يا فاطمة وأنت يا رباب، اذا انا قتلت، فلا تشق احداكن علي جيبا، ولا تخمش وجها، ولا تقل هجرا (اي لا تقول كلاما قبيحا)، فلما سمعت سكينة هذا الكلام اخذها البكاء، واخذت دموعها تتساقط وهي الفتاة الرقيقة ذات الحس المرهف، التي لم تبلغ من العمر العشرين، ولكن معرفتها بأن مصير المجاهد الشهيد الجنة، كانت تخفف عنها الحزن وتلهمها الصبر، ولما اشتد القتال بين قافلة الحسين، رضي الله عنه، التي تجاوزت السبعين بقليل، وبين ذلك الجيش الذي ارسله يزيد بن معاوية حيث كان عدده في بداية الامر الف رجل، سرعان ما طوق الجيش قافلة الحسين وفتك بها، وفي ذهول وقفت سكينة تنظر الى البقايا والاشلاء، ثم ألقت بنفسها على ما بقي من جسد ابيها، وفيه ثلاث وثلاثون طعنة واربع وثلاثون ضربة، وعانقته، ولكنهم انتزعوها من على جسد ابيها بالقوة، والحقوها بركب السبايا، فألقت سكينة نظرة اخيرة على ساحة القتال المملوءة بجثث الشهداء، ودارت الايام، وعادت سكينة الى الحجاز حيث اقامت مع امها رباب في المدينة.
هذه هي السيدة سكينة بنت الحسين بن علي بن ابي طالب، رضي الله عنهم، وامها الرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن اوس.
ولم يمض وقت طويل حتى توفيت الرباب، وعاشت سكينة بعدها في كنف اخيها زين العابدين، وكانت قد خطبت من قبل الى ابن عمها عبدالله بن الحسن بن علي فقتل بالطائف قبل ان يبني بها، فكانت، رضي الله عنها، ترفض الزواج بعد هذه الاحداث، ولما جاء مصعب بن الزبير يريد الزواج منها تزوجته، وكان شجاعا جوادا ذا مال ومروءة حتى قيل فيه: 'لو ان مصعب بن الزبير وجد ان الماء ينقص من مروءته ما شربه'، وانتقلت سكينة الى بيت مصعب وكان متزوجا من عائشة بنت طلحة، وظلت سكينة تسعد زوجها، ولكن اين تذهب من قدرها المحتوم، فسرعان ما قتل مصعب، ثم تزوجت عبدالله بن عثمان بن حكيم بن حزام، وانجبت منه: عثمان، وحكيم، وربيعة، ثم مات عنها بعد ذلك، واستقر بها المقام في المدينة، حيث يسجي جدها المصطفى، صلى الله عليه وسلم، ولدت في سنة سبع واربعين من الهجرة وسميت آمنة على اسم جدتها آمنة بنت وهب، ولقبتها امها الرباب سكينة، واشتهرت بهذا الاسم، وفي الثلث الاخير من حياتها اشتغلت بتعليم المسلمين، حيث شربت من بيت النبوة افضل الاخلاق فوصفت بالكرم والجود، واحبت سماع الشعر فكان لها في ميادين العلم والفقه، فوصفت بالكرم والجود، واحبت سماع الشعر، فكان لها في ميادين العلم والفقه والمعرفة والادب شأن كبير.
