06-02-2007, 05:21 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Jan 2006 | العضوية: | 7 | المشاركات: | 1,813 [+] | بمعدل : | 0.26 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
كل ما يخص آل البيت حوار مع النسابة الشريف أحمد ضياءالعنقاوي الشريف أحمد ضياء بن محمد قللي الهاشمي الحسني النموي العنقاوي ، نسابة معاصر ، و محقق بارع ، ولد في مدينة قنا بصعيد مصر يوم الاثنين 12 شعبان 1375 ، تخرج من كلية الآثار ( القسم الاسلامي ) سنة 1400 هـ ، و تولى نظارة وقف الأشراف بني حسن العنقاوية في قنا سنة 1403 ، و له مساهمات عديدة تتعلق بنقابة الأشراف وأنساب آل البيت في مصر وغيرها ، كما أن له عدد من المشاركات والمؤلفات العلمية منها كتاب " معجم أشراف الحجاز " ، و له تحقيقات علمية و دراسات جادة ، مثل تحقيق مخطوطة ( حُسْن القِرَى في ذكر أودية أم القرى ) لجار الله ابن فهد ، و ذيَّلَ عليه ، و له توثيق لكثير من شجرات الأنساب الحديثة ، وله مقالات صحفية متنوعة ، وغير ذلك من الأعمال .
و حيث أن الموقع يبحث عن إثراء ما يتعلق بآل البيت بشكل عام ، فإنه يطيب له في هذه المناسبة أن يستضيف الأستاذ الشريف النسابة أحمد ضياء العنقاوي الحسني ، و يجري معه هذا الحوار الماتع ... س1 : لماذا اعتنى الناس عامة وخاصة بأنساب آل البيت ؟
ج : منذ صدر الإسلام اعتنى المسلمون بأنساب آل البيت، حيث حرصت الشريعة بالعناية بالأنساب،فقد كان حفظ نسب النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطيبين الطاهرين ، فرض كفاية لما يتعلق به من أحكام شرعيه، ولذا وجب ضبطه وتوثيقه وحفظه. واخرج لنا الإمام احمد والترمذي عن رسول صلى الله عليه وسلم ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر) .
وقد كانت غيرة الأمة الإسلامية عبر العصور ، على هذا النسب النبوي الشريف ، وضبطه ، كي لا ينتسب إليه صلى الله عليه وسلم وآله أحد إلا بحق ، و درج السلف الصالح رضي الله عنهم على هذا لتوقيرهم وتعظيمهم والاعتراف بحقوقهم الشرعية .
و على ذلك حفظت انساب أهل البيت النبوي مع طول السنين ، وقيض الله لهم من يقوم بضبطها وحفظها في سائر الأرض ، حيث تجري دماء النبوة في عروقهم وأصلابهم المتعاقبة أينما حلوا ، و مهما طالت بهم الأزمان وتعاقبت الأجيال ، حتى يرث الله الأرض ومن عليها . س2:ما هي أبرز الكتب الخادمة في نسب آل البيت ؟
الإجابة عن هذا السؤال قد تكون في مجلد .
و يمكن هنا التحدث عن أمثلة لأبرز الكتب التي خدمت أنساب آل البيت عبر القرون ، حيث بدأت تصلنا أهم المدونات النسبية الخاصة بآل البيت بدءاً من القرن الثالث الهجري ، فمثلاً نجد :
في القرن الثالث الهجري كتاب : (المعقبين من ولد الإمام علي أمير المؤمنين ) ليحيى العقيقي بن الحسن بن جعفر الحجة ( 277 ) هـ .
و في القرن الرابع الهجري كتاب ( سر السلسلة العلوية)لأبي نصر البخاري (ت357) هـ . وفي القرن الخامس الهجري :كتاب )تهذيب الأنساب ونهاية الأعقاب ) لشيخ الشرف العبيدلي (ت435) هـ ، وكتاب : ( المجدي في الأنساب) للعمري .
