03-17-2007, 04:20 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Dec 2006 | العضوية: | 532 | المشاركات: | 146 [+] | بمعدل : | 0.02 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 10 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
لحياة اجتاعية أفضل اهل المدينة المنورة أهل المدينة المنورة
سبحان الله كيف أن أهل بلدة ما يعطيهم الله من حُسن الطالع ما يبزّون به الآخرين.. وهذا هو ما ينطبق تماماً على أهل المدينة المنورة، ويعرف ذلك كل مَن عاشرهم.. وهذا هو ما أستطيع أن أؤكده وأثبته بحكم تجربتي وصداقتي لكل مَن عرفتهم منهم.
فسبحان الله مرّة أخرى، فلم أجد السكون والوداعة وراحة البال في أي مكان في العالم أكثر مما أجده عندما أكون في تلك المدينة، فكل ما فيها جميل تقريباً، أهلها وأكلها وطبيعتها، والذي دعاني لتذكر ذلك هو ما حكاه لي أحدهم عندما قال: كنت قد ذهبت إلى المدينة المنورة قبل أعوام، وأقمت فيها مع عائلتي عدّة أيام، وقبل أن أغادرها بيوم ذهبت إلى إحدى البقالات واشتريت مشتريات كثيرة تجاوز سعرها (2000) ريال، وعندما أردت أن ادفع الحساب اكتشفت أنني فقدت حافظة نقودي، وأصبت بإحراج شديد وأردت أن أعيد كل ما جمعته من مشتريات، غير أن صاحب البقالة ذلك الرجل المديني الطيب، شعر بحالتي، وقال لي: إنني على يقين أنك رجل غريب وأنت في ضائقة، لكن ما عليك فكلنا إخوان، ووالله لن ترجع أي سلعة أخذتها فهي كلها لك، وسألني عن مكان سكني، فذكرته له اعتقاداً مني أنه سوف يحضر إلى هناك لاستيفاء مبلغ الشراء مني، فشكرته وأخذت المشتريات، وعندما وصلت إلى الفندق، وأنزلت عائلتي من الغرفة، وذهبت إلى صندوق المحاسبة في الاستعلامات لكي أشرح لهم الورطة التي أنا فيها، وإذا بالموظف يقول لي إن حساب غرفتي مدفوع بالكامل، إذ أن ذلك الرجل المديني الطيب، قد أرسل ابنه وسبقني ودفع أجرة الغرفة.
ولكي لا أطيل عليكم، فقد سافر ذلك الرجل إلى بلدته البعيدة وفي ذهنه أنه سوف يعيد ما دفعه ذلك الرجل المديني في أقرب وقت، غير أن مشاغل الدنيا أخذته، وكاد ينسى الموضوع، ويقول: إن الله فتح عليّ وأصبحت سمساراً في معرض مزايدة لبيع السيارات المستعملة، وفي عصر أحد الأيام، وبينما كنت واقفاً على سطح إحدى السيارات أحرّج عليها، وجمع من الناس ملتفون حولها يزايدون عليها، لمحت وجهاً مألوفاً سبق لي أن شاهدته.. فقطعت الحراج ونزلت من على السيارة، وتوجهت نحوه قائلا: هل أنت من أهل المدينة، وهل تملك بقالة؟! فقال لي: نعم، فتيقنت أنه هو ذلك الرجل الطيب الذي ساعدني، فسألته: هل تعرفني، وهل سبق لك أن شاهدتني؟! فقال لي: لا أبداً، رغم أنه يشرّفني أن أعرفك.. عندها لم أملك إلاّ أن آخذه بالأحضان وأسلم عليه.. وقلت له: إنك أكرم مني، فأنا مَن رفضت أن تأخذ ثمن مشترياته من بقالتك، وأنا مَن دفعت أجرة سكنه في الفندق دون أن تأخذ اسمه وعنوانه، وعندما أردت أن أدفع له ثمن ذلك، رفض بكل إباء وشِمم قائلا: أنت إذن لا تعرف يا أخي أهل المدينة، وأنت بذلك سوف تفسد عليّ متعتي بعمل الخير، إنني لم أفعل ذلك إلاّ لكي لا ينقطع فعل المعروف بين الناس، وحاولت معه بشتى الوسائل غير أن رفضه كان أقوى.. عندها دعوته على العشاء في أحد المطاعم، فاعتذر على أساس أنه مرتبط، لكنه وعدني أنه سوف يمر على المعرض غداً، وفي الغد انتظرته غير أنه لم يحضر، وبعد عدة أيام ذهبت إلى المدينة خصيصاً لكي أواجهه، وذهبت إلى مكان بقالته، وإذا المنطقة كلها قد تغيرت بفعل الأعوام والتطور، وإنني إلى الآن لا أعلم ما اسمه ولا أين مكانه.. غير أنه هو يعرف اسمي وأين مكاني.. لكن هكذا هم أهل المدينة المنورة.
للكاتب مشعل السديري
|
| |