توفيت السيدة سكينة، سنة 117 ه، بعد ان تجاوزت الثمانين من عمرها، رضي الله عنها وارضاها. رواية أخرى سكينة بنت الحسين بن علي رضي الله عنهم نسبها وولادتها: هي آمنة بنـت الحســين بـن علـي بـن أبي طالب, ولـدت في سنة 47 هـ، وسـميت باسـم جـدتـها أم النبـي، ثـم لقـبتها أمـها الـرباب بنت امرئ العتيى بن عدي بن أوس بن جابر تزوجها مصعب بن الزبير بن العوام رضي الله عنهم: بسـكينة ، وقـد استقبل الـبيت الهــاشمـي قبـلهـا مـولـد أخيهـا الشقيق ( عبد الله بن الحسين ) الذي استشهد مع أبيه رضي الله عنه. فقد عاشت السيدة سكينة فاجعة كربلاء فأصيبت بأبيها وبأخويها علي وعبد الله، وعمومتها وزوجها وبني عمومتها وأصحاب أبيها رضوان الله عليهم أجمعين، وقد أثرت فيها مصيبة أخيها الرضيع تأثيراً عظمياً حتى أنها لم تستطع أن تقوم لتوديع الحسين ولحظ ذلك سيد الشهداء فوقف يكلمها مصبراً وهو يقول : سيطول بعدي يا سكينة فأعلمي منك البكاء إذا الحمام دهاني لا تحرقي قلبي بدمعة حسرة ما كان مني الروح في جثماني فإذا قتلت فأنت أولى بالذي تأتينه يا خيرة النسوان صفاتها وحياتها: نبيلة شـــاعرة كريمة مــن أجمــل النســاء وأطيبــهن نفســــا. كانت سيدة نســاء عصــرها ، تجالــس الأجــلة مـن قريــش، وتجمـع إليـها الشــعراء فيجـلسون بحـيث تراهــم و لا يــرونها، وتســمع كلامــهم فتفــاضل بينــهم وتنــاقشهم وتجــيزهم. دخــلت علــى هشـام الخلــيفة وسـألـته عمـامـته ومــطرفه ومــنطقـته، فــأعــطاهـا ذلك. وقــال أحـد معاصـريها: أتيـتها و إذا ببــابها جــرير والفــرزدق وجــميل و كثـير ، فأمرت لكل واحد بألف درهم. زواج سكينة : إن أخبار زواج سكينة بنت الحسين فيها من التناقض والاضطراب والتناقض الشيء العجيب، مما لا يُقبل لامرأة بسيطة، فكيف هذا مع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى اشتهر عنها من قبل بعض المؤرخين أنها امرأة مزواج، إذ تزوجت ثماني مرات، وفي هذا مبالغة عجيبة غريبة، وقد اتفق الشيعة وبعض أهل السنة على أنها تزوجت اثنين فقط هما : ابن عمها الحسن، وقيل هو عبد الله بن الإمام الحسن رضي الله عنه، ومصعب بن الزبير، وعذرهم في عدم قبول تلك الروايات، أنها تجمع الرجل وجده في زواجها، وتذكر أناسا، لا يمكن أن يكونوا على مسرح الأحداث فترة حياة سكينة، حيث كانوا في عداد الأموات. ويرى الباحث هنا أن ما كتب من تاريخ في العصر الأموي، فيه الكثير من تزييف الحقائق والظلم لكثير ممن عاشوا في تلك الفترة من الزمن. وليس هذا في حق آل النبي فحسب، بل وفي حق الأمويين أنفسهم، ففي حين نجد بعض المؤرخين يصفون فاطمة بنت عبد الملك زوج عمر بن عبد العزيز بالتقوى والدين والورع، نجد أبا الفرج الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني يورد أخبارا في تعرضها لعمر بن أبي ربيعة ، وسماع شعره في الغزل الصريح . .
سكينة شاعرة : لم نجد من شعرها إلاّ أبياتا قليلة قالتها ترثي أباها الحسين رضي الله عنه، ولقلة شعرها شكك بعض الباحثين في كونها شاعرة وناقدة، تسمع للشعراء وتنقدهم، وفي أمالي الزجّاج عدّة أبيات قالتها سكينة ترثي أباها الحسين رضي الله عنه : لا تعـذليه فـهمّ قـاطعٌ طُـرقُـه فعينه بـدمــوع ذُرَّفٍ غدقة إنّ الحسين غـداة الطف يـرشقه ريب المنون فما أن يُخطىء الحدقة بـكفّ شــرّ عبـاد الله كلّهـم * نـسل البغايا وجيش المرّق الفسقة يا اُمّة السوء هاتوا ما احتجاجكـم غـداً وجلُّكـم بـالسيف قد صفقه الويـل حلّ بكـم إلاّ بمن لحقـه صيّـرتمـوه لأرمـاح العِدا درقـة يا عين فاحتفلي طول الحياة دمـاً لا تبكِ ولـداً ولا أهـلاً ولا رفقـة لكن على ابن رسول الله فانسكبي قيحاً ودمعاً وفي إثرهما العلقة سكينة الأديبة الناقدة : اجتمع بالمدينة راوية جرير وراوية كثير وراوية نصيب وراوية جميل ورواية الأحوص فادعى كل رجل منهم أن صاحبه أشعر ثم تراضوا بسكينة