المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Dec 2006 | العضوية: | 541 | المشاركات: | 175 [+] | بمعدل : | 0.03 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المنتدى العام المفتوح عمر وعدله | | | | بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول من عس في الإسلام
وذات ليلة وهو يدور في سكك المدينة يعس أخبار الناس سمع امرأة تتغنى بأبيات من الشعر قائلة :
هل من سبيل إلى خمر فأشربها ,,,,,, أو من سبيل إلى نصر بن حجاجِ
إلى فتى طيب الأعراق مقتبل ,,,,,, سهل المحيا كريم غير ملجاجِ
نمته أعراق صدق حين تنسبه ,,,,,, وذي نجدات عن المكروه فرَّاجِ
سامي النواظر من فهر له كرم ,,,,,, تضيء سنته في الحالك الدّاجِ
فصعق عمر رضي الله عنه من قول هذه المرأة وتعجب من نصر بن حجاج هذا الذي اكتست النساء بذكره وأمر باستدعائه
ولما حضر نصر بن حجاج نظر إليه عمر فإذا به حسن الخلقه جميل المنظر بهي الطلعة وله شعر طويل ينوس على كتفيه
فأمر الحلاق أن يحلق شعره فصاح نصر قائلاً : وما ذنبي أنا يا أمير المؤمنين بمعنى أن الله خلقني هكذا بهذا الشكل الجميل فما هو ذنبي إذا النساء اكتست بذكري
فأجابه عمر رضي الله عنه إجابة الرجل الذي يئِن تحت وطأة المسؤولية قائلاً :
يا بني ليس لك ذنب ، إنما الذنب ذنبي إن تركتك تفسد في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذه الإجابة ينبغي على كل مسؤول إن يحمل همها
فليس الذنب ذنب الناس في بعض الأحيان وإنما هو ذنب المسؤول الذي لا يأخذ على يد رعيته
فلما حلق الحلاق شعر نصر جيء به إلى عمر بن الخطاب
فنظر إليه فوجده قد أصبح أجمل مما كان
فقد خرجت وجنتاه بعدما كانتا غائرتين في كثافة شعره
فأمره أن يعتم فألبسوه عمامة فازداد جمالاً
فقال عمر : اذهبوا به إلى البصرة وهيؤا له العيش الكريم هناك
وفعل ذلك لعمر لأنه كان يريد المدينة المنورة عاصمة الإسلام وبيضته الأولى أن تكون طاهرة نقية لا تشوبها شائبة
فأخذ نصر بن حجاج يتهيأ للرحيل وتغنى بأبيات قال فيها :
لظن ابن خطاب عليَّ بجمة ,,,,,, إذا رجلت تهُزُ هزَ السلاسلِ
فصلَّع رأساً لم يصلعه ربه ,,,,,, يرفُ رفيفاً بعد أسود جائلِ
لقد حسد الفرعان أصلع لم يكن ,,,,,, إذا ما مشى بالفرع بالمتخايلِ
ثم أرسل الوسطاء إلى عمر حتى يبقيه في المدينة ولكن عمر رفض رفضاً قاطعاً
فلقي نصر عمر في أحد سكك المدينة فقال له : يا أمير المؤمنين ؛ لقد سمتني قتل نفسي
فقال عمر : وكيف ذلك ؟
قال نصر : إن الله عز وجل يقول :
{ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم }
فقال عمر : صدقت وما أبعدت ولكني أقول كما قال شعيب :
إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ
ثم سمعت المرأة التي تغنت بأبيات الشعر بما حصل لنصر مع عمر
فعرفت أن عمر رضي الله عنه قد سمعها هي وأنها هي المقصودة بالأمر
فخافت من عمر وأرسلت إليه بأبيات تبين له أنها طاهرة نقية وإنما تغنت بأبيات ما قصدت منها إلا التغني فحسب وليست تنم عن ما في نفسها فقالت :
قل للإمامِ الذي تُخشى بوادرهُ ,,,,,, مالي وللخمر أو نصر بن حجاجِ
إني بُليتُ أبا حفص بغيرهما ,,,,,, شرب الحليب وطرف فاترٍ ساجي
لا تجعل الظن حقاً أو تبينه ,,,,,, إن السبيلَ سبيلُ الخائفِ الراجي
فلما قرأها عمر سأل عن المرأة فوُصفت له بالعفاف والخلق
فأرسل إليها أن قري ولا تخافي ثم بين لها أنه لم يخرجه من أجلها ولكنه قد بلغه أنه يدخل على النساء فخاف عليهن
ثم ذهب نصر بن حجاج إلى البصرة ومكث فيها
وذات يوم وعمر يمشي في طرق في المدينة استوقفته امرأة
وقالت له : يا عمر ؛ أنا أم نصر بن حجاج ، كيف يبيت إلى جوارك ابناءك عبد الله وعبيد الله وعاصم وأنا بيني وبين ابني الفيافي والقفار؟
فرق لها عمر رقة شديدة وقال لها : يا أم نصر ؛ إن بني لم تتغن بهم ربات الخدور ولو فعلن ذلك لأخرجتهم من المدينة
ولكني خفت على النساء في المدينة من ابنك ولهذا أخرجته
ثم إن نصر بن حجاج مكث في البصرة مدة وأرسل إلى عمر بن الخطاب رسالة يستجديه فيها بأبيات علَّه أن يرجعه إلى المدينة قال فيها :
لعمري لئن سيرتني وحرمتني ,,,,,, وما نلتُ ذنباً إن ذاك لحرامُ
وما نلتُ ذنباً غير ظنٍ ظننتهُ ,,,,,, وفي بعض تصديق الظنون أثامُ
أأن غنت الدلفاء يوماً بمنيةٍ ,,,,,, فبعضُ أماني النساء غرامُ
ظننتَ بي الظن الذي لو أتيتُهُ ,,,,,, لما كان لي في الصالحين مقامُ
فأصبحتُ منفياً على غير ريبةٍ ,,,,,, وقد كان لي بالمكتين مقامُ
ويمنعني مما تمنتْ حفيظتي ,,,,,, وآباءُ صدقٍ سالفون كرامُ
ويمنعها مما تمنتْ صلاتها ,,,,,, وفضل لها في قومها وصيامُ
فهاذانِ حالانا فهل أنت مرجعي ,,,,,, فقد جب مني كاهلٌ وسنامُ
إمامَ الهدى لا تبتلي الطرد مسلماً ,,,,,, له حرمة معروفة وزمامُ
فدمعت عينا عمر رضي الله عنه لِما رآه من شوق ووجد نصر بن حجاج للرجوع إلى المدينة
فأرسل إليه قائلاً : لا والله لا تساكني في بلدة أنا فيها
رضي الله عن عمر بن الخطاب
فقد ضرب لنا أروع الأمثلة في الحكم والسياسة
عليك سلام الله يا عمر في الصالحين وعليك سلام الله في الخالدين
عليك سلام الله وقفاً فإنني ،،،،،، رأيتُ الكريم الحر ليس له عمرُ
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأهل بيته وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً
منقول | | | | |
|