07-03-2007, 05:55 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | Mar 2006 | العضوية: | 32 | المشاركات: | 835 [+] | بمعدل : | 0.12 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
كل ما يخص آل البيت العلامة الشريف موسى أبوالخير المعافا هو فضيلة الشيخ العلامة الشريف موسى بن أحمد أبو الخير(لقباً) بن علي بن يحيى محمد بن علي بن حسين بن حسن بن عز الدين بن أحمد بن يحيى بن موسى بن محمد بن قاسم بن أحمد بن حسن محمد بن علي بن يوسف بن غانم بن حازم بن المعافى بن الرديني بن يحيى بن داوود ابو الطيب بن عبدالرحمن بن ابوالفاتك عبدالله بن داوود بن سليمان بن عبدالله الرضا بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه ينتهي نسبه إلى العترة الحسنية والدوحة الهاشمية كما اتفقت على ذلك المصادر التاريخية .
ولادته ونشأته :
ولد شيخنا رحمه الله تعالى ، سنة 1358هـ . ببلدة ضمد بمنطقة جازان . ونشأ في حجر والده رحمه الله تعالى . وفي حجر أسرة علمية من آل المعافى توارثت العلم خلفاً عن سلف حيث اعتنى به والده عناية دينية . منذ صغره فأدخله حينذاك مدرسة المعلم الأوحد في عصره ببلدة ضمد الشيخ محمد بن إبراهيم الأقصم الحازمي رحمه الله تعالى . فقرأ القرآن الكريم . إلى أن حفظه منذ مبتكر حياته وصغر سنه .
حياته العلمية :
بعد أن قرأ شيخنا رحمه الله تعالى القرآن الكريم بمدرسة المعلم الشيخ محمد بن إبراهيم الأقصم الحازمي . وهي ما تعرف في عصرنا الحالي بالمرحلة الإبتدائية . حيث تدرج شيخنا بعد ذلك فالتحق بالمدرسة السلفية ودرس بها بعضاً من المواد الدينية كالحديث والفقه والأصول والفرائض والتجريد والإملاء ثم التحق بعد ذلك بالمعهد العلمي بمدينة صامطة . وقرأ به العديد من الفنون العلمية .وأحذية الشهادة الابتدائية والمتوسطة والثانوية. ثم التحق فيما بعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض . قسم الشريعة وأصول الدين حيث واصل تعليمه هناك ما يقارب من أربع سنين قرأ فيها على العديد من العلماء والأعلام منهم الشيخ العلامة صالح العلي الناصر والشيخ العلامة حمود العقيلي. والشيخ العلامة مناع خليل القطان وغير أولئك من المشايخ والعلماء إلى أن أجاز على الشهادة الجامعية ؛ اليسانس في الشريعة . وذلك سنة 1393هـ
شيوخه وأقرانه :
تتلمذ شيخنا رحمه الله في مختلف مراحل تعليمه لاسيما تعليمه العالي حيث تتلمذ على كوكبة من علماء منطقة جازان وغيرهم من علماء التعليم العالي بالجامعات. ممن اشتهروا بالعمق العلمي والتأصيل المنهجي . منهم الشيخ العلامة . حافظ أحمد الحكمي رحمه الله . وغيره من العلماء الأعلام ، ممن سبق ذكرهم وغيرهم. أما أقرانه فقد كان من أشهر أقرانه وزملائه . منهم شيخنا الوالد الحبر المحقق علي بن محمد أبو زيد الحازمي ـ رحمه الله ـ ومن أقران شيخنا المذكور الشيخ العلامة علي بن عباس الحكمي رئيس الدراسات العليا بجامعة أم القرى .
وكذلك الأستاذ الأديب حجاب بن يحي بن موسى الحازمي رئيس النادي الأدبي بمنطقة جازان . والقاضي أحمد بن محمد بشير معافى.قاضي محكمة التمييز بمكة المكرمة سابقاً .
ومن أقرانه أيضاً ، القاضي الشيخ أحمد بن محمد الشعفي المعافى القاضي بمحكمة بلغازي . وكذلك الأستاذ أحمد بن ناصر عجيبي الحازمي . كما أن هناك العديد من كوكبة الشخصيات العلمية والعلماء المشهورين بالثقة الصادقة ممن هم كانوا من أكابر أصدقاء شيخنا رحمه الله ومن أولئك شيخنا الوالد العلامة يحي بن أحمد عاكش حفظه الله ورعاه .
