موضوع جميل عن الشخصية والخط منقووول من موقع الإسلام اليوم وهو لقاء مع المدربة في هذا العلم مي الحمود

الفرق بين الجنون والفنون شعرة، والفرق بين التنجيم والفراسة أيضاً شعرة، وعلم (الجرافولوجي) أو علم تحليل الشخصية أثبت وجوده ومصداقيته مع الممارسين له، حتماً سيكشف الممارس لهذا العالم شخصيتك الباطنة؛ ولكنه من المؤكد ليس منجماً ولا فلكياً؛ حول هذا العلم وأسراره كان لنا هذا اللقاء مع الأستاذة مي عبد المجيد الحمود الممارس المدرب المعتمد في علم (الجرافولوجي) فن تحليل الشخصية من الخط والتوقيع، وأول مدربة سعودية عربية معتمدة تدرب في علم (الجرافولوجي والجرافوثيرابي)، ممثلة الفيدرالية العالمية في (الجرافولوجي والجرافوثيرابي) في المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين. والمعتمدة من الأكاديمية العالمية للتدريب والاستشارات بأمريكا، ومعهد نظم العقل في ميونخ. .. كان لنا معها هذه الرحلة الممتعة حول استكشاف هذا العالم، فإلى نص الحوار:

ما المجالات التي يبحث فيها علم الجرافولوجي؟
أولاً: علم الجرافولوجي يُعْرَفُ بعلم تحليل الشخصية (الفراسة) من خلال الخط بعلم (الجرافولوجي Graphology) والذي يعني علم الشكل أو الرسم.
ويبحث في ثابت الشخصية؛ فلكل شخص له بصمة تختلف عن الآخر، وأيضاً يبحث في الانفعالات التي تكون متغيره بين الحين والآخر عند الشخص، والخط حاله فردية من الصعب أن يتشابه بين الفرد والآخر.
مثلاً: هل هو عصبي أم هادئ أو انطوائي انبساطي، ومدى قوة التركيز. هل هو قيادي أم تابع متفائل أم متشائم؟ يميل أو متأثر بالأم أو الأب. هل هو كتوم غامض بليغ في الكلام يقبل التغيير أو لا يقبل؟ هل هو حزين أو عنده مشكله في الجهاز التنفسي وغيره؟

هل لطالب الدخول إلى اكتشاف هذا العلم علاقة بمدى امتلاك شخصيته لعدد من المعايير التي تؤهله لذلك أم أن المجال مفتوح لمن يرغب؟
المجال مفتوح لجميع أفراد المجتمع لما له من فائدة كبيرة في ما يلي:
1. التعرّف على شخصيتك الخاصة ونظامك المفضل في التعامل مع الآخرين. ومعرفة سلبيات وإيجابيات الشخصية والسعي لتطويرها للأفضل (تطوير الذات).
1. فهم ومعرفة النفسيات البشرية وبالتالي تحقيق الألفة والتوافق التام معهم.
2. معرفة أنماط البشر وكيفية تفكيرهم لتحقيق الانسجام والتواصل معهم.
3. فن التأثير في الآخرين.
4. إبهار الآخرين بما ستستكشفه من سلوكياتهم.
5. تحليل تام للشخصية بحيث يصبح الشخص الذي أمامك وكأنه كتاب مفتوح وحسن الظن بالآخرين; فمن خلال دوراتي التي قدمتها كان من الحضور طالبات جامعة، وإرشاد طلابي، وأخصائيات نفسيات، ومديرات، ومشرفات، ومعلمات مدارس، وموظفات شركات في قسم شؤون الموظفين، وربات منازل.

أين يكمن الربط بين القلم والشخصية؟
تبين طبياً أن في الكتابة عند الإمساك بالقلم يستخدم الإنسان ثلاث أصابع مع باطن اليد، وهو مرتبط بالجهاز العصبي وبالمخ تحديداً، والذي بدوره يعكس ويترجم تفاصيل الشخصية على الورق، وبمعنى آخر يمكن القول بأنه علم قراءة وتفسير الجهاز العصبي والمخ من خلال الورق، لذا فإن الخط يُعدّ هو لغة المخ على الورق.

