تداركتها رحمة الله



بقلم د. عادل العبد الجبار




عائلة صغيرة ومتحابة تجمعها الألفة والمحبة والمودة لا تفرقهم الظروف يعملون سوا لأجل أن يبقوا معا !!


هذه العائلة مكونه من سعد ذلك الشاب اليافع الذي يبلغ 22 سنة ويدرس في آخر مستوى تخصص إعلام وعنده
أخته الهنوف وتبلغ 20 سنة وتدرس في كلية التربية وأخوهما الصغير فيصل 16 سنة


وهذه العائلة فاقدة للحنان بعد وفاة والدتهم قبل ست سنوات في حادث سيارة مع خالهم !!

كانت الهنوف أشبه بالوردة اليانعة ... فتاة ودودة ... حنونه ... مؤدبة .... كانت باختصار حلم كل الشباب ,,,,,

حدثت للهنوف بعض المشاكل في دراستها واضطرت ان تنسحب قليلا من الدراسة والجلوس في البيت
لفترة مؤقتة ربما تطول وربما لا !!

هدى ابنة خالة الهنوف فتاة متهورة قليلا متفتحة كثيرا على العالم الخارجي وليست مثل الهنوف ...
استكانت الهنوف لابنة خالتها هدى وخالطتها كثيرا لقضاء فترة الفراغ التي تحيط بها خصوصا بعد
حذف الترم والجلوس في المنزل ..

ارتبطت الهنوف بهدى كثيرا وأصبحت تقضي معها أغلب أوقاتها ومرت الأيام والساعات والاثنتان أمام
بعضهما البعض وبدأت عندها هدى بتسميم أفكار الهنوف ودس السم في تلك الزهرة اليانعة لإفسادها ..
دعونا نقول من غير قصد !!

مرت الأيام وأنتشرت لعنة الإنترنت في المجتمع وبدأ الناس يتحدثون كثيرا عن هذا المدعو إنترنت !
هذا الضيف الغريب المخيف نوعا ما ...

زرعت هدى أول لغم فتاك في رأس الهنوف وذلك بإدخال الإنترنت عنوة في حياة الهنوف ..
يوما وراء يوم وهدى تتكلم عن هذا الإنترنت أمام الهنوف .... ومن باب حب الاستطلاع أرادت الهنوف
الغوص في غمار هذا الإنترنت لمعرفة المزيد عنه ربما من باب المعرفة لا أكثر ولا أقل ولكنها لم
تعلم أن هذا هو بداية النهاية بالنسبة لها ...

سعد أخ الهنوف كان شاب مثاليا لا يرد أخته في أي طلب وكان واثقا منها كل الثقة .....
ذهبت الهنوف لسعد وخاطبته قائلة إنها تريد أن تشغل نفسها بشيء يقضي وقت فراغها
عوضا عن الذهاب لبنت خالتها هدى !!!


عندها استغرب سعد وسأل سؤالا عاما مثل ماذا يالهنوف ؟ أجابت : الإنترنت !!!


لم يكن سعد يعلم عن مخاطر الإنترنت ولم يكن يريد أن يرد أخته في أي طلب خصوصا بعد أن تركت الدراسة مؤقتا لأنه لا يريد أن يشعرها بالنقص !!!!

ذهب سعد مسرعا وأحضر كل المستلزمات المتطلبة من جهاز كمبيوتر واشتراك إنترنت لأجل عيون
أخته الهنوف ....
فرحت الهنوف لذلك كثيرا ولم تستطع أن تتمالك نفسها فذهبت إلى الهاتف وهاتفت هدى وهي فرحة مسرورة
لتخبرها أن الإنترنت أصبح بين يديها وهي لا تعلم أنها بدأت بحفر قبرها للتو !!

ضحكت هدى قليلا ثم قالت للهنوف اصبري أنا قادمة إليك .. الآن سوف نعيش فعلا !!
تلك الكلمة المخيفة والتي تحمل بين طياتها الكثير من المعاني الموجسة !!

أتت هدى وأخذت تغوص في بحور الإنترنت ومعها الهنوف كمتفرجة فقط !! بدأت بالشات
مرورا بالمسنجر وانتهاء بالمحادثة الصوتية .. والهنوف مازالت متفرجة !!
تركتها هدى وذهبت وبقيت الهنوف وحدها مقابلة للجهاز!! في ليل أظلم!! لا تعلم ماذا تفعل .