حياته العلمية :
بعد أن تخرج شيخنا ـ رحمه الله ـ من دراسته العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سنة 1393هـ فقد مزج منذلك الحين حياته العلمية حيث قام بالكثير من الأعمال المباركة والمشاريع الخيرية في شتى أنحاء المنطقة منذ بداية حياته العملية إلى أن وافاه الأجل ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ حيث عين في بداية حياته العملية مديراً لإدارة الأوقاف وشئون المساجد بمنطقة جازان حيث قام بأمانة إدارة الأوقاف وشئون المساجد خير قيام وسعى في ذلك بكل نشاط وجد وإخلاص حرصاً منه ـ رحمه الله ـ على تطوير تلك الإدارة والجهود العاملين بها ، وكان ـ رحمه الله ـ متحلياً في سلوكه بالأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة ، حريصاً على كل ما يحقق صلاحية المجتمع واجتماع كلمة وتوحيد صفوفه ، وقد بلغت أعداد المساجد مدة حياته العملية أكثر من ثلاثة آلاف مسجد بمنطقة جازان ، إضافة إلى ما يقوم بنه من توفير وسائل كل ما تحتاجه مساجد المنطقة من فرش وإنارة ومكيفات وغير ذلك من متطلبات المساجد حرصاً منه ـ رحمه الله ـ على راحة واطمئنان المصلين والعاكفين داخل بيوت الله . أما من ناحية سلوكه تجاه الأراضي الموقوفة فقد قام رحمه الله تعالى بالحرص الشديد والعمل السديد بكل جهد رشيد لما يحقق الصلاح والمحافظة على أراضي الأوقاف في شتى أرجاء المنطقة . كما قام ـ رحمه الله ـ بإخراج الصكوك الشرعية لكل بقعة من بقاع الأراضي الخاصة بإدارة الأوقاف مع محاكمة كل من تسول له نفسه في الاعتداء على أي بقعة من بقاع الأراضي الخاصة بإدارة الأوقاف وزجر اعتدائه .
والخلاصة : فقد قام شيخنا بكل أمانة وجد وإخلاص إلى جانب إدارة الأوقاف وشئون المساجد، مع حرصه على الإتصال المستمر بأئمة وخطباء المساجد في شتى أنحاء المنطقة واستمر ـ رحمه الله ـ على ذلك السلوك المحمود إلى أن استطاع بفضل من الله تعالى وتوفيقه له أن يرتقي بأئمة وخطباء المنطقة إلى السلوك الحسن والأسلوب الأمثل في الخطابة والدعوة والإرشاد مع اختيار المواضيع الهامة والأهداف السديدة مما يتحقق بها النجاح حول قضايا المجتمع وعلاجه بالأسلوب المناسب للدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة . امتثالاً لقول الحق جل وعلا:{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ...}الآية سورة النحل
بالإضافة إلى ما كان يقوم به بنفسه من الدعوة والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . خلال جولاته في المدن والقرى بالمنطقة ، حيث كان يقوم بجولات كثيرة في مدن وقرى المنطقة لاسيما أيام الجمع فيلقي خلالها الخطب الخاصة بالدعوة والإرشاد إلى ما فيه تحقيق صلاح العباد في المعاش والمعاد فقد كان شأنه شأن العلماء المخلصين لدينهم وأمنتهم .