و في القرن السادس الهجري نجد كتاب: ( لباب الأنساب والألقاب والأعقاب)لابن فندق البيهقي(ت565) هـ .
و في القرن السابع الهجري كتاب : (الشجرة المباركة في أنساب الطالبية)للفخر الرازي ( ت 606 ) هـ ، وكتاب (الفخري في انساب الطالبين) للأزورقاني المروزي (ت 614) هـ .
و في القرن الثامن الهجري كتاب : (الأصيلي في أنساب الطالبيين ) لابن الطقطقي (ت709) هـ .وفي القرن التاسع الهجري ازدادت حركت الكتابة في أنساب آل البيت ، و برع العديد من النسابين في هذا الشأن . و من تلكم الجهود :
كتاب) عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب)لابن عنبة ( ت 828 ) هـ ، و له أيضاً ( بحر الأنساب)، و كتاب ( الأنساب المشجرة ) للحسن الحسيني (كان حياً سنة 887 ) هـ .
و في القرن العاشر كتاب : (تحفة الطالب في من نسب إلى أبي عبد الله و أبي طالب ) للسمرقندي ( ت994) هـ .
و في القرن الحادي عشر كتاب: (بحر الأنساب المسمى بالمشجر الكشاف لأصول السادة الأشراف) للنجفي .
و في القرن الثاني عشر كتاب: (روضة الألباب وتحفة الأحباب ونخبة الأحساب لمعرفة الأنساب) لأبي علامة (ت 1114) هـ .
أما في القرن الثالث عشر الهجري ، و ما تلاه حتى العهد الحاضر ، فقد ازداد انتشار الأشراف، و كثر عددهم في الآفاق ، فأصبح البحث في شمولية أنساب آل البيت ، و تتبعهم أمرٌ ، ليس بالميسور على النسابة الفرد ، و لذا لا نجد كتباً ودراسات نسبية شاملة جادة ومحققة ، شملت أنساب آل البيت بشكل عام ، و حصر شامل ، إلا بعض الكتب المتناثرة الخاصة ببعض الفروع . س3: ما هي بصمات كلية الآثار والعمل الحكومي في وزارة الإعلام عليك في تحقيق الأنساب وتدقيقها؟
في الحقيقة لم يكن بخلدي حين درست في كلية الآثار ، أو حتى بعد تخرجي وعملي لفترة يسيرة مفتشاً للآثار ، لم يدر في ذهني العمل في مجال الأنساب وتحقيقها ، و لكن نظراً لطبيعة دراستي للتاريخ الإسلامي بصفة عامة ، و إضافة إلى الدراسات الأخرى للمخطوطات والوثائق و الآثار الإسلامية والعملات والنقود والنصوص الإنشائية القديمة من قراءات أثرية وفي شواهد القبور وغيرها ، كل ذلك قد أكسبني خبرة في التعامل مع قضايا البحث و التوثيق ، والتنقيب ، و التدقيق فيما يتعلق بقضايا الأنساب بشكل عام ، إذ يعد علم الأنساب من مصادر التاريخ وروافده ...
كما أكسبني العمل الإعلامي : التعامل مع قطاعات مختلفة من الناس ، وهم متباينون في مستوياتهم الفكرية و الاجتماعية والدينية وغيرها ، مما مكنني من التعامل مع كافة الشرائح البشرية في عالم الأنساب .
