08-02-2007, 02:36 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | May 2007 | العضوية: | 852 | المشاركات: | 85 [+] | بمعدل : | 0.01 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
الحكواتي قصة رجل عجلة له البشرى وهو حي عن هشام بن يحي الكناني رحمه الله قــــــال :
غزونا أرض الروم سنة ثمان وثلاثين وعلينا مسلمة من بن عبدالملك
وكنا رفقة ًمن أهل البصرة نتناوب الخدمة والحراسة وطلب الزاد والعلوف في موضع واحد
وكان معنا رجــل يقــال لــه [ سعيد بن الحـــارث ] رحمه الله
وكان يصوم النهار ويقوم الليل وهو في أرض الجهاد
وما رأيته في نهار ولا ليل إلا في حال إحتهاد فإن لم يكن وقت الصلاة أو كنا نسير لم يفتر عن ذكر الله تعالى ودراسة القرآن الكريم
فأدركتني وإياه النوبة ذات ليله في الحراسة ونحن محاصرون حصاً من حصون الروم قد استصعب علينا أمره
فرأيت من ســعــيــد في تلك الليلة من شدة الصبر على العباده والقيام والصلاة مااحتقرت معه نفسي
وعجبت من قوة جسمه على ذلك
فكلمته أن يرفق بنفسه فقــال لي سعيد :
يا أخـي ... إنما هي أنفاس تـُعد وعمرٌ يفنى وأيام تنقضي وأنا رجلٌ أرتقب الموت وأبادر خروج الروح
فأبــــكاني جــوابه ودعوت الله له بالعون والتثبيت ثــم قلت له :
نم قليلاً لتستريح فإنك لا تدري ما يُحدث العدو
فــنــام سعيد في الخيمة لوحده
وبقيت أنا أحرس
وفـــجـــأة سمعتُ كلاماً في الخيمة
فتعجبت لأنــه ليس بالخيمة سوا سـعـيـد وهو نـــائـم
وما أرَ أحداً يدخلها ســواه
فذهبت إلى الخيمة فنظرت داخلها
فــإذا سـعـيـد نائم إلا أنه يضحــــك ويتكلم وهو نائم
وحفظت من كــلامه ما أحبُّ أن أرجع
ثم مد يده اليمنى كأنه يأخذ شيئاً ثم ردها بلطف وهو يضحك
ثم قال :فالليلة
ثم وثب من نومه وهو يرتعد فاحتضنته وهدأته
فلما هـدأ جأشه أخذ يهلل ويكبر ويحمد الله تعالى
فــســـألته أن يقص عليَّ الخبر
فأخبرني أن رجلين أتياه في المنام على أحسن هيئة وقالا لـــه :
قم حتى نريك ما أعد الله لك من النعيم قال ابو الوليـد :
وظل سعيد يســـرد عليَّ ما رأه من القصور والحور العين وترحيبهنَّ به
والجواري حتى انتهى إلى سرير عليه واحدة ٌ من الحور العين وكأنها اللؤلؤ المكنون
فقالت لـــه :قد طــال انتظارنا إياك ؟!
فقال لها سعيد :
مَن أنتِ ؟
فقالت :
أنا زوجتك الخالده
قال :
فمددتُ يدي إليها
فردتها وقــالت :
أما اليوم فلا إنك راجع إلى الدنيا
فقلت لها :
ما أحب أن أرجع
فقالت :
لا بد من ذلك وستقيم في الدنيا ثلاثاً ثم تفطر عندنا في الليلة الثالثة إن شاء الله
فقلت :
الليلة الليلة
فقالت :
إنه كان أمراً مقضيا
ثم نهضت من مجلسها واستيقضت أنا حينئذٍ من نــومي قال ابو الولـيد :
ثم ذهب ســعــيـــد فاغتسل وتطهر وتحنط ولبس أكفانه
فلما كان الصباح هجم على الاعداء يقاتلهم ببسالةٍ وضراوة يطلب الموت في سبيل الله
فلما حلَّ المساء وتوقف القتال أفطر وكان صائماً نهاره كله
وبات ليلته تلك يصــلي لله
فلما كان اليوم الثاني صنع كصنيعه في اليوم السابق
فلما كان اليوم الثالث صنع كصنيعه في اليومين السابقين
فقاتل الأعداء ببسالةٍ وهـــو صــائــم كأنما هو عاشقٌ للموت في سبيل الله
لكنه لم يرزقه إياه طوال النهار
فلما دنت الشمس من الغروب
رمـــاه رجل من الروم بسهم فــخـــرَّ صريعاً
فاسرعت إليه وقلت لــــه :
هنيئاً لك بما تفطر عليه الليلة
ياليتني كنت معك قال ابوالوليد :فضحك سعيد في وجهي ثم قال :
الحمد لله الذي صدقنا وعده
ثم فاضت روحه إلى ربها
فصحتُ باعلى صوتي وناديت : لمثلي هذا فليعـمل العاملون
ثم أخبرت الناس فبكـــوا وضجوا بالنحيب
ثم كبروا تكبيرة ً اظطرب لها العسكر
وبات الناس يذكرون حديثه ويحرض بعضهم بعضاً على قتال العدو
فلما أصبحوا نهضوا إلى حصن العدو بنياتٍ مجدده وقلوب مشتاقة إلى لقاء الله عزَّ وجلَّ
فما أضحى النهار حتى فتح الله علينا ذلك الحصن نقلاً من كتاب:
مشارع الأشــواق إلى مصارع العشاق
لابن النحــــاس
رحمه الله
|
| |