صفاته وأخلاقه ، مع مكانته العلمية والأدبية :
لقد جبل شيخنا ـ رحمه الله ـ على صفات حميدة وأخلاق فاضلة ومزايا عظيمة ، قل أن تجتمع الكثير من غيره من أهل المنطقة حيث كان ـ رحمه الله ـ مثالاً في الشمائل الحميدة والأخلاق الحسنة متسماً بالورع والتواضع والبعد عن الكبرياء والأضواء والشهرة بالإضافة إلى ما وهبه الله له من عمق في العلم وقوة الحجة ، والرأي السديد والسعة البصر المديد حكيماً في الرأي منصفاً للمخالف بعيد النظر ، متعاملاً مع أخريين بالحسنى ، وإنزال الناس منازلهم كما كانت له ـ رحمه الله ـ العديد من المواقف العظيمة والإسهامات الخيرية وتحمل المتاعب على مراجعة الناس له ومعالجة أوضاعهم بالطرق الحكيمة والأساليب الحسنة ، إلى أن اكتسب حب الناس له وثنائهم عليه ، إلى أن أصبح محبوب لدى الجميع مسموع الكلمة عند الخاص والعام ولا يرد له طلب أو قول لدى أي أحد كائناً من كان ، سواء لدى أي أحد بالمنطقة أو غيره من مناطق المملكة أما مكانته العلمية والثقافية والأدبية ، فقد كان ـ رحمه الله ـ من خيرة أبناء المنطقة في الدعوة والإرشاد بالحكمة والموعظة الحسنة ، كما كان يمتاز بالصدق في الحديث لا يميل من المذاكرة عند جليس ، حياته مليئة بالحيوية والنشاط الثقافي والأدبي ، وكان لديه مكتبة بمنزله تضم العديد من شتى أمهات الكتب والمصادر ، من المطبوعات والمخطوطات ، الأصولية والفقهية والثقافية ، وغيرها من الكتب الأدبية والتاريخية مما تساعد الدارسين والباحثين من أبناء المنطقة وغيرهم وقد كان ـ رحمه الله ـ مع سعة صبره ولطافة طبعه ورقة حاشبتة ، فاتحاً صدره وباب منزله ومكتبته لكل وافد إليه من الدارسين والباحثين ، من أبناء المنطقة بصفة خاصة وغيرهم من القاصدين إليه بصفة عامة ؛ وكان يقابلهم بصدق أخلاقه الحسنة وبشاشة وجهه وسعة دائرته ، فهو ممن صبر وجد واجتهد في سبيل طلب العلم والتفقه في أمور الدين وحياته كانت كلها مليئة بالحب للعلم وتعلمه وطلابه يشعرون بذلك خلال إقباله عليهم ومواصلة حيدثه معهم في أغلب أوقاته.
حياته العلمية والثقافية والأدبية : كما كانت لشيخنا ـ رحمه الله ـ في حياته العديد من النشاطات العلمية والأدبية وغيرها من المشاركات الملموسة في الكثير من الصحف والمجلات المحلية بالإضافة إلى ما خلفه من الكتابات الأدبية منها النظمية وغيرها من النثريابت ، مما تمتاز بحسن الألفاظ وجود المعاني ، فمن منظوماته الشعرية قوله :
ومن منظوماته الشعرية قوله :
[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ضمد العلم حيها يا رفاقي
ضمد المجد والسنا والتسامي
ما لنا عن أمجادها نتناسى
ما لهذا الجفا علام التجافي
لا تلمني في هواها يا صاحبي
لا تلمني إن أنا ذقت حلاها
لا تلمني وهي في قلبي هوى
غرد القمر على غصن رباها
لا تلمني إن أنا عشت مناها
فهي للعلم نوره والسحابي
فهي للعلم أرثه يا صحابي
وهي أرض أرض الصبا والتصابي
هي فخري من نبتها صبوا النصابي
هي رمش في عيوني من صباها
كلنا يا خل للعشق ذراها
كلنا في وصلها نبغي هواها
ضمد المعشوق يجري في رباها
كلنا في وصلها نبغي علاها[/poem]
ومن منظوماته الشعرية ـ رحمه الله ـ :
[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أليلى بدت أم أنها الشمس تشرق
أم البدر في عليائه يتألق
تبدت فغارت أنجم الأفق واختفت
وتمام الضحى في حسنها يتدفق
ملاك يشع النور من قسماته
وتزدهر الدنيا وتصفق
له أرج الأزهار في الروض إن مشت
شذا المسك في أعطافها ينتشق
تمليها أوتار دنيا مفاتن
وفيض جمال يترك القلب يغرق
فاستغفر الله العظيم وأحتمي
بحرمة دين الله فالحب موبق
وأرسله دراً من الشعر يزدهي
على جيد هذا العصور فخراً وينطق
إلى خادم البيت الحرام ومن له
مآثر في الإسلام تشدو وتنطق[/poem]
ومن منظومته الشعرية ايضاً
[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
نهدي السلام الذي في القلب مسكنه
عساه من نفحات الشيح يهدينا
فارقبونا فلم ننس مودتكم
فذكركم عن جميع الناس ينسينا
ما كنت أحسب أن الحب يصرعني
