10-25-2007, 05:45 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | Oct 2007 | العضوية: | 1283 | المشاركات: | 19 [+] | بمعدل : | 0.00 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
الإسلامي العام لماذا استغفر رسول الله؟! هل من ذنب؟! بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال مهم يطرح نفسه على لسان أغلب الناس؛ الكفار الملاحدة المطاعنين لديننا، وأبناء ديننا, وغيرهم
لماذا استغفر رسول الله؟؟!!
لماذا كان رسول الله يكثر الاستغفار في السر والعلن؟!
هل كانت الذنوب تؤرق رسول الله لهذا الحد؟!!
ولماذا إستعاذ رسول الله من فتنة الدجال؟!!
ونقول بعون الله
كان رسول الله يستغفر ربه بلا ذنب اكتسبه؛ ولكن ليسن لنا الإستغفار. وليس ذلك فحسب بل الأمر أبعد وأعمق من هذا الأمر وأبعد من أن يكون الغرض منه هو ندب الإستغفار.
إن جوهر إستغفار رسول الله هو رفع الحرج عن أمته (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِير) (الحج:78)
كيف يرفع الإستغفار الحرج؟!
ليس فقط رفعا للحرج بل سترا لأمته وحفاظا على مكانة أعلام الدين من غير المعصومين.
كيف؟! كيف؟! كيف؟!
ليس هذا فحسب بل هو مزيل لسؤ الظن
كيف أرجوك؟! كيف؟!!!!!!!!
إنك عجول فاستمع....
أستمع بأذن تبصر ونظر يسمع وقلب يعقل وعقل يحس.
أولا أسألك عدة أسئلة.
أولا من الذي يجب عليه الإستغفار؟!
كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابين إذا فكل بني آدم واجب عليه التوبة والإستغفار.
فمن بالأخص أولى بالإستغفار؟
أصحاب الذنوب سواء الكبائر أو الصغائر.
تعالى معي وانظر وتخيل الحال لو لم يستغفر رسول الله
تذكر أن رسول الله ليس في حاجة للإستغفار فقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
فماذا لو لم يستغفر رسول الله؟
لو لم يستغفر رسول الله لأصبح الإستغفار للمذنبين فقط.
أراك تسأل في دهشة "وماذا يعني ذلك؟"
سأرحم فضولك وأرفق بدهشتك وأجيب عليك.
هذا يعني أن كل مستغفر لابد وأنه مذنب.
لكن دخول رسول الله في عداد المستغفرين جعل الإستغفار للجميع المذنب وغير المذنب بل جعل الإستغفار لصاحب الكبائر والصغائر وهذا يرفع الحرج عن الأمة.
كيف؟!!!!!
لنضرب مثلا حدث بالفعل
ففي مجلس من مجالس الفاروق عمر إشتم الجالسون مع الفاروق عمر ريح كريهة فأيقنوا أن أحد الجالسين قد أحدث ريحا ولم يعرفوا من الذي فعل ذلك وبينما هم جالسون على حالهم إذ حان وقت الصلاة؛ فالبعض على وضوءه لم ينقضه, والبعض انتقض وضوءه بسبب غير إحداث الريح, وفيهم من انتقض وضوءه لأنه هو الذي أحدث الريح الذي أثارت اشمئزاز الجالسين.
فلو قال الفاروق عمر من انتقض وضوءه فليتوضأ لوضع من انتقض وضوءه في أشد الحرج ولكن الفاروق وهو تلميذ رسول الله قال قوموا جميعا فتوضئوا وبذلك قد ستر الفاروق كل من انتقض وضوءه فالجميع توضئوا صاحب الريح وغيره
هكذا الحال لو كان الاستغفار للمذنب فقط؛ لظن بل لأيقن الناس أن هذا المستغفر صاحب ذنب لا محالة, وربما لعب بهم سوء الظن فتخيلوا أنه صاحب كبيرة من الكبائر.
بل أنظر إلى الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم كان يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة أو مئة مرة.
بل كان يعلنها في مجلسه ويكثر منها في مجلسه فكان الصحابة يعدون لرسول الله في المجلس الواحد (رب أغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم) أكثر من مئة مرة صلى الله عليك يا رسول الله اللهم جازه عنا خير الجزاء.