هل تعني مصداقية علم (الجرافولوجي) مصداقية (علم النجوم والأبراج)؟ ولماذا؟
بالطبع لا. لأن الجرافولوجي ليس تنجيماً، ولا يمكن أن يخبر عن المستقبل، كما أخبرت سابقاً، وإنما يخبر عن ثابت الشخصية والانفعالات في الحالة الآنية.

هل لذوي الكتابة باليد اليسرى أو اليمنى خصوصيات معينة تساهم في معرفة شخصياتهم والكشف عنها؟
نوعاً ما .. فشخصيات اليد اليسرى قوة التركيز والذكاء أعلى نسبياً من شخصيات اليد اليمنى. ولكن لا نستطيع أن نكتشف من الخط أنه يكتب باليد اليمنى أو اليسرى.

هل لنوع الجنس ذكر أو أنثى أثر على شكل الخط ونوعه، وبالتالي على شخصية كاتبه؟
لا يمكن لعلم الجرافولوجي أن يقرر بالتحديد جنس الكاتب إذا كان ذكراً أو أنثى.

هل هذا العلم متوقف على الخط فقط أم له علاقة بالرسم والألوان؟
نعم، علم الجرافولوجي والرسم علمان مرتبطان ببعض، أي نستطيع أن نحلل الشخصية من خلال الخط و رسم الأشكال الهندسية التي نستطيع اكتشافها من الخط، أما علم الألوان فعلم غزير يرتبط بعلم الجرافولوجي بسيكولوجية اختيار ألوان الحبر عند الكتابة، أي أن كل لون حبر يعبر عن شخصية معينة.

كيف نتعرف على الطفل من خلال خطه ورسمه والألوان التي يستخدمها؟
من الأشياء المهمة التي نبحث عنها في خط ورسم الطفل هو القدرة على تقييم مستوى موهبته ووجودها من عدمه، كما يهتم الباحث في دراسة "علم نفس الطفل" التعرف على نظامه التمثيلي لنكتشف ما هي ميول الطفل، ونحاول أن ننميها، وإذا كان الطفل غير موهوب نغرس عنده الموهبة بوساطة العلم الآخر علم (الجرافوثيرابي)، كما يهتم الباحث أيضاً بعدة أمور أخرى من خلال دراسته للطفل للتعرف على شخصيته: هل هو قيادي أم تابع، ونسبة ومستوى التركيز ونسبة الخيال، وهل هو جريء أم خجول.

من المستفيد من الالتحاق بهذا العلم؟
جهات مختلفة يمكنها الاستفادة من هذا العلم منها على سبيل المثال لا الحصر: الشركات والمؤسسات، المقدمون على الزواج، أو تكوين العلاقات الإنسانية كالصداقة، والشراكة في العمل لمعرفة مدى الوفاء بينهما، كما يستفيد منه الأطباء، والتربويون.

ما هي الجهات التي يُفترض بها أن يكون لدى كادرها الوظيفي خبير متخصص بهذا العلم؟عنوان
إدارات شؤون الموظفين في شتى الجهات والمؤسسات لممارسته عند التوظيف، وعند دراسة مدى استحقاق الموظف للترقية في العمل، إضافة إلى الملتحقين بالكادر التعليمي وخصوصاً الاختصاصيين النفسيين.

هل يمكن أن يختلف تفسير الشخصية الواحدة عند كتابتها باللغة العربية عن كتابتها بأي لغة أخرى؟
لا أبداً، لا يختلف لأننا ننظر لشكل الحرف والرسم، وليس لمعنى الكلام؛ فنحن لا نحلل الخط إلا إذا كان في اللاوعي، حتى تظهر بصماته الأصلية، فقاعدة أساسية في الجرافولوجي تقول: أنت تعلم ما تريد أن تكتبه مثلاً: شعر، مقال، رسالة، ولكن لا تعلم بالطريقة التي تكتب بها، أي شكل الحروف ورسمها.