حتى تعلمت منه الهجر تلقينا
أخيتمونا على صدق الوداد وما
كان الوشاة لترضى عن تآخينا
هذه جفوني بكت فقداً لبعدكم
فهل بكيتم كما تبكي مآقينا
أرى الضياء ظلام عند فقدكم
والمس الشوق في زهر البساتينا
هذه التحيات أهديها منضدة
يزفها ضمد ورداً ونسرينا[/poem]
أما عن كتاباته النثرية ـ رحمه الله ـ منها قوله :
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد ، أيها الناس إن الفتنة العمياء والفرية الصلماء التي أقترفها صدام ، وأشعل نيرانها وأضرم جحيمها غدراً وبغياً وظلماً على جارته الكويت لهي من أفظع ما اقترفه الطغاة وتسبب فيه الجبابرة وقد خضر الذمم وضرب بحق الجوار عرض الحائط وقطع أواصل الرحم وأهدر حقوق القرابة ، فكان قدار هذا العصر ، وأبرهة هذا العهد ، أيها الناس ، إن المملكة العربية السعودية وطن الجميع وحصن الإسلام وسده المنيع فيها بيت الله الحرام والركن والمقام والحطيم ، قبلة المسلمين ومثابة الأمنين ، حمايتها واجبة على (جميع ) العرب والمسلمين ، فكيف ونحن من أبنائها فمن أوجب الواجبات الجهاد في سبيل الله لحمايتها ، وبذل المال والروح ( لتحقيق سلامتها ) .
ومن كتاباته النثرية : قوله ـ رحمه الله ـ بعد تحرير الكويت :
الحمد لله وحده ، نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده ، ودحر صدام حسين وعدده وعدته ، بعد أن أفسد الله تدبيره وأعمى بصره وأفشل قصده ، أيها الناس إن البغي مرتعه وخيم، والظلم يعود على الظالم ، فقد نكس الله عدوان المعتدي وأعلامه، وحطم صدام حسين وأعوانه وأحكامه، وأزال الظلم وطغيانه ، لقد تحررت الكويت بفضل الله وعونه وقوته ثم بحسن تدبير وحزم قيادة خادم الحرمين الشريفين الذي وقف كالجبل الراسي لم تزعزعه نائبات الأحداث أو تغمز قناته اللزبات ، انتهى ملخصاً بتصرف .
إلى غير ذلك من المنظومات والنثريات من المواعظ والمراسلات
وفاته . رحمه الله :
فقد قدر الله جل وعلا على شيخنا ـ تغمده الله برحمته ورضونه ـ بالإصابة بأمراض في آخر حياته وعلى الرغم مما كان يعانيه من المرض فقد كان رحمه الله في غالب أوقاته يقوم بعمله وآداء واجب إدارته حرصاً منه في إخلاص أمانته وآداء واجبه ، واستمر ـ رحمه الله ـ على ذلك إلى أن سرى المرض في جسده واشتد به الألم ، وذلك في بداية شهر ذي الحجة من 1414هـ حيث قرر الدخول به إلى مستشفى الملك فهد بجازان ، لكي يباشر علاجه حيث مكث فترة وجيزة إلى حال وصول الأمر السامي من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية حيث أمر سموه الكريم بنقل شيخنا إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض ، ومكث هناك مدة ثم عاد إلى منزله بمنطقة جازان ومكث مدة وجيزة ثم عاوده المرض فأدخله مستشفى الملك فهد بجازان، ولم يمكث إلا أياماً قلائل وهو في صراع مع ذلك المرض المقدور ، إلى أن فاضت روحه إلى بارئها وذلك في مساء ليلة الجمعة الموافق الثامن من شهر محرم من سنة 1415هـ ، عن عمر يناهز أثنين وخمسون عاماً قضى معظم حياته في خدمة طلب العلم والمجاهدة في سبيل الدعوة والإرشاد والأعمال الخيرية والحرص على أداء الأمانة العلمية والنصح لله سبحانه ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولأئمة المسلمين وعامتهم ، بإسلوب الصدق والإخلاص ، وقد حدثت الصدمة العظيمة والمصيبة الكبرى حينما بلغ أهالي بلدة ضمد بصفة خاصة ، وغيرها من أهالي منطقة جازان بصفة عامة نبأ وفاة شيخنا تغمده الله برحمته ورضوانه خيث خرج لتشييع جنازته الكثير ، بل الجم الغفير من أهالي بلدة ضمد وغيرهم من أهالي الكثير من المدن والقرى بمنطقة جازان وقد بلغ عددهم فيما يزيد على الخمسة آلاف فرد ممن أودا الصلاة على جنازته ورافقوا جثمانه إلى المقبرة الكائنة ببلدة ضمد . كما قام بآداء الصلاة عليه غيابياً أغلب المساجد بمنطقة جازان . بل وحتى في مساجد بعض المناطق من مناطق المملكة حينما بلغهم النبأ المفاجئ عن وفاة شيخنا رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه جناته...