تأمل أنه صلى الله عليه وسلم كان يستغفر بهذه الغذارة لكي يفسح مجال الإستغفار بلا حرج أمام أصحاب الصغائر والكبائر؛ فصاحب الكبيرة تؤرقه كبيرته فيستغفر الله عليها كلما ذكرها فهو يحتاج إلى كم هائل من الإستغفار؛ ولذلك فقد أوسع له رسول الله المدى إلى أقصى درجة وساوى نفسه الشريفة المعصومة معه في كم الإستغفار لكي يزيل عنه الحرج فإذا ما لا حظ أحدا عليه كثرة الإستغفار فسيقول في نفسه إنه يستغفر الله اتباعا لسنة رسوله ولن يسئ به الظن ولن يظن أنه صاحب كبيرة تتناسب مع كم استغفاره هذا فيكون قد ستر الله عليه ذنبه.
وهذا النبل من رسول الله قد أزال عن كاهل الأمة بحورا من سوء الظن ربما تفتك بها.
فلو أن شخصا متدينا ورعا فاضلا يخشى الله ارتكب ذنبا صغيرا (وأنتم تعلمون ان المؤمن يرى ذنوبه كالجبل يوشك أن يقع عليه) _فلو أن شخصا كهذا أرقته صغائر ذنوبه فلزم الإستغفار فسمعه أحد تلاميذه من طلاب العلم يكثر الإستغفار لأدرك أن هذا لأن شيخه رجلا ورعا يقتضي برسول الله في كثرة الإستغفار أو لو سمعته زوجته يناجي ربه ليلا ويستغفره لقالت لأن زوجي رجلا ورعا فهو يكثر الإستغفار.
ولو أنه استزله الشيطان فوقع في كبيرة من الكبائر فباب التوبة والإستغفار مفتوح وميسر ومستور أمره عليه فمهما يكن ذنبه كبيرا أو صغيرا فحاله مستور مجهول عن من حوله بفضل كثرة استغفار رسول الله.
فاستغفار رسول الله حفظ للعالم المهيب التقي منزلته في نظر تلاميذه وأهله سواء كان ذنبه صغيرا أو كبيرا.
ولو أن زوجا سمعته زوجته يكثر الإستغفار لقالت إن زوجي لابد صاحب كبيرة ويلعب الشيطان برأسها أنه من أهل الزنا.
أو زوجا لا حظ كثرة استغفار زوجته لظن أنها قد خانته مرة وتستغفر منها بهذا الشكل المبالغ فيه.
لكن كثرة استغفار رسول الله وضع عن كاهل المذنب وغير المذنب صاحب الكبيرة وصاحب الصغيرة حرج الإستغفار.
بل الأكثر من ذلك أنه صلى الله عليه وسلم جعله وسيلة لفك الكروب فقال (من لزم الإستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) وأرجوك تمعن في هذا الحديث كم هو رائع فقد ربط رسول الله بين الإستغفار والهم والضيق سبحان الله, سبحان الله, سبحان الله.
كيف يكون حال صاحب الذنب؟! كيف يكون حال صاحب الكبيرة؟!
إن حاله مهموم مكروب في ضيق وهم فهو بين الهم والضيق
فترى صاحب الكبيرة أو الذنب بين الهم والضيق وملازما للإستغفار
وكيف حال المهموم المكروب الطامع في أن يفك الله همه وضيقه؟
تراه بين الهم والضيق وملازما للإستغفار
هل هناك فرق بين الصورتين؟!!!
أراك مبتسما تلمع عينيك بإعجاب وتعجب؛ فدع عنك هذا وجدد انتباهك معي وركز.
هل هناك فرق بين صورة المهموم الطامع في فك كربه وصورة المذنب الطامع في مغفرة ذنبه؟
بالطبع لا
فكلاً منهما مهموم حاله بين الهم والضيق, وملازما للإستغفار.
وبذلك فقد ستر الله حال المذنب بجعل صورة الطامع في الفرج تطابق صورته فقد منَََّ الله على المذنب بأن جعل صورة المكروب تطابق صورته فكأنما قال تعالى قوما – للمذنب وللمكروب- فتوضئا كما قالها الفاروق فسبح بحمد ربك واستغفره.
إن من ستر المذنب في حال إرتكابه للذنب –وهو الله أرحم الراحمين- أكرم وأرحم به فيستره حين يستغفره.
