05-02-2007, 12:24 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | Oct 2006 | العضوية: | 397 | المشاركات: | 1,531 [+] | بمعدل : | 0.23 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
الإسلامي العام فصل في غزوة تبوك
قال ابن إسحاق : كانت في زمان عسرة من الناس وجدب من البلاد حين طابت الثمار - فالناس يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم وكان صلى الله عليه وسلم قلما يخرج في غزوة إلا ورى بغيرها ، إلا ما كان منها ، فإنه جلاها للناس لبعد الشقة وشدة الزمان .
فقال ذات يوم - وهو في جهازه - للجد بن قيس هل لك في جلاد بني الأصفر ؟ " فقال يا رسول الله أوتأذن لي ولا تفتني ؟ فقد عرف قومي أنه ما من رجل أشد عجبا بالنساء مني ، وإني أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر أن لا أصبر فقال " قد أذنت لك ففيه نزلت ( 9 : 49 ) ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني - الآية .
وقال قوم من المنافقين بعضهم لبعض لا تنفروا في الحر فنزل ( 9 : 81 ) وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا - الآية .
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حض أهل الغنى على النفقة . فحمل رجال من أهل الغنى واحتسبوا . وأنفق عثمان ثلاثمائة بعير بأحلاسها ، وأقتابها وعدتها ، وألف دينار عينا
وجاء البكاءون - وهم سبعة - يستحملون رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون
وقام علبة بن يزيد فصلى من الليل وبكى . ثم قال اللهم إنك أمرت بالجهاد ورغبت فيه ثم لم تجعل عندي ما أتقوى به مع رسولك ، ولم تجعل في يد رسولك ما يحملني عليه وإني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني فيها : من مال أو جسد أو عرض ثم أصبح مع الناس . فقال النبي صلى الله عليه وسلم أين المتصدق في هذه الليلة ؟ فلم يقم أحد ، ثم قال أين المتصدق ؟ فلم يقم . فقام إليه فأخبره فقال صلى الله عليه وسلم " أبشر فوالذي نفس محمد بيده لقد كتبت في الزكاة المتقبلة
وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم فلم يعذرهم .
واستخلف على المدينة محمد بن مسلمة الأنصاري . فلما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم تخلف عبد الله بن أبي ومن كان معه وتخلف نفر من المسلمين من غير شك ولا ارتياب منهم الثلاثة - كعب بن مالك : وهلال بن أمية . ومرارة بن الربيع - وأبو خيثمة السالمي ، وأبو ذر . ثم لحقاه . وشهدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثين ألفا من الناس والخيل عشرة آلاف فرس . وأقام بها عشرين ليلة يقصر الصلاة وهرقل يومئذ بحمص .
قال ابن إسحاق : ولما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف عليا على أهله . فقال المنافقون ما خلفه إلا استثقالا له وتخففا منه . فأخذ سلاحه ولحق به بالجرف فقال يا نبي الله زعم المنافقون أنك ما خلفتني إلا استثقالا ، فقال كذبوا ، ولكني خلفتك لما تركت ورائي ، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك . أولا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه لا نبي بعدي فرجع .
ودخل أبو خيثمة إلى أهله في يوم حار بعد ما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم أياما ، فوجد امرأتين له في عريشين لهما في حائط قد رشت كل واحدة منهما عريشها ، وبردت له ماء وهيأت له طعاما . فلما دخل قام على باب العريش فنظر إلى امرأتيه وما صنعتا . فقال رسول الله في الضح والريح والحر وأبو خيثمة في ظل بارد وطعام مهيأ وامرأة حسناء ؟ ما هذا بالنصف ثم قال والله لا أدخل عريش واحدة منكما حتى ألحق برسول الله صلى الله عليه وسلم . فهيئا لي زادا ، ففعلتا . ثم قدم ناضحه فارتحله ثم خرج حتى أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزل تبوك .
وقد كان عمير بن وهب الجمحي أدرك أبا خيثمة في الطريق فترافقا ، حتى إذا دنوا من تبوك ، قال أبو خيثمة له إن لي ذنبا . فلا عليك أن تتخلف عني حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل . حتى إذا دنا من رسول الله قال الناس راكب على الطريق مقبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كن أبا خيثمة " قالوا : يا رسول الله هو والله أبو خيثمة . فلما أناخ أقبل فسلم على رسول الله . فقال له " أولى لك يا أبا خيثمة " فأخبره الخبر ، فقال له خيرا ، ودعا له
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مر بالحجر - من ديار ثمود - قال لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين إلا أن تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم لا يصيبكم مثل ما أصابهم وقال لا تشربوا من مائها شيئا ، ولا تتوضئوا منه للصلاة وما كان من عجين عجنتموه فاعلفوه الإبل ولا تأكلوا منه شيئا ، وأمرهم أن يهريقوا الماء وأن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة
وفي صحيح مسلم عن أبي حميد الساعدي قال " انطلقنا حتى قدمنا تبوك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستهب عليكم الليلة ريح شديدة . فلا يقم أحد منكم . فمن كان له بعير فليشد عقاله . فهبت ريح شديدة فقام رجل . فحملته الريح حتى ألقته بجبلي طيئ
قال ابن إسحاق : وأصبح الناس ولا ماء معهم . فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا الله . فأرسل الله سحابة . فأمطرت حتى ارتوى الناس واحتملوا حاجتهم من الماء .
|
| |