عادت بها الذكريات قليلا وقالت لم لا أفعل كما فعلت هدى ولكن بحذر!!
دخلت الهنوف أحد الشاتات التي دخلتها هدى .. وهناك وبينما هي تتفرج فوجئت بتركي
أحد زوار الشات يطلب التحدث معها .. لم تمانع لأنها لا تعلم ماذا يخفي !!


تحدثت الهنوف معه وأعجبها أسلوبه ولباقته وجمال كلامه ... بدأ تركي يتغلغل إلى أعماق الهنوف وبدأ يعمل كملهمها الأول في الإنترنت ... يوما ما طلب يركي من الهنوف أن تضيفه مسنجر ؟؟
لم تكن الهنوف تعلم ماهو المسنجر فما كان منه إلا أن عمل لها واحدا وأضاف نفسه فيه
وأهداها إياه .. فرحت الهنوف كثيرا .. وبدأت تدخل يوما وراء يوم بحثا عن المدعو تركي!!

مرت الأيام والهنوف وتركي يوميا يغوصان سوية في بحر الإنترنت !!
وفي يوم من الأيام سأل تركي الهنوف سؤالا غريبا ! الهنوف هل لديك صورة لك ؟
كان هذا سؤاله الغريب الذي يطمع من ورائه للكثير والكثير ..
فأجابت الهنوف بكل عفوية نعم وكثير في جهازي وحينها أرسل لها ملف تجسس فقبلته فاستطاع
تركي الغوص في أعماق جهاز الهنوف ليحصل على مراده وأكثر ! وفعلا استطاع ذلك لقلة خبرة الهنوف !

دخل جهازها ووجد الصور فتفاجأ من جمالها الأخاذ وقرر أن يلعب لعبته الدنيئة . أكمل تركي يومه معها كالمعتاد ولم يفعل شيئا ونامت الهنوف تلك الليلة وفارس أحلامها تركي في بالها ولم يفارقه دقيقة .

في اليوم التالي دخلت الهنوف ولم تجد تركي !! استغربت ذلك فتحت بريدها لتجد رسالة من تركي توقعتها اعتذارا منه أو توضيحا لأمر ما فتحت الرسالة ولم تصدق ما ترى !وجدت صورها أمام عينها وتحتها رقم جوال المدعو تركي !
اتصلي أو سأنشر الصورة هكذا عنوان رسالته الحقيرة !!

خافت الهنوف وضاقت الدنيا بها ولم تستطع أن تفكر في الأمر مجرد التفكير حتى لم تصدق أن
تركي ذلك الشاب النقي الصالح يفعل ذلك !!
عرفت أنها وقعت ضحية لصياد متمرس خافت الفضيحة تذكرت أخاها سعدا وقسوته عليها ,,
فما كان منها إلا أن التقطت الجوال واتصلت بتركي ! وحادثها وأملى عليها شروطه ولكنها لم ترضخ
له قاومته كثيرا بكل ما تستطيع وتركته . عملت كل ما تستطيع لنسيان ذلك !

غيرت رقم جوالها وقررت أن تترك الإنترنت للأبد لتبدأ حياتها من جديد تذكرت أن لها ابن عم
يحبها يدعى عبد العزيز يحبها أيما حب تذكرته الآن بعد فوات الأوان ! تمنت أن يتقدم لخطبتها
تمنت أن تتزوج !

طلبت من سعد أن يسأل عبد العزيز ليرى إن كان ما زال يريدها أم لا ؟؟
لم يصدق عبد العزيز وفعلا أتى لخطبتها وتم زواجهما , زواج الهنوف على عبد العزيز في ليلة بهيجة
وفرح بهيج ! مرت الشهور شهرا وراء شهر والهنوف تعيش أحلى حياة مع عبد العزيز .
حياة لا تشوبها شائبة . حياة سعيدة حقا !! أخلصت لعبد العزيز . وسخرت حياتها كلها له , وتفانت
في خدمته وإسعاده أحبته كثيرا !! وسالت ربها عند باب الكعبة أن يكفيها شر تركي وألا يفضحها بصورها ..