ومن ستر المذنب في حال ذنبه أرحم وأكرم به فيستره في حال استغفاره
فلو رأيت مهموما مكروبا بين الهم والضيق يستغفر الله, وربما وجدته يبكي؛ فإذا لعب الشيطان برأسك وقلت هو يبدو صاحب كبيرة. ستتذكر الصورة الثانية المطابقة لهذه الصورة وهي صورة المكروب الذي يلزم الإستغفار ليزول همه وضيقه فسيختلط الأمر عليك فلا تعرف هذا المهموم المستغفر من أي نوعا هو.
-طامع في المغفرة؟ أم طامع في فك كربه؟-
بل الأجمل والأعظم من هذا لو أنك من النوع الفضولي وقلت له (أنت شكلك عامل مصيبة وعلشان كدة ضميرك يعذبك وتستغفر)
فقال لك يا أخي بل أنا مكروب مهموم في ضيق ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال
(من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)
فلن يكون كذابا ويكون قد ستر حاله بستر قد أنعم الله به عليه وهو حديث رسول الله. وسيكون كلامه صادق فهو مكروب بذنبه لزم الإستغفار طمعا في أن يفرج الله همه ويخرجه من ضيقه برحمته ومغفرته
والأجمل أيضا قوله تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً) (نوح10 :12)
في موقف الفاروق وجلسائه كانوا جميعا نبلاء فقاموا وتوضئوا لكي لا يضعوا صاحبهم في حرج لكن. ولكن لو كان فيهم من لا نبل له وقال أنا لم أحدث ريحا ولن أتوضأ وفعل الجميع مثله ورفضوا التوضؤ, فأصبح هذا الرجل وحيدا يجب عليه الوضوء.
فهنا يأتي دور الفاروق لو أراد له الستر فيقول من قام وتوضأ أعطيته مكافئة كبيرة. فسيقوم الجميع بين طامع في المكافئة، وطامعا في الستر والوضوء بلا حرج.
كذلك الله قد أطمع الجميع في الإستغفار لكي يستر حال المستغفرين.
فمجمل الكلام والنتيجة النهائية هي
1. الإستغفار ليس للمذنبين فقط
2. الإستغفار لأصحاب الصغائر والكبائر
3. الأستغفار يشمل كلا من
• صاحب الكبيرة
• صاحب الصغيرة
• المعصوم
• المهموم
• الطامع في الرزق والولد
4. كم الإستغفار لا يتناسب مع هول الذنب
المحصلة النهائية هي رؤيتك للمستغفر
إما مذنب فلن تفرقه من المهموم. ولن تدرك مدى ذنبه ليس معنى كثرة إستغفاره أنه صاحب كبيرة بل ربما دل كثرة استغفاره على ورعه والتزامه بسنة نبيه أو على همه وقربه وضيقه أو طامعا في مال أو بنين.
إذا المستغفر مهما يكن حاله وكيف يكون استغفاره لا يمكن أن تحدد من أي شيء يستغفر ولا لأي غرض يستغفر.
فسبحان الله ما أحلمه وأرحمه وأعظمه هذا ربي فليرني إمرؤ ربه
ومن هذا المنطلق قد استعاذ رسول الله من فتنة الدجال لكي لا يتكبر أحد من الإستعاذة منه ظنا منه أن الدجال لا يفتتن به غير ضعاف الإيمان أو تأخذه ثقته بنفسه إلى أن يذهب له طمعا في أنه سيهزمه وأنه قوي الإيمان
أضف إلى ذلك أنه قد سن لنا التعوذ من فتنته منذ عصر بعثته لكي لايتراخى الناس عن التعوذ منه ظنا منهم أن زمانه بعيدا بل أنك لو تأملت استعاذة رسول الله من فتنته لقلت في نفسك.
(لقد تعوذ رسول الله من فتنته فالأحرى بي أن أتعوذ من فتنته وقد تعوذ من فتنته رسول الله منذ أكثر من أربعة عشر قرنا مما يدل على أن رسول الله يعلم بقرب ظهوره فالأحرى بي أن أستعيذ أنا فيكاد يكون محققا في عصرنا ظهوره)
أضف إلى ذلك أن استعاذة رسول الله من فتنته لمحة عقائدية توحيدية فيها قدوة لنا أن الأمر من قبل ومن بعد لله تعالى هو الملجأ والملاز لنا
ولم يكن رسول الله يخاف أن يفتتن بالدجال فهو من قال (وإن يخرج وأنا بين طهرانيكم فأنا حجيج لكل مسلم) سنن إبن ماجة
توقيع : تلميذ الشيخين | رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين | |
| |