دفاع الشريف محمد ابي نمي الثاني بن بركات عن ثغر جده
في عام 948 هـ ـدخلت طائفه كبيره من البرتغال البحر الأحمر وقصدوا جده ونزلوا المرسى المعرو ف في خمسة وثمانين مركبا حربيا مشحونه بالرجال والسلاح وأن أمر هذه الدوله قد أستفحل يومئذ جهة إستعمار الشرق قبل ألإستعمار الغربي الأخير ببضعة قرون، فلما علم الشريف محمد أبو نمي الثاني أعلن الجهاد ونودي في نواحي مكه أن من صحبنا له أجرالجهاد وعلينا السلاح والنفقه فلبى النداء الناس للجهاد المقدس ولقد بلغ أهل الجهاد مبلغا عظيما وتكفل الأمير بجميع نفقاتهم وكانت عيون الكفار تدور عليهم كل حين فشاهدوا المجاهدين يزدادون عددا وعتادا وعيشا رغدا فلقد كان خدام الشريف يتوجهون إلى أطراف البلاد يحضرون ما يجدونه من أنوع الطعام حتى فرغت الحبوب بل كادت تعدم وعندها أبقوها لخيلهم وأقدموا على نحر الإبل لكل مائه نفس (ناقه أو بعير ) واستمر ذلك الحال مده حتى قال بعض المقربين للأمير : إن هذا الفعل يستأصل ما عندنا من الإبل فأجابه الأمير إنني نويت أن أنحر ماأملكه ويملكه أولادي وأحفادي فإذا نفذت الإبل نحرت الخيل ، ثم كل حيوان يجوز أكله والغرض من جمع الرجال والسلاح وإستمراره على المرابطه على ثغر جده هو للدفاع عن دخول الكفارثغرجده وإظهار القوه لهم وإصراره على أن يطردهم ويرهبهم ، ولما قرب زمن الحج أصدر أمره إلى إبنه الأمير الشريف أحمد أن يذهب إلى مكه ليقابل الأمراء ويلبس الخلعه الوارده ويحج بالناس على عادة أجداده ،و إبنه أحمد هوا الذي كان قد اشركه السلطان سليمان مع والده في الحكم عام 945 هـ وظل معه إلى أن توفى في عهد والده عام 961هـ وهو جد الأشراف المناديل وآل حرزا ، فلما وصل أمراء الحج أصروا على أن يتوجهوا إلى والده لمقابلته والتشرف بالسلام عليه وإلباسه الخلع فقابلوه و وجدوه في اشد الكرب ما يكون المحارب لابسا درعه و سلاحه في أقوى صور القاده المجاهدين ، ولما قرب الأمراء أمربإطلاق المدافع ، فأطلقت لمقابلتهم نحو ثلاثمائة مدفع ، فألبسوه الخلع الوارده من السلطنه , ثم انصرفوا الأمراء راجعين إلى مكه حرسها الله وكانت أعين الكفار لاتزال تراقبهم قرب المرسى ،فلما رأو ما رأوه من صبره وحصاره لهم أنقلبوا خاسئين ....... عندها كبر المجاهدين وحمدوا الله على أن طرد أعدائهم عنهم ودعوا ألله أن ينصرأميرهم المجاهد ويعزه فلما بلغ أمر تعبئة الجهاد للسطان سليمان خان آل عثمان زاد في إكرام الشريف وإجلاله وانهالت على الشريف أبي نمي الثاني الإنعامات التي لاتحصى من السلطان وحصل لأهل مكه الخير الكثير بسب وقوفهم وإظهار القوة للدفاع عن ساحل جده وهذه الصوره تمثل جهاد الشريف محمد أبي نمي الثاني هوا وجنو ده ضد العابثين . فسبحان مغير ألأحوال . مشهور

[img]http://www.2mr2.com/up/uploads/5d57700f46.jpg" border="0" alt="" />[/IMG]