07-30-2007, 05:37 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Jan 2006 | العضوية: | 6 | المشاركات: | 1,369 [+] | بمعدل : | 0.20 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المنتدى العام المفتوح الحضارة السعودية 1-4 الحضارة السعودية 1-4 28-7-2007م
بقلم / د. عبد الله موسى الطاير
قد يسأل سائل، وكثيرا ما انهمرت الأسئلة: ما هي معطيات الحضارة في المملكة العربية السعودية، هل عند السعوديين حضارة سعودية، وثقافة سعودية، وفكر سعودي؟ وقد يتندر البعض عندما يسمع بهذه المصطلحات، وكم تبدو غريبة خصوصا عندما تطلق في مجتمعات عربية مجاورة شديدة الاحتفاء بثقافتها وحضاراتها القديمة، حيث ينظر إلى المملكة على أنها بلد حديث يفتقر إلى مقومات وعناصر الحضارة. وببراءة أحيانا، وعن قصد في أحيان أخرى، تغلب الرؤية الأممية على الواقع السعودي، فنكون قلب الأمة ولكن بدون هوية، وبدون نكهة وطنية لأننا نذوب في عالم كبير جدا هو الأمة الإسلامية بماضيها وحاضرها ومستقبلها وآلامها، ومعاذ الله أن يكون في مقصدي تنكر من أي نوع كان لهذه الأمة، فنحن أصلها ومؤسسها ونعيش همومها وتطلعاتها ونجتر تاريخها فخرا وعزة وبكاء على الأطلال أحيانا. وفي الوقت الذي يؤمم فيه كل منتج وقيمة حضارية في هذا الوطن، فإننا نفرض على أنفسنا طوقا من الخصوصية يحجب عنا الرؤية ويمنعنا من التفاعل الإيجابي، ويقف عائقا أمام الكثير من محاولات التجديد والإصلاح والتنمية. هذه الخصوصية التي أنعتها بالسلبية، لا تعني مصادرة خصوصية إيجابية نتمسك بها ونعمل على ترسيخ قيمها في مجتمعنا السعودي. ولنا أن نسأل: ألم يئن الوقت لمراجعة خصوصيتنا التي أتعبتنا وكبلت الكثير من طموحات هذا الوطن؟ إننا مازلنا نتطلع إلى خصوصية إيجابية نستشرف مبشراتها لكن ملامحها لم تكتمل بعد، ونحتاج إلى حوار حضاري في الداخل بدون أوصياء، نبلور من خلاله علاقتنا الواعية ببعضنا، وبوطننا، وبالعالم الخارجي من حولنا.
إن مصطلح الحضارة ذو صلة بمصطلحين آخرين هما : «المدنية» و»الثقافة»؛ «فأما المدنية فتتقارب الآراء حولها بين محورين: محور يرى أنها تحصيل الرقي في الجوانب المادية والعملية الصناعية والزراعية وغيرها من أمور المعاش، أما المحور الثاني فيرى أن المدنية مفهوم اصطلاحي مرادف للحضارة، فهما بمعنى واحد عند هؤلاء، أي أن المدنية تضم بين جناحيها الجوانب المادية والمعنوية معًا». وأما الثقافة فمصطلح محل خلاف على الدوام.
ويرجح الدكتور عبد الحليم عويس عدم وجود تعارض بين «الثقافة والحضارة والمدنية»؛ إذ تمثل مجتمعة «مصدر الرقي الإنساني ... وكل ما يعارضها هو جهل وتخلف؛ حتى ولو تلفع بأردية براقة تستر ما وراءه من فكر أو سلوك يتسم بضحالة لا تليق بإنسانية الإنسان وسموه الفكري والروحي».
ويمكن الوصول إلى مستخلص يصل «الثقافة بالناحية الروحية والمعنوية»، ويصل المدنية « بالنواحي العلمية والعمرانية»، «وأن الحضارة تشملهما؛ فالحضارة جامع للثقافة والمدنية»، فالترابط قائم وقوي بينها، و»التركيز على جانب وإهمال الآخر يؤدي إلى ضمور الحضارة وبداية انهيارها».
وفي قصة الحضارة يصف ويليام ديورانت الحضارة بأنها «نظام اجتماعي يعين الإنسان على الزيادة من إنتاجه الثقافي»، وتتألف الحضارة عند ديورانت من عناصر أهمها الموارد الاقتصادية، والنظم السياسية، والتقاليد الأخلاقية، والعلوم والفنون.
ويحدد نقطة بداية الحضارة على أنها «حيث ينتهي الاضطراب والقلق، لأنه إذا ما أمِنَ الإنسان من الخوف، تحررت في نفسه دوافع التطلع وعوامل الإبداع والإنشاء، وبعدئذ لا تنفك الحوافز الطبيعية تستنهضه للمضي في طريقه إلى فهم الحياة وازدهارها».
وللحديث بقية.
توقيع : بلقيس الهاشمية | | |
| |