03-26-2007, 07:09 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | Mar 2006 | العضوية: | 32 | المشاركات: | 835 [+] | بمعدل : | 0.12 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
كل ما يخص آل البيت الأنساب بين الإهمال والاعتبار الأنساب بين الإهمال والاعتبار
عبدالله فراج الشريف
كتب السنة من صحاح وسنن ومسانيد ومصنفات ومستدركات وأجزاء.. مليئة بالنصوص الدالة على العناية البالغة بالأنساب دون أن يعني ذلك تقديساً للنسب
شرع
الإسلام في البدء حفظ الانساب من أجل التعارف، وجعل ذلك فضيلة، واشتهر من علمائه حتى في جيل الصحابة من يعرف الأنساب ويعتنى بها، فيعرف للعرب أنسابهم ويميز بين شعوبهم وبطونهم وعشائرهم، ويرجع إليه في كل ذلك من غير نكير، وأدرك ذلك المشتغلون بالعلم الشرعي واهتموا به، ولتأييد هذا الاهتمام حرم الإسلام الطعن في الأنساب والاستهانة بها، لكنه في توازن تام كما هو شأنه دوما حذر أن تكون سبب فخر وتكبر على الخلق، فربط الفضل بالتقوى، فأكرم الخلق عند الله التقي، وأن لم يكن له نسب معروف، ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، والتقوى هي طاعة الله في ما أمر واجتناب ما عنه نهى، مع مروءة تجعل الإنسان يترفع عن النقائص ويحفظ عرضه عن أن تقع فيه الألسنة التي تكب أصحابها على مناخرهم في النار، ومن هذه التقوى الواجبة ألا يطعن أحد في نسب أحد، فتلك معصية لا يقع فيها من كان من عامة المسلمين فكيف بعلمائهم وأهل الرأي فيهم، فما بالك بمن ينكر نسب قبيلة بأسرها لها فضل أيده الشرع، في الحديث الصحيح الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم). وللاصطفاء معنى يدركه من كان علمه باللغة وافراً، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده، والله يعلم حيث يجعل رسالته، أليس يقول رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح ( تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية، وتجدون شر الناس ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه)، فقد كانت لهذا السبب عناية علماء الأمة بالأنساب بالغة، وهذه كتب السنة في صحاح وسنن ومسانيد ومصنفات ومستدركات وأجزاء مليئة بالنصوص الدالة على هذا الاهتمام، ومنها المناقب التي جزء منها النسب، يعرف من خلالها طالب العلم الفضل لأهله، ويعرف للخلق أقدارهم، فلا يقع في معصية احتقار الخلق، الذي يثيره الحقد والحسد في بعض النفوس، ولم يعن ذلك ولن يعني تقديسا لذي نسب أو حسب، ولكن ليس من العلم أن قول قائل أن الهاشميين طبقة تتميز عن الناس وتختص بحقوق لها عليهم لم يرد بها الشرع وأن من الناس من يعظمهم ويقدسهم، وهو قول غريب ، فلعل نسب هؤلاء استدعى أن تكثر السهام التي توجه إليهم، ثم يسأل غيره: هل لهؤلاء ميزة على غيرهم، فيجيبه بأغرب إجابة قرأتها في حياتي قائلا: كان لهم مزية في العهد النبوي وما قرب منه، حيث منعهم من أخذ الزكاة لأنها من أوساخ الناس، ولكن هذه المزية ضعفت في هذا العهد، وذلك لبعدهم عن النسب الهاشمي، فإن أولئك كادوا يجتمعون مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في الجد الثالث ونحوه وهؤلاء إنما يجتمعون به بعد ثلاثين جدا أو أربعين فضعفت تلك المزية، وهو قول غير مسبوق ولن يجد من يتابعه عليه، وهو قاعدة في النسب مخترعة لم يقل بها أحد، تقتضي ألا بقاء للنسب بعد الجد الثالث، وعلى ذلك لا يصح لأحد نسب لا من الهاشميين ولا من سواهم، وهو تشكيك في نسب قبيلة كبيرة يحترم الناس فضلها ولا تدعي لنفسها قداسة، بل يعتبر أفرادها نسبهم يحملهم تكليفا ثقيلا، والغريب أن المجيب أباح لهم الزكاة إذا كانوا فقراء، اعترافا منه بنسبهم فتناقض، ولكنه عاد بعد ذلك إلى التشكيك في نسبهم فقال: لاشك أن من يدعون أنهم من الهاشميين في دعواهم نظر، ثم أفتى آخر بما يناقض قوله عندما سئل عن قول مالك: الناس مؤتمنون على أنسابهم، فحكم للمدعي النسب اذا كان محل ثقة وصدق وأمانة بقبول قوله حتى لو نفت القبيلة التي أدعى الانتساب اليها صحة نسبه، مبررا ذلك بأنه قد يكون من النازحين عنها، وهي أقوال شاذة متناقضة لا يدري من خلالها على ما استقر رأي الرجل عليه، فهو يقول أيضا في موقع آخر: فإذا تسمى إنسان أنه من قبيلة بني فلان فأنه مأمون على نفسه ما لم يكن هناك دليل على خطئه، ولكنه لم يجر قاعدته على الهاشميين الذين حكم على كل من انتسب اليهم أن في دعواه نظرا، فللناس أن يدعوا ما يشاءون أما الهاشميون فمحرومون حتى من صحة النسب، فلا تنسب هذه الأقوال إلى علم ولا يقوم عليها دليل من نقل أو عقل، وإنما هي أقوال تطلق على عواهنها، لا ندري ما سبب اطلاقها، خاصة في هذا الوقت بالذات ثم أن تضمن كتابا يشتمل على كثير من الأخطاء هو كتاب (العصبية القبيلة) وينشر على الناس، ولعلنا نجد وقتا متاحا لتتبع ما فيه من الأخطاء بيانا للحق، مع غلبة ظننا أن مؤلفه ومقرضيه إنما أرادوا النهي عن العصبية الجاهلية، التي نهى عنها الدين، والتي تضر بالمجتمعات المسلمة، وأول من يقفون ضدها الهاشميون، إحسانا للظن بكل أخ مسلم، أنه لا يتعمد انتقاص إخوانه المسلمين أو الإساءة اليهم عمداً، ولعل من يقرأ هذا المقال من أهل العلم يطلع على الكتاب المذكور، وما فيه من أقوال نقلت بعضها هنا فيبين للناس الصواب في هذا الأمر الخطير، حتى لا تجري هذه الأقوال مجرى الفتوى التي تفجر خلافا لا حاجة إليه في مجتمع متآلف لمجتمعنا في هذه البلاد المباركة، التي عرف حكامها وأهلها الفضل لأهله وأعطوا كل ذي حق حقه، ولعل من اخطأ يعتذر عن خطئه، فذاك ما نرجوه له الله ولي لتوفيق.
توقيع : صريح للغاية | ولقد دعتني للخلاف عشيرتي.. ... ..فعددت قولهم من الإضلال
إني امرؤٌ فيَّ الوفـــــاء سجيـة.. ... .وفعــال كل مهـذب مفضـال
| |
| |