04-17-2006, 02:49 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Jan 2006 | العضوية: | 7 | المشاركات: | 1,814 [+] | بمعدل : | 0.26 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
الحكواتي تدوينة من الدكتورة هدي: قصة غريبة تدوينة من الدكتورة هدي: قصة غريبة
حصل معي موقف الأسبوع الماضي...لأول مرة يحصل منذ أن أشتغلت طبيبة من 13 سنة
كما تعلمين فأنا أعمل في المركز الطبي لشركة طيران في الخليج,وكحال أي شركة,يهمها سلامة
.موظفيها لأان ذلك يعكس مستوى الخدمات التي تقدمها طبعا
في يوم,كنت أعمل في المناوبة النهارية وكانت العيادة مزدحمة بالمرضى وكان جدول مواعيدي ممتلئ ...جاءتني أحدى الممرضات وأنا في ذروة العمل وفي يدها ملف لمريض جاء يشكو في ألم في معدته منذ أربعة أيام,وعلى الرغم من أنشغالي أخذت الملف وقلبت صفحاته فلاحظت بأنه أتى للعيادة في ذلك اليوم للمرة الرابعة على التوالي,وأنه يشكو من داء السكري وأيضا هو مدخن مزمن...فطلبت من الممرضة أن تقوم بعمل تخطيط للقلب على وجه السرعة...أستغربت الممرضة وقامت بعمل التخطيط..وجاءت النتيجة كما توقعت...جلطة وشيكة في القلب..وهذا النوع من الجلطات يأتي على هيئة ألام في المعدة لا تستجيب للأدوية الخافضة للحموضة... بعد ذلك طلبت منها أن تقيس الضغط والنبض فتبين بأن ضغطه كان عاليا أيضا وهو لم يعرف بأنه يشكو من أرتفاع ضغط الدم..تركت ما كان بيدي وذهبت اليه لأفحصه فكانت حالته مزرية... وعلى وجه السرعة قمت بتجهيزالأدوية اللازمة لأعطائه ريثما يتسنى لنا الاتصال بسيارة الأسعاف لأخذه للمستشفى ..عندها,فوجئت به يقول: ليش يا دكتورة أنا ما فيني شي..هذا مو القلب,هذي معدتي..تعجبت جدا من ردة فعله ولكنني تفهمت الخوف الذي أعتراه فحاولت تهدئته وشرحت له حالته ومدى خطورتها ومدى نجاح علاجها أن هو تعاون معنا ..لكنه أصر على الخروج وقام بلبس ملابسه غير أبه بأحد...عندها أذعنت لرغبته وطلبت منه التوقيع على ورقة الخروج ضد المشورة الطبية وطلبت منه أن يأخذ علاج خفض ضغط الدم وعلاج للقلب لكنه رفض أيضا...فما كان مني الا أن أعطيته أجازة مرضية وقمت في كتابة تقرير عن ما جرى وعن مدى خطورة حالته الصحية. الخطير في الأمر بأن هذا المريض يعمل سائقا.. تخيلوا الوضع أذا داهمته نوبة قلبية وهو يقود السيارة وعلى متنها أناس لا ذنب لهم يمكن أن يكونوا عرضة للخطر بسبب شخص لم يبال لا بصحته ولا بأرواح الغير.
كتبت في التقرير حالته الصحية كاملة وما يمكن أن يتعرض له,وأرسلت التقرير لرئيس الأطباء ولرئيسة الممرضات بالبريد الالكتروني ووجدت تجاوبا أيجابيا,وتم وقف هذا السائق عن العمل وأمر بأن يأتي لزيارتي في نفس اليوم مرة ثانية لعمل اللازم. وبالفعل جاء في نفس اليوم مساء وصار يعتذر لي ظنا منه بأنني "شكوته" لأنه رفض العلاج وليس لأنه خطر على نفسه وعلى الغير. قمت وقتها بشرح وجهة نظري له ومن انني أخشى على صحته من التدهور..وقمت بالتحدث معه بأسلوب ودي وسألته عن عدد أفراد أسرته فقال بأن لديه "سبعة" من الأبناء أصغرهم عمره ثماني سنوات..قلت له: أليس من الأدعى أن تحافظ على صحتك كي تربيهم أحسن تربية؟؟..لم أحس بأنه يريد التحدث معي..هو أخذ الموضوع بصفة شخصية.. ولم يفكر بأنني حريصة على صحته لأبعد الحدود. لحسن الحظ,كان رئيسه في العمل حاضرا معه وسمع الحديث من أوله لأخره..وفي نهاية حديثي معه كتبت له الأدوية التي رفض أخذها في البداية ووعدته بأن أرتب له موعدا في قسم أمراض القلب في اليوم التالي وكتبت له شهادة بأنه غير لائق للعمل ألى أن تتحسن حالته
في اليوم التالي,وقبل الساعة السابعة صباحا,كنت أحاول أن أرتب له موعدا عاجلا في قسم أمراض القلب ووعدوني بالاتصال بي لتأكيد الموعد..... بعد ساعة جاءني خبر وفاته في منزله فجر نفس اليوم..توفي بسكتة قلبية داهمته وهو نائم
لا أدري ماذا حصل لي....شعور مختلط بالأسى والحزن والقلق.... انتشر في العياده أن د.هدى دكتورة ممتازة"...لو ما كانت عملت اللي عملته مع هذا المريض كان يمكن صارت مصيبة..ممكن تجي له جلطه وهو في العمل..... وأما ما أنتشر بين زملائه السواق..أن د.هدى هي السبب في وفاته..هو مات بحسرته لأنه أول مرة من 24 سنة أحد يكتب شكوى عليه ... .ياربي..هؤلاء المتخلفين مازالوا ينظرون اليها بأنها "شكوى"... مو غريبة أنهم أشتغلوا سواق
بعد وفاته..توافدت حالات ألم المعدة..والكل يطلب تخطيط للقلب وخاصة السواق..ومن هم أصدقاء للمتوفي
الغريب في الأمر بأنني أكتشفت حالة سرطان الكبد لمريض كان يتردد على العيادة وهو يشكو من ألام في البطن منذ شهور ولكن لم يقم بفحصه أحد ظنا منهم بأنه "كاذب"ويريد شهادة مرضية ليتغيب عن العمل...وعندما جاءني بنفس الشكوى طلبت منه أن أفحص بطنه فاستغرب,قال لي: غريبة..أول مرة يطلب مني طبيب أن يفحص عليي..وما أن وضعت يدي على بطنه أحسست بكتلة رهيبة.. لم أشعر بمثلها من قبل... توفي الرجل بع ثلاثة أسابيع من تشخيصه..وأخر يشكو من ألام في البلعوم..قال لي:تعبت يا دكتورة من أخذ المضادات الحيوية..أنا تعبان شوفس لي حل..وعندما فحصته..شعرت بأن المسألة أخطر من كونها ألتهاب في اللوز..وبالفعل,قمت بتحويله لأخصائي الأنف والأذن والحنجرة الذي أكتشف نوعا نادرا من سرطان اللوزتين
لم تكن تلك الأحداث صدفة, ولكنها بينت لي مدى الاهمال الذي يعاني منه المرضى المترددين في " وهذه العيادة...لكن أتمنى أن لا تترك هذه الأحداث انطباعا سيئا عني.."د.هدى أم المصايب
منذ أن جاءت والبلاوي طلعت
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
بقلم الدكتورة هدى على المهدي
|
| |