11-07-2007, 11:38 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | May 2007 | العضوية: | 867 | المشاركات: | 115 [+] | بمعدل : | 0.02 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المنتدى العام المفتوح حواء والرجل الوحش . . . . . من أرشيفي الخاص
===
بسم الله الرحمن الرحيم
انتشرت في الآونة الأخيرة الرسائل الصوتية والأخبار المصورة والمكتوية عن ظلم الرجل للمرأة وربما وحشيته في التعامل معها،،،
حتى أن رسائل الهاتف الجوّال القصيرة لم تخلو من هذا الجانب وبصورة فكاهية ساخرة في بعض الأحيان،، وامتدت لتصل فيما نراه اليوم من بعض مشاهد على هذه الهواتف
ويا كثر ما نسمع مقولة:
(الرجل أصبح وحش ...)
لقد أثارني هذا التعبير كثيراً ووجدت نفسي مجبراً على كتابة هذه الكلمات وهي ليست دفاع عن بني جنسي أو تحيّز لهم إنما هي كلمات تبحث عن أذن تعيها جيداً:
إن التغير الذي طرأ علينا من وراء ما يسمّى بالحياة العصرية ومجاراة حياة الغرب في أغلب وأدق التفاصيل، لم يغّير ملامح الرجل وصفاته فحسب،
بل إنه استبدل الكثير من المعايير والقيم الأساسية في تكوين حضارتنا وثقافتنا، وزرع مكانها رغبات ونوازع بديلة، ليجعل منا شبيهي بشر نؤمن بالماديات والمصالح الشخصية أكثر من أي شيء آخر.
وبما أن الحديث سيكون حول الرجل وما طرأ عليه من متغيرات وعلى مفاهيمه وسلوكياته فإنني لن أتشعب في الحديث عن موضوع التغيّر، وسأكتفي بتغير الرجل وذكر بعض الأسباب وراء ذلك التغير من وجهة نظري "كرجل".
فالرجال لم يقفوا موقف المتفرج إزاء هذا التغيير الذي طرأ على المجتمع ككل، بل تماشوا معه فأصبح السائد على كمٍ كبير منهم، أنهم أحبوا هذه الحياة الجديدة وأرادوا الابتعاد عن المسئولية وحملها الثقيل خصوصاً وأن المرأة دخلت ساحة المنافسة وبقوة،
فأصبح الرجل منّا ينتمي إلى واحد من فريقين:
إمّا مؤيد للمناداة بحقوق المرأة المزعومة وهو بذلك يحاول كسب ودها ورضاها – و يختلف الدافع في ذلك من رجل لآخر –
وإمّا معارض لها وهو بذلك يتصادم معها كثيراً.
هذا طبعاً بشكل عام.
كما أن هناك فريق ثالث وهو متذبذب بين هذين الفريقين ولكنه يمثل أقلية.
أمّا بالنظر إلى ما يفعله شباب اليوم من معاكسات ومضايقات للفتيات، وفضائح ومطاردة لهن من أجل أغراض دنيئة وبذل الغالي والنفيس لكسب ودهن،
فذلك لأن الوازع الأخلاقي والديني قد قل كثيراً لدى هؤلاء الفتيان،
بل ويكاد يكون معدوماً لدى البعض منهم – وهذا يجعلني أتعلق أكثر بالحديث الذي أكرره دوماً: وهو التربية وأهمية ما يغرسه الآباء في نفوس أبنائهم منذ الصغر.
فالفتى لم يتربى على احترام الآخرين وتقدير أمانتهم وطمأنينتهم،
ولم يُدَّرس احترام وتقدير المرأة ووجوب صونها وحمايتها والدفاع عنها حتى لو لم تكن قريبته، فهي أخته في الأصل إن نحن عدنا للجذور،،
وكذلك لم تُزرع به روح الشهامة والغيرة الحقيقية فنجده بعض الأحيان يتصرف تصرفات ظاهرها النُبل وشهامة الرجل العربي التي أقرّها الإسلام وشجّع عليها وباطنها الخبث والدهاء والمكر للوصول إلى مبتغاه،
وهو بذلك مقلدٌ ماهر قد فاق حدود ما تعلمه من الحضارة المعكوسة ليضفي عليها لمسات خاصة مبدعة.
أيضاً لا نستطيع أن نلقي اللوم كله على الفتى وحده هنا فالفتاة في وطننا الحبيب تغيرت عن السابق كثيراً،
فنحن نرى الكثير من الفتيات اليوم وقد قلدن الغرب في الكثير من أمورهن؛
فضاعت الحشمة في ردائهن فهن يلبسن ما يجلب الانتباه ويصف المحاسن الكامنة لديهن ويضعن من المساحيق والعطور ما يغري الرجل لأن يحاول التعرف على الفتاة وملاطفتها لعله يفوز بقلبها ومن ثم بقربها، و
يخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقد يكون ذلك لمجرد التسلية والتلاعب بها أو لأي سبب آخر.
كما أننا لا نرى ذلك الحياء الذي يميز الفتاة العربية المسلمة عن غيرها وكل ذلك يدفع الرجل ويغريه للتحرش بالمرأة، ومحاولة الاتصال بها بأحد الطرق التي أتاحتها وسائل التقنية الحديثة ووجهت له هذه المرأة الدعوة عبرها بطريق مباشر أو غيرمباشر.
في السابق كانت الفتاة كنزٌ ثمينٌ مكنونٌ يحافظ عليه الرجل بكل قوته
والآن وبعد أن أصبح الكنز مكشوفاً يراه ويعلم عنه الجميع أصبح الرجل يسعى جاهداً للوصول إليه والظفر به قبل غيره لكن ظفراً مختلفاً لا يدوم إلا لبعض الوقت.
أنا هنا بالطبع لا أعمم ولكن أصف أمراً بات ظاهراً للعيان.
والحديث هنا طويل ولن أدخل في تفصيل ما يحدث بين الأزواج من مغالطات قد تدفعهما أو احدهما للخطأ في عملية الاتصال بآخرين من الجنس الآخر،
فهذا وحده يحتاج إلى وقفات كثيرة وليسمجرد مقال بسيط كهذا.
ولكن باختصار إن ما يحدث لرجال اليوم هو مسؤولية مشتركة يتحمل الرجل نفسه منها شيئاً وأهله (والديه) بدرجة أكبر وكذلك المجتمع بأسره ،،،
وأيضاً لا ننسى حواء نفسها فهي قد ساهمت في صنع هذا .. الرجل الوحش .. إذا صح التعبير ...
محبكم / أبو محمد
توقيع : الأجودي |
.
.
=-=-=-=-=-= | |
| |