أشراف مكة يشيدون بتراجع ابن جبرين ويعبرون عن رضاهم
عبر عدد من علماء الأشراف عن رضاهم وتأييدهم لبيان الشيخ "عبد الله بن جبرين" الذي أكد فيه أن الفتاوى الصادرة منه، والمتعلقة بالتشكك في أحقية الأشراف بما كان لهم بعدَ وفاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وذلك لعدم "ارتباطهم بنسب الرسول وأن ادعاء النسب من آل البيت غيرُ صحيح"، لم يقصدْ بها الإساءة لأحد.
وقال العلامة "ابن جبرين" في بيان له نشر على شبكة الإنترنت : إن "أهل البيت هم ذرية من أشرف بيتٍ وُجِدَ على وجه الأرض حسباً ونسباً، و لهم أنسابٌ محفوظة إلى عصرنا الحاضر، و نحن لا نقدحُ في نسبِ أحدٍ منهم، حيث تحققوا من صحةِ النسب وثبوتِه، والناس مأمونون على أنسابهم، و لا نحلُّ لأحدٍ أن يقدحَ في نسبِهم، أو ينالُ منه".
وأضاف البيان "أننا نعرفُ لأهلِ البيت فضلَهم وحقوقَهم التي وردت في الكتاب والسنة، واتفق عليها أهلُ العلم و الإيمان، ومن جمع منهم بين اتباع السنة مع شرف النسب فقد جمع بين فضيلتين، و من انحرف عن الصراط المستقيم ، فلن ينفعَه نسبُه يوم القيامة".
وفي تعليقه على إيضاح الشيخ "ابن جبرين"، قال الشيخ الشريف هزاع بن شاكر العبدلي: "إن مما يميز العلماء الناصحين، الربانيين عن غيرهم قول كلمة الحق، والرجوع عند الخطأ ، وقبل ذلك كله النصح لله ، ورسوله ، وللمسلمين عامتهم ، وأئمتهم مع الإخلاص التام لله عز وجل ، فلا تخرج الكلمة من العلماء الصادقين إلا بعد التأمل الكافي ، والنظر الدقيق."
وأضاف: " ونحن إذ نقدر لفضيلته هذا الإيضاح وما حواه من ذكر لثبوت النسب الهاشمي للذرية النبوية ، وما قرره من فضل لهم كما في الكتاب ، والسنة ، وقوله ووصفه إياهم بأنهم أشرف بيت ، وجد على الأرض حسبا ونسبا ، إنما هو من منهج أهل العدل ، والإنصاف ، فأهل السنة ما زالوا معظمين لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ونصوصهم في ذلك واضحة ، جلية ، في ذكر فضلهم ، ومناقبهم ، بل والتنبيه إلى عدم جواز التعدي عليهم ، والنيل منهم."
ووجه الشريف العبدلي شكره لسماحة المفتي العام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الذي "وجدنا منه تجوابا كريما ، ولمسنا منه كل اهتمام بهذه المسألة ، وما أثير حولها ، وهذا هو العهد في سماحته سيراً على طريقة أسلافه في تقريراتهم الجميلة عن آل البيت ، كذلك لا يفوتني أيضاً الإشارة إلى الجهد المبارك الذي بذله فضيلة الشيخ المفكر الكبير سلمان بن فهد العودة الذي بذل جهداً مضيئاً في تقريب وجهات النظر ، وتوضيح الصورة الصحيحة ، والمعتدلة في هذه القضية ، والسير فيها على ما قرره أكابر أهل العلم ، والدين من قبل ، والذي كان لاتصالاته المستمرة بنا في اليومين الماضية أكبر الأثر في احتواء ما حصل ، فله منا ولكل من أسهم كل الشكر، والتقدير."
أما الدكتور الشريف حاتم العوني ـ عضو مجلس الشورى ـ فقال : "لقد رجع الشيخ ابن جبرين إلى الحق الذي كان ينبغي ألا يصدر إلا عنه ابتداءً ، ولكن يبقى أن الرجوع إلى الحق فضيلة لا يصح أن تنكر ، وهي الفضيلة التي نراها اليوم في الشيخ ابن جبرين وفقه الله . ونرجو أن يكون هذا التراجع ، والاعتذار من الشيخ كافياً لإطفاء الفتنة ، وأن يعفو كل من تأذى من الفتوى السابقة عن كل ما حصل من بلبلة !."
وأكد الشريف العوني أن "أنساب آل البيت لم يزدها رجوع الشيخ وفقه الله ثبوتاً ، كما لم ينقصها ما صدر عنه سابقاً."