و أحب أن أشير في هذا المقام إلى أن محبتي لقومي من آل البيت كافة ، كانت باعثاً كبيراً لنفسي للخوض في عالم الأنساب ، حيث مكنني ذلك من تقديم ما يمكن به فائدتهم ، وكان لكثرة قراءتي للمخطوطات ، و للعديد من المصادر المتعلقة بالأنساب ، و صبري ... إضافة إلى اطلاعي على كثير من الوثائق والحجج والمشجرات القديمة والحديثة وكثرة اختلاطي بالرواة والنسابين بمصر والحجاز وغيرها من البلدان والاستفادة منهم ، مع الدخول في قضايا الأنساب المختلفة دون العجل في ابداء الرأي ، أكسبني ذلك عبر السنين شيئاً من العلم في بحر الأنساب ، و الذي آمل أن أقوم بتسجيل ما حملت منه أو بعضاً منه لإكمال رسالتي فيه ، ثم الانصراف إلى شأن يغنيني في آخرتي... س 4 : باعتبارك من أبرز المحققين الثقات لأنساب الأشراف اليوم ما هي أبرز العقبات التي كانت تواجهك عند تحقيق وتدقيق الأنساب ؟
دعني أقول : كثيراً ما يواجه العاملين في مجال الأنساب العديد من العقبات ، ومع كل استشكال نسبي يمكن مواجهة عقبات مختلفة ، فليست جميع العقبات في مستوى واحد بل تختلف باختلاف الأحوال والأشخاص و الظروف وطبيعة القضية النسبية المطروحة للبحث ..
من ذلك كثرة المصادر النسبية في المكتبات الإسلامية و تعارض بعضها مع بعض ، فهناك بعض المصادر قد ذاع صيتها و نقل عنها العديد من النسابين و الباحثين ، قديماً و حديثاً ، و هي في الحقيقة تحمل بعضها أنساباً و أخباراً ، بعضها مكذوب ، و بعضها ضعيفٌ بَيِّنُ الوضع و السقط ، بفعل النساخ أو المؤلف ذاته ، مع تعذر العثور على نسخ أخرى لمقابلتها ، و قد طبعت بعض تلك المصادر دون تحقيق جيد لها للأسف ، و هي تحتاج إلى إعادة تحقيق وتدقيق !
كثيراً ما يأتيني أناس بقضايا نسبية ، استشعر أن أصحابها صادقون في بحثهم عن الحقيقة ، لكن لا أنا و لا أي باحث منصف متجرد للحق يستطيع أن يقدم لهم ما يعينهم على إثبات ذلك النسب الذي يبحثون عنه ، وذلك لعدم توفر المصادر المتعلقة بهم ، كما أنهم يفقدون ما يعينهم على إثبات أنسابهم ، و هذا كثير اليوم ، و نحن لا ننكر أنه قد توجد مصادر محفوظة و مشجرات قديمة و وثائق هنا وهناك ، لكن لا يتيسر الاطلاع عليها لعدد من الأسباب .
ولعل من القضايا النسبة القديمة ، والتي سيكون لها شأنٌ في المستقبل ، و هي تواجهنا بإلحاح اليوم : دخول بعض أفراد أو جماعات من الأشراف في أحلاف مع بعض القبائل المحيطة بهم ، ففي الحجاز مثلاً نجد نسبة في قبائل حرب وجهينة ومطير وغيرها ، دعوى لأفراد منهم : أنهم ينتمون إلى الأشراف ، و رغم وجود تواتر بين تلك القبائل يؤكد ذلك ، إلا أن مثل هذه القضايا تحتاج إلى تثبت و إلى مزيد من البحث و التروي قبل التعجل في إبداء الرأي على ظاهر ما يملكون من وثائق و بينات .
و أيضاً من الأمور التي نواجهها اليوم : طريقة حساب الأجيال ، فقد اختلف فيها المتقدمون وكثر فيها اجتهاد المتأخرون ، و قد افتقر معظم النسابين المعاصرين إلى معرفة الأسلوب الصحيح لحساب الأجيال ؛ وقد تضاربت بعض المصادر في أعمدة نسب بعض قبائل الأشراف ، مع وجود أكثر من مشجرة لبعضهم بأعمدة فيها اختلاف ، و تمسك أصحابها كل بما ورث ، مع عدم وجود مصدر أقوى للأخذ به ، كما لم تذكر المصادر القديمة ما يعين على تصحيح تلك الأعمدة ... في هذه الحالة : قد نلجأ إلى حساب الفترة الزمنية لتعاقب الأجيال ، و نسعى لمعرفة متوسط الفترة ، وذلك ليقربنا إلى معرفة أصح الأعمدة ، و لكن يجب أن نعلم أن هذا لا يحسم مسألة صحة العمود ، و بالتالي لا نستطيع الجزم فيما بين أيدينا من مسائل شائكة .. هناك متسرعون ومتخرصون في هذا الباب و هذا شأنهم لا شأننا وليتقوا الله فيما يعرض عليهم، فأمانتنا العلمية التي نقوم بها في خدمة أنساب آل البيت تأبى علينا ذلك ...