ولقد ما بعزاء أهله وذويه الكثير والكثير من العلماء وطلبة العلم وغيرهم من الخاصة والعامة ، وأثنوا عليه وعلى ما كان يتمتع به رحمه الله من المكانة العلمية والعملية والثقافية والأدبية العالية وذلك لما لفقده رحمه الله من الأثر على الساحة العلمية والإسلامية بالمنطقة
آثاره العلمية ومؤلفاته . رحمه الله :
على الرغم مما كان عليه شيخنا ـ رحمه الله ـ من العناية والحرص على تطوير إدارة الأوقاف وشئون المساجد بمنطقة جازان فقد أسهم في حياته بالكثير من المشاركات الفعالة في حياته العملية مما يعود صلاحيتها للخاص والعام من أبناء المنطقة ، فمن تلك المشاركات الخيرية الآتي ذكرها:
1)عضو في لجنة تنمية منطقة جازان .
2)عضو في الجمعية الخيرية لمنطقة جازان .
3)عضو الجمعية الخاصة بأسرة آل المعافى التعاونية بضمد .
4)عضو في النشاط الإجتماعي والثقافي بضمد بالإضافة إلى متابعة مشاريع تطوير مدينة محافظة ضمد.
5)رئيس إدارة مجلس الأوقاف الفرعي بالمنطقة .
أما مؤلفاته رحمه الله : ـ
فبالرغم من غزارة علم شيخنا ـ رحمه الله ـ وسعة إدراكه إلا أنه لم يعرف له إلا آثار قليلة ، منها : ـ
1.بحث في حد السرقة .
2.بحث بعنوان ، القصص في القرآن .
3.بحث بعنوان ضمد في الماضي والحاضر .
4.خطب منبرية في الوعظ والإرشاد.
5.قصائد ومقطوعات شعرية ، بالإضافة إلى مقالات في الصحف والمجلات.
ثناء علماء المنطقة وغيرهم عليه : ـ
فقد أثنى عليه العديد من العلماء من داخل المنطقة وخارجها ووصفوه بما يليق به ـ رحمه الله ـ فمن أولئك العلماء فضيلة الشيخ / أحمد بن محمد بشير المعافى . القاضي بهيئة التمييز في المنطقة الغربية . حيث يقول : الشيخ موسى أبو الخير المعافا فقده جميع أبناء المنطقة ، لأنه كان محبوباً يحظى بتقديرهم واحترامهم جميعاً ونرفع أحر التعازي وأصدق المواساة لحكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين في فقيد الوطن الشيخ موسى أبو الخير المعافا . نسأل الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه وجميع أسرة آل المعافى الصبر والسلوان .
أما فضيلة الشيخ / علي بن عمر أبوعلي إمام وخطيب جامع الملك فيصل بجازان فيقول :
إن الفقيد رجل طيب لا يذكر إلا بكل خير إذا أنه رجل علم وأدب كان كل همه الآخرة يحسن أعمالة دائماً ويؤدي واجباته على أكمل وجه ويحب الخير للناس ويتعامل بأخلاق عالية مع الجميع.
أما فضيلة الشيخ / إبراهيم عبده حربي قاضي المحكمة المستعجلة بخميس مشيط إذ يقول : فقد كان علماً بارزاً ورجلاً خيراً بحبه للخير وآدائه لعمله بتفان وإخلاص. وكان مشهوراً بالإستقامة والصلاح والأخلاق العالية والتعامل الطيب.