هل صحيح أنه ليس هناك أي تشابه بين الأصفار أو النقاط التي يكتبها أشخاص مختلفون؟ وما مدى هذا الاختلاف؟
لا يوجد تشابه بين الأصفار أو النقاط بين الأشخاص؛ لأنها تعتبر مثل البصمة للشخص فالنقاط في علم (الجرافولوجي) تحدد مدى نسبة قوة التركيز عند الشخص.

ما هي القواعد الأساسية التي تتبعونها في تحليل الخطوط؟
هناك عدد من القواعد والتحليلات التي قد تتشابه، وقد يمكن نستدل منها كقواعد أساسية ننطلق منها لتحليل الصفات الفرعية، مثلاً الذي يكتب الكاف مفصولة من الأعلى يكون شخصية خيالية، والذي يقفل الجيم أو الخاء أو الحاء على شكل دائري يكون انطوائياً وكتوماً ومتسامحاً، وإذا كانت مقفلة على شكل المثلث يكون انبساطياً وعصبياً، ويحب التغيير. واجتماعي عكس الانطوائي، فنحن نعتمد أيضاً غير شكل ورسم الحروف؛ حجم الخطوط وميل واتجاه الخط، وبدايات ونهايات حروف الكلمة، وهل هي كبيرة أم صغيرة، وقياس الضغط على الورق لمعرفة مثلاً درجة عصبية الشخص، وهذا علم (الجرافونومي) البعد الثالث لعلم (الجرافولوجي).

كيف تفسرون شخصية من يعتمد في توقيعه على الاسم الصريح، والآخر الذي يميل إلى التعقيد والتشابك؟
أصحاب التوقيع بالاسم الصريح هم شخصيات صريحة، وواضحون لا يحبون اللف والدوران، ومعتزون بشخصيتهم، أما الذين يميلون للتعقيد فنقوم بتطبيق قاعدة (الجرافولوجي) عليهم، فكلما مال التوقيع لاختصار الاسم كلما دخل في الغموض والكتمان أكثر.

ما الذي أضافه هذا العلم إلى حياتكم الشخصية؟
الواقع أنه غير حياتي (360) درجة في تطوير ذاتي واكتشاف المواهب عند أبنائي وتعديل خطوطهم لتعديل سلوكهم بإيجابية، وحسَّن من ظني بالآخرين، ومعرفة شخصيات الغير خلال عشر ثوانٍ، وكيفية التعامل معهم.

ما أبرز المواقف التي استوقفتكم أثناء ممارستكم لهذا العلم؟ وهل أصبحتم تعانون من تقلص في مستوى محيط صداقاتكم الخاصة؟
بعد تحليل أي شخصية يدّعون بأنني ساحرة ومشعوذة، وبالأخص عند الأشخاص الذين لا أعرفهم، وهذا دليل على مدى قوة ومصداقية العلم، وبعدما يتعرفون على هذا العلم يبطل هذا الادعاء عندهم وهناك موقف بعدما ذكرت تحليل الشخصية لفتاة أكدت أن التحليل صحيح، واختلفت بأنها لا تميل لوالدتها بل لوالدها، فتوقعت بداخلي سبب الميلان أنها متأثرة منها أو مسيطرة، وكانت زميلتها بجانبها، فأخبرتني فيما بعد أن والدتها متوفاة، فهذا دليل أن سبب الميلان كان لاشتياقها لها.
أما بالنسبة لصداقاتي عند ممارسة علم (الجرافولوجي) فيجب أن تتصف بصفات مثل: قوة التركيز، وعدم البوح بأسرار الغير، وحسن استخدام اللغة، أي استخدام الألفاظ المنمقة الغير مباشرة، ودائماً عند تحليلي للشخصية أذكر الإيجابيات فقط، ولا أذكر السلبيات إلاّ إذا طُلب مني، ولله الحمد عند دخولي هذا المجال وعقد الدورات ارتفعت نسبة صداقاتي بدرجة كبيرة؛ لأنه -ولله الحمد- المجتمع الآن يبحث على أن يطور ذاته، ويريد أن يتغير للأفضل.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله، ثم قرأ قول الله تعالى: إن في ذلك لآيات للمتوسمين ". رواه الترمذي.

موضوع مميز
خالص التحية