و أيضاً من القضايا التي تحتاج إلى بحث وتحري – وهي من جملة العقبات - : كثرة وجود أنساب القطع في العديد من المصادر النسبية ، وعدم تمكننا من إجابات حول مصير تلك الذريات ، مما يجعل الباب مفتوحاً على مصراعيه للجادين و العابثين .
و من العقبات التي نواجهها : حرص بعض الأشراف الزائد عن الحد ، في التمسك بعدم إقرار بعض فروعهم التي نزحت عنهم ، احتياطاً للأمر في الظاهر و قد تكون هناك مقاصد خفية من ذلك التشدد في النفي لتلك الفروع ، كخشية بعض أصحاب المصالح المالية من مطالبتهم بحقوق قديمة ، أو أوقاف ، أو حصص في أراضي و أموال ، و هذا مقامٌ تسكب عنده العبرات .
و مما يزيد الطين بلة ، أنك تجد بعض العاملين في الأنساب يحرصون على حذف بعض أسماء وردت في المشجرات القديمة لكونه لم يسمع بهم أو لأن أخبارهم منقطعة ، و ذلك بحجة ( قطع الطريق على الأدعياء ) ، و كأنهم لا يعلمون أنهم بذلك يقيمون الحجة في الطعن لمن قد يكون من أبناء عمومتهم و أقرب الناس إليهم .. ، و قد دخلت بعض أفراد من الأشراف في البادية و الحاضرة، كما أرتحل كثير منهم في البلدان المختلفة منذ القدم مع عدم احتفاظهم بموروث عند ارتحالهم ، ولذا يصعب التثبت من أمرهم .
و من القضايا المهمة في النسب الشريف : أنه ينبغي ملاحظة أن هناك بعض الأشخاص أو الفروع التي ليس لها حظ في النسب الشريف ، وقد غرهم في ذلك تشابه أسرهم وقبائلهم بألقاب بعض قبائل الأشراف قديماً وحديثاً فادعوا النسب الشريف.
و لعل من المواضيع المهمة التي ربما رفعت كثيراً من العقبات في باب الأنساب : موضوع البصمة الوراثية . و قد سألني أحد العلماء الباحثين في هذا المجال في الغرب : هل يمكن العمل بموضوع البصمة الوراثية في أنسابنا ؟ و هل نقر نحن المهتمين بالأنساب بنتائج هذا ؟
تلك معضلة نسبية تحتاج دراسة لمعرفة كيفية الاستفادة منها في هذا المجال في تحقيق وتدقيق الأنساب . و قد أصبح علم الأنساب له ارتباط بميدان الطب بعد ظهور الأمراض الوراثية . و عليه ، فإن التعاون بين الطبيب والنسَّاب ضرورة يفرضها الواقع العلمي القادم. س5:في العصر الحديث اتجهت عدد من منتديات الإنترنت إلى الخوض في انساب الأشراف، وقد فتحت منتديات وأغلقت...في رأيكم كيف يمكن الافادة من هذه المنتديات ؟
في الحقيقة إنني غير متابع - للأسف - للانترنت ، رغم فوائده ، وكثيراً ما أحضر لي بعض الإخوان بعض قضايا الأنساب الني نوقشت في تلك المنتديات . و رغم وجود إثراء علمي وفكري في بعض تلك القضايا إلا أنني ألاحظ – أحياناً - محاولات بعض الإخوان في طرح اسمي في بعض تلك القضايا ، ومطالبتي بطرح آرائي فيها .