رثائه ـ رحمه الله : ـ
بعد أن أدى شيخنا ـ رحمه الله ـ دور رسالته ، وقضى ما يقارب من اثنين وعشرون عاماً في خدمة مجتمع أمته ومنطقته ، فقد حزن على فراقه العديد من أبناء المنطقة وعلمائها ورثاه جل أدباء المنطقة بمراثي محزنة مما تدل على عمق الحزن البالغ بأصحابها ، وقد اخترنا من جملة تلك المراثي بعضاً من جملتها . منها المرثية الخاصة بالشيخ علي بن يحي دغريري والتي يقول في مطلعها:
ومن المرثيات مرثية الأستاذ ناصر أحمد بشير معافا والتي بعنوان (دمعة على الشيخ أبو الخير المعافا) حيث قال فيها :
[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هذي الطلول وهذه آثاري
حتى الرسوم وقد تلاشى رسمها
أما المنازل قد غدت من بعدكم
وكذا الشواهق لم تعد إلا ثرى
وبقيت يا نسل الأشاوس في الذرى
فقضيت كل العمر في طلب العلا
ومضيت تعلن للخليقة منهجاً
ونقشت في صم الجبال مساجداً
فبنيت في شم الجبال مساجداً
وسلمت من كل الأعادي في الدنا
فأردت أوقافاً بحكمة قائد
ومناقب أعجزت أن يختطها
كم مرة ساءلت نفسي جاهداً
حتى رمينا بالمآسي فجأة
سيظل مغشياً علينا من الردى
فقد الحبيب فكان خير موادع
ضج الجميع فكان يوماً حالكاً
كاد الجميع بأن يقولوا أنه
كل يؤكد أنه اليوم الذي
لكن إيماناً يعيد توازناً
والله لو أن الحياة بها عطا
يا قوم هيا بالدعاء توجهوا
رباه لا تشدد عليه وسر به
وارزقه من حور الجنان جواريا
واحشره مع آل الرسول فإنه
لا شيء من أثر القنا والنار
لم يبق منها من جميل سار
في وحشة كمساكن بقفار
لم يحمها شيء من الأخطار
تاريخك الوضاء كالأقمار
حتى اعتلت مراتب الأخيار
لا زيف في الأنساب والأسيار
حتى غدت من معلم الآثار
كي تلحق الأرياف بالأمصار
لم تنتصر للنفس من أشرار
أوصلتها يا شيخ للأنوار
جمع من الرهبان والأحبار
كيف الوصول لمنبع الأشعار
فتحدث الجلمود من أحجار
وقلوبنا ثكلى من الأقدار
لمماته الأكوان في أضرار
يتصادم الأحياء من أخبار
اليوم لا معصوم من أخطار
فيه النفوس تدين للحشار
فيرق هذا الكون للقهار
لوهبته ما شاء من أعمار
وتذللوا لإلهنا الغفار
من وحشة الظلمات للأنوار
الفاظهم كاللحن من أوتار
نجل المعافا عترة الأطهار[/poem]
كما رثاه الشاعر أحمد محمد أبو الخير بهذه المرثية بعنوان " نبرة حب ودمة فراق حارة تسكبها المذاءة الباقية ن أكبادنا الممزقة "
[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
مهلاً فديتك هذا القلب ينتحر
مهلاً فديتك فالأفراح قد نضبت
مهلاً فديتك فالكون الرحيب بدا
مهلاً فديتك ما زالت بمنعطفي
مهلاً ففي لحظاتي شيع العمر
مهلاً ففي صرخاتي ألف نائحة
إن بات صوتي نحيباً صاخباً فدمي
إذا كنت أبنيك طيفاً ساهماً فغداً
يا من من الناس أعطى عمره هبة
ومن من الناس ذابت روحه ودمت
ومن الناس روّى الناس من دمه
أني أتيتك لا أبكى لما دثرت
أني أتيتك لا أبكى لما صهرت
إني أتيتك وا عماه فاحترقت
إني أتيتك والأنفاس محرقة
إني أتيتك والنجوى ظلال جوى
ما كان أضمىء من أن تنطوي ورق
فما تكاد تضوع الحب من فمها
تكاد ذاك المساء المر يلجمني
والله والله ما يطوي نهاك نهى
فلست وحدي من يرثيك في شجن
حتى تأملت في وجه الزهور فلم
وقلت حقاً فقد جاشت مساجدنا