بنت الحسين فأتوها فأخبروها فقالت لصاحب جرير أليس صاحبك الذي يقول : طرقتك صائدة القلوب وليس ذا حسين الزيارة فارجعي بسلام وأي ساعة أحلى للزيارة من الطروق قبح الله صاحبك وقبح شعره ، ثم قالت لصاحب كثير: أليس صاحبك الذي يقول: يقر بعيــني ما يقـر بعينها وأحسن شيء مابه العين قرت كأني أنادي صخرة حين أعرضت من الصم لو تمشي بها الصم زلت صفوحا فما نلقاك إلا بخلية فمن مل منها ذلك الوصل ملت خليلي هذا ربع عزة فاعقلا قلو صيكما ثم ابكيا حيث كلت فليس شيء أحب إليهن و لا أقر لأعينهن من النكاح أفيجب صاحبك أن ينكح قبحه الله و قبح شهره. ثم قالت لراوية جميل: أليس صاحبك الذي يقول: فلو تركت عقلي معي ما طلبتها ولكن طلا بيها لما فات من عقلي فان وجدت نعل بأرض مضلة من الأرض يوماً فاعلمي أنها نعلي خليلي فيها عشتما هل رأيتها قتيلاً بكى من حب قاتله قبلي ما أرى لصاحبك هوى إنما يطلب عقله قبح الله صاحبك و قبح شهره.ثم قالت لصاحب نصيب: أليس صاحبك الذي يقول: أهيم بدعد ما حييت فأن أمت فوا حزني من ذا يهيم بها بعدي كأنه يتمني لها من يتعشقها بعده قبح الله صاحبك و قبح شهره إلا قال: من عاشقين لراسلا و تواعدا ليلاً إذا نجم الثريا حلقا باتا بأنعم ليلة و ألذها حتى إذا وضح الصباح تفرقا قال: نعم. قالت قبحه الله و قبح شعره إلا قال تعانقا. وخرج كثير في الحج بجمل له يبيعه فمر بسكينة بنت الحسين ومعها عزه وهو لا يعرفها. فقالت سكينة: هذا كثير فسوموه بالجمل فساموه فاستام مائتي درهم. فقالت : ضع عنا. فأبى فدعت له بتمر وزبد، فأكل ، ثم قالت له: ضع عنا كذا و كذا لشيء يسير فأبى. فقالوا أكلت يا كثير بأكثر مما نسألك. فقال : ما أنا بواضع شيئاً. فقالت سكينة: اكتشفوا عنها و عن عزة فلما رآهما استحيا وانصرف و هو يقول: هو لكم هو لكم. و قالت سكينة لكثير حين أنشدها قصيدته التي أولها: أشتاقك برق آخر الليل واصب تضمنه فرش الجبا فالمسارب تألق واحمو في وخيم بالربى احم الذرى ذو هيدب متراكب اذا زعزعته ارزم جانب بلا خلف منه و أومض جانب وهبت لسعدى ماءه و نباته كما كل ذي ود لمن ود واهب لتروى به سعدى و يروى صديقها و يغدق أعداد لها و مشارب أتهب لها غيثاً عاما جعلك الله والناس فيه أسوة؟ فقال يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفت غيثاً فأحسنته وأمطرته وأنبته وأكحلته ثم وهبته لها: فقالت: فهلا وهبت لها دنانير و دراهم. شخصيتها الاجتماعية: السيدة سكينة، كانت بادية الاعتزاز بنسبها العالي وشرفها الرفيع. وكان خصومها لها، يقرون لها بهذا الاعتزاز ويرونها أهلا لأن تباهي به من تباهي فتسكته.وفي الأخبار، أن سكينة شهدت يوما مأتما فيه بنت لعثمان بن عفان فقالت العثمانية: أنا بنت الشهيد . فأنكر المجلس أن تفخر بأبيها على مسمع من بنت غذي النبوة سيد الشهداء, على حين أمسكت (سكينة) صامتة لا تعلق، إلى أن أذن المؤذن من المسجد النبوي للصلاة، فلما بلغ قوله : ( أشهد أن محمدا رسول الله ) التفتت سكينة إلى بنت عثمان وسألتها : هذا أبي أم أبوك ؟ فأجابت العثمانية في تواضع : لا أفخر عليكم أبدا. وكانت شجاعة اللسان والجنان : سمعت أن ابن مطير خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم المرواني يشتم جدها كرم الله وجهه، من فوق منبر جدها عليه الصلاة والسلام ( فكانت تجيء يوم الجمعة لتشهد صلاة الجماعة، فتقوم بازاء الحارث إذ يصعد المنبر، فإذا شتم عليا كرم الله وجهه تصدت له سكينة فشتمه، ثم أمرت جواريها أن يشتمه، فلا يملك ابن مطير أن يرد عليها . .
بل يكتفي بأن يأمر الشرطة بضرب الجواري ). وفاتها : توفيت سكينة بنت الحسين بن علي رضي الله عنهم في ربيع الأول يوم الخميس عام 117 هـ وعمرها خمس و سعبون عاماً في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام . وكان على المدينة خالد بن عبد الله بن الحارث بن الحكم، في عهد هشام بن عبد الملك.
|
| |