إنَّ وقتي ضيق , و بعض تلك القضايا لا جدوى من الخوض فيها ، أضف إلى ذلك : تجاوزات من جهال الكتَاب، وخاصة أصحاب الأسماء المستعارة في تحويل تلك الأطروحات والاختلافات في الرأي إلى قذف و سباب و تصفية حسابات ، و هم أبعد الناس عن أدب الحوار والخلاف .
لما أسلفت ، تراني محجماً عن المتابعة والمشاركة في تلك المنتديات ، مع استفادتي مما يثار في بعض المواضيع ..
و أرى أنه حتى تكون هذه المنتديات ذات فائدة ، فيمكن أن تقتصر على أصحاب مؤلفات الأنساب ، و من لهم مشاركات سابقة و دراية جيدة و قراءات في هذا الفن .. ، كما يمكن عمل برنامج لطرح أسئلة عشوائية ، فمن تمكن من الإجابة يسمح له بالمشاركة على أن لا تكون باسم مستعار ، حتى على الأقل من مدير المنتدى ، ثم يفتح باب للمنتدى للمشاركات العامة حول تلك القضايا لمن أراد المشاركة ، و يمكن لمسئول المنتدى ، ينتقي و ينتخب ما يصلح للطرح الخاص... وهذا ليس تحجيراً على الرأي ولكن ضوابط حتى تتبين مصداقية المشاركين. س 6: قراءة الوثائق والمشجرات من جنس قراءة المخطوطات مع هذا نجد كثيرا من الخائضين في النسب يقدمون على قضايا شائكة دون أدنى خلفيه في هذا الباب ؟ ما تعليقكم على هذا الأمر؟
إن الشروط التي ينبغي توفرها في المشتغلين بالأنساب ، لا تختلف عن الشروط المطلوبة في سائر العلوم – في نظري - ، و ذلك لما يقتضيه علم النسب من الأمور المهمة ؛ و يجب عدم الخوض في غمار القضايا الشائكة إلا بعد دراسة مستفيضة حول تلك القضايا النسبية .
إن الأصل في ذلك هو التروي والحيطة ، و هذا هو الواجب . و قد احترز كثيرٌ من علماء الأمة في مثل هذه القضايا ، و ذكر لنا ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة : ( توقف كثير من قضاة العدل عن الدخول في الأنساب ثبوتاً أو انتفاءً لاسيما نسب أهل البيت الطاهر المطهر، .. ) ؛ ثم قال : .. و عجبتُ من قوم يبادرون إلى إثباته بأدنى قرينة و حجة مموهة ! يُسألون عنها يوم لا ينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم )
و من هنا نحذر العاملين في مجال الأنساب - في الاثبات والنفي بدون تحقيق - لما فيه من الاثم الكبير بنفس القدر ، وإني أنصح بالتوقف في مثل هذه القضايا ، إلا إذا كان الحق لا يقبل الشك أو الافتراضية في النفي والاثبات على السواء . س7: هل أنت راض عن الجهود المبذولة في عالم تحقيق الأنساب عند الأشراف والسادة ؟
عندي تحفظ على جزء من السؤال ، و هو الفصل بين الأشراف و السادة !
الحقيقة التاريخية التي أقرها كبار المحدثين ، و فحول المفسرين واللغويين، و أعلام المؤرخين المتقدمين ، اتفاقهم على أنه لا فرق بين اللقبين لتساوي السيادة و الشرف لذرية الحسن والحسين معاً ، و يمكن الرجوع في ذلك إلى : السيوطي في " الحاوي في الفتاوى " ، ابن حجر في " نزهة الالباب " ، البهوتي في " كشاف القناع " ، و السخاوي في " استجلاب الغرف " ، ابن رسول في " طرفة الاصحاب " ، و القلقشندي في " صبح الاعشى " وغيرهم ...