فأنت منظومة للحب ضافية
ما مات والله من أزجى الحياة بنا
ما كان أبخس أن ترثيك قافية
صمتي أنين وصوتي لحن محتضرٍ
والناس تبكي ولحظي هده السهر
حقاً وهذا غد قد يعذب الكدر
في ناظري وقد مات السنا هدر
تئن لاهثة، في هجعتي الفكر
ونام في حضن هذا الكوكب القمر
دويها في مناح الأفق تستعر
نار تؤججها في داخلي الصور
يبنيك طيفاً حزيناً في الرؤى القدر
ومن من الناس أفنى عمره البشر
عيناه كي يسعد الإنسان والحجر
نباً فحق له أن يذهل البصر
في الذكريات فإن الرسم يندثر
في عمق ذاتي فإن الذات تنصهر
كل اللغات وصمتي بات يحتضر
وفي حناياي وا عماه تنهمر
ونبرة الآه تكويني وتنحصر
مدادها في زوايا أحرفي شرر
إلا ووزن بحور الشعر منكسر
حتى أتاني لسان الشعر يعتذر
ولو يبدد موجى في الدنا السفر
جازان والشط والمحراب والشجر
أرى لغيرك يبكي ذاكم النور
وسوف يرثيك ذاك الموقع العطر
وكيف في القلب نظم الحب يندثر
ولن تجف دموعي ما بقى سحر
وفي شرايين هذا القلب منتصر
فهل سيبدي رضاك الصمت والوتر[/poem]
ورثاه الشيخ محمد بن عبد الله حارث الحازمي بهذه الأبيات بعنوان " من نقش في الصخر يبقى للأزل"
[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
موسى بالخير عظيما ما فعل
ساخي الكفين موفور العطا
كان فذا عادلاً فيما يقول
وله الأسلوب دفء للجميع
وله الحكمة والباع الطويل
كان أهلاً للصلاح والإخاء
بذر الحب بأحداق الجميع
فجناه مثمراً بعد الوفاة
لوح الكل إليه بالوفاء
فوداعا من قلوب في ضمد
رحم الله رجالاً مثله
نثر الحب علينا وارتحل
عن بني أرضه يوماً ما بخل
صادق الميعاد ما قال فعل
فله ذوق وطعم من عسل
باذل الجهد إذ الجهد عمل
يبقى في الآفاق رمزاً ومثل
وتفاقد غرسه حتى اكتمل
من نقش في الصخر يبقى للأزل
وامتطى صهوته ثم انتقل
تمطر الدمع عليه من مقل
وتعازينا بنجم قد أفل[/poem]
الخـاتمـة
فهذه نبذة خاصة بدراسة علمية حول سيرة الشيخ / موسى بن أحمد أبو الخير المعافا ، ومكانة حياتة العلمية والعملية والثقافية والأدبية نأمل إن شاء الله تعالى أن تحظى بالقبول أمام إخواننا المتعطشين من الدارسين والباحثين ، والمشتاقين لمثل تلك النبذة وأن كانت في نظر البعض لم تحقق الغاية منها أو تصل بنا إلى المراد الكامل من دراستها ، إلا أنه حسبنا فيما بذلناه من الجهد أن نكون قد فتحنا من خلالها نافذة لنطل منها نحن وإخواننا المتخصصين لمثل هذا الموضوع والذي يعتبر الأول من نوعه ودراسة موضوعه، وفي الختام أسأل الله الكريم رب العرش العظيم ، أن يتغمد شيخنا المذكور بواسع الرحمة والمغفرة وأن يغسله بالماء والثلج والبرد، وينقيه من الذنوب والخطايا كما ينقي الثوب الأبيض الدنس، وأن يخلف له بخير في ذريته ويبارك في نسلهم، كما نسأله جل وعلا ، أن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين إنه جل وعلا خير مسئول وهو حسبنا ونعم الوكيل .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى اللهم وسلم وبارك .. على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
توقيع : صريح للغاية | ولقد دعتني للخلاف عشيرتي.. ... ..فعددت قولهم من الإضلال
إني امرؤٌ فيَّ الوفـــــاء سجيـة.. ... .وفعــال كل مهـذب مفضـال
| |
| |