كان الزوج عبد العزيز ميسور الحال وفي وظيفة مرموقة ويوما من أيام الوظيفة العادية والمعتادة . دخل عليهم موظف جديد !!تقرب عبد العزيز من هذا الموظف كثيرا بصفة أنهم في مكتب واحد ويوما بعد يوم أصبحوا أصدقاء ! أحب عبد العزيز هذا الموظف كثيرا !! وعندما توطدت علاقتهما بدأ ذلك الموظف يفتح قلبه لعبد العزيز ومصارحته بكل شيء ..



وفي يوم من الأيام وذات صباح .. أتى هذا الموظف لعبد العزيز وقال له يا أبا سعود هل تريد أن ترى أجمل فتاة رأتها عيني في يوم من الأيام ؟؟
من باب طيش الشباب لم يمانع عبد العزيز وقال أجل أرني إياها وليته لم يرها ليت عمره توقف قبل أن يرأها , ليت عقارب الساعة أعلنت رحيلها فبل أن تحدث هذه اللحظة , سكت عبد العزيز ولم يستطع الحركة , وتمالك نفسه لم يفهم تركي ماذا يحدث !! هذه صور الهنوف زوجته فتفهم وضعها وخاصة أن تركي لعب عليها واستغل سذاجتها وعدم خبرتها بالإنترنت وكيف أنها تمنعت أن تخرج معه بالحرام ..

عاد الزوج عبد العزيز إلى بيته هذه المرة بوجه مختلف كانت الهنوف بانتظاره ولم تكن تعلم أن
زوجها كان عاقلا حكيما لن يتركها للطلاق ةحيدة !! تصارع أمواج الحياة العاتية !
بل لستطاع استدراج الموظف تركي حتى أخذ كل ما لديه من صور لزوجته الهنوف وكأن شيئا لم يكن ..


رسم نهاية أسعد عائلة بيده وجمع بين حبيبين لم يتصور هو يوما أن هذا سيحدث !!!






وبعد عشر سنوات توفي تركي بحادث سيارة ! الهنوف أصبحت دكتوراه في الحاسب ,,, وزوجها
عبد العزيز رجل أعمال ووجيه من وجهاء المجتمع ......


وربك يمهل ولا يهمل فاستجاب دعاء الهنوف وسترها بزوج رحيم صدوق !!!!



------------- النهاية -------------

نهاية موفقة للهنوف لكنها واحد بالمئة فليس كل وحدة ترمي نفسها في وحل الانترنت ستكون نهايتها مستورة

الله يستر على بنات المسلمين ويتداركهم برحمته ..

مشكورة نبع الصفاء قصة حلوة

الباطل مهما طال فحبله قصير

شكرا على هذه الموضوع

مشكوور على القصة الاكثر من رائع

بها عبرة لكل فتاة تستخدم جهاز الكنبيوتر

ولكن اريد ان اقول للفتيات جميعا

ان الشباب في الانتر نت لا تستمعون الكلماتهم

الرنامه والصادقه وخاصة في كلام الحب من الخواطر والاشعار

اللتي تهز قارئها وقارئتها

لانه 95 % من كتاب هذا الكلام وحوش كاسرة لا ترحم صدقوني لا ترحم

تخيلو معي ما سأقوله تخيلوه زين

وهو ((المسجون لما يكون في السجن ماذا يفعل دائم يطلب من صاحب السجن

الاسترحام والعطف ويكتب الاوراق ويزينها بأحسن الكلمات اللتي تهز الجبال

ويحاول ان يفعل المستحيل للنجاح فيما يريد))

هذا هم الشباب خلف شاشات الكنبيوتر يصطادون مثل الوحوش لا مجال للرحمة ابدا

ويتفاخرون فيما بينهم بما يصطادونه

يضهرون دوما بصورة الابرياء ولن تكشفهم ابدا مالم تكون حذر من الاحتكاك بهم

هذا ما اردت ان اقول لا تغرينكم كلمات الحب مهما ريتموها جزابة او ابانة الصدق

لان هناك دوم وحش مهلك

شكر خاص لمن لمن أطل على القصة واضاف تعليقه
جزاكم الله خيراً