أما ما ذهب إليه بعض المؤرخين والباحثين بالحجاز و خاصة أهل القرن الثالث عشر ، و ما تلاه في تفسير إطلاق لقب " (الشريف) على ذرية الحسن السبط لتوليهم شرافة مكة _ أي : إمارتها _ ، و لقب ( السيد ) على ذرية الحسين السبط ، فتلك مغالطة تاريخية ، و قد انتشر هذا الرأي عند العامة وبعض الكتاب ببلاد الحرمين و يمكن الرجوع لمعرفة عدم الفرق بين اللقبين في ذلك إلى : النعمي في ( الجواهر اللطاف ) ، و جعفر لبني في ( الحديث شجون ) ، و الدهلوي في ( تحفة الاحباب ) ، و عبدالله غازي في ( إفادة الأنام ) ، و أيوب صبري في ( مرآة الحرمين ) ، و النبهاني في ( الشرف المؤبد ) ، .. و من سار على نهجهم من المعاصرين...
وعوداً إلى السؤال الأصلي ، وهو حول مدى رضانا عن الجهود المبذولة اليوم في عالم تحقيق الأنساب ؛ فأقول :
إن الكمال لله وحده ، و لابد لكل عمل بشري أن يعتريه النقص و الخطأ والنسيان ، وبطبيعة الحال ، فإن جهود تحقيق الانساب على مدار القرون الاسلامية قديماً وحديثاً ، يوفقُ الله من يقومُ بتحقيقها وتدقيقها وتوثيقها وتصحيح ما يعتري بعضها من أخطاء ، و من سقط أو إضافة و غير ذلك ، .. كما يظل آخرون ، يزيغون ويزيفون ، جاهلون وقاصدون ، و الفيصلُ هنا : " عمل النسابة ذاته "
فمثلاً : بالحجاز في العهد الحاضر ليس كتاب : ( قبائل الطائف و أشراف الحجاز ) للشريف محمد بن منصور آل زيد ، ككتاب ( الدرر السنية في الأنساب الحسنية و الحسينية ) للبرادعي .
وفي العراق ليس كتاب ( عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ) لابن عنبة ، ككتاب( صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطميين الأطهار ) للرفاعي . و بالجملة : فإن العالم الاسلامي يضج في العهد الحاضر بكثرة النسابين ، و كثرة الباحثين في الأنساب ، و نحن في انتظار ما تفرزه الايام ، و أما في الحجاز في العهد الحاضر ؛ فأشهد أني معايش و معاصرٌ لصحوة جادة أمينة شملت غالب أشرافها في تسجيل أنسابهم . س8 : لماذا يتوقف الكثيرون عند حد كتابة الشجرة ؟ ألا يوجد دور للنسابة إلا جمع الأسماء وتطريزها وكتابتها وتلوينها ؟
منذ القدم هناك كثيرون ممن يقومون بعمل مشجرة لهم أو لأقوامهم بدافع الغيرة أو الحرص أو الحفظ لأنسابهم وقبيلتهم ، وقد انتشرت في الآونة الأخيرة ببلاد الحرمين ممن قاموا بعمل مشجرات لفروعهم أو قبائلهم ، و ذلك آخر مأمولهم ،فمن قام بعمل مشجرة لقومه ، ثم توقف عند هذا الحد فهو بهذا العمل يشكر ، و قد أكمل حلقة من حلقات بحر الأنساب ، و ساهم في سد باب ، بجمع و تحقيق هذا الفرع من الشجرة الأم ، و على ذلك ، فهو يعد مرجعاً لفرعه وقبيلته في هذا لدى المهتمين و الباحثين .
إلا أنه نظراً لما كسبه من خبرات ومعلومات من خلال عمله في المشجرات ؛ فيمكنه بمزيد من البحث والاطلاع الخوض في عمل دراسة نسبية وتاريخية لقبيلته ، و أحسب أن بعض الاخوان يسعى جاداً في ذلك ، بل يمكن تطوير هذا العمل ليشمل فروع أخرى لدراسات أشمل ... والله الموفق .
و يبقى السؤال مفتوحاً : ماذا بعد المشجرة ؟ و هو سؤالٌ جميل من السائل !
|
| |