ومن جانبه علق الدكتور الشريف عبدالله بن حسين الشنبري على بيان الشيخ ابن جبرين بأنه هو "المتوقع منه والمأمول فيه وهو من العلماء الذين لهم نفع وأثر كبير في الحركة العلمية الشرعية ، وخروج هذا البيان وماتضمنه من اعتذار يزيد الشيخ رفعة في قلوب إخوانه من آل البيت جميعا . ومن قرأ التاريخ وأخبار العلماء وجد الشيء الكثير الذي يجعلنا لا نستغرب هذه المواقف من العلماء الذين نحسن الظن فيهم ولا نزكي على الله أحداً."
وقال الشريف عصام بن ناهض الهجاري معلقاً على بيان العلامة ابن جبرين: "إن هذا البيان الصادر من فضيلته ، إنما هو دليل على إنصاف الشيخ ، وعدله ، فإنه أثابه الله أوضح ما كان من اللبس ، والإشكال الحاصل في الفتاوى السابقة ، فبيانه هذا ، وإيضاحه ، ورجوعه إنما هو من صفات ، وحلية العلماء الذين نتعلم منهم متابعة الحق ، وأهله ، سواء وصلنا له ابتداءً ، أو رجوعاً إليه ، فكلاهما من الأمور التي تحمد ، وتشكر من صاحبها .
وأضاف الشريف الهجاري : "ونحن نشكر فضيلته على ما تضمنه هذا البيان من إشارات واضحة لثبوت النسب الهاشمي ، وتقرير فضل أهل البيت ، إضافة إلى ما احتوته من اعتذار ، وهذا من خلقه الكريم وفضله ، وإنصافه وحسن تربيته لطلاب العلم وأهله ، كما تعودنا منه من قبل ، فالحق والخير دائماً هو مراد كل مسلم ، ولا نظن الشيخ بفتواه هذه إلا أنه حريص على ذلك ، وأسأل الله أن يكون هذا البيان من الشيخ عقداً للمحبة بينه وبين إخوانه من آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فمن خصائص أهل البيت حبهم للعلماء لأنهم ورثة الأنبياء ، ومن خصائص العلماء حب أهل البيت والتحديث بفضلهم ومالهم من حق ومكانة ، وفق منهج الحق والعدل بلا إفراط ولا تفريط . كما أخص المفكر والمربي الكبير الشيخ سلمان بن فهد العودة بجزيل الشكر الذي بذل جهداً مضيئاً في الأيام الماضية ، حرصاً منه على جمع الكلمة وهو ما يدعو إليه دائما في فكره الشمولي ، حتى خرج من عند فضيلة الشيخ بن جبرين بعد لقاءه به بعد ظهر يوم الخميس 23/4/1428 و قد جمع الله وآلف على يديه بين القلوب والآراء ، فبادر بالاتصال من حينه ونحن في دار الشريف هزاع بن شاكر وأخبر بأنه قد خرج من الشيخ بما يزيل الإشكال."
يجدر أن الشيخ "عبد الله بن جبرين" قد أعلن في بيانٍ نُشِر على شبكة الإنترنت، أن الفتاوى الصادرة منه، والمتعلقة بالتشكك في أحقية الأشراف بما كان لهم بعدَ وفاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وذلك لعدم "ارتباطهم بنسب الرسول وأن إدعاء النسب من آل البيت غيرُ صحيح"، لم يقصدْ بها الإساءة لأحد.
واعتذر الشيخ بن جبرين لكلِّ من ساءته تلك الفتاوى "التي لم نردْ بها الإساءة لأحد، ولا نجيزُ لأحدٍ أن يستغلَّها في الإثارة و التشكيك، و نحثُّ المسلمين جميعاً على التمسك بالتقوى، والحرص على جمع الكلمة، والقضاءِ على مادةِ الاختلافِ، وأسبابِه".
وقد طالب عددٌ من علماء الأشراف في بيانٍ لهم الشيخ ابن جبرين التراجُع عن فتواه، وقالوا في البيان الذي رفعوه إلى سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، وجاء في خمس صفحاتٍ مختتمة بتوقيعات وأسماء الموقعين الذين عرفوا أنفسَهم في بداية البيان بأنهم "جماعة من ذرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الكرام من الأشراف والسادة"، ثم ردَّ البيانُ على فتوى ابن جبرين لعلَّه يكونُ "إبراءً للذمّة".
وقد تدّخل الشيخ سلمان بن فهد العودة ـ المُشرف العام على مؤسسةِ الإسلام اليوم ـ من أجلِ الإصلاح بين الطرفين، والتوصل لصيغة نهائية يوافق عليها علماء الأشراف.