03-23-2007, 03:39 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | البيانات | التسجيل: | Oct 2006 | العضوية: | 397 | المشاركات: | 1,531 [+] | بمعدل : | 0.23 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
لحياة اجتاعية أفضل العدل بين الأبناء يشيع الحبّ والتسامح بينهم.
دعوا الأبناء يتحدثون عن أنفسهم؛ فإن الحديث فيتامين الشخصية، ولا تطمسوا شخصياتهم وتتباهوا بصمتهم؛ لأن هذا الصمت مؤشر خطير على الإحساس بالقهر والاستلاب وضعف الشخصية والإرادة، وهذا يجعلهم صيداً سهلا ً للمصاعب والمشاق والعقبات التي يواجهونها في الحياة
إن الله عادل يحب العدل، وأمر به عباده ونهاهم عن الظلم، وقد حرم الله الظلم على نفسه، وجعله بين
الناس محرماً هذا على الصعيد الاجتماعي بين عامة الناس، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بعدل الرجل والمرأة بين أبنائهما؟!
إن تفضيل الأبناء على البنات هو ظلم كبير، ومخالفة لهُدى الله وهدْي رسوله، وهو انقياد لجفاء الجاهلية وقسوتها، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في صورة قبيحة ليس أقبح منها ولا أفظع حين يستقبل أحدهم خبر ولادة زوجته لمولودة أنثى: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ). (النحل:58-59)
ما أجفى هذا الإنسان الذي يستقبل نعمة الله عليه بالجحود والنكران، بل يتمادى في جحوده بالتنكر لزوجته وإهمالها والتجهم في وجهها حين تنجب له بنتاً ويعيرها بأنها لا تنجب إلا البنات، وكأن المرأة هي المسؤولة عما في رحمها، متناسياً أن هناك أناساً حرموا من نعمة الإنجاب، وكان عليه أن يشكر الله أن أعطاه هذه المولودة التي تشيع الرحمة في بيته، والتي إن رباها وأحسن تربيتها تكون له جُنّة من النار، وتكون سبباً له في صحبة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة...
ما أظلم قلوب هؤلاء الناس الذين يحتفون بالذكور دون الإناث، ويجاهرون بمحبة أبنائهم دون بناتهم، ويخصون أبناءهم الذكور بالسخاء في الإنفاق بينما يحرمون الإناث...
ما أظلم هؤلاء الذين يحرمون بناتهم من الميراث حتى يبقى المال في ذكور القبيلة، ولا يذهب المال لأبناء الرجال الأباعد:
بنونا بنو أبنائنا وبناتُنا بنوهن أبناءُ الرجال الأباعدِ!!
ما أظلم هؤلاء الذين تبلغ بهم الجفوة -كما في بعض المجتمعات- بأن يخصوا الذكور دون الإناث بأطايب الطعام، بينما يحرمون الإناث؛ فيخصون الأولاد باللحم ويحرمون البنات، وتبقى البنات محرومات من اللحم لشهور يبصرن اللحم، ولا يستطعن أن يمددن أيديهن إليه...!
إن التمييز بين الأولاد يوغر العداوة بينهم، ويشيع التحاسد والتباغض؛ ففي الوقت الذي يقع الولد المفضَّل ضحية للغرور ثم الحسد من إخوانه، فإن ذلك أيضاً يؤدي إلى عقوق الأولاد لآبائهم؛ لأنهم سيكرهون آباءهم وأمهاتهم الذين فضلوا الكبير على غيره من إخوته أو فضلوا الصغير وآثروه بالمحبة والعطية على سائر الأولاد، وإن هذا السلوك الخطير قد يؤدي إلى تحطيم شخصية المُفضَّل عليه وشعوره بالنقص والدونية، في الوقت الذي يؤدي ذلك إلى غرور المُفضَّل و انحرافه وتحوله إلى حياة الرذيلة وعالم الإجرام، وما أشقى الآباء الذين يقدمون للمجتمع أبناء منحرفين ومحترفي إجرام والسبب في ذلك ظلم الآباء وجنوحهم عن العدل الذي يشيع المحبة والألفة بين الأولاد ...
إن تربية الأبناء مهمة جليلة تحتاج إلى صبر ومصابرة وثقافة للتعرف على شخصية الابن لتوجيهه بحكمة بعيداً عن لغة العنف والاغتيال لشخصيته بغرض السيطرة عليها حتى نصل إلى تهيبهم لنا واحترامهم لنا؛ لأن هذه الديكتاتورية في قيادة الأبناء تهدم شخصياتهم وتحرمهم من النمو السوي في ميولهم ورغباتهم وتغرقهم في بحر من العقد... إن على الآباء والأمهات أن يتيحوا لأبنائهم وبناتهم أن يعبروا عن حاجاتهم وهمومهم... دعوا الأبناء يتحدثون عن أنفسهم؛ فإن الحديث فيتامين الشخصية، ولا تطمسوا شخصياتهم وتتباهوا بصمتهم؛ لأن هذا الصمت مؤشر خطير على الإحساس بالقهر والاستلاب وضعف الشخصية والإرادة، وهذا يجعلهم صيداً سهلا ً للمصاعب والمشاق والعقبات التي يواجهونها في الحياة، والتي سببها عدم إتاحة الفرص للأولاد للتعبير عن طموحاتهم وآمالهم وتدريبهم على مواجهة العقبات بأنفسهم، فتنشأ نفوسهم صغيرة تشعر بالازدراء لقدراتها وطاقاتها، فتكثر من ترداد: لا أستطيع، لا أقدر، أخاف من المواجهة...
إن العدل بين الأبناء لا يتحقق إلا بالمساواة بينهم في الانتباه و حسن الإصغاء والاستماع والاهتمام وتوزيع النظرات والاستشارة، وحتى المساواة بينهم بالضحك معهم على نفس المستوى،و توزيع كلمات المحبة والثناء بينهم بالسوية...
يجب أن يتجنب الآباء المقارنة بين أبنائهم: انظروا إلى فلان إنه ذكي متفوق، بينما أنت خامل كسول، لا يمكن أن تنجح أو تتفوق... فإن ذلك يؤدي إلى شعوره بالإخفاق والإحباط، ووقوعه تحت وطأة التوتر والصراع النفسيين. كما يؤدي إلى الانطواء والعزلة والانكماش ...
إن أبناءنا وبناتنا غراس؛ فلننظر أين نغرسها، وبم نسقيها، ونغذيها حتى يكون الغرس يانعاً مثمراً؛ فيكونوا خدماً لأمتهم وأنفسهم ودينهم، كما يستطيعون أن يخدموا أنفسهم، وينطلقوا في الحياة طموحين غير هيّابين أو متردّدين...
